samedi 11 mars 2017

عودة إلى الحظر الإعلامي على اعتقال صاحب الثورة نيوز في صحافة «النّعيق» وأرباب التّصفيق وإستراتيجية التّضييق




ما ان تم اعتقال مدير صحيفة الثورة نيوز محمد الناعم الحاج منصور عن طريق قضاء العسكر حتى تواترت على مقر الصحيفة تساؤلات عديدة تصب في خانة واحدة وهي ما هذا الصمت الإعلامي المريب على قضية خطيرة تمس الصحافة والصحفيين وتتجاوز تبعاتها سجن صحفي ومدير صحيفة من اجل مقالات إلى الدوس على مرسوم منظم للقطاع بطم طميمه. كانت أسئلة الشارع والجمهور المتابع تحمل في جرابها حيرة تبحث عن مخرج وتفسير جلي خاصة ان القضية أخذت صدى دوليا وإقليميا وغابت عن الساحة المحلية وكأن الأمر يتعلق بقضية سرقة شاب طائش لربطة بقدنوس ... 
كانت الأجوبة دفينة عندنا ومع ذلك لم نستطع ان نبلغ المتسائلين عن مسالة اللوبي السياسي الإعلامي الذي أحاط بالحاج منصور من اجل تكسير شوكته ولقم فاهه المفتوح على كل جوانب الفساد حجرا ... لم نستطع ان نقول إننا أخطأنا الاعتقاد حين روجنا ان الإعلام التونسي في اغلب منصاته تنفس الصعداء حين تمتع بنصيب من الحرية كما هو حاصل في بعض البلدان العربية بعد هبوب رياح التغيير وتبديل الأحوال واتساع سماء الآمال وبعد أن عرفت العروش التهاوي وسقطت من العلا رؤوس البلاوي ورموز الاستبداد  ومن لف لفهم في الانضمام إلى قوائم الكراسي المعمرة والأفعال المدمّرة ...وخلنا أن العمل الصحافي اليوم تغير عمّا كان عليه بالأمس حيث تنوعت الانتاجات لتجمع بين التوعوي، والنقدي، والتحليلي التنويري، والخبري المعلوماتي، والإنساني الذي يتعاطى مع الجوانب العاطفية والوجدانية ، لكنها في النهاية مختلفة تماماً عن الأسلوب الذي عملت به بعض وسائل الإعلام في العهد السابق على طريقة «النائحات» اللواتي يشعلن بكائيات المآتم ، ...وظننا ان الصحافة عاد لها إشعاعها وأصبحت أكثر من أي وقت مضى تلعب دورا واضحاً وكبيراً في إصلاح المجتمع من خلال فضح الفساد وبيان مواطنه ... وظلت عيون السلطة التي ترى من خلالها واقع مجتمعاتها اليوم ... وان الإعلام في الحياة شأن أي أداة أخرى مرهون خيرها وشرها بيد القائم عليها، فهو القادر على حرق وطن، كقدرته على بناء أوطان، وإطفاء حروب، وإصلاح شؤون دول.. كان هذا اعتقادنا الى ان تبينت لنا قوى الجذب أدارت الرقاب إليه ... وأعدت له إستراتيجية لاستمالته من أجل العودة إلى بيت الطاعة بعد أن خلنا أنه طلقها طلاقا بائنا لا رجعة فيه ؟؟؟ ...و تم القبض بيد من حديد على السلطة الرابعة وتطويعها خدمة لاجندا مكشوفة من خلال استخدام الدمى والبيادق التي لها مصالح خاصة تلك الماسكة بدكة السياسة في تونس.


خناق إعلامي مقيت 

المؤكد ان اعتقال محمَد ناعم الحاج منصور كان نتيجة ضحيَة مؤامرة محبوكة تسعى لإخماد صوته الذي لطالما علا صادحا بالحق الذي يبدو أنَه لم يرق للحاكم وحاشيته. والمعلوم أن نقابة الصحفيين تعاملت مع اعتقال مدير صحيفة الثورة نيوز بمنطق التشفَي. فبغضَ النظر عن موقفها من محمَد ناعم الحاج منصور وجريدة الثورة نيوز، كان حريَا بها أن تكون ضمن المدافعين عنه وتعمل على استغلال سلطتها للتصدي لمثل هذه الانتهاكات.. 
إلا إن ما بدر من النقابة يؤكَد أن محمَد ناعم الحاج منصور يعدَ من المغضوب عليهم الذين لم ينجحوا في كسب ودَ "الرقيب" ناجي البغوري حيث ساهمت الثورة نيوز في فضح العديد من ملفات فساده وممارسته اللاأخلاقية التي أثبتها حياده عن دوره النقابي على اثر ما بدر منه اثر سجن صاحب الجريدة، لنفهم أنَ نقابة الصحفيين ليست سوى أداة تصفية حسابات خاضعة لتوجهات معيَنة وتعمل وفق أجندا مدروسة تخضع الإعلام لخدمة أطراف أبت جريدة الثورة نيوز منذ صدورها أن تعمل لحسابها. 
ومادمنا نتحدث عن اللوبي كان لزاما ان نشير بالإبهام إلى كواليس التحالف السياسي الإعلامي لضرب حرية صاحب الثورة نيوز ... وننطلق من التعريج عن البيان الذي أصدرته يوم الاثنين 11 جويلية 2016 شرذمة من الجمعيات وهي جمعية مديري الصحف الحية في عداد الأموات ثم النقابة بالتوريث فهيئة مكافحة الفساد والرشوة والفاجعة كانت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان... بيان استهدف مباشرة صحيفة الثورة نيوز ووصفها بصحيفة المجاري ولوبي مافيا الإعلام ... حيث تلقته بعض الوسائل ونشرت البيان وكأنه أهم خبر جلل طفا على حين غرة في البلاد وهم يعلمون أنهم يضمرون للصحيفة السوء ويتربصون بها تلا البيان اجتماع الرباعي الممضي بالباجي قايد السبسي في قصر قرطاج لقاء هندسه المستشار المزعوم نور الدين بن نتيشة ثم تلاه لقاء اخر برئيس الحكومة المكلف يوسف الشاهد بل حتى ان التصريحات الواردة بعد لقاء رئيس الجمهورية صبت في اطار تجنيد رئاسة الجمهورية لضرب الصحيفة وهو ماكان فعلا من خلال استخدام القضاء العسكري الذي هو تحت سلطة رئاسة الجمهورية لقصم ظهر الحاج منصور والزج به في غياهب السجون. 
من نور الدين بن نتيشة الى شوقي الطبيب مرورا بالطيب الزهار والعامل في الخفاء اعلامي معروف ر.خ الى كمال لطيف الى المهدي بن غربية الى رئيسي الدولة والحكومة كلها اطراف نافذة وفاعلة جعلت الحاج منصور في مرمى الهدف وجعلت وسائل الاعلام في صفها حيث صمت صوتها وخمد شعارها المدافع عن حرية الاعلام وكأن شيئا لم يكن ...


جريمة دولة بامتياز 

الخناق الاعلامي الذي عرفته قضية الحاج منصور كسرته جزئيا قناة نسمة من خلال التطرق الى القضية في وقت وجيز ولكنه كان مهما على الاقل من خلال التدخل الرشيق لزياد الهاني الذي طاف في صلب الموضوع واعتبر القضية جريمة دولة بامتياز ثم تناولتها فيما بعد قناة التاسعة في اطار تصفية حسابات من باعث القناة قبل ان يدلو محامي الصحيفة بدلوه ويوضح بعض النقاط التي ارتأى اللوبي تغييبها وخلق سيناريوهات مزعومة كحشر تهم الابتزاز والثلب حشرا ...



صمت رهيب محليا وتفاعل دوليا 

لم يتناول الاعلام التونسي في شكله العام قضية اعتقال الحاج منصور واقتصر دوره على نشر خبر في شكل برقي لا يتعدى سطرا او سطرين رغم أن الامر جريمة دولة بامتياز وتخص قطاعا باكمله وليس الحاج منصور في شخصه وصفته . صمت رهيب قابله تحرك بعض الجبهات السياسية التي استشعرت خطورة الجريمة وعملية ضرب الصحافة الاستقصائية في عمقها ولعل اهم رد نحسبه محليا هو بيان اتحاد الشغل الدي عرف من انبعاثه في الدفاع عن المبادئ الكونية والقضايا العادلة حيث اشار علنا ان عملية اعتقال الحاج منصور هو دوس على القانون المنظم لحرية الصحافة والاعلام في تونس .. 
و اقليما ودوليا كانت لهياكل المجتمع المدني في العالم دورا مشرفا من ادانة سجن مدير صحيفة وضربت عديد الصحف العربية من المغرب ومصر والجزائر الخناق الاعلامي وروجت للخبر على نطاق واسع خاصة بعد ان لامست خطورة الامر من خلال الدوس على الصحافة باحذية العسكر ...



المعطى الجلي 

المعطى الواضح والجلي اليوم ان القضايا التي تعلقت بمدير صحيفة الثورة نيوز محمد الحاج منصور والتي اعتقل من اجلها كانت واهية حيث برز اكثر من خلال اصدار محكمة الاستئناف العسكرية حكما بعدم سماع الدعوى في القضية الاولى التي اصدر في شانها قاضي التحقيق العسكري بطاقة ايداع بالسجن والمتعلقة اساسا ببيان جمعية قدماء العسكريين لبيان تحذر فيه من اخونة الجيش التونسي ... والمعطى الثاني البارز للعيان ان عملية اعتقال الحاج منصور كانت ليست الا لاسكاته عن فضح ممارسات ارباب الفساد في تونس وخلق القلاقل من خلال تناول صحيفته لمواضيع خطيرة متورط فيها كبار المسؤولين في الدولة ...
اليوم سقط الإعلام التونسي شيئاً فشيئاً فريسة الخضوع التام لهياكل السلطة، وخاصة تلك التابعة لسلطة لرئيس الدولة الباجي قائد السبسي وتأكدنا من مسألة أن موجة التسونامي التي تجتاح الصحافة الاستقصائية هي أكبر بكثير من مجرد بلوغ عدد الصحفيين الذين زُج بهم في السجون حداً غير مقبول ومثيراً للقلق، بل ثمة خطر وشيك يحدق بمستقبل الإعلام التونسي نفسه وبقيّمهِ وسلوكه المهنيين.وهو ما لا يعرفه اهل القطاع من الناعقين مع اللوبي والمصطفين وراءه مثل عساكر الكردونة ..



اليوم نصر وغدا أمر 

المعلوم أننا في الثورة نيوز دابنا وسنواصل على دابنا وعلى نفس المنهج الذي انطلقنا منه فلسنا مما يلوك شتم الفساد من الغلاف إلى الغلاف ويكتفي بلعنه دون تشخيصه بأسمائه وأفعاله وآثامه بل نسعى جاهدين إلى تضمين مقالاتنا بالوثائق والأدلة والبراهين والقراءة بين السطور والغوص في تفاصيل الخبر وكشف ما خفي منه بقراءة تحليلية متزنة يكون المنطق قوامها...فكانت لنا دون مجاملة نظرة ثاقبة وكان استقراؤنا للأحداث سليم وصدق حدسنا .فكم من رجال أعمال  وسياسيين كشفناهم وكم من رؤوس أسقطناها وكم من ملف كنا سباقين في طرحها في وقت كانت بعض الأبواق تنادي عكس ذلك وترضع من ثدي الإشهار والدعم المغشوش الذي تتناوله .... وفي الثورة نيوز بقدر الإخفاق يوجد نجاح، وبقدر التقصير يوجد المجتهد، وبقدر السواد يوجد بياض، والهدف النهائي أن نسلط سيف نقدنا وانتقادنا على عمل كل مسؤول ليس لتصوير شخصه إنما لنشجع على لانجاز من ناحية ولنخلق التنافس بين انجازات المسؤولين في خدمة الشعب أمام الرأي العام ، ليعرف الناس من هو الأجدر بالبقاء في منصبه لخدمة الناس...فتلك رسالة الإعلام وأهدافه السامية ولعمري ان أشباه المسؤولين ومن والاهم قادرين على استيعابها ...

 حبيب العرفاوي




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire