lundi 20 février 2017

بعد مهازل تعيين المعتمدين : أرحام الأحزاب تدفع ... وأرض الدولة تبلع





قال احدهم :ّمثلُ أي حيوان متوحش يبدو البعض وهم يتعاركون على فريسة نهشتها أنياب نمر في غابة فتهاوت على الأرض، والتئم عليها بقية النمور ليتقاسموها وتندهش العين وهي ترى عشرات الأفواه والأنياب تقطع أوصالاً وتسحب منها ما تقدر عليه، ثم يترك منها ما تتهاوى عليه الضباع وبنات آوى والثعالب، ثم الطيور التي تهوي من السماء، ولا يتبقى سوى العظام التي ينخرها الدود، فتبلى وتتبعثر ثم تتحول إلى بقايا رماد يذوب في المطر ويتداخل مع الثرى المبتل، ليذوي إلى الأبد ملبياً غريزة الطبيعة، بعد أن لبى غريزة الجوع والنهش عند حيوانات الغابة....»
مؤسف أن تتحول القضية في تونس إلى نوع من هذا الصراع بين مجموعات حزبية تعلن كل واحدة منها دفاعها  عن جماعتها وداخل الحزب الواحد يتعارك القادة ليوزعوا المناصب فيما بينهم، ولا يقتصر الصراع على الوزارات والمناصب الكبرى فهناك آلاف المناصب الدنيا، ومنها ما يحتوي على منافع لا يعلمها إلا الله والراسخون في السياسة والنصب والاحتيال والمنفعة...
آخر شطحات الخنفيري كانت على مناصب المعتمديين خلال حركة جزئية تأخرت بسبب التجاذبات الكبرى التي تعرفها الأحزاب ثم ظهرت فكانت المهزلة باتم ما تحمله الكلمة من معنى 
سقطت الجموع الحزبية في بحر التجاذبات مدفوعة بمبدأ الغنيمة على قاعدة التعيينات الحزبية والأقربون أولى بالمعروف .. هذا انشقاق في نداء تونس وحرب حامية الوطيس داخله ... وهذا لهيب مستعر داخل حركة النهضة ...  وهناك على فوهة بركان  يعيش كل من الاتحاد الوطني الحر وحزب أفاق تونس... التسول أفضل طريقة لبعض الاحزاب الاخرى لظفر حتى بقدم كرسي 
  مشهد سياسي ركيك تحول فيه مفهوم الدولة إلى أشبه ما يكون بمفهوم القبيلة.. ومشهد يؤكد أن الوضع السياسي  تدنى نحو الانحطاط وأن ما يسمى بالثورة لم تخلف إلا وحوش جائعة هجمت بعد انتخابات 2011 على مغارة علي بابا وخرجوا بما ثقل من حمله ووحوش أخرى ظهرت بعد انتخابات 2014 أكثر طمعا وجشعا ببطون خاوية ونفوس ضارية 
 لم تعلم الوحوش أن بفكرهم الغنائمي قد جنوا على بلدهم فأحرقوه ووطن غضا نديا طيبا عذبوه فلم تشفع له معاناته ولا أزماته ولا ارتجاجاته حتى قادوه إلى موقدة أعدت داخل غابة ازدحمت بالوحوش في حفل شواء عد على عجل، بحضور كل حيوانات الغابة بينما كانت عينا الوطن ترصد بفزع ما يجري حولها من عري سياسي وأخلاقي وأنساني، وشهوة المنصب التي استبدت بالضواري من وحوش الغابة، قبل أن تتلقى الأوامر لفتك البلد حيا 
هم كذلك دوما ذاكرتهم مثقوبة  تناسوا بان هناك شعب ووطن جريح وهناك مؤسسات دولة ينعق فيها الخراب وهناك مواطنين ينتظرون بفارغ الصبر ساعة الفرج التي تلبي طموحاتهم وآمالهم وتطلعاتهم وهناك دولة معطلة تنتظر البناء والإصلاح ... دولة ممزقة بالصراعات ودولة زادها التطاحن والعراك على المناصب ومراكز النفود هما على غم ودولة مهددة بالقادم الأسوأ والأعظم فداحة وسادتنا يذرفون دموع التماسيح بالنفاق الشرير على وطن تهدد كيانه عصابات داعش  ... وهم لا يعلمون كذلك انهم بتصرفاتهم وسلوكهم المهين يدفعون أولاد الطبقة الهشة إلى وقود وحطب للحرب وفريسة سهلة البلعان للإرهاب فيما ظل أولادهم وأحبابها مدللين يتنعمون في كبر العواصم الأوروبية والعربية وينفقون الأموال الطائلة بالبذخ المجنون على لياليهم الحمراء من الأموال المسروقة من ضلع الشعب والبلاد تغرق في الفوضى الخانقة دون بصيص أمل...
رئيس الحكومة الحالي ظل يتربع على عرش الحكومة في صورة أشبه ما يكون بالرهينة وتحمل مسؤولية اقل ما يقال عنها أنها بطعم التوت المر...فالرجل انه انحنى أمام المطلبية الحزبية التي تأتيه من كل حدب وصوب 
 فمتى يعرف رئيس الحكومة الحالي انه أمام التحديات الكبرى المنتظرة لا يمكن بتاتا أن يترك الدولة تنهار على عروشها بسبب وحوشها فلم يعد وقت للتسامح ومد الحبل للمراهنين من السياسيين على تكسير شوكة الدولة من أجل القفز على حرمتها وسيادتها والفوز بغنيمتها ... فالمطلوب اليوم من رئيس الحكومة اختيار كفاءات إدارية مستقلة ونزيهة ونظيفة اليد بعيدا عن خرم الأحزاب وسياسة اقتسام الكعكة وضرب بيد قوية لزحزحت الكراسي أمام دعاة الشرعية الحزبية وقطع الأرجل المكتوية التي كانت مسبولة على كراسي المناصب دون فائدة ... والمطلوب اليوم من رئيس الحكومة في تعبير مقتضب سليم آن يشتغل عزيزا أو ان يستقل وهو كريم 


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire