mercredi 1 février 2017

‬باحث‭ ‬في‭ ‬الحضارة‭ ‬يكتب‭ ‬للثورة‭ ‬نيوز: على‭ ‬هامش‭ ‬تصريحات‭ ‬وزير‭ ‬التربية‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬تلفزي… ‭ ‬هل‭ ‬هو‭ ‬الجهل‭ ‬أو‭ ‬التجاهل؟




فاجأتني تصريحات السيد وزير التربية إبان استضافته من طرف الصحفية مريم بالقاضي في قناة الحوار التونسي الخميس 12-01-2017 وتملكتني الحيرة والغرابة فإما أن يكون جاهلا بدواليب وزارته وتلك طامة كبرى لأنه بذلك يدخل في خانة « غلطوني « العبارة الشهيرة للرئيس المخلوع وإما أن يكون متجاهلا ونحن إلى الرأي الثاني أميل وليسمح لنا شاعر العربية الكبير أبو الطيب المتنبي أن نحور في بيته الشهير لنقول:
وللنفس أخلاق تدل على الفتى
أكان جهلا ما أتى أم تجاهلا
وفي هذا الإطار أريد الإشارة إلى جملة من المسائل والمغالطات التي وردت على لسان الوزير أرى لزاما على الرأي العام معرفتها وهو الرأي العام الذي يستمد الوزير شرعية تشبثه بالوزارة انطلاقا من قبوله له فقد صرح أنه تم صرف كل المستحقات المالية الخاصة برجال التعليم وهي لعمري مغالطة كبرى يفندها واقع الحال فمنحة الريف مثلا التي ينتظرها معلمو الأرياف بفارغ الصبر لم يتم صرفها البتة إلى حدود ظهوره في البرنامج التلفزي المشار إليه فمنذ عين سيادته على رأس الوزارة أضحت تصرف في شهر جوان ومن قبل كان لا يتجاوز موعد صرفها شهر فيفري من كل سنة أما في ما يخص تحسين الأكلة المدرسية فهو أمر يدعو للغرابة فعلا فكأني بالوزير يتحدث عن كوكب آخر فعن أي أكلة تتحدث سيدي ومعظم المطاعم المدرسية الخاصة بالأرياف في هذا الموسم الدراسي بالذات مغلقة وهي التي كانت تسدي خدماتها إبان شهر نوفمبر من كل سنة ؟ وحتى الأكلة في مبيتات المعاهد الثانوية لم يطلها التغيير! ثم عن أي إصلاح تربوي تتحدث وعن أي ثقافة وانجاز وشخصيا  وقعت لي تجربة مريرة مع مندوبية التعليم بسليانة فقد ظللت أراسل المندوبية المرة تلو المرة للقيام بنشاطات  ثقافية وأنا أستاذ عربية وطالب الدكتورا (ورئيس جمعية ثقافية وقاص وشاعر وروائي) حتى أنني اتصلت بالسيد والي سليانة للتدخل لدى مندوبية التربية ليسمح لنا المندوب الموقر بتأثيث نشاطات ثقافية في المؤسسات التربوية رغم شراكة الجمعية التي أرأسها مع الوزارة ثم أريد أن أعلمكم سيدي الوزير بجملة من التجاوزات أرى لزاما عليك الإلمام بها ففي مدرسة ابتدائية وهي مدرسة الخروبة التابعة لدائرة قعفور من ولاية سليانة تم بناء دورة مياه جديدة خاصة بالتلاميذ والإطار التربوي من طرف مقاول أنهى الأشغال في شهر ديسمبر 2016 في حين أن المدرسة وقع ترميمها في سنة 2012 وتم بناء دورة مياه جديدة بها في ذلك الوقت خاصة بالتلاميذ والإطار التربوي فهل يدخل البناء الجديد والمنتهية أشغاله في ديسمبر الفارط في خانة إهدار المال العام أم ماذا؟
أسأل وأرغب في إجابة شافية وكافية خاصة وأن سور المدرسة المذكورة غير مكتمل   وهي عرضة للكلاب السائبة والخنازير التي تروع التلاميذ فإن قال قائل انتفعت المدرسة بأموال هبات ومنظمات عالمية أقول ما ضر لو تم صرف الأموال من أجل إكمال نقائص تفتقر إليها المدارس المستفيدة وعلى ذكر التلاميذ الذين ترغب في إفادتهم بأنشطة ثقافية يرفض بعض المندوبين القيام بها على غرار مندوب سليانة ويتغاضى معظم مديري المدارس الإعدادية والثانوية عن تخصيص مساء الجمعة من كل أسبوع لانجاز فروض واختبارات في مختلف المواد بدل القيام بالنشاطات الثقافية ، وأختم بنقد أسلوب الوزير في الكلام فهو غاية في التهكم والنرجسية وهو الذي ما فتئ يوسع دائرة الخلاف بينه  وبين المربين فكم مرة ذكر أنه أستاذ ومختص في التاريخ الإسلامي وصاحب مؤلفات عديدة ومتعددة!؟ ولعل ما يثير الغرابة فعلا هو إجابته عندما سألته الصحفية عن الإضرابات والاعتصامات فقد رد قائلا : «أنا ما هوش اسمي عصام!» وختمها في القناة الوطنية بقوله تشبثا بالكرسي الذي أطاح بأعتى العروش «أنا مانيش مســتقيـل» والأجدر بالوزير أن تكون إجابته رصينة ومعبرة وعاكسة لمستواه الأكاديمي والوظيفي وهو المسؤول الكبير في الدولة




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire