mercredi 22 février 2017

ديوان التونسيين بالخارج ونيران السّياسة ( الحلقة الأولى) : أباطرة الفساد وسعيهم المحموم إلى إلحاق الديوان بوزارة الخارجية




ستشرع صحيفة الثورة نيوز بداية من هذا العدد في تأثيث عدد من الحلقات حول الحروب الباردة سواء التي تدار مباشرة أو بالوكالة من أجل أن يدخل ديوان التونسيين بالخارج بيت الطاعة من جديد وحتى يكون مرة أخرى دجاجة من بيضها الثمين يأكلون .. وقميص عثمان الذي به يتاجرون ..وستكشف الصحيفة بالاستقراء العميق والشاهد الدقيق في أعداد لاحقة اعتمادا على وثائق يعود بعضها إلى فترة ما قبل 14 جانفي 2011 ويعود بعضها إلى ما بعد هذه الفترة ملفات فساد ثقيلة تورط فيها « رجال « بن علي بالأمس .. ولعل أغرب ما في تلك الوثائق أن بعض سدنة الفساد قد أعادتهم سياسة خاطئة كاذبة إلى أعلى المراتب وأسناها بعد أن قال لهم أبناء المناطق المهمشة والحواري الفقيرة ألا بعدا لأتباع بن علي .. ألا سحقا لمن أفسد داخل الوطن وخارجه..
وما كنا في الحقيقة لنفتح باب هذا الملف على مصراعيه لو لم نر من يوم لآخر أن حزبي حركتي النهضة والنداء يتنافسان تنافسا شديدا في تعيين فسدة التجمع في مناصب كانوا قد طردوا منها بعيد الثورة. وإذا كان تعيين الولاة قد كشف بما لا يدع مجالا للشك عفن السياسة الرخيصة فإن ما يدور في مطابخ الأحزاب من أجل تدجين ديوان التونسيين بالخارج هو أشد وأنكى ولعل في الصراع الحزبي الدائر الآن من أجل تعيين الملحقين الاجتماعيين ما يشير إلى أن الديوان هو في مرمى نيران السياسة . وفي كل ذلك ما يؤكد حقيقة مرة وهو أنه ليس بالإمكان أحسن مما كان بل تؤكد أن الحاضر أسوأ من الماضي ( لا نقول ذلك تحسرا على نظام استبدادي لا أعاده الله علينا ) وأن القادم أسوأ.


قد لا يخفى على متابع لما يدور من صراعات معلنة وخفية من أجل السيطرة على ديوان التونسيين بالخارج أن بعض بارونات التجمع الذين عادوا بقوة – بعد الرسكلة التي خضعوا لها في السنوات الأخيرة - إلى الساحة واحتلوا مراكز القرار خاصة في مجال الهجرة لم يرق لهم الخيار الذي سار فيه الديوان بعد الثورة ونعني مسار الاستقلالية والنأي بهذه المؤسسة عن الممارسات القديمة والمضي قدما نحو العمل الاجتماعي الصرف من خلال التركيز على مشاغل المهاجرين التونسيين ومعالجة كبرى القضايا المتعلقة بالهجرة في إطار الإحاطة الاجتماعية بمفهومها الواسع للتونسيين في الخارج وعائلاتهم خارج تونس وداخلها .


أول قطرات الفساد إلحاق الديوان بوزارة الخارجية ثم تنهمر 

يبدو أن صناع القرار السياسي أو بالأحرى صناع الفساد قد قرروا أن تكون جولتهم الأولى في حربهم على الديوان إلحاقه بوزارة الخارجية عبر كتابة الدولة للهجرة والتونسيين بالخارج المحدثة مؤخرا صلب هذه الوزارة . كما قرروا – فيما قرروا – هكذا ودون أخذ عبرة من ماض قريب إسناد هذه المهمة إلى أحد رموز التجمع الضالعين في ممارسات التفرقة بين أبناء الوطن الواحد . وصاحبنا هذا الذي عمل بمقولة « فرق تسد « عينه بن علي كاتب عام لجنة تنسيق سابق بألمانيا . ولسنا في حاجة إلى أن نسمي الأشياء بأسمائها فغايتنا أبعد ما تكون عن التشهير بذكر الأسماء وإن كنا على إيمان بأنه من « الكي يأتي الشفاء وأنه بالمثال يتضح الحال ..» فالمسألة أكبر من أن ذكر فلان أو علان فهي لعمري متعلقة بديوان وأي ديوان هو ؟؟...
والذي لا شكّ فيه أنّ هذا الصنيع إنما يندرج ضمن مخطط التجمع المرسكل وحلفائه الجدد والقدامى على حد سواء من أجل إعادة السطو على مؤسسات الدولة ولا سيما ديوان التونسيين بالخارج حتى يتم توظيفه من جديد لخدمة الحزب لا الدولة وتحكيم معيار المحاصصة الحزبية في تسمية الملحقين الاجتماعيين تحت شعار وزارة سيادة لاستعمالهم واستغلالهم في المحطات الانتخابية القادمة ومن ثم إرجاع حالة الديوان إلى ما كانت عليه عليه قبل الثورة وربما إلى أسوأ ما كانت عليه .
ولما كان كل شيء مباحا عند هؤلاء الجماعة فنحن (وإن كنا لا نعلم ما تخفي السرائر, وإن كنا لا نرجم بالغيب) فإننا لا نستبعد إمكانية أن تكون لديهم نية حل هذه المؤسسة وإحالة أعوانها على وزارة الخارجية وإذا حدث وتم ذلك فيا خيبة المسعى ويا سوء المآل فحينها سيجد أعوان الديوان أنفسهم في آخر المراتب بعد الدبلوماسيين والموظفين والأعوان التقنيين والفنيين ومن ثم لن تقوم لهم قائمة .


رسالة على الحساب قبل أن نفتحعلى الفاسدين الكتاب 

كنا نود لو أن النفوس الأمارة بالسوء ولا سيما من تورطت في جرائم فساد مالي وأخلاقي قد انسحبت نهائيا من المشهد السياسي وتركت الديوان لأهله الطيبين يسيرون به سير العارف بمصلحة البلاد أو على الأقل إن كان يعزّ عليهم الابتعاد أنهم فكروا إيجابيا وذلك بإعادة هيكلة ديوان التونسيين بالخارج للرفع من مستوى أدائه حتى يصبح قادرا على بعث مراكز اجتماعية ثقافية في الخارج تستجيب لمقتضيات المرحلة وتساهم في بناء الجمهورية وترسيخ مفهوم المواطنة من خلال الإحاطة الاجتماعية ونشر الثقافة التونسية بين أبناء وبنات تونس في الخارج من الأجيال الجديدة للهجرة . ونعتقد أنه لا وقت لدينا لنضيعه في الأوهام حتى نكون وقودا في رحى حرب المواقع . نقول قولنا هذا لمن عاد من أزلام النظام يسعى للإفساد في الديوان وإن كان ناسيا أو متناسيا من تقدم من ذنبه أو تأخر فنحن سنذكره في العدد القادم كيف أنه لم يجعل يده مغلولة مع المال العام بل بسطها كل البسط فبقي ملوما محسورا . 


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire