mercredi 22 février 2017

الأسبوع السياسي : المرزوقي وخيانة النخبة




إنّ أهم ما يميز المفكرين عن غيرهم هو انحيازهم إلى الحق ومصارحة شعوبهم حتى وإن جر ذلك عليهم الغضب والمحن والمشاكل.يذكر التاريخ أن عددا منهم شهدوا للحق وأشاروا إلى أخطاء المجتمع وموبقاته .ونالهم الأذى .وما وهنوا وما استكانوا.فرديناند سيلين هاجم العقلية العسكرية الاستعمارية .وغونتر غراس هاجم الشعب الألماني الذي صعّد هتلر.ولم يسع إلى تبرئته.غوغول هاجم تلك النفوس الميتة. كافكا شد بقوة على عالم تحكمه الكراهية ...إيميل زولا الروائي الفرنسي الشهير انتصر لذلك الضابط الذي حوكم ظلما وكتب مقالته الشهيرة أنا أتهم....
المنصف المرزوقي فعلها ولم يحسبها كثيرا.فقال إن في الشعب التونسي أخلاقا فاسدة كالنفاق والرشوة والسقوط الأخلاقي. وأرجع ذلك إلى الاستبداد.فهاجمه الشعبويون ورأوا في ذلك انتقاصا من قيمة الشعب التونسي .وحين أوردوا كلامه حذفوا منه ما يفيد أن الاستبداد هو السبب في ذلك.فمعلوم أن الاستبداد يقتل أهم ما في الشعوب.فمن دمر التعليم غير الاستبداد ؟ ومن ضرب الثقافة غير الاستبداد؟ ومن علم القوادة غير الاستبداد؟ ومن استباح أجساد التونسيات في حي النصر وغيره غير الاستبداد؟ ومن ضرب كل ما هو جميل ورائع غير الاستبداد؟ لكنهم قوم لا يعلمون. طوبال تلك التي يشبه وجهها وجه الموت دعت إلى نزع الجنسية من المرزوقي.والتافهة جميلة الشيحي هاجمته وكذلك فعل كل الأوغاد والأنذال.ومجموعة من المخنثين تظاهروا أمام منزله ليطردوه من منزله.ألا يعلم هؤلاء الأغبياء أن أهل الجنوب سيردون بالمثل ويطردون كل ساحلي من مدينتهم؟ ألا يعلمون أن مدينة سوسة هي من تلك المدن المفتوحة للجميع؟ وأن تونس لا يطرد فيها التونسي مهما أخطأ؟.
هؤلاء ينسون أن كل مجتمع فيه سلبيات كثيرة .فنحن بشر ولسنا ملائكة. ثم إن المطلع على كتابات المفكرين التونسيين يعلم أنهم قالوا أكثر مما قال المرزوقي .ويكفي أن نرجع إلى كتاب المنصف وناس الذي عنوانه الشخصية التونسية لندرك ذلك.فقد قال إن التونسي قد يبدو لك لطيفا .ولكن حين يتعلق الأمر برزقه فإنه يصبح شرسا.وقال إن التونسي يولي بطنه مكانة عظيمة ربما بسبب المجاعات التي عرفتها تونس مستدلا بمثل (أفادي قبل أولادي).ثم إن التونسي كثيرا ما يطأطئ الرأس أمام العواصف، وقد يسعى بعد ذلك إلى استيعابها....هذا بعض مما يميز التونسي .
فلماذا ننكر أن دولة الاستقلال وقبلها دولة البايات الفاسدين قد ضربتا أجمل ما في التونسي .وقد حفلتا بشخصيات تعيسة قهرت هذا الإنسان .فهل ننسى مراد بوبالة ومصطفى خزندار والغلام مصطفى إسماعيل وأحمد زروق وحسن العيادي وعمر شاشية وزرق العيون وبوكاسا والطرابلسية وووو.....
فنحن شعب لا يحب العمل ويحب الخبزة الباردة.ونحن شعب لا يقرأ .ويهاجم فيه كافون التعليم.ونحن شعب نلقي بالزبالة في الشارع ، وموظفون يكركرون ، وكثير من سياسييه يتقاتلون من أجل المناصب ، وفينا نسبة من الشعب باعت أصواتها الانتخابية ب20دينار.ونحن الشعب الذي حوّل ثورة الكرامة إلى ثورة بطون مما أنهك ميزانية الدولة.ونحن الشعب الذي يلقي بالحليب والبرتقال في الطريق.ونحن الشعب الذي يكذب فيه كثير من الصحفيين بغير حساب.ألسنا الشعب الذي أثار حنق أبي القاسم الشابي فقال له: يا شعب أنت روح غبية.ألسنا الشعب الذي لا يدفع فيه الأطباء الضرائب إلا نزرا ؟قليلا.ألسنا الشعب الذي ينجب أمثال الطاهر معدنوس

الطاهر معدنوس يريد أن يصبح زعيما

بعد أن تاجر بنضالات التونسيين في فترة الاستبداد وقبض من نضالاتهم مليارات كثيرة،وبعد أن عمل ضمن الثورة المضادة ، وبعد أن جمع ثروة ، قرر الطاهر معدنوس أن يصبح زعيما في بلد صار كل سياسييه زعماء ومناضلين رغم أن أكثرهم كانوا زمن الاستبداد نعاجا باستثناء المناضلين الحقيقيين الذين كانوا أقوى من الصخر.ولأنه يعتقد أنه صاحب كاريزما وعبقرية فقد قرر أن يؤسس حزبا سماه مستقبل تونس على غرار نداء تونس ومشروع تونس.ولسائل أن يسأل لماذا لا ينضمّ إلى حزب من الأحزاب؟ الجواب أنه يريد دكانا سياسيا يكون مثل شركة الرياحي ، أي يتحكم فيه كما يريد ويتزعمه كما يرى بما أنه هو صاحب رأس المال.وبلغة جماعة النداء صاحب الباتيندة.في البلدان المحترمة أصحاب رؤوس الأموال يستثمرون في الصناعة والزراعة والبنوك والخدمات.وفي تونس من يملك المال يستثمر في السياسة.طاهر معدنوس المال لا يصنع حزبا.فلا تبذر أموالك واستثمرها في الأعمال ، وإن كنت زاهدا في ذلك فقم برحلة إلى ..... أو ....كما صرحت ذات برنامج تلفزي...


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire