vendredi 24 février 2017

"القَايدْ" وحكومة الزّطلة




بنَى العراق زمن "صدام حسين" مفاعل "تمّوز".... وبنَى "جمال عبد الناصر" السدّ العالي... وبنَى "الخميني" مفاعل "بوشهر"... وبنَى بورقيبة المدارس والجامعات والسّدود... وبنَى "القذافي" النّهر العظيم... وبنى "بومدين" مصانع الجزائر.
 أمّا "قايدنا"... فبقي سنين عَددَا... صمَتَ فيها دهرا ونطقَ كُفرا... فأفتى في القوم بجواز "الزطلة"... انها غذاء الروح وبهجة المُهجة... كان حَدثا فَارقا، مُدهشا، مُبهرا... قالوا: أحسنت يا مولانا... قد أتيت فعلا ما سبقك إليه الأولون من أهل صالح وثمود... أنت البطل، وأنت الفحل، وأنت فارس الفرسان."
"زطلتنا" بناء مَشيد، هي أعلى من سدّ "أسوان"، وأَبقَى من مفاعلات العراق وايران.
"زطلتنا" إنجاز الإنجازات، وحدث الحوادث، ونازلة الدهر... هي هرم الاهرام.
"زطلتنا" نعمة في دورنا وحقولنا ومقاهينا وخمّاراتنا ومباغينا... هي حلال حلال.


يا "قايدنا"... قد بعثت فينا نشوة البخور... وأرسلت في عروقنا لذة الوجود... وعطّرتَ أنفاسنا بمسك الخلود... هي سجائر الخُلد ومُلك لا يَبْلى... تسافر هي بنا إلى معراج السماوات العُلَى.. فلا نرى الدنيا إلا كما ترى.
يا مولانا... أتريدنا أجسادا خاوية... سَكْرَى... هَلْكَى... ثَكْلَى... أتقتل العقل في أطفالنا، وتسفك روح النَّقَى فيهم؟
صفّق القوم هناك... صفّق "ابن تيشة " ورقص رقْص الولدان... أن أحسنت الفعل يا مولاه... يا ملك الولدان.
ما عجبنا إلاّ أن رئيسنا المُنتجَب، قد أطلّ علينا ذات صباح، وهو في زيّ الجنرالات... وزفّ البشرى في الناس، أن "مجلسنا الأمني القومي" قد التأم... فنظر ودبّر، ثم نظر فقدّر... ثم رفع التحريم عن "الزطلة" حفظا للأمن القومي... كذا فتح الفتوح... يا أبَانَا الموقّر.
الناس في جُوع وعُري وفَاقة وخصَاصة وغُبن... والاقتصاد يهوي إلى الإفلاس... والتعليم لسنا نعلم كيف يُسَاس... والصحة وبَاءٌ وجراحات طاعُون... والقضاء يعرج وهو قَعيد... واللصوص والقوّادون والمحتالون من تجار الحرب قد انتشروا في الميادين يسلبون العامة وينهبون باسم القانون... قانون مولانا الباي.


يا "قايدنا"... قد أخطأت الرؤيا وأسقطت التأويل... الشباب فينا يريد عملا كريما وأجرا سخيّا، يريد خبزا وزيتا وبيتا يأويه... أما "الزطلة" فما لنا وإياها ؟ تسكرنا حد القتل، وتذهب براحلة العقل منا.
 بل عجبت ويسألون عن "الزطلة" في حكومة "الزطلة" ؟
أيا يوسف... أتريد "زطلة" ؟ ... قل هي في عُهدة الباجي فرحٌ ومرحٌ وترحٌ وهزلٌ وضحكٌ وقفزٌ ونطٌّ، وضربُ دفّ، وهزّ خاصرةّ، ودقّ كاسرة... والناس في غيبة العقل يقبلون على أوراق "الزطلة" يبخّرونها في عروقهم ويقطّرون روح العطر من زهرها... أرضيت يا يوسف ؟
 يا قوما أنْكَاد... يا أنجاس العرب... ما كان فيكم إلا ذئبا ساقطا يعوي، أو كلبا غدّارا ينهش جيفة، أو ضبعا طمّاعا في إثر سَبُع، أو غُراب بَيْن يسافر بالنحس.
 الآن قد سبقت الزطلة كلمة العذل... ودقّت ساعة الفوْت.
هذا من سجين الرأي، إلى سجّان الرأي... والقادم أعظم.



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire