vendredi 20 janvier 2017

أنأكل خبزا أم نأكل ورق الدستور ؟




 مرت الاحتفالات بثورة 14 جانفي باهتة باردة بلا طعم ولا رائحة، صار ذلك الاحتفال شبيها بطقوس احتفالات النظام القديم بذكرى 7 نوفمبر... لقد فقد الاحتفال كل شحنته العاطفية والمعنوية... صار فوركلورا شكليا تتسابق الاحزاب والمنظمات إلى الاحتفال به تأكيدا على انتسابها الى تلك اللحظة التاريخية الفارقة.
-أما عامة الناس فقد تفطنت إلى أن تلك الاحتفالات ما عادت تعبر عن أحلامها وتمثلاتها... يشعر الناس بعد 6 سنوات أنهم لا ينتسبون إلى تلك الاحتفالات هي ليست أفراحهم... بل هي أفراح السياسيين، أولئك الذين استثمروا في مقولات زائفة للثورة الخائبة... انه لا يعدو أن يكون سوى امتداد للنفاق السياسي ليس أكثر... الناس لم يحتفلوا بتلك الذكرى لأنها لم تكن ذكرى حسنة بقدر ما كانت كابوسا... هي الأزمة والمصيبة والنازلة حلت بتونس.


 فصعد شيخ دين من وراء المحراب قدم من أرض غنوش من هناك يذكر الناس بأنهم قد فازوا بالحرية والحق في التعبير وبناء الدستور والديمقراطية.
"هيهْ"... يا شيخنا... أ فنأكل خبزا أم نأكل ورق الدستور؟
ثم خطب فيهم الباجي من أهل "سردانيا" كلاما كذبا وسرابا خلّبا، فوعدهم بحسن المآل وبتحقيق المشاريع والتنمية والإقلاع بتونس... وما درى الناس هل كان يحدثهم عن الإقلاع أم يهددهم بضرب المقلاع...


يا رئيسنا... انتخبناك وقدمناك وأحببناك... فإذا ما أنت ... وإذا الوعود كفعل سحرة فرعون... حبال لائثات وأفاع نهّاشات.
ثورتنا قد هزمت، ووُئدت، فماتت...والفرعون هو الفرعون... والإمام في محرابه إمام... قد تحالف الإمام والباي... وما بقي للناس إلا أن يثوروا ثورتهم ضد الاستبداد بالدين وبالسياسة... ضد تلك الأحزاب التي تحتكر الحكم باسم انتخابات مخادعة ومخاتلة.
 كانت حيلة التوافق أن تعطيني فأعطيك، حيلة شيطانية قسمت موارد الدولة ووزاراتها شذر مذر بين أعيان الحلف الحاكم.
ماذا صنع هذا الحلف... الناس جياع عراة حفاة... والسياسيون الكذابون يبيعون الأوهام للناس.


 في طرف الوادي، من هناك سمعت وأنا في السجن كبير الكذابين يوسف الشاهد يخطب وسط جمع من منافقي الإعلام، انه ضامن حريات الصحافة.
 قد كذبت يا كذاب فأنا مسجون من وقت لأجل مقالات رأي في عهد حكمك أنت يا وزير التعس والنحس.
ومن هناك يقف إليك الشيطان الأخرس ناجي البغولي مصفقا مولولا بان الحق هو ما قاله الشاهد.


 عن أي حريات تتكلمون؟ وأنا هنا محكوم لدى قضاء عسكري جائر داس كل القوانين والمواثيق بتعليمات من وزير دفاع ضعيف ومأمور.
 كنت اعلم أن هؤلاء ما هم سوى جمع من المنافقين ولصوص السياسة... غير أن الرياح سوف تتبدل في اتجاهها من حال إلى حال... واني أرى ساعتهم قريبة .
سوف تنهار حكومة الشاهد تلك التي ما بقي فيها من الوحدة الا البدلة الباريسية ليوسف الشاهد... حكومة فرقة وطنية بلا مشاريع ولا مخططات ولا افاق... إنها نحس على تونس.
نسال الله حسن العاقبة.



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire