lundi 2 janvier 2017

الشهيد محمد الزواري بعيون لبنانية


الحاج مراد... حكاية مقاومة من سوريا إلى لبنان
مقال لحسين مرتضى صدر في موقع العهد الاخباري




في مقال بتاريخ 26 ديسنمبر 2016  بعنوان» الحاج مراد حكاية مقاومة من سوريا الى لبنان

مجرمان يطلقان رصاصات غادرة نحو جسد القائد القسامي المهندس الطيار محمد الزواري في تونس. هي عادة الكيان الاسرائيلي في ملاحقة قادة المقاومة. كاتم الصوت الذي استخدم في عملية الإغتيال لم يكن كافيا لطمس مسؤولية الموساد عن هذه الجريمة. المرتكبون استفادوا من بعض الثغرات للوصول الى الزواري في مقعد سيارته، بعد وصول مجموعة الاغتيال الى تونس وانسحابها في وقت لاحق دون ان يلتفت اليها أحد.
وبحسب ما يبدو، فإن مسلسل اغتيال قادة المقاومة لن ينتهي في الوقت القريب.. عملية الزواري تتشابه تقريباً واغتيال القيادي في حزب الله الشهيد الحاج حسان هولو اللقيس في الضاحية الجنوبية لبيروت عام ٢٠١٣.
أمام منزله في مركز بن حميدة في طريق منزل شاكر في ولاية صفاقس، تلقّى الشهيد الزواري (البالغ من العمر ٤٩ عاماً) ست رصاصات أطلقها الموساد، توزعت بين القلب والرقبة والرأس. هدف العدو من العملية انهاء ملف الطائرات بدون طيار التي تملكها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
تزامن اغتيال الزواري مع عودته من زيارة الى لبنان. لم تكن الزيارة بهدف السياحة بل كانت استمراراً لتنسيق عالٍ بينه وبين المقاومة هناك.. فقصة انتماء الشهيد الزواري الى المقاومة بدأت فصولها منذ أعوام.
قلّة من الناس يعرفون ان "الحاج مراد" هو الشهيد محمد الزواري، الذي ولد في تونس عام 1967 وخرج منها، اثر بطش نظام زين العابدين بن علي في ذلك الوقت، الى الجزائر ومنها الى ليبيا، الى أن استقر به الحال في سورية.
كان الزواري يبلغ من العمر 23 عاماً، حين انتسب الى جامعة حلب ودرس فيها هندسة الطيران، على نفقة الدولة السورية، وبعد تخرجه من الجامعة تزوج من السورية ماجدة خالد صالح، وبدأ العمل في مصانع مركز البحوث العلمية السورية.
اكتسب الزواري خبرات واسعة في مجال صناعة وتقنية الطائرات بدون طيار والمسيرة عن بعد، حيث كان التركيز عليه كبيرا من قبل القيادة السورية، وبحسب مصدر عسكري مطلع، أتيحت للزواري في حينها كل الامكانيات والخبرات وحتى المعدات والتقنيات الخاصة بصناعة الطائرات المسيرة عن بعد، واطلع على التطوير الذي أضافه الجيش السوري على هذه الطائرات، وأكمل مع مهندسيين سوريين إضافة تعديلات على هذه الطائرات للتوافق مع عمل المقاومة في فلسطين.
عام 2006، كانت المرحلة المفصلية في عمل الشهيد الزواري بعد اكتسابه ما يلزم من خبرات ومعارف.. التقى بقادة من المقاومة الفلسطينية، وبدأ التنسيق بين الدولة السورية والمقاومة حول مشروع طائرات "ابابيل" التي استخدمت في حرب 2014 على غزة للمرة الاولى كما ظهرت في استعراضات عديدة للمقاومة في داخل القطاع.
انتقل "الحاج مراد" الشهيد الزواري الى قطاع غزة وزارها بحسب مصادر من داخل القطاع ثلاث مرات عبر الانفاق حاملاً معه المعدات التي زودته بها الدولة السورية لصناعة الطائرات بالاضافة الى خبرته، ووضع المشروع قيد التنفيذ، وعاد بعدها ليدرب عددا من كوادر المقاومة الفلسطينية في معسكراتها في سورية على صناعة الطائرات، لتبصر طائرة "ابابيل" النور وتحلق في سماء فلسطين.
ومع بداية الحرب المفروضة على سورية، ظهر واضحا انحياز بعض الفصائل الفلسطينية الى المشروع المعادي للدولة السورية، كان للشهيد موقف ضد هذا التوجه، وفضل مغادرة دمشق، ثابتاً على موقفه من الدولة السورية.
عاد الى بلده في مطلع عام 2013 وأسس في صفاقس نادياً للطيران، وبقي على اتصال بالمقاومة في لبنان الذي زاره اكثر من مرة، حاملا معه مشاريع جديدة لتطوير عمل المقاومة في فلسطين. وكان من أهم هذه مشاريعه تصنيع غواصة تعمل بالتحكم عن بعد، لتعويض خسارة المقاومة الفلسطينية للأنفاق والاستمرار في تهريب الاسلحة الى داخل فلسطين المحتلة.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire