samedi 7 janvier 2017

افتتاحية: الدّيك الرُومي يُقلع إلى الهَاوية



افتتاحية: الدّيك الرُومي يُقلع إلى الهَاوية

 قال رئيسنا المفدّى :"...هذه سنة الإقلاع".
 عمْ صباحا يا سيدنا... فسنة الإقلاع إلى الرقي والتمدن قد بدأت... تنشيط للاقتصاد الراكد، وإنقاذ الدولة المفلسة... سنة الإقلاع إلى الحريات والعدالة والديمقراطية... إلى مكافحة الإرهاب ونشر الأمن والسكينة... سنة الإقلاع إلى الثقافة والعلم والمعارف... إلى ضمان الصحة المجانية، وحق الإنسان الفرد في في التعليم والعمل وتحصيل الرزق... سنة الإقلاع إلى جباية مخففة وتوزيع عادل للثروات...
 أهذا ما تقصد يا رئيسنا المبجّل..؟
 إذا كان هذا ما يعنيه سيدنا الرئيس... فإنا ها هنا قاعدون فرحون راقصون... نضرب له الدفّ والترانيم الملاح... إنه المنقذ والملهم والمرشد والحكيم .
 كان الباجي قد وعدنا قبل الانتخابات بأنه سيعيدنا إلى الزمن الجميل زمن الزعيم بورقيبة... ساندناه في حملته بكل الجهد فينا... فما لقينا إلا كذبا وبهتانا وإثما عظيما... ووجدتني أنا في سجنه محكوما لانني قلت الحقيقة.
 وبعد سنتين يطلع علينا رئيسنا، أن الإقلاع سيبدأ في سنة 2017... يا رئيسنا المفدّى...هل حاسبت نفسك في اختياراتك الخاطئة لمستشاريك ووزرائك وتحالفاتك؟... هل راجعت ما صنعت فينا في عهدة حكمك؟
 قد قال نزار قباني:" في حارتنا ديك رومي سفاح."... كان شاعرنا ينقد حكام العرب في استبدادهم وكذبهم وأنانيتهم وكبريائهم... وما أنت إلا واحدا منهم.
 ها أنت مثلهم يا رئيسنا المنتخب... " تنفش ريش دجاج الحي كل صباح... ولا تعرف أسماء الصيصان".
 أنا أعلم يقينا أن هذه السنة ستكون مثل شبيهاتها، وإذا أطال الله عمرك سأذكّرك سنتنا اللاحقة، إنها لم تكن سنة إقلاع، وانك كنت من الكاذبين.
 ستكون سنة جدباء عقيم... هي سنة الإقلاع إلى الهاوية... ترتطم فيها أكاذيب السياسيين على صخرة الواقع الاقتصادي البائس... تتحطم فيها آمالنا في الاستقلال والسيادة والرخاء والسعادة والخير العميم.
 لست متشائما لكننا يا سيدنا الرئيس إنما نحاكيك ونحدثك ما لا يخبرك به وزراؤك وحاشيتك ومستشاروك من أهل الشقاق والنفاق... نحن نخبرك عن الواقع الذي لا تراه أنت، لان العسس يحرسونك ويحاصرونك في قصرك وموكبك فلا ترى ما نراه... على عينك حجاب فلا ترى ما يعانيه الناس من بؤس ويأس وضيق وفاقة.
تعليمنا خرابة، ومستشفياتنا خرابة، وقضاؤنا عاجز تابع... ودولتنا في تراجع، تسير إلى الحضيض والفوْت.
يا سينا الرئيس، بقي فيك بعض أمل... أن تدعو إلى تشكيل حكومة إنقاذ وطني لا تقبل فيها حيلة محاصصة الحزبية وقسمة السلطة مثل غنيمة حرب ... حكومة تقودها كفاءات من أصحاب الخبرة بشؤون الدولة... يكون وزراؤها من أهل الحياد والاستقلال والوطنية بعيدا عن الانتماءات السياسية المهلكة.
 يا رئيسنا العجوز... اتق الله فينا... فانك إن أردت هلاكنا وهلاكك... فما عليك سوى أن تقلع إلى الهاوية بسفينك... فقرب أولادك، وصاف أحفادك، وعامل أصهارك، ولاين عشيرتك، إلى الحكم وسلة المال... وهدد الناس بسلطانك وحابي هذا وتدخل لفائدة ذاك... واسجن من يعارضك... وقرب من ينافقك... واشتر سقط الإعلاميين... وسبح بحمدك... فأنت مثلهم ديك رومي سفاح.
فإذا وقعت الواقعة فانه إقلاع إلى الهاوية.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire