lundi 30 janvier 2017

‭ ‬من‭ ‬قلب‭ ‬المعاناة‭ ‬نكتب‭ ‬لكم‭ ‬بقلم‭ ‬رصاص‭ ‬دون‭ ‬ممحاة‭... ‬ خطاب‭ ‬إلى‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬فرحات‭ ‬الحرشاني




معالي الوزير ..سلام رائق ... في زمن شائق
و بعد
 نحن نعلم وانتم تعلمون اننا هنا في هذه الصحيفة تخلصنا من كل القيود ولامست اقدامنا تجربة جديدة تعني ممارسة الحرية بكل طقوسها  لذا تخيرت في الكتابة لكم  مداعبة بدل قلم الحبر الاحمر القاني قلم  الرصاص مع تحفظي على كلمة رصاص لأننا نريده قلم حياة، فالحياة عزيزة وكثيرون يأبون إلا أن يقطفوها كزهرة استعجلوا وأدها...
 منذ البدء إيماننا راسخ  في اننا سواسية فلا فرق بينكم وبينا الا بالتقوى ومع ذلك اخترت ان اخاطبكم بلغة الجمع اكراما لمنصبكم ولسنكم ولمقامكم فلا تحسبنها لغة نفاق من باب التملق والرياء ...
كانت امنياتنا مدادا لا ساحل لها حينما تم تعيينكم في منصب وزير الدفاع وحلمنا ان تكونوا حاملين لرسالة فريدة في عهد جمهورية ثانية ناشئة ..رسالة في حجم المسؤولية المنوطة بعهدتكم فتكون  مثلا  تضاهي او تكاد  رسالة من تحت الماء لنزار القباني و مضمونها اطرف من رسالة ابن زيدون الى ابن عبدوس و قالبها أرهف من رسالة احمد امين لابنه وخلاصتها امتن من رسالة ابي القاسم الشابي الى صديقه محمدالحليوي ... غيرانه هيهات.. فقد خاب المسعى... وبرزتم انكم لا تفقهون في ادب الرسائل ولم تختبروا فنونها .. وتعللتم ان الدفاع لا تشتغل بالرسائل بل بالبرقيات
قلنا بعد تعيينكم - وقد طالتكم السنة خلانكم فكانت النيران الصديقة كاشفة لأفق المسكوت عنه، بعد ان فتح أترابكم نار جهنم على جوانب مظلمة كانت محط انتقاد الكثيرين-ربما يتعرض الرجل للتشفير ولمذبحة لإفراغه من مدلوله الحقيقي وإلباسه تهما كلها جاهزة وجائرة وعرجنا نزرع املا جديدا مرددين ان كان معاليه لا يفقه في ادب الرسائل   فربما يكون من عشاق ادب السجون  ولا ريب  انه تمعن في سطورا لروايات المنقوشة في زخم هذا الأدب والمولودة من رحم زنازين السجن وأغوارها كتلك التي اسمها «شرق المتوسط « لعبدا لرحمان منيف أو « تلك العتمة الباهرة» للطاهر بنجلون أو تزممارت: الزنزانة رقم 10 لأحمد المرزوقي أو حتى « ياصاحبي السجن « لأيمن معتوق... غير انه مرة اخرى اصبنا بخيبة امل فالوزير لا يؤمن بالنظر في الدهاليز المظلمة و يتوق النظر الى الاعلى ... وتعللتم ان  هيبة الامني  كما العسكري لا تستقيم الا وهو مرفوع الراس
قلنا ربما ينحو الوزير الى منحى اخر وهو منحى الرواية فتعجبه مثلا رواية منصورة عز الدين جبل الزمرد التي قيل انها رواية جاءت في قالب نص تمرد على لعنة الإرهاب أو هام بالرواية الجزائرية «خرفان المولى» لياسمينة خضرة والتي تروي فيها نشاط حركةإسلامية سريّة في قرية صغيرة او اطلع على رواية ''نجوم سيدي مومن'' الفقر والبؤس أرض خصبة للإرهاب للكاتب المغربي ماحي بنبين ...او انكب يطالع مجلد ادارة التوحش لفهم المقاربة الارهابية وقواميس الظاهرة وابطالها دعاة الموت .. غير ان املنا ظل يهتز ويتخلخل مع كل دكة ارهابية 
لم نجد نحن ما نردد وقد تتراءت لنا ملامح وزير الدفاع فرحات الحرشاني  سوى  ذاك الرد الذي خص به الاعرابي الحجاج ابن يوسف حينما خطب في الناس فقال منذ ان وليت عليكم ذهب الله عنكم الطاعون فرد الاعرابي الموت ارحم لنا من ان يجتمع علينا انت والطاعون ...
صحيح ان وزارة الدفاع  هي وزارة المحظور والخوض في حقل الألغام والأشواك والمعلوم أن التذكرة التي يدفعها البواسل من جيشنا كان ثمنها ولا يزال باهظا، بعد ان وجهواأسلحتهم نحو مصاصي الدماء وصرخوا بثغورهم متحديين ذلك المصيرالمشؤوم وكانوا شجعان في  اقتفاء اثرهم ومنازلتهم في جحورهم رغم علمهم المسبق أنهم يضمرون كل الحقد للجيش وأنهم لن يتأخروا في الانقضاض عليهم وتدبير الدسائس والمكائد ضدهم وتسخير عتادهم لقتلهم ... وصحيح ان رجال الجيش ظلوا ثابتين  على رسالتهم النبيلةالمقدسة بل هم عليها مصرون رسالة ان لزم الامر ان يموتوا ويحرقوا في سبيلها. خاصة وان وراءهم جحافل من المواطنين المضطهدين المهمشين الذين يعانون في صمت ويصطفون وراءهم بعد ان وجدوافيها عنوان لتصريف خوفهم وتخليص معاناتهم وملاذ لسترهم  في الحياة ...إذ لا أحد يستطيع حجب رائحة النضال عن جنودنا البواسل التي غدت جزءا من روحهم . ولا مجال اليوم ان يتحول نضالهم إلى رماد.
 غير ان والحقيقة تقال برزتم في صورة الدخيل المسقط على الوزارة التي طاقمها انفلت ويصعب السيطرة عليه وتجميعه .. فلا يكلف الله نفسا الا وسعها  ... فليس ذلك تقزيم لكفاء تكم او تحامل عليكم وانما المرحلة تتطلب وزير حرب بامتياز وزير يجيد فنون القتال وفقيه في لعبة الميدان وعليم بسياسة الكر والفر وخبير في السلاح وزعيم معارك ورجل صلب قوي توشح صدره بالنيشانين و له تجربة في  العمليات الحربية وله دربة في مواجهة التكتيكات الاجرامية والارهابية ... لا وزير تديره نسائم الوشايات وتأخذ مناحي الحياة فيعلق فشله بطرد مريم والابقاء على عنايات واحيانا يصل به الامر حتى ظلم الكفاءات
ففي عهدكم ضرب الارهاب . وازدهر والأخطر انه اقترب بل هو استقر بجانب وزارات السيادة وكاد يضاجع المسؤولين في اداراتنا ولا حياة لمن تنادي ... فلا  مناص اليوم من القول انكم جعلتم من تحدى رئيس الحكومة للأصوات الرافضة لتعيينكم في البداية لذات المنصب  سريرا تتكؤون عليه وانتم تعلمون ان رئيس الحكومة  لن ينحني  ويقيل وزيره الذي تحدى الجميع من اجله ويظهر امام الكل انه المهزوم من خلال اختياره المشؤوم ... لكن حفظا لماءالوجه واكراما له ولكم لابد من احتيار خيار واحد من بين خيارين لا ثالث لهما اما ان  يتشجع وحده الشاهد او ان يتيسر من تلقاء نفسه الحرشاني.. وتلك قمة الانتصار في زمن الانكسار ....
 ختاما نقول لكم وانتم لا ادب الرسالة جمعتم ولا على ادب السجون اطلعتم ولا لرواية الإرهاب قرأتم ولا للفساد قاومتم بل عرجتم تقتفون اثري منخرطين في لعبة سمجة من اجل إسكات الأفواه الحرة ..  خذوا منا تلكم الاشعار هدية لكم لما فيه خير الكلام ... نرفقها طبعا بالتحية والسلام... مطلعها عباس ذاك المتراس الذي يضرب الأخماس والأسداس ... وخاتمتها حديثنا قياس...

4 سجين الراي ومقاوم الفساد




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire