lundi 23 janvier 2017

ضحايا لم تستمع لهم هيئة بن سدرين بعد: كمال اللطيف تجبّر... شوقي الطبيب على فساده تستّر... والزّمن لهم تنكّر




 منهم من حبس دمعته رغم آن الغصة خنقته...إلى أن استسلم للبكاء الداخلي علّه يذيب شحنات القهر التي استبدت به من جرّاء الظلم والجور والقهر وقلة ذات اليد ... فرغم اعترافهم أن معركتهم ليس بالسهلة وإنما أصروا على مواصلتها ومقارعة الوحوش كلفهم ما كلفهم...منهم من أعياه المرض وأنهكت قواه الجلطات فلم يعد يقدر حتى على الكلام إلا مفردات بسيطة قصيرة غزيرة المعنى ومنهم من مات كمدا وهاجر الجمهورية المثلى عند الرفيق المقتدر ...كنا أمام حالات دفعتنا دفعا إلى الاستئناس بالمعجم الديني فتذكرنا أن الرسول، عليه الصلاة والسلام، لما خرج من الطائف، كان دعاؤه: اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس.. واقتبسنا من الحديقة اليانعة لديننا الحنيف نزرا مما قاله الفقهاء كقول من أن الذي يظلم يتجرد من إنسانيته ، ويخضع لشيطانه ، ويركع لهواه ونفسه الأمارة ، والله يمهله ولا يهمله ويتركه لاستنفاذ كل ما لديه من ظلم، ولن يفعل شيئا لم يأذن به الله , والله تعالى أعطى المظلوم ضمانات ، وأقسم له عليها ، وفى الحديث ( ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويقول وعزتي وجلالي لأنصرك ولو بعد حين), وفى حديث ابن عباس رضي الله عنهما في وصية رسول الله لمعاذ بن جبل حيث بعثه إلى اليمن قال له ( واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب) ..والله تعالى أباح للمظلوم أن يدعو على ظالمه...


هي رواية في قلب الظلم المستبد بل هو ابتلاء عظيم همّ بهم ...تأمروا على ضعفهم وحوش استأسدوا بعضد الطاغية وانبطحوا له مقبلين يده ولو أمروا أن يسجدوا له لسجدوا من اجل فتات من المال ...أصابتها سهام الغدر من كل حدب وصوب حتى وجدوا انفسهم في مرمى الخصاصة والضعف ومن فنى ومابدلوا تبديلا ...
هم ضحايا طرد تعسفي من مقاولات يوسف اللطيف افنوا سنينا في مقارعة الاسمنت والخرسانة الى ان طيعوها حتى صارت لينة وشيدوا منها عقارات وعقارات ... بذلوا جهدهم ..افنوا صحتهم من اجل لقمة عيش تساق لهم على راس كل شهر ...وبدل ان يخرجوا من الباب الكبير وجدوا انفسهم مدحورين... حينما تسمعهم ليس لك سوى ترديد قصة سنمار وإلقاء بعض الأبيات الشعرية المتناثرة في جوفنا فنحدث انفسنا بسنمار ذلك الرجل رومي الذي بنى قصر الخورنق بظهر الكوفة، للنعمان بن امرئ القيس كي يستضيف فيه ابن ملك الفرس، الذي أرسلهُ أبوه إلى الحيرة والتي اشتهرت بطيب هوائها، وذلك لينشأ بين العرب ويتعلم الفروسية، وعندما أتم بناءه، وقف سنمار والنعمان على سطح القصر، فقال النعمان لهُ: هل هُناك قصر مثل هذا القصر؟ …فأجاب كلا، …ثم قال: هل هناك بَنّاء غيرك يستطيع أن يبني مثل هذا القصر؟ …قال: كلا،
ثم قال سنمار مُفتخراً: ألا تعلم أيها الأمير أن هذا القصر يرتكز على حجر واحد، وإذا أُزيل هذا الحجر فإن القصر سيهدم..فقال: وهل غيرك يعلم موضع هذا الحجر؟ قال: كلا، فألقاه النعمان من على سطح القصر، فخرّ ميتاً. 
فضربت العربُ به المثل بمن يُجزى بالإحسان الإساءة... ثم نهمس إلى ذاتنا قائلين 
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً 
فالظلم آخره يفضي إلى الندم 
تنام عيناك والمظلوم منتبه 
يدعو عليك وعين الله لم تنم



شذرات مع الأحياء

عز الدين السالمي من النقابيين الذين كانوا من ضحايا الطرد التعسفي لمقاولات يوسف اللطيف يروي تفاصيل حدوثة القهر قائلا : حيث وقع إيقافي عن العمل وطردي بطريقة تعسفية ومهينة وحجز أجرتي ومستحقاتي وتجويع أبنائي الخمسة الذين يزاولون تعليمهم الأساسي والثانوي والجامعي وهم قصر لا حول ولا قوة لهم- وانه اعتداء صارخ على الطفولة والإنسانية .. كان كل ذلك وغيره من اجل توجهاتي النقابية وبعد هذه المعاناة التجأت إلى القضاء قبل الثورة املا في انصافي لكن للاسف منذ ذلك التاريخ نوفمبر 2007 وانا في صراع مرير مع القضاء دون اخذ مستحقاتي وقد مرت قضيتي بالطور الابتدائي والاستئنافي والتعقيبي مرتين وقد تكبدت خلال ذلك مصاريف اضافية انا في غنى عنها على حساب قوت عيالي وبعد جهد جهيد وصبر ايوب واطالة فترة التقاضي جاءت الثورة فاستبشرنا خيرا وبعدها تحصلت على حكم بات لكن تعذر عليا التنفيذ رغم كل المحاولات التي باءت بالفشل لان هذا المؤجر يعد من احد رموز الفساد وله من الامكانيات والمعارف ما يجعله يعرقل كل عملية تنفيذ . ومازاد في الطين بلة انني ملتزم بقرض من بنك الاسكان ولم اسدد الاقساط المتخلدة بذمتي منذ ايقافي عن العمل وقد صدر حكم بالدفع او بيع بيتي بتاريخ 21افريل 2014تحت عدد 52748 حكم فيها للمدعية مع تحميلي المصاريف حتى اصبحت عاجزا عن الدفع واصبحت اعاني عدة امراض مزمنة بسبب الظلم والقهر ...
 في ضفة اخرى تراءت ملامح الاعياء والشقاء والخصاصة عليه وبرز بوجه شاحب يشكو قلة حيلته وقد غلبه الدين وقهر الرجال ...هو اب لم يرزق ولكنه تكفل بصغيرة جعلها بين رموش اعينه وضحى من اجلها بالغالي والنفيس واضطر في مناسبة اولى وثانية على الانتحار فالجيب فارغ والبطن خاو .داهم المرض زوجته فلم يجد من بد ولا من مساعدة تجعله يسترق نسمات الامل في الحياة ...سدت امامه المنافذ واغلقت في وجهه كل الابواب ...


هو خليفة بن حسن ابراهيم اكتوى بنيران آل لطيف الذين جعلوا حياته بلا معنى تحوز خليفة على حكم بات يلزم مقاولات يوسف اللطيف على الدفع له يفوق 12 الف دينار جراء عملية الطرد التعسفي ولكنه منذ سنين لم يجن ولو مليما واحدا ... واحتار كغيره من الدائنين في التنفيذ وظل يجري وراء السراب دون ان يظفر ولو بقرش ابيض لايامه السود... خليفة جرب كل الوسائل القانونية فلم تجده نفعا... وسار حتى في المجرى الانساني وراح يتوسل في حقه من اجل ان يطعم عائلة تنتظر وعداد كهرباء منقطع ودواء لزوجة ارهقها المرض ولكنه باء بالفشل بل كاد ان يرمى به على قارعة الطريق وكاد ان يلحق به البلطجية اضرارا بدنية ... بعد ان كال مؤجره له تهمة احراق نفسه في المؤسسة الاعتداء عليه ولكم ان تسألوا كيف لمواطن بسيط من الدرجة الاخيرة ان تطال يده كبار اصحاب الاموال في البلاد ...
ظل خليفة على ماهو عليه اموال مرصودة على حكم كان ولا يزال على ورق... فمن يعيد له ولابنته وزوجته الحياة... ؟



ولنا في الأموات امثلة 

حكاية المرحوم سالم بن عزوز الكسراوي من الحكايات المؤثرة التي تدمي القلوب .حكاية ذات طابع خاص جدا على اعتبار حجم المعاناة التي تكبدها المرحوم ... هو كغيره من العملة البررة الذين اشتغلوا بهمة وعزم حيث انتدب للعمل لدى مقاولات يوسف اللطيف منذ سنة 1962 الى سنة 1995 تاريخ طرده قام على اثره بقضية شغلية تحصل بمقتضاها على منح ومستحقات راجعة له في الغرض وقد تفطن عند بلوغه سن التقاعد الى حصول نقص في التصريح باجره من قبل مقاولات يوسف اللطيف مما جعل جرايته زهيدة جدا فقام بقضية تحت عدد36017 تم بمقتضاه تكليف الخبير ابراهيم خضر بدراسة بطاقات الاجر المسلمة له ومدى مطابقتها لما صرح به لمصالح الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وانتهى الخبير الى تقدير النقص الحاصل من جراء عدم التصريح باجوره الى 5998.482. قضت محكمة الاستئناف بسوسة في شانها بالزام مقاولات يوسف اللطيف بتادية المبالغ المنقوصة لصاحب الضرر ... ظل المرحوم الكسراوي ينتظر خاصة وان اجرة تقاعده ضئيلة جدا الى ان وافته المنية دون ان يغنم مستحقاته...
ونظرا لظروفه الاجتماعية القاهرة بادر الاستاذ المحامي التهامي المدوري الى السير في المنحى الانساني بعيدا عن برتوكولات الروب الاسود والترافع وابرق ببرقية مضمونة الوصول فيها من الرجاء مافيها وجهها الى شركة يوسف اللطيف وتحديدا الى مقرها الاجتماعي لافتا فيها نظر اصحاب المعالي قصد تمكين المرحوم من مستحقاته من خلال الاخذ بعين الاعتبار الى موته والظروف الاجتماعية التي تعيش فيها العائلة ولكن لا مجيب ... رسالة لينة قصيرة موجزة فيها نبل المعاني خاطب فيها وجدان المؤجر بعيدا عن المنحى القانوني ولكن اسمعت ان ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي ...


 التوجه الى هيئة شوقي الطبيب

من شدة الحيف لم تجد العملة الضحايا من باب الا وطرقته ولا من طريق الا وسلكته بحثا عن حق منهوب ... وتوجهت في الاخير الى الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد وضمت مراسلتها بترسانة من الوثائق علها تجد من يفتح هذا الملف ولكن كانت الاجابة اشوم مما فعله به المؤجر حيث جاء في مراسلة الرد التي ارسلها رئيس الهيئة شوقي الطبيب ان الملف يخرج عن نطاق اختصاصها مستندا الى المرسوم 120 لسنة 2011 المؤرخ في 14 نوفمبر 2011 ... رد بائس لا يفقه معناه الا من يعرف العلاقة بين اللطيف والطبيب ... ولنا ان نتساءل هل من اختصاص الهيئة اثارة ملف العسكر والتستر على ملف نهب المال العام والخاص ومال الكادحين ... فاذا عرف السبب بطل العجب ...
حتى بعض الوسائل التي توجهوا لها ادارت عنهم الانظار ورفضت الخوض في ملف اللطيف لاعتبارات لا نخوض فيها وترفعنا عنها من مبدأ الزمالة .



مرّ على مرّ 

لا نطيل الوصف درءا لكل شفقة قد تحصل فهم لا يحتاجونها بقدرما يحتجون إلى استرداد حقهم على اعتبار كونهم ضحايا نزوات تلاعب عابرة ..فالمؤكد ان الحاضر هؤلاء مؤلم فليس هناك ما هو أكثر ألماً من أن تعيش الخصاصة مع وحدة هادئة حد السكون لا يشارك وحدتك وخصاصتك إلا حيطان غرفتك فعبودية الذات أسوأ أنواع العبودية والمؤكد ان مستقبل ابناء هؤلاء سيكون حاملا لمعاناة على اعتبار أن هُناك بعض الحقائق ستظهر لهم تباعا كالمسامير كلما ضربتها تزداد عمقا، والبعض منها ليست مدونة في قاموس مجتمع يرى نفسه كطاووس مزهو بذاته حد النرجسية.... فقط .. هل من نظرة كريمة لرجال ابكوني بمرارة ...رغم كون دمعة الرجال حارة وأي حرارة ...



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire