vendredi 13 janvier 2017

دعوة إلى انتخابات مبكرة لإنقاذ الوطن





 أرقب من سجن الباجي تطورات الأزمة السياسية في تونس... فالنداء قد صار مثل البلور المكسور... مجرد اسم خواء... والسبسي قد تخلى نهائيا عن حزبه لان دور الحزب عنده قد انتهى.
 أما النهضة فإنها ما عادت ذلك الحزب الإسلامي وما بقي فيها إلا الشكل... هي اليوم أشبه بمزرعة خاصة يديرها الغنوشي وحاشيته والقى مناضليها إلقاء النواة... ثم تخلى عن مقولات الوطنية والسيادة والاستقلال والدفاع عن القضية الفلسطينية.
 أما الجبهة الشعبية فانها بقيت حيث هي تراوح بين الاحتجاج والرفض... كان حمة الهمامي راغبا في نحت صورة لكاريزما الزعيم اليساري الوطني لكنه لم ينجح في ذلك... بقي اليسار عقيما.
 ومن هنا وهناك، فان بعض الوجوه السياسية تريد أن تفتك لها مكانة في مشهد سياسي بائس ومأزوم... لكنها كانت بلا تأثير.
 بعد 6 سنوات عجاف ترسخ اليأس عند عامة الناس، أن أحوال البلاد تنزل في سرعة من سوء إلى سوء... بل إن الأوضاع زمان حكم بن علي كانت أفضل بكثير على جميع الأصعدة... هذه هي الحقيقة... فشل سياسي واقتصادي واجتماعي ينبئ بقرب الطوفان، ذلك الطوفان الذي سيغرق الجميع في الإفلاس والفقر والفوضى وحرب الكل ضد الكل.
يا سادتي، الدولة في خطر داهم... إنها تسير على غير هدى... فقدت سيادتها واستقلالها تجاه القوى الاقليمية... حتى إننا أصبحنا بلا وزير خارجية... يضرب الموساد ويصور الجريمة ثم ينسحب في فخار.
 يا سادتي، الاقتصاد يعيش أسوأ أحواله منذ الاستقلال... انتشرت المحسوبية وتفشى الفساد والرشوة... وانهارت كل القيم الأخلاقية... تلك القيم التي يقوم عليها الاجتماع الإنساني والعمران البشري.
 يا سادتي ، لا نرى من حولنا سوى سعي محموم لسلطة حاكمة تريد أن تصادر الحريات وان تعيد بناء دولة الاستبداد... نجحت هذه السلطة في شراء ذمم كثير من مرتزقة الإعلام... حتى كدنا لا نسمع نقدا لسياسات الحكومة ولرئيس الدولة... هذا الولاء للسلطة يقتل نهائيا أي صوت معارض.
ماذا بقي الآن، ساستنا ممن يمتلكون القرار ويحتكرون السلطة لن يتحركوا ابدا لأنهم منتفعون من الوضع القائم... قد تحدث انتفاضة شعبية في اي لحظة وحينها فقط سيفهمون أنهم يسيرون بالدولة في الطريق الخاطئ.
قد نحتاج إلى معاودة النظر في حكومة أخرى خارج الأحلاف الحزبية، تعدّ لانتخابات مبكرة... من اجل الوطن وخارج المصالح الحزبية والأنانية السياسية وإلا سقط السقف على الجميع...وخارج هذه الثغرة فإن أزمات البلاد تتراكم رغم أن الإعلام المرتزق ينشط بقوة لإلهاء الرأي العام بقضايا ثانوية لا قيمة لها.
الطوفان قادم... ونحن في محبسنا بأمر من مولانا الباجي، ننتظر حكما استئنافيا يصدر عن القضاء العسكري رمز العدالة والإنصاف.
لكننا لن نلين... ولن نركع... يا مولانا الباي.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire