jeudi 12 janvier 2017

مقامة المْحَيِّرْ سِبْسِي و ماكان من وعود الأمسِ..


يقال- واللَه اعلم- أنَه في قديم الزمان، نزل ببلاد إفريقيَة، و التي تعرف اليوم باسم "تونس" ، عجوز هرم، صيته في البلاد كبير.. ومقامه عند الناس وثير..
برز بين الناس في ثياب الواعظين و أفتى بينهم في إصلاح أمور المفسدين.. حتى بايعوه، مضطرين غير باغين، خوفا من قهر قوم منافقين.. الا أنهم سرعان ما اكتشفوا دهاءه و ابتذال أقواله  فأصبحوا في اختياره نادمين..
ويذكر انَه  ذات يوم شعر بقرب المنيَة، فنادى لإبن شادلية..(نسبة لسلالة أبي الحسن الشادلي) قال له: " يا بنيَ، إني أمَنتك و ذريَتك على العرش.. فلا تموتنَ الا وانتم حاكمين، وانَي قد اصطفيت من آل بيتي من هم لسلطانك خاضعين، فاسأل الشاهد يفتك فيم أنتم فاعلين.. و احذر لعنة "جانفي" فإنها تثير سخط الرعيَة و تكسي طباعهم بالثوريَة فينقلبوا على الديمقراطيَة.. و احذر حريَة التعبير فإنها من سوء التدبير، واقمع كلَ من أراد بك سوءا و ارمه وراء القضبان و أذقه من العذاب و الهوان.. حتى يخرَ لك ساجدا.. و يقف بين يديك صاغرا.. ويمدحك بأعذب الكلام و يخرس عنك أفواه اللئام.."
إلا أنَ ابنه لم يكن حافظا للوصيَة.. فلحقته لعنة الثوريَة.. وانتهى و ذريَته نسيا منسيَا..
هذا ما كان من أحوال حكَام البلاد في سنوات الظلم و الاستبداد.. وما ورد في أساطير الأولين عن جور الحكام الظالمين..
فاعتبروا يا أولي الألباب و اتَقوا شرَ من أمَنتم على الثَورات..
آمنة السعيدي


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire