lundi 2 janvier 2017

ناشطان من المجتمع المدني يكتبان حول سجن محمد الحاج منصور




بعد ايقافٍ تعسفيٍّ قارب 3اشهر،حكمت المحكمة العسكرية منذ أسبوع على مدير هذه الصحيفة المتميزة - الثورة نيوز- بالسجن 9اشهر.
هو حكم جائر يدل على زيف ما يسمونه ب"الديمقراطية" زمن الدوس على حرية الصحافة والإعلام ومحاكمة المدنيين الأبرياء الشرفاء بمحكمة عسكرية!!

 من المعلوم الحاج منصور تمت إحالته على المحكمة العسكرية بسبب مقالين: الأول يحذر من دخول الوعاظ»الدينيين» (ومعه بعض قدماء الجنرالات المتقاعدين تم نشر توصياتهم  بالصحيفة) من أخونة الجيش وتقسيمه هو أيضا على غرار تقسيم الشعب «مسلم وكافر».فاندساس «الإسلاميين» بالجيش سبق لبلادنا المعانات منه وكاد يؤدي إلى انقلابات.والمسلم لا يلدغ من جحر مرتين، لا سيما وأن الفيديو الشهير منذ 4سنوات لراشد الغنوشي: « الجيش غير مضمون،الأمن غير مضمون» مازال شاهدا!.. والمقال الثاني فقد شكك في صفقة مشتريات قام بها مدنيون متنفذون باسم الجيش لابتزازه والإثراء من ورائه..

أما قرار الإدانة الجائر فهو بسبب "المس من معنويات وسمعة المؤسسة العسكرية"،وهذا طبعا تلفيق لا يمكن تصديقه لأننا نعلم علم اليقين مدى  وطنية الحاج منصور وخاصة دفاعه عن الجيش والأمن الوطني حيث تعج الصحيفة بمقالات المساندة الفريدة من نوعها،لا سيما وأن والده من ضباط الجيش ومقاوم بالحركة الوطنية وبمعركة الجلاء أيضا!
المحاكمة الكوميدية: من الواضح هذه المحاكمة يديرها سياسيون متنفذون عن طريق قضاة مدنيين بغطاء عسكري،أما العسكر فهو في تقديرنا اذكي وأسمى من ان يرتكب مثل هذه الحماقات المتناقضة إلى حد الكوميديا الهزلية المضحكة ،فبالله أين كانت الغيرة المزعومة على هيبة العسكر حين كان القائد الأعلى السابق للقوات المسلحة ( المنصف المرزوقي)محل تهكم  غير لائق إلى درجة انه أطلقت عليه العديد من الصحف اسم « الطرطور»وكان هو مادة حتى للسكاتشات العابثة التي لا تليق بأسفل السافلين! فلماذا لم ينتفض «العسكر» ضد تلك الإهانات؟؟؟ألم يكن جميع الجنرالات والأٍركان يقفون إما ذلك «الطرطور» بكل احترام  وانضباط ؟؟؟

اين المثقفون وأين النخبة الوطنية؟
قضية سجن الحاج منصور هي اعتداء على كل المثقفين وأصحاب الرأي وخاصة حرية الصحافة، ولكن وللأسف  أكثر المثقفين لم ينتبهوا إلى خطورة القضية ،فلم نجد منهم إلا القليل. وفي تقديرنا هم ضحايا الدعاية والتشويه المغرض الذي تعرض له الحاج منصور من لوبيات المال والأعمال الفاسدين الذين اعتمدوا تكتيك الهروب إلى الأمام بمهاجمة وتشويه الصحيفة الإستقصائية الوحيدة في بلاد استشرى فيها الفساد فصاروا هم فيها «اسياد»..انه مؤسف جدا أن تنطلي أكاذيب المخادعين على من يحسبون أنفسهم ضمن»المثقفين»(وربما عبد الناصر العويني،المناضل بالجبهة الشعبية، هو عزاؤنا الوحيد،فهو لم يتبنى القضية كمحامي فحسب وإنما ايضا كمثقف ومناضل عبر ندوات وكتابات..وعلى كل حال: واحدٌ كألفٍ!)   

إذا اتتك مذمّتي من ناقص...

نحن لسنا طرفا في هذه الصحيفة وإنما مجرد متابعين لها،فلم نجد فيها الا الصراحة والجرأة والوطنية والأخلاق في زمن الإنحطاط الأخلاقي والإنتهازية السياسوية والحزبية والفئوية وصدَقَ  الذي قال- من تحزّب خانْ- !...انها مفارقة كبرى ان يتعرض للسجن من يكشف عن الفساد بينما «اهل الحل والعقد» يطالبون بالمصالحة مع الفاسدين والتوبة والعفو عن الإرهابيين المجرمين! ومن المفارقات العجيبة ايضا هي ان يوم التصريح بالحكم على الحاج منصور(الخميس15ديسمبر) تزامن تماما مع استشهاد المهندس محمد الزواري!!!..فأين كانت «هيبة الدولة» التي تسجن المثقفين والصحافيين والنقابيين بينما الكومندوس الصهيوني مكتسح للبلاد ويقتل المواطنين امام منازلهم؟؟؟ (وليس الكومندوس فحسب وإنما كان معه مراسلون يبثون الخبر بالصوت والصورة من المشهد مباشرة من امام منزل الضحية  بصفاقس،ثم يرسلون -ريبورتاج- عن ردود الشارع التونسي من  امام وزارة الداخلية!!!..)
قبل الإغتيال بأيام قليلة نشرت صحيفة الثورة نيوز( الجمعة 2ديسمبر) تقريرا طويلا ب4صفحات كاملة عن الموساد في تونس( عنوان التقرير:حفريات في تاريخية»الموساد») ولكن المسؤولين عندنا لم يولوا لذلك اهتماما حتى وقع ما وقع..
فمن هو الأولى بالسجن؟؟؟

 كل من يطالع - الثورة نيوز- يندهش معجبا بأصالة ووطنية واخلاق وانسانية كتّابها ومنهم خاصة الحاج منصورهذا الرجل الأصيل والشجاع والوطني.

 مقتطفات من دفاتر السجن

بعد 5ايام من ايقافه كتب الحاج منصور من السجن يوم الجمعة 7اكتوبر،ص12:[..عشتُ طفولتي كلها داخل الثكنات العسكرية رفقة ابي الضابط السامي بالجيش،علمني مبادئ الرجولة والكرامة والشرف، وعلمني الوطنية ومحاربة الإستعمار وأن العسكر هو متراسُ الوطن.وحين نجحتُ في الباكالوريا بدايةَ الثمانينات كاد ابي ان يقنعني بالأكاديمية العسكرية، بيد انني إخترتُ الهندسة الكهربائية..]
يوم الجمعة 14اكتوبر،ص13:[ ..اولئك السراق ارهبتهم جرأتي عليهم،اولئك اللصوص يكرهون جريدة الثورة نيوز  بيد انهم  يسارعون الى شرائها كل يوم جمعة!انهم يخافون الحقيقة ،يخافون الجريدة..تراهم يطوون الجريدة ويخفونها في ملابسهم فيدخلون مكاتبهم ويغلقون الأبواب ليقرؤونها سرا،ثم يسبونها في العلن!(...)تذكرت صدام حسين،كنت احترم رجولته وشجاعته. اثناء حرب الخليج 1991كنا ندافع بشراسة عن عروبة العراق ووطنية صدام، كان دكتاتورا إلا انه وطني الى النخاع.توجّهتُ وقتها الى سفارة العراق، وكانت الحرب في اتونها، شاهدتُ مئات التونسيين يصطفون للتبرع للعراق الأبي في مواجهة الإمبريالية، فتبرعتُ بعشرة آلاف دينارمن اموالي الخاصة وقابلتُ السفير العراقي وانا في مقتبل الشباب.كان الضمير الجمعي للتونسيين منحازا بالكلية الى صف العراق زمن صدام، هو اصطفاف اخلاقي وسياسي وتاريخي مع القضايا العادلة.مذا ترى الآن في عالم عربي بائس: حروب اهلية في العراق واليمن وسوريا وليبيا!لقد نجحت الإمبريالية والقوى الغربية في تدمير كل احلام الشعوب العربية بما فيها تونس...].
الجمعة 23ديسمبر،ص12:[..تذكرت ما قرأته عن الماركسية في ادبياتها..انا لست ماركسيا،إلا اني اتبنى الكثير من اطروحاتها في الإقتصاد والإجتماع . الفقر ينتج دائما ثورات عمياء مدمرة،وغياب العدالة في توزيع الثروات هو سبب رئيسي في ازمات الدولة.اما تلك الطبقة الغنية فأنها سرطان يمتص قوت الناس.فالبرجوازية والرأسمالية كيان متوحش يبتلع ولا يشبع..في تونس تشكلت طبقة تأكل ولا تشبع..هم في حماية الباي الصغير الباجي...الماركسية كانت تبحث عن انسانية الإنسان ، طلقتْ الغيبيات والروحانيات وعارضتْ الدين حين تحول الى مؤسسة بابوية تتحالف مع الرأسمالية. الليبراليةُ تسوسُ الكونَ بالديمقراطية كنظام حكم يبحث عن عدالة مزيفة يستفيد منها الأغنياء وينتخبهم الفقراء.. وبعد الإنتخابات ينسى الإغنياءُ الفائزون الفقراءَ..هل سمعتم يوما  بمثقف فقير حكم الولايات المتحدة الأمريكية؟ طبعا لا!(...) في السجن اتانا  خبر اغتيال الأستاذ المهندس محمد الزواري..شخصية لا نعرفها...كانت صدمة ان رجلا باحثا عالما يقتل في بلده بالرصاص غدرا وغيلة..كنت قد نشرت سابقا عدة مقالات عن نشاط الموساد في تونس..انها فضيحة الفضائح..وزير الخارجية الجهيناوي كان مقربا من اللوبيات الصهيونية، بعض الأحزاب كانت تدافع عن التطبيع ومعها بعض المنظمات...انها طبقة سياسية باعت ضميرها لقاء اموال..انهم بلا شرف(...) كنتُ فلسطينيا قبل ان اولد.ناصرتُ صدام حسين ككل الشرفاء ، واحببتُ جمال عبد الناصر دون ان اراه..كنت وانا تلميذ اسب السادات لأنه امضى اتفاقية كامب دايفد(..) وكنت مناصرا لحزب الله وهو يقاتل..كنت معارضا للإسلام السياسي ومازلتُ،لكنني انحني في شرف لرجالات القسام.].

أخيرا،وخارج هذه المقتطفات من  دفاتر السجن، إليكم هذا الجزء من التعقيب المحترم من الثورة نيوز على توضيح ارسله اليها -طلال حسن- رئيس جمعية الجالية السورية بتونس يدافع به عن جمعيته ضد ما نشرته الصحيفة يوم الجمعة 11مارس تحت عنوان- طلال حسن رئيس جمعية الجالية السورية والنوم في العسل-  وكان هذا هو رد الصحيفة ليوم الجمعة18مارس،ص23:

اعداء سوريا الجريحة هم انفسهم اعداء العروبة والإسلام.فموقف الثورة نيوز من الشقيقة سوريا واضح ولا يقبل لغة المزايدات ولا البحث في قاموس التبريرات، والثورة نيوز ستظل في اطار دفاعها عن القومية العربية على العهد مساندا رسميا للرئيس السوري بشار الأسد ولجيشه ولنظامه وللشعب السوري الشقيقن وذلك من منطق أن امن سوريا يمثل امن الأمة العربية ،أما تسريب كلمة « دكتاتور» يا استاذ طلال فهي غير مقصودة،وهو لا يعني إلا كاتب المقال،(فحرية الكتابة والتعبير مكفولة ومضمونة بالجريدة). اما عن رأي هيئة تحرير -الثورة نيوز- فهو ثابت منذ انطلاق الأزمة، فمن يمقت جماعة الإخوان ودويلة قطر وتركيا ومن لف لفهم يستحيل عليه ان يكره سوريا الجمال وان يعادي بشار البطولة.فالرئيس بشار سيظل اسدا رغم انف الكلاب. 
الم تكتب صحيفة -هارتس- الصهيونية عن الأسد معتبرة اياه بالعقبة الوحيدة امام احلام اسرائيل وقالت عن شعبيته انها تذكرهم بشعبية الزعيــم الراحل جمــال عبد النــاصر في مصر..
اللهم انصر الأسد وجيشه على أعدائهم الظالمين.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire