lundi 16 janvier 2017

وثائق فاضحة في نهب المال العام بطلها كمال اللطيف: 42 مليارا من ثلاث بنوك عمومية ..220 مليونا من القباضات المالية.. أكثر من 4 مليارات من الصناديق الاجتماعية... و555 مليونا من عرق الكادحين





لأن الثورة نيوز انتصبت لكشف الخور والدفاع عن حرمة الدولة وكشف الحقيقة التي تبقى دوما نسبية فإنها لم تتوان في مقام أول وفي عدد سابق لها عن الحديث عن القضية الفيشوش التي تعلقت برجل الظل كمال لطيف وقد ثبت القضاء ما ذهبت إليه الجريدة حتى أن الصائدين في المياه العكرة ادعوا أنها صحيفة اللطيف وحسبوها  عليه كما جاء على لسان رقيب الصحفيين في إحدى مداخلاته الإذاعية... ولأن الصحيفة لا تكيل بمكيالين ولا تعيش تحت أقدام الأشخاص كما يدعى البعض  فإنها لا تنظر الإشارة من أحد لفتح ملف ما كلما ثبت بالدليل القاطع أن الملف الذي بين يديها هو ملف فساد ...
اليوم وفي إطار عملها الاستقصائي تعود الصحيفة  أدراجها إلى رجل الظل كمال اللطيف لتفتح من جديد ملفا آخر من ملفاته التي نرى أنها تستحق النشر والتطرق إليها من باب أول على اعتبار أن الأمر يتعلق بعمليات تلاعب وفساد وثانيا على اعتبار أن المستفيد واحد والضحايا كثر والأمر يتعلق بالخصوص بمؤسسة يوسف اللطيف للمقاولات وهي من أشهر الشركات المعروفة خاصة في الوسط السياسي على اعتبار أن صاحبها ونعني به كمال لطيف ومن ورائه أشقاؤه اتخذ من مقرها في سكرة من ولاية أريانة مطبخا سياسيا بامتياز يعرفه القاصي والداني ويعرفه جيدا الحاكم الفعلي في تونس ورأس السلطة بها حيث كان ينام متكئا على أرائك المكتب نوما عميقا يتبعه شخير يسمعه المار أمامها وفي نفس المكتب تربى وعشش المستشار السياسي في قصر قرطاج نور الدين بن نتيشة ...


مسيرة زاخرة وغنائم لا تحصى 

مقاولات يوسف اللطيف كانت نجما ثم هوى تلك حقيقة.. وهي شركة كانت سباقة عن كل الشركات الأخرى في الفوز بالصفقات العمومية وقامت في إطار الولاء بتشييد منازل وعقارات لفائدة كبار الدولة في النظام السابق.. ولا يخفى على أحد أن الشركة كانت لها حظوة لدى الحاكم القديم ولا يرد لها طلب على اعتبار قرب مؤسسها الفعلي كمال لطيف من النظام ... ومنذ دخول ليلى بن علي على الخط تغير سير الشركة بعد أن لفظت ليلى كمال لطيف وأبعدته عن صاحب السلطة الأمر الذي جعل الشركة تتقهقر .. ولمن لا يعرف الشركة نؤكد أن شركة مقاولات يوسف اللطيف هي شركة خفية الاسم مقرها الاجتماعي الأول بنهج جازية الهلالية 4061سوسة والثاني بالمنطقة الصناعية الشرقية 2 أريانة 2081 رأسمالها سبعة ملايين واربعائمة ألف دينار تم الترفيع فيه في مناسبتين بمبلغ مليون دينار تنشط في قطاع المقاولات والبناء والأشغال العامة تاريخ تكوينها من سنة 1976 إلا إنها دخلت طور النشاط سنة 1996 وكانت تشغل ما يزيد عن 4500 عامل بين قار ووقتي . ولئن عرفت الشركة ازدهارا ماليا بعد غنائم المشاريع التي ظفرت بها فإنها عرفت التدهور خاصة في سنة 2003 بعد أن ساءت العلاقة بين بن علي وكمال لطيف حين بسطت ليلى الطرابلسي يدها على السلطة ...
بعد الثورة مباشرة وبتاريخ 7 جوان 2011 تقدمت الشركة بمطلب تسوية قضائية بعد أن تراكمت ديونها وعدها أصحابها من المؤسسات المفلسة رغم حجم المداخيل التي دخلت خزينة الشركة...



دائنون تائهون 

لن نخوض في تفاصيل التسوية القضائية ومخرجاتها فهذا شأن قضائي يغنينا عن كل تعليق  رغم جملة الملحوظات النقدية التي راودتنا ونحن نتصفح جل الأحكام والدفعات .. المهم في هذا كله والذي يثير الريبة والحيرة هو كثرة الدائنين وتنوعهم من مؤسسات عمومية وشركات خاصة ومؤسسات مالية وصغار الحرفيين والاشخاص العاديين والعملة وغيرهم حتى الموتى لهم نصيب في الدين  حيث بلغ رقم الدائنين ما يفوق 376 دائنا ظلوا تائهين لا يعرفون كيف يسخلصون ديونهم التي لهفتها الشركة وبلغت مليارات ومليارات...

برنامج إنقاذ وبعد 

صدر بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية عدد62 في باب إعلانات قانونية وعدلية بتاريخ 24 ماي 2012 بالصفحة3405 منشورا صادر عن المحكمة الابتدائية باريانة تحت عنوان تسوية قضائية ويخص شركة مقاولات يوسف اللطيف جاء فيه ما يلي :" اصدرت المحكمة الابتدائية باريانة بتاريخ 7جوان 2011 الحكم عدد169 نصه:قضت المحكمة الابتدائية بثبوت توقف شركة مقاولات يوسف اللطيف عن دفع ديونها بداية من 21 افريل 2004 وتقرر انقاذ المؤسسة بمواصلتها لنشاطها مع اعتماد برنامج انقاذ المعد من الخبير توفيق مراد الرقيق بتاريخ 28 افريل 2011 مع تعديله في خصوص 
1/ جدولة ديون العملة وقدرها 555.151.802دينار لمدة سنة بأقساط شهرية متساوية وذلك بعد تمكين كل عامل بتسبقة حينية بنسبة 50 بالمائة من دينه .
2/ جدولة الدين الراجع للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وقدره 4.613.641.951دينار على امتداد خمس سنوات 
3/ جدولة الدين الراجع لأمانة المال بسوسة – قباضة- وقدره 219.885.459 على امتداد خمس سنوات .
4/ جدولة الديون الراجعة للبنك الفرنسي التونسي والاتحاد الدولي للبنوك وبنك تونس العربي الدولي والتجاري بنك على امتداد عشر سنوات وتكليف الخبير توفيق مراد الرقيق بمهمة تنفيذ هذا البرنامج 


تقرير الخبير في 2016 

تقدم الخبير توفيق مراد الرقيق بمكتوب وجهه الى جناب قاضي المؤسسة بالمحكمة الابتدائية باريانة جاء فيه تذكير بالديون المذكورة اعلاه مضيفا عليها ديون البنك الوطني الفلاحي وقدره 6.390.209.366د على مدة عشرين سنة والديون المتخلدة بذمة الشركة لفائدة بنك الاسكان والمقدرة ب11.251.942.071 دينار ا على مدة عشرين سنة والديون الراجعة للشركة التونسية للبنك وقدرها 24.747.231.928 دينارا على مدة عشرين سنة وبعملية حسابية بسيطة يتبين أن الاموال التي تحصلت عليها مقاولات يوسف اللطيف من البنوك العمومية الثلاثة فاقت ما قدره 42 مليار ا من مال الشعب التونسي ... ولكم ولنا ولهم أن تسألوا عن الضمانات التي وفرتها الشركة للظفر بكل هذه القروض والتي لو وفرناها للشباب لفتح مشاريع صغرى ولكان لنا مئات المؤسسات الصغرى ومئات مواطن الشغل ولكن ....
ما أكده الخبير في تقريره انه وبعد مرور اكثر من 5 سنوات من صدور حكم التسوية لم تتمكن شركة مقاولات يوسف اللطيف ولو من خلاص حتى ديون العملة والذي كان من المفروض خلاص ديونهم في أجل سنة من صدور الحكم ...


أهات ومعاناة 

عائلات دمرت ...أسر تفرقعت ... نساء وكهول وشباب وشيب وحتى الرضع ذاقوا الامرين وارتموا في أحضان الخصاصة ومنهم من أقدم على الانتحار ومنهم من مات قهرا ومنهم من لم يجد رغيف خبز ليأكله ومنهم هاجر وفر وو منهم من لم يظفر بقرش واحد بعد الحيف والظلم والجفاء الذي وجدوه من اصحاب المؤسسة والذين بعثوا مؤسسات أخرى وظلوا يمرحون في رغد العيش في حين مات الضعفاء على قارعة الطريق ومنهم من اتخذ التسول طريقة للعيش ... عملة كادحون ضحوا بالغالي والنفيس بالطاقة والجهد والعرق من أجل أن تعيش الشركة فعاش أصحاب الشركة ومات هؤلاء ..


الاتصال بالهيئات الدستورية 

لم يجد هؤلاء من بد بعد ان طرقوا كل الابواب ين بأحكامهم التي ظلت حبرا على ورق سوى الاستنجاد برجال السياسة واصحاب المعالي من اجل استرداد حقوقهم المهدورة ولكن لا مجيب وكانت الاجابات من بعض الشخصيات ووسائل الاعلام اكثر من سخيفة بيد انهم مازالوا معلقين الامل على هيئة الحقيقة والكرامة التي اودعوا بها علها ترفع عنهم الضيم يوما .. 
 يبقى القول إن لمعاناة العملة وظروف حياتهم ما ينفطر له القلب  وقد أجلنا الكتابة عنها الى الأسبوع القادم لنكشف للرأي العام نزرا من عذابات الاموات والاحياء على حد سواء ...فانتظرونا ...




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire