mardi 6 décembre 2016

أخطر ملفات الجوسسة: حفريّات في تاريخيّة «الموساد»: تونس والعالم العربي




 تفتح صحيفة الثورة نيوز ملفا خطيرا يكاد يكون من المحرمات في الدوائر الإعلامية والسياسية في تونس، هي عملية حفر في أتربة الجوسسة والاستخبارات وقلب لتراب على تراب، هو ملف الموساد والنفوذ الصهيوني في العالم العربي وفي تونس كذلك... وحتى الذين جادلوا ملف الموساد جادلوه باحتشام وخوف.
 وهو جهد توثيقي يجمع المعلومات والمعطيات حول الظاهرة قبل البحث في تأويلها وتفسيرها، في محاولة للكشف عن عمليات الموساد في اختراق الأمن القومي وتحرّ في قوة الاستخبارات العسكرية التي هزمت كل وكالات الاستخبار والاستعلام الرسمية للجيوش والأجهزة الأمنية العربية مجتمعة بما في ذلك أجهزة الأمن والاستعلام التونسية، مع استثناء وحيد هو البناء الصلب لحركة المقاومة اللبنانية المسلحة لتنظيم حزب الله... وقد استندنا في هذا البحث على كتاب "الحروب السرية لاسرائيل" للكاتب "ايفونيك دونويل" ... وبعض إصدارات المنتدى العربي للدفاع والتسليح... إضافة إلى تقارير منشورة في صحف ومجلات عربية وعالمية... وقد تجنبنا الخوض في معلومات تبحث في علاقات أطراف تونسية بدولة إسرائيل وأجلناها إلى مقال مستقل واكتفينا في عملنا هذا بعمل التوثيق والتأريخ.
والثابت تاريخيا أن جهاز الموساد قد استطاع زرع شبكات وخلايا جوسسة في أهم المدن العربية واستطاع كذلك أن ينتدب عملاء من رجال أعمال وإعلاميين وتجار وموظفين في كل القطاعات استخدمهم في جمع المعلومات وفي تنفيذ خطط دولة إسرائيل.
وليس خافيا أن إسرائيل تشارك اليوم بواسطة جهاز الموساد في كل الحروب التي تدور في المجال العربي، فالموساد يتحرك في العراق مع الأكراد والشيعة ، في بغداد واربيل ... ويتحرك في سوريا مع جميع الفصائل وضد جميع الفصائل، يبيع السلاح ويغدق الأموال ويرصد المعلومات... ويتحرك في اليمن وليبيا وتونس والمغرب والجزائر... وهو موجود بقوة في مصر... انه الجهاز الاقوى في المنطقة.
ولعل دولة إسرائيل وفي ظل التغيرات السياسية في الشرق الأوسط، هي المستفيد الأول من التحولات الجيو/ سياسية في العالم العربي ما بعد 2011 ، أو ما سمي غلطا بالربيع العربي... انه شريك للإدارة الأمريكية في تنفيذ خطة بناء شرق أوسط جديد يولد من رحم الفوضى الخلاقة... وسوف تنتهي حروب المنطقة بعد سنوات وتخرج اسرائيل اقوى مما كانت ... هنا فقدت القضية الفلسطينية مركزها في الضمير العربي، وتحول اهتمام عالم عربي مفتّت بأكمله، إلى الغرق في صراعات طائفية وحروب أهلية دامية ومتوحشة.


في بنية الموساد
الموساد بالعبرية:  מוסד اختصار للإستخبارات والمهمات الخاصة ... بالعبرية: המוסד למודיעין ולתפקידים מיוחדים... هاموساد لموديعين اولتافكديم ميوحاد. 
وتعتبر كلمة موساد اختصارا لموساد لعالياه بت العبرية أي "منظمة الهجرة غير الشرعية"، وهي في الأصل إحدى مؤسسات جهاز الاستخبارات الإسرائيلي والجهاز التقليدي للمكتب المركزي للاستخبارات والأمن. تم إنشاؤها في البداية سنة 1937، بهدف القيام بعمليات تهجير اليهود، وكانت تشكلها مجموعة من الإداريين ومندوبي الميدان في قسم الاستعلام في إحدى أجهزة المخابرات التابعة لعصابات الهاجانا. 
أما الموساد بمعناه الحالي فهو اختصار للكلمات العبرية "لموديعين أولتا فكديم ميو حادي" أو الاستخبارات والمهمات الخاصة، والذي تم إنشاؤه أواخر سنة 1949.



رؤساء جهاز الموساد

وقد تداول على رئاسة هذا الجهاز الخطير احد عشر مديرا للموساد من سنة 1949 الى 2011 على مدار 60 عاما، وهي شخصيات تنتسب جميعها إلى القوات العسكرية الإسرائيلية تحمل في جرابها تجربة ميدانية واسعة.

 جهاز الموساد والنفوذ الخارجي

تمتلك إسرائيل ثلاثة أجهزة للاستخبارات: هي الموساد، وشين بيت أو شاباك المختص بالأمن الداخلي، ، وجهاز «أمان» للاستخبارات العسكرية.
 ويتم تكليف جهاز الموساد للاستخبارات والمهام الخاصة بالدراسة الاستخباراتية وبتنفيذ العمليات السرية خارج حدود إسرائيل، والمتمثلة غالبا في عمليات اغتيال لعناصر معادية لمصالح دولة إسرائيل، أو تنفيذ عمليات التجسس في الخارج وحتى ضد الدول الصديقة.
ويعمل الموساد بصفته مؤسسة رسمية بتوجيهات من قادة الدولة، وفقا للمقتضيات الاستخباراتية ، مع مراعاة الكتمان والسرية في أداء عمله.
ومن بين المجالات المتنوعة التي يعمل فيها الموساد أيضا إقامة علاقات سرية ومتابعة عقد وتنفيذ معاهدات السلام مع مصر والأردن، ويهتم بقضايا تبادل الأسرى والبحث عن المفقودين، بالإضافة إلى متابعة نقل وسرقة التقنيات والأبحاث العلمية، وهي بالتالي مستقلة عن الشاباك أو جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي، أو أمان وحدة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية.

أقسام الموساد

وتتكون إدارة الموساد من ثلاثة أقسام رئيسية، قسم المعلومات الذي يتولى جمع المعلومات واستقراءها وتحليلها ووضع الاستنتاجات بشأنها.
والثاني قسم العمليات الذي يتولى وضع خطط العمليات الخاصة بأعمال التخريب والخطف والقتل ضمن إطار مخطط عام للدولة.
ثم القسم الثالث الخاص بالحرب النفسية الذي يشرف على تنفيذ خطط الحرب النفسية وتنفيذها، مستعينا في ذلك بجهود القسمين السابقين عن طريق نشر الفكرة الصهيونية.
مثلما ألحقت بجهاز الموساد مدرسة لتدريب المندوبين والعملاء مركزها الرئيسي حيفا ويتم فيها التدريب على قواعد العمل السري والأعمال التجسسية.
والموساد هو أحد المؤسسات المدنية في إسرائيل ولا يحظى منتسبوه برتب عسكرية، لكن جميع موظفيه خدموا سابقا في الجيش الإسرائيلي وأغلبهم من الضباط العسكريين.


مهمات الموساد : تجسس واختطافات واغتيالات

 ترتكز مهمة الجهاز التنفيذي داخل الموساد في إدارة شبكات التجسس في كافة الأقطار الخارجية خاصة الدول العربية والإسلامية، وزرع عملاء وتجنيد المندوبين في مختلف أنحاء العالم، وتوجيه فرع المعلومات العلنية الذي يقوم برصد مختلف مصادر المعلومات التي ترد في النشرات والصحف والدراسات الأكاديمية والإستراتيجية في العالم.
وهو مكلف بإحباط عمليات تطوير الأسلحة غير التقليدية في الدول المعادية "العرب وايران وتركيا وباكستان" وإحباط تسلّحها بهذه الأسلحة، وهو جهاز يبحث عن المعلومات الاستخباراتية ذات القيمة الإستراتيجية والسياسية، وعلى كل المعلومات الضرورية، تمهيدا لتنفيذ عمليات خارجية تتعلق أساسا باغتيال قيادات فلسطينية أو علماء وسياسيين عرب.
ويهدف الموساد إلى إقامة شبكات من العلاقات السرية، خاصة خارج البلاد مع العمل على الحفاظ عليها واستمرارها، وهو يمتلك العديد من الشركات التجارية الوهمية حول العالم، ذات أرقام تسجيل تجارية، وكشوف ضريبية سليمة، رغم أنها في حقيقتها أماكن تستخدم كغطاء أمني لأنشطة الموساد.


الموساد والاغتيالات

في المستوى التطبيقي نجح الموساد في صناعة أسطورة في عالم الاستخبارات واحدث تفوقا على المستوى الدولي، وقد نفذ جهاز الموساد الإسرائيلي عدة عمليات اغتيال ضد عناصر في المقاومة الفلسطينية (منظمة التحرير الفلسطينية ثم حركة حماس فيما بعد) والمقاومة اللبنانية أيضا ، واغتالت بعض العلماء المرموقين من البلاد العربية.
فتم مثلا اغتيال غسان كنفاني الروائي والقيادي الفلسطيني المعروف وذلك بتفجير سيارته في بيروت سنة 1972، وعدد من ضباط منظمة أيلول الأسود الفلسطينية كانتقام على عملية أسر وقتل الرياضيين الإسرائيليين في ألعاب ميونيخ الأولمبية 1972.
ثم اغتال الموساد الرجل الثاني في فتح خليل الوزير أبو جهاد بعملية نوعية نفذتها فرقة كوماندوس إسرائيلي في تونس سنة 1988.
واغتالت الأمين العام السابق لحزب الله اللبناني عباس الموسوي بقصف سيارته سنة 1992.
ثم قتلت القائد الفلسطيني فتحي الشقاقي مؤسس حركة الجهاد الإسلامي بإطلاق النار عليه في جزيرة مالطا سنة 1995.
ونجح الموساد في اغتيال القيادي البارز في كتائب القسام المهندس يحيى عياش بتفجير هاتفه المحمول سنة 1996.
وقامت بقصف منزل مؤسس حركة حماس الشيخ المقعد أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي سنة بقصف جوي 2004.
ونجحت في اغتيال القائد العسكري لحزب الله اللبناني عماد مغنية بتفجير سيارته في دمشق سنة 2008. 
وقتلت القيادي في حركة حماس محمود المبحوح بخنقه في غرفة فندق بدبي سنة 2010.
وكان الموساد في عمل دؤوب في محاولة لمطاردة أهداف أخرى كالأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله والقائد العسكري لكتائب القسام محمد الضيف الذي نجا من عدة عمليات سابقة.
ولكن تبقى أشهر عملية للموساد حتى الآن هي محاولة الاغتيال الفاشلة للقيادي البارز في حماس خالد مشعل في العاصمة الأردنية عمان سنة 1997، وهي العملية التي نجا منها مشعل بأعجوبة، وتم اعتقال عميلي الموساد الذين نفذا العملية، وتدخل الحسين ملك الاردن واشرف بنفسه على صفقة تبادل للاسرى أفرج على إثرها على الشيخ أحمد ياسين من السجون الإسرائيلية، وتم إحضار طائرة بطاقم طبي إسرائيلي خاص مزود بالترياق المضاد للسم الذي استنشقه مشعل وأدخله في غيبوبة طويلة كادت تودي بحياته


الموساد في مواجهة الدول العربية

فاجأ الجيشان المصري والسوري إسرائيل بشن حرب عليها في ظهر يوم 6 أكتوبر من عام 1973. وقد جرى تنبيه رئيس الموساد "زافي زامير" وعدد من القيادات الإسرائيلية في الأيام التي سبقت الحرب ويوم نشوبها نفسه بأن مصر ستشن هجوما قريبا. ولكن لم يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لسوء في التقدير أو في التفسير ... كان ذلك انتكاسة في تقديرات الموساد.
وكان الدكتور "أشرف مروان"، مستشار الرئيس المصري الأسبق أنور السادات لسنوات عدة، أحد مصادر تزويد الإسرائيليين بالمعلومات منذ عام 1969. وبالتالي كان على علم بما كان يدور على مستوى أعلى مراكز القرار السياسي المصري.
في شهر نوفمبر من عام 1979 احتل طلبة إيرانيون السفارة الأمريكية في طهران. واستولوا على أرشيفها، وكان من بين الوثائق "الحسّاسة" وثيقة تحمل عنوان "إسرائيل: لمحة عن الاستخبارات الخارجية والأجهزة السرية".
وقد كشفت تلك الوثائق سياسة الموساد في العالم العربي "برنامج الموساد وشين بيت" وبنيتهما وأهدافهما ذات الأولوية وفي مقدمتها جمع المعلومات عن الجيوش العربية، ثم جمع المعلومات حول السياسة الأميركية، وخاصة ما يتعلق باسرائيل. 
سنة 1982 احتلت اسرائيل لبنان ودخلت إلى العاصمة بيروت واكتشف العرب قوة خارقة في جهاز الموساد خاصة في رصد الأهداف الفلسطينية والقوى الوطنية اللبنانية... كان الموساد ينشط بقوة في المجال اللبناني واستطاع بناء ميليشيا لبنانية موالية لإسرائيل هي ميليشيا "انطوان لحد" تلك التي عملت لفائدة الموساد حتى انسحاب اسرائيل من جنوب لبنان سنة 2000. اثر هزيمة عسكرية في مواجهة حزب الله... كانت هزيمة للموساد أيضا.
من جهة أخرى جاء الكشف لاحقا عن جاسوس اسرائيلي في الولايات المتحدة الأمريكية ليبيّن ان اسرائيل بصدد جمع المعلومات العلمية في الولايات المتحدة وغيرها من البلدان الغربية. وقد جنّد من أجل ذلك اليهودي الأميركي "جوناثان بولارد" الذي كان يعمل في سلاح البحرية الأميركية. وقد قابل ضابط في سلاح الجو الإسرائيلي، كان يتبع دورة تدريبية في جامعة نيويورك، وعرض عليه تزويده بمعلومات تهمّ "دفاع" إسرائيل لكن الأجهزة الأميركية تحتفظ بها لنفسها.
هكذا سلّم "بولارد" مئات الصفحات من الملفات السرية الخاصة بالقوى العسكرية في الشرق الأوسط وبسياسة التسلّح الأمريكية. وعندما أحسّ "بولارد" أن أمره أصبح مكشوفا طلب اللجوء إلى السفارة الإسرائيلية. لكن الضابط المناوب في ذلك اليوم لم يكن يعرفه، ولم تتوفر له تعليمات دقيقة وواضحة عما ينبغي عمله بخصوصه، فرفض دخوله إلى السفارة. وعندما خرج كانت عناصر مكتب التحقيقات الفيدرالي بانتظاره.


الموساد والمفاعل العراقي تموز

كان المفاعل النووي العراقي "تموز" مثيرا للقلق في دولة إسرائيل... وكانت فرنسا قد باعت عام 1973 الى العراق المفاعل "أوزيريك". وكان اتفاق التعاون الفرنسي العراقي الموقع عام 1975 بعد التقارب بين جاك شيراك، رئيس وزراء فرنسا آنذاك، والرئيس العراقي صدام حسين، ينص على "استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية".
كان أرييل شارون آنذاك وزيرا للزراعة في حكومة مناحيم بيغن، لكنه قام بحملة في جميع الاتجاهات لإقناع الحكومة الإسرائيلية بالقيام بضربة جوية للعراق، وإلا "سوف تنتج قريبا أول قنبلة عربية إسلامية". وكانت الأجهزة السرية الإسرائيلية قد قامت قبل ذلك بليلة 5 إلى 6 أفريل 1979 بتفجير قطع خاصة بتموز 1 وتموز 2 مع 65 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصّب، كانت جاهزة للنقل إلى بغداد في ميناء "سين سورمير" الفرنسي. ولم يكتف الموساد بالتفجير، بل وجه عملاؤه رسائل تهديد للعاملين في ورشة تلك البلدة وللمهندسين الذين كانوا على أهبة الاستعداد للذهاب إلى العراق.
وفي ليلة 13 إلى 14 جوان 1980 تمّ العثور على جثّة رجل في إحدى غرف فندق الميريديان بباريس. وكان المهندس المصري العامل بحقل الذرة دكتور يحيى المشد، أحد أفضل التقنيين في هذا الميدان في العالم العربي. وكان العنصر الأساسي في البرنامج النووي العراقي. وأفاد الجهاز السري الفرنسي أن فتاة رافقت الفيزيائي النووي مساء يوم اغتياله، وأن رجلاً دخل الغرفة بعد خروجها منها مباشرة.
وسمحت شهادات العاملين والعاملات في الفندق بالتعرف على أن الرجل المعني كان من موظفي السفارة الإسرائيلية. وكذلك التعرف على هوية الفتاة التي جرى استدعاؤها للمثول أمام الشرطة الجنائية، ولكنها قتلت بـ"حادث سير" في شارع "سان جرمان" الباريسي قبل مثولها أمام السلطات الفرنسية المعنية. ووجدت الشرطة في مفكرة بحقيبتها رقم هاتف السفارة الإسرائيلية.
بعد عدة أشهر فقط، وضعت الشرطة الفرنسية تحت الرقابة فيزيائي مصري آخر هو دكتور عبد الرشيد، ويوم وصوله ذهب إلى محطة القطار لاستقبال سيدة نزل معها من القطار نفسه رجل "اختار" فندقهما ذاته ، وبدا أنه يراقبهما. خشيت الشرطة الفرنسية السرية أن تتكرر عملية كتلك التي قتلت دكتور يحيى المشد ، فاقتحمت الفندق ، لكن "رجل القطار" اختفى. وجرى التعرف من صورته على أنه كان "دبلوماسيا" إسرائيليا. أما دكتور عبد الرشيد فقد توفي بعد أشهر قليلة بـ"عملية تسمم غريبة".
أفضت التحقيقات التي قامت بها الشرطة الفرنسية السرية الى إثبات أن عمليتي اغتيال المشد ودسّ السم لعبد الرشيد قد جرى تنفيذهما بإشراف إسرائيلية شابة كانت تقيم في فرنسا بصفة طالبة، وهي تسيبي ليفني الشخصية السياسية اللامعة لاحقا ورئيسة حزب "كاديما" الوسطي. 
وفي 7 جوان من سنة 1981 أغارت طائرات اف 16 الاسرائيلية على مفاعل تموز العراقي ودمرته بالكامل بمساعدة لوجستية أمريكية وبتواطؤ بعض البلدان العربية.


الموساد في تونس
1 يديعوت احرونوت تكشف عملية اغتيال ابو جهاد
نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية بإذن من الرقابة العسكرية تفاصيل اغتيال القيادي الفلسطيني خليل الوزير (أبو جهاد) في عملية نفذتها قوات خاصة من الجيش الإسرائيلي في تونس عام 1988, مما يعني عمليا تبني تل أبيب تلك العملية.
وأوردت الصحيفة في موقعها الإلكتروني مقتطفات من مقابلة أجرتها مع قائد القوات الخاصة (كوماندوس) ناحوم ليف قبل وفاته عام 2000 في حادث سيارة
وقالت إن الرقابة العسكرية سمحت لها بعد مفاوضات استغرقت ستة شهور برفع السرية عن المعلومات التي أدلى بها ليف والتي تعد بمثابة إقرار من إسرائيل بمسؤوليتها عن تلك العملية التي اغتيل فيها أيضا حراس لأبو جهاد القيادي وقتها في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) ومنظمة التحرير الفلسطينية.
وجرت عملية الاغتيال في منزل القيادي الفلسطيني في ضاحية سيدي بوسعيد شمالي العاصمة التونسية في إطار خطة إسرائيلية لإخماد الانتفاضة الأولى التي اندلعت في الأراضي المحتلة عام 1987 والتي كان أبو جهاد أحد قادتها في الخارج
وكشف ناحوم ليف أن القوات الخاصة تسللت إلى العاصمة التونسية عبر البحر في الليلة الفاصلة بين 15 و16 أفريل 1988
وذكر أن أعضاء هذه القوات التي تتبع الوحدات الخاصة في قيادة الأركان الإسرائيلية كانوا 26 فردا، وانقسموا إلى قسمين بعد نزولهم من سفن وزوارق
وتوجه الفريق الأول -الذي ضم ثمانية أفراد برئاسة ليف- إلى منزل أبو جهاد (فيلا) على متن سيارات, واقترب من المنزل مسافة 500 متر تقريبا
وللتمويه كان ليف مرفوقا بجندي متنكر في هيئة امرأة وكان يخفي مسدسا مزودا بكاتم للصوت في علبة شوكولاته.
وكشف قائد القوات الخاصة الإسرائيلية أنه قتل بالرصاص بدءا أحد حراس أبو جهاد أثناء نومه في سيارة خارج منزل القيادي الفلسطيني, ثم اقتحمت مجموعة ثانية المنزل
وبعد دخول المنزل قتلت هذه المجموعة حارسا ثانيا لدى استيقاظه ومحاولته إطلاق النار على المقتحمين, كما قتلت العامل المكلف بالحديقة الذي كان نائما في سرداب الفيلا
وبعد قتل هؤلاء الثلاثة, صعد أحد أفراد القوات الخاصة إلى حيث مكتب أبو جهاد وغرفة نومه وأطلق عليه النار قبل أن يطلق عليه ناحوم ليف بنفسه وابلا من الرصاص من مسدس رشاش, وفعل أفراد آخرون من هذه القوات الشيء نفسه للتحقق من موته
وفي روايته لعملية الاغتيال -التي شارك فيها رئيس الأركان السابق ووزير الشؤون الإستراتيجية الحالي موشي يعالون- تحدث ليف عن ظهور زوجة أبو جهاد أثناء إطلاق النار عليه, وقال إن القيادي الراحل كان "على ما يبدو" يحمل مسدسا.
ورغم كشف دولة إسرائيل عن تفاصيل جريمة سياسية وقعت على الأراضي التونسية واعتراف دولة أجنبية باقتراف الجريمة، فان الحكومات التونسية المتعاقبة بعد الثورة لم تأذن بإعادة التحقيق في ملابسات اغتيال أبو جهاد استنادا الى ظهور معطيات جديدة كشف عنها الجانب الإسرائيلي... والأدهى من ذلك أن التحقيقات الأولية أثبتت تورط صيدلاني تونسي كان يقيم بمدينة باجة وهو الذي قاد خلية الجواسيس التونسيين الذين تخابروا مع إسرائيل لقاء أموال مجزية... ثم وبعد مدة زمنية أطلق نظام بن علي سراحهم وهاجروا إلى اوروبا. 
وقد تسببت الثورة التونسية لاحقا في بداياتها في خيبة أمل بالنسبة الى الموساد، الذي كان يتمتع بوجود مهم في البلاد. وكان هذا الجهاز يمتلك ثلاثة مراكز موزعة في التراب التونسي حسب تقارير دولية كانت نشرتها صحيفة الشروق الجزائرية، وذلك بسبب الوجود المهم للطائفة اليهودية في المنطقة. وهذا الوصف جاء في تقرير للمخابرات المصرية جرى تسريبه إلى مجلة «المصوّر». وجاء في التقرير أن مركز الجوسسة الإسرائيلي في تونس العاصمة يعطي الأولوية للشؤون الجزائرية، أما مركز جربة فيختص بالشؤون الليبية، ويتركز اهتمام المركز الثالث بالشؤون التونسية ويقع في مدينة سوسة.
وقد اصدر موقع يافا للدراسات والأبحاث في القاهرة قائمة في الجواسيس الإسرائيليين في تونس


2 - تقرير مركز يافا للدراسات والأبحاث حول تونس

وأكد مركز «يافا» للدراسات والأبحاث الذي يشرف عليه رفعت احمد السيد في تقريره لسنة 2012 أن نشاط الموساد في تونس تكثف خاصة بعد سنة 1982 وذلك مع انتقال منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان الى تونس. 
وأضاف مركز البحوث أن نشاط الموساد أصبح ملحوظا في تونس خاصة بعد عقد اتفاقية اوسلو سنة 1994 والتي دخلت طور التنفيذ عام 1996 بتشكيل منظومة التعاون الأمني للموساد مع نظام "بن علي"، واشرف على هذا التعاون المدعو «شالوم كوهين» وهو تونسي يهودي شغل أيضا خطة مدير مكتب رعاية المصالح الاسرائيلية، وقد استطاع بناء «شبكة موسادية» قاعدتها تونس العاصمة تفرعت الى عدد من المدن الأخرى كجربة وسوسة
وهذه الشبكة ضمت خبراء في بناء الشبكات التجسسية منهم «نحمان جلبواغ» ومهمته رصد الأهداف في الجزائر انطلاقا من تونس العاصمة... ونوريت تسور» مهمته رصد الأهداف في ليبيا انطلاقا من جربة... أما «دورون بيير» فقد اضطلع بمهمة رصد الأوضاع في الداخل التونسي، في السياسة والاقتصاد والامنيات والعسكريات انطلاقا من سوسة.
أما عن أهداف زرع هذه الشبكات الموسادية للتجسس في تونس فقال مركز «يافا» انها تمحورت حول ثلاثة أهداف رئيسة هي مراقبة ما يجري في الجزائر وليبيا وبناء شبكات تجسس وتحريض وتخريب ومراقبة ما تبقى من نشاط فلسطيني في تونس ومتابعة الحركات الإسلامية السلفية وأيضا متابعة نشاط المعارضة المناوئة لعملية السلام مع إسرائيل واختراق مراكز القرار السياسي في السلطة إضافة إلى المحافظة على مصالح الطائفة اليهودية بتونس.
وقد أوردت صحيفة الشروق الجزائرية في تاريخ 18 افريل 2014 أن ما لا يقل عن 400 عنصر من الموساد ينشطون في تونس بطرق سرية مختلفة. وأفادت الصحيفة، أن شبكة الموساد في تونس، تنتشر وتتخفى تحت مسميات أصحاب مقاهي وتبادل ثقافي أوروبي ووكالات أسفار... ورغم خطورة هذه المعطيات فان أجهزة الدولة التونسية بقيت غائبة تماما وقاصرة عن متابعة خلايا الجوسسة الإسرائيلية في تونس. 


اخطر عمليات الجوسسة والاختراق
الوزير الجاسوس: ايلي كوهين:

هو إيلي كوهين، وهو يهودي مصري من الإسكندرية هاجر إلى إسرائيل سنة 1957، وقام الموساد بتجنيده وكان الهدف هو زرعه كجاسوس إسرائيلي في مصر، لكن سرعان ما تم تعديل الخطة وإرساله إلى دمشق، حيث تم تدريبه على حفظ القرآن الكريم والتعاليم الإسلامية وإتقان اللهجة السورية واستخدام وسائل التجسس كالحبر السري وأجهزة الاتصالات وغيرها، وتم تلفيق قصة مزورة لحياته أساسها كونه مسلما سوريا اسمه كامل أمين ثابت، جاء كرجل أعمال ثري من بوينس آيرس في الأرجنتين بهدف الاستقرار في وطنه سوريا.
وبسرعة فائقة تمكن من صنع شبكة علاقات واسعة مع قيادات سياسية وعسكرية سورية، ساعدته دون أن تدري على الحصول على كنز من المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بالدفاعات العسكرية وخطط الهجوم السورية التي وصلت أولا بأول إلى الموساد، وتداول البعض خبر ترشحه لرئاسة الحزب أو حتى الجمهورية بفضل علاقاته الواسعة مع الحزب الحاكم، لكن سرعان ما تم اكتشافه بعد رصد إشارات مورس منبعثة من منزله عن طريق جهاز تتبع ورصد الاتصالات السوري، ويحكي البعض عن دور للمخابرات المصرية في المساهمة في كشفه، وهكذا تم القبض عليه متلبسا وإعدامه أمام دهشة الجميع يوم 18 ماي 1965 في ساحة المرجة، حيث بقيت جثته معلقة لعدة أيام

الجاسوسة امينة المفتي

هي أمينة المفتي، ولدت سنة 1939 في العاصمة الأردنية عمان لأسرة شركسية مسلمة، سافرت سنة 1957 إلى النمسا بقصد إكمال دراستها بعد حصولها على الثانوية العامة، وهناك انطلقت في حياة المجون واللهو، قبل أن تتعرف على طيار عسكري يهودي نمساوي هو أخو صديقتها، وقد ساعدها على الحصول على دكتوراه في علم النفس المرضي، وبعد قصة حب ، تزوجته بعد تخليها عن الإسلام واعتناقها الديانة اليهودية في معبد شيمودت في فيينا بالنمسا، وصار اسمها آني موشيه بيراد على اسم زوجها.
هاجرت برفقة زوجها إلى إسرائيل سنة 1972، وأصبح زوجها طيارا في سلاح الجو الإسرائيلي، لكن تم إسقاط طائرته من قبل الدفاعات الجوية السورية سنة 1973، واعتبر على إثر ذلك مفقودا حتى الآن.
كانت شخصية أمينة أو آني من أغرب الشخصيات التي تتطلب دراسة نفسية معمقة، فقد أعماها الحب وقررت الانتقام من الفلسطينيين والسوريين لتسببهم حسب رأيها في فقدان زوجها، وهكذا كان سهلا على الموساد تجنيدها لحسابه، فانتقلت إلى لبنان وعملت كطبيبة متطوعة في المخيمات الفلسطينية، وبالفعل تغلغلت في المواقع الفلسطينية في بيروت والجنوب وحصلت حتى على إذن موقع من ياسر عرفات شخصيا للتنقل بحرية تامة ساعدتها على نقل معلومات هامة للمخابرات الإسرائيلية تسببت في خسائر جسيمة للمقاومة الفلسطينية.
تم كشف أمرها سنة 1975، ويرجع الفضل في ذلك لأحد أهم رجال المخابرات الفلسطينية المقربين من عرفات، علي حسن سلامة، الذي كشف بذكائه ما تخفيه الجاسوسة (تم اغتياله في ما بعد سنة 1979)، فتم اعتقالها وإخضاعها للتحقيق والتعذيب، قبل أن تتم مبادلتها بأسرى فلسطينيين بعد 5 سنوات في إطار صفقة مع الجانب الإسرائيلي، ولم يعرف عنها بعد ذلك أي شيء حتى الآن، باستثناء تصدر اسمها لائحة الشرف في مدخل مبنى الموساد، كاعتراف بخدماتها الجليلة للإسرائيليين.

الجاسوس اللبناني ابراهيم سيناء:

لبناني من مواليد 1964، بدأ نشاطه الجاسوسي مع الموساد الإسرائيلي في سن السابعة عشرة، بتمرير معلومات عن نشاط وعمليات منظمة التحرير الفلسطينية وغيرها من المنظمات الفلسطينية النشطة في لبنان. انضمّ لاحقاً إلى حزب الله، وكان يمرر للحزب معلومات عن نشاط حركة أمل خلال الصراع الذي دار بين التنظيمين. استمرّت عضويّته في حزب الله عشرة أعوام كان خلالها يمرّر معلومات للموساد عن الخطط التشغيلية للحزب. استجوبه الأخير بعد اغتيال إسرائيل للموسوي عام 1992 لكن لم يستطيعوا فضح أمره. استطاع الحزب لاحقاً كشف جاسوسيته فانتقل إلى صفد مع عائلته، وأصدر كتاباً بعنوان "رجل صواب من أرض حزب الله" حول حياته.

جاسوس في اليمن: باروخ زكي مزراحي:

يهودي مصري من مواليد القاهرة 1926، هاجر إلى إسرائيل سنة 1957 تابعاً فتاة يهودية يحبّها، ولم يتمكّن من الزواج بها بسبب القوانين الإسرائيلية ، فـ"فورتينيه" من أم غير يهودية.
بدأت حياته الجاسوسية في هولندا بإقامة علاقات مع دبلوماسيين وشخصيات مصرية تمكن عبرها من الحصول على معلومات أمنية مهمة. ثم أرسله الموساد بجواز سفر مغربي يحمل اسم "أحمد الصباغ" إلى الإمارات واليمن، بعد هجوم مصر على سفينة إسرائيلية في خليج عدن، بهدف جمع أكبر قدر من المعلومات عن هذه البلاد، ومتابعة نشاط منظّمة التحرير الفلسطينية فيها.
استطاعت المخابرات اليمنية القبض على مزراحي بعد تحذيرات مصرية منه، ونُقل إلى القاهرة، ثم أفرج عنه سنة 1974 مقابل الجاسوس المصري عبد الرحيم قرمان. توفي سنة 2005 بصمت، وأُنتج مسلسلٌ عن حياته في رمضان سنة 2012 بعنوان "الصفعة".

التاجر الجاسوس : طارق عبد الرازق

مصري، ولد عام 1973 في القاهرة، سافر إلى الصين بعد ضيق أحواله المادية وبادر من تلقاء نفسه في بداية عام 2007 بالاتصال بموقع ويب لجهاز المخابرات الإسرائيلية، مفاده أنه مصري مقيم في دولة الصين ويبحث عن فرصة عمل، ودون بياناته ورقم هاتفه.
سعى عبد الرازق إلى تجنيد العملاء في سوريا، عن طريق شركة تجارية ضخمة في الصين تعمل في مجال تصدير زيت الزيتون والحلويات والتسويق العقاري، لانتقاء من يصلح منهم للتعاون مع المخابرات الإسرائيلية. زار عبد الرازق سوريا بضع مرات تحت اسم وهمي "طارق حسن" للاطلاع على الإجراءات الأمنية داخل مطار دمشق الدولي وكثافة الانتشار الأمني في شوراع العاصمة، كما أسس شبكة لاختراق شركات الاتصالات المصرية وتجنيد بعض موظفيها لمصلحة الموساد. قبض الأمن المصري على عبد الرازق سنة 2007 بعد تحريّات مكثّفة.

محمد سيد صابر

مصري، حائز بكالوريوس في الهندسة، ويعمل مهندس في هيئة الطاقة الذرية، جنّدتهالمخابرات الإسرائلية عام 2006 في هونغ كونغ. مدّ الموساد بمعلومات ومستندات هامة وسريّة عن أنشطة هيئة الطاقة الذرية والمفاعلات النووية. وكُلّف بدسّ برنامج سريّ في أنظمة حواسيب الهيئة تتيح للمخابرات الإسرائيلية الاطلاع على المعلومات المخزنة في هيئة الطاقة الذرية. قُبض عليه فور وصوله إلى مطار القاهرة الدولي عام 2007، وأدين بتهمة التجسس لإسرائيل وحكم عليه بالسجن 25 عاماً وغرامة سبعة عشر ألف دولار أمريكي وعزله من وظيفته.

مصعب حسن يوسف داوود خليل

فلسطيني من مواليد 1978، ابن القيادي في حركة حماس حسن يوسف، كان عميلاً مزدوجاً مدّة عامين لكنه تحوّل بعد ذلك للعمالة لمصلحة الموساد فقط. لم يكن فاعلاً في الحركة لكنّه استطاع حل الكثير من الألغاز الإسرائيلية حول الحركة، وأوضح في مقابلة إعلامية أن ما طلب منه كان التقرّب من حماس فقط وليس الانخراط في أعمالها.
اعتنق المسيحية سنة 2000 بعد أن التقى مبشرين في الضفة الغربية وعُمّد سنة 2005 في تل أبيب سراً، ثم سافر إلى الولايات المتحدة سنة 2007 حيث يعيش اليوم. كان والده قد تبرأ منه سنة 2010 في رسالة من سجن النقبّ، ونشر خليل كتاباً عن سيرته في العام نفسه بعنوان "ابن حماس".

منير روفا

هو منير جميل حبيب، من مواليد عام 1934 في بغداد، ضابط طيّار من عائلة مسيحية تنحدر أصولها من الموصل. تمّ تجنيده أثناء حضوره حفلة فنية ترفيهية في أحد النوادي، على يد باربرا، سيدة إنجليزية تبين له لاحقاً أنها زوجة مدير مجموعة شركة النفط العراقية المحدودة الشهيرة بتسمية IPC التي هي رأس حربة وقاعدة المصالح البريطانية في العراق والمنطقة ووكر للجاسوسية.
تم الاتفاق مع روفا على تهريب إحدى طائرات الميغ 21 السوفياتية الصنع المتطورة في ذلك الوقت، والتي كانت إسرائيل والولايات المتحدة تحاول معرفة أسرارها. تمكن خلال أحد التدريبات على الخروج من السرب متّجهاً نحو الحدود الأردنية حيث اعترضته طائرات أردنية لكنها فشلت، ووصل إلى إسرائيل حيث اعترضته طائرات إسرائيلية ظناً منها أنه هجوم معادٍ. سرعان ما جاءت الأوامر بعدم مهاجمة طائرة الميغ الأسرع من الصوت، وهبط على الأراض الإسرائيلية، وبقي هناك حتى توفي عام 2000. في عام 1988 تمّ اقتباس قصة منير روفا في فيلم تلفزيوني أمريكي عنوانه "رجال السماء".

هبة سليم

مصرية تنحدر من عائلة ميسورة في القاهرة، سافرت إلى باريس لإكمال تعليمها، والتقت هناك فتاة يهودية من أصل بولندي، جُنّدت من خلالها في الموساد الإسرائيلي بمساعدة من أحد دكاترة الجامعة. مهمتها الأولى كانت تجنيد فاروق الفقي الذي كان يلاحقها، فوافقت على خطبته، وبدأت تدريجياً تسأله عن بعض المعلومات والأسرار الحربية، وتحديداً عن مواقع الصواريخ الجديدة التي وصلت من روسيا، فكان يتباهى أمامها، ويجيء إليها بالخرائط زيادة في شرح التفاصيل.
كانت سليم ترسل المعلومات أول بأول إلى باريس، وكانت منصّات إطلاق الصواريخ المصرية تدمر أولاً بأول من قبل الطيران الإسرائيلي، فقُبض على الفقي وجُنّد كعميل مزدوج. تمّ استدراج سليم إلى طرابلس في ليبيا عن طريق الفقي ووالدها، وهناك قُبض عليها، ونُفّذ فيها حكم الإعدام سنة 1973.
في المنتهى فان هذا البحث إنما يدرس ظاهرة الموساد في نشأتها وتطورها وتأثيرها في التاريخ العربي المعاصر وفي السياسات العربية الراهنة وفي الراهن التونسي.
 وهو مبحث اقتصر على جمع المعطيات وتقديمها للقارئ دون أن يغوص في التحليل والتفسير والتأويل لان مثل هذا الجهد قد يكون مشروعا لكتاب يستقرئ جهاز الموساد بأكمله. 
 الأهم من ذلك أن الطبقة السياسية الحاكمة في تونس غائبة تماما ولم تهتم بخطورة وجود الموساد في تونس ما بعد 2011 وتم إهمال نشاط الموساد وتأثيره في السياسة والإعلام والدوائر المالية والثقافية، رغم أن الموساد تحرك تاريخيا في المجال التونسي في اغتيال أبو جهاد أو في قصف مقر منظمة التحرير الفلسطينية في حمام الشط... ورغم أن تقارير دولية تؤكد الحضور القوي لجواسيس الموساد في تونس واختراقهم لدوائر القرار السياسي ووجودهم في بعض الاحزاب السياسية او في اللوبيات المالية وتهديدهم للأوضاع في ليبيا والجزائر... ولم نسمع يوما أن أحد الأجهزة المختصة في وزارة الداخلية أو في وزارة الدفاع قد فككت احد شبكات الموساد العاملة في تونس: هل هو اختيار بإرادة سياسية؟ أم هل هو عجز في الاستعلام والاستخبار؟ أم هل هو فقدان لرؤية إستراتيجية للمستقبل؟

المراجع
1 كتاب الحروب السرية لإسرائيل / ايفونيك دونويل
2 موقع التونسية: الرابط www.attounissia.com.tn/details_article.php?t=64&a=74905
3 موقع مجلة لبنان 24   http://www.lebanon24.com/articles/1458300147887791200/
4 موقع تورس الرابط www.turess.com/alhiwar/4155
 5 الشروق الجزائرية http://ar.webmanagercenter.com/2014/08/18/48993/
6  ويكيبيديا


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire