vendredi 16 décembre 2016

الماسونية : الفوضى... وآليّات السّيطرة في المال والسّياسة




وتسمية الماسونية تعني الهندسة باللغة الإنجليزية، وهي ترمز إلى إلى مهندس الكون الأعظم. ومنهم من ينسبهم إلى اليهودي "حيرام أبي المعماري" الذي أشرف على بناء هيكل سليمان، ومنهم من ينسبهم إلى فرسان الهيكل الذين شاركوا في الحروب الصليبية... بما يفيد أن تأسيس هذا التنظيم العالمي قام على قيم دينية مسيحية ويهودية مشتركة وعلى أفكار غربية ذات جذور استعمارية.
وقد اختارت الماسونية رموزا تختزل تصورها للكون، أهمها تعامد مسطرة المعماري مع فرجار هندسي، ولهذا الرمز معنيان: معنى بسيط والذي يدل على حرفة البناء. ومعنى باطني والذي يدل على علاقة الخالق بالمخلوق.
ويتوسط الحرف اللاتيني G بين الزاوية القائمة والفرجار، ويختلف الماسونييون في تفسيرها، فالبعض يفسرها بأنها الحرف الأول لكلمة الخالق الأعظم "God" أو "الإله"، ويعتقد البعض الآخر أنها أول حرف من كلمة هندسة Geometry.
كانت الماسونية قد اخترقت بأفكارها المجتمع الأمريكي وهي امتداد طبيعي للمجتمعات الغربية في اروبا، وفي عام 1723 كتب "جيمس أندرسون" في كنيسة سكتلندا دستور الماسونية، وقام "بنجامين فرانكلين" في بنسلفانيا بإعادة طبع الدستور في عام 1734م وذلك بعد انتخابه زعيماً للمنظمة الماسونية.
وكان الدستور عبارة عن 40 صفحة من تاريخ الماسونية بدءا من عهد آدم، نوح، إبراهيم، موسى، سليمان... "مع استثناء للإسلام وإقصاء للنبي محمد"... وأضافوا إليهم نبوخذ نصر، ويوليوس قيصر، وصولا إلى الملك جيمس الأول من إنكلترا.
ورأت الماسونية أن لكل عضو فيها حرية الانتماء إلى أي دين يختاره... مثلما اعتبرت الدستور عجائب الدنيا السبعة إنجازات خارقة لعلم الهندسة، وتضمن الدستور تعاليم تنظيمية صارمة، واحتوى 5 أغاني يغنيها الأعضاء وجوبا عند عقد الاجتماعات، وكانت العين أهم رموزهم.
ويشير الدستور إلى أن الماسونية بشكلها الغربي المعاصر هي امتداد للعهد القديم من الكتاب المقدس التوراة، وأن اليهود الذين غادروا مصر مع موسى شيدوا أول مملكة للماسونيين،.
ويصف الماسونيون حركتهم بأنها مجموعة من العقائد الأخلاقية مثل الحب الأخوي والحقيقة والحرية والمساواة. ويكون تطبيق هذه المبادئ في شكل طقوس يتدرج العضو فيها من مرتبة مبتدئ إلى مرتبة خبير، ويتم التدرج في المراتب اعتماداً على قدرة العضو على إدراك حقيقة نفسه والعالم المحيط به وعلاقته بالخالق الأعظم الذي يؤمن به .
كانت طقوس الماسونية غريبة ومرعبة وشاذة، وقد قدمت قناة الجزيرة الفضائية في أحد برامجها مشاهد تمثيلية فيها محاكاة لطقوس اعتماد عضو جديد في الماسونية، إذ يطلب الرئيس الأعظم من العضو الجديد أن يركع على ركبتيه، ويردد الرئيس الأعظم هذه العبارات:
«أيها الإله القادر على كل شيء القاهر فوق عباده أنعم علينا بعنايتك وتجل على هذه الحضرة ووفق عبدك - هذا الطالب - الدخول في عشيرة البنائين الأحرار إلى صرف حياته في طاعتك ليكون لنا أخاً مخلصاً حقيقياً.. آمين.»
وبعد أداء القسم يطلب الرئيس الأعظم من العضو تقبيل الكتاب السماوي الذي يعتبره العضو مقدساً ويقوم الرئيس الأعظم بتهديد العضو بأنه سوف يتعرض للطعن أو الشنق إذا ما حاول الهرب من صفوف المنظمة. 
اثر بث البرنامج اصدر المحفل الماسوني العالمي بيانا اعتبر فيه أن ما قامت به قناة الجزيرة هو جزءا من حملة منظمة لتشويه صورة الماسونية.
من الناحية التنظيمية توجد العديد من المقرات الإدارية والتنظيمية السرية للمنظمة الماسونية في مختلف بلدان العالم، يجمعها مقر رئيسي لجميع الماسونيين في العالم، يظن البعض أنه تحت إشراف ما يسمى المقر الأعظم الذي تم تأسيسه عام 1717 م في بريطانيا، ويطلق على رئيس هذا المقر تسمية الخبير الأعظم (Grand Master)، وهذا المقر شبيه إلى درجة كبيرة بحكومة مدنية عالمية. ثم تعددت هذه المقرات العظمى مما هدد بتشتيت مركزيتها لكن الباحثين يعتقدون أنها مازالت تعمل في تناسق تام.


انتشار الماسونية في المجال العربي

قد شرع تنظيم الماسونية في اختراق البلاد العربية في بدايات القرن 19 وكان يعمل بتنسيق مطلق مع القوى الاستعمارية الاروبية، وكان الاستعمار الفرنسي والانجليزي يوظفان هذا التنظيم العالمي من اجل اختراق بلدان الشرق العربي الاسلامي في إداراته وسياساته ونخبه وقيمه...
فتأسس أول محفل ماسوني في الجزائر سنة 1831 بالعاصمة واخترقت الماسونية المجتمع الجزائري بعد سنة من الاحتلال الفرنسي وكان اغلب أعضائه من العسكريين الفرنسيين. وفي سنة 1836 تأسس محفل آخر في وهران باسم الاتحاد الافريقي، وفي سنة 1844 تأسس محفل آخر في مدينة البليدة باسم إخوة الأطلس. ومع مرور الوقت بدأ رجال الأعمال والموظفون والتجار ينضمون إلى المحافل الماسونية.
وفي سنة 1867 تأسس أول محفل ماسوني في المغرب في مدينة طنجة على يد اليهودي حاييم بن شيمول أحد مؤسسي التحالف الاسرائيلي العالمي وسمي محفل المغرب الأقصى.
سنة 1891 تأسس محفل فرنكوفوني في طنجة باسم فولوبيليس الجديدة ثم في سنة 1907 تأسس محفل آخر في الدار البيضاء باسم منار الشاوية. بعد احتلال فرنسا للمغرب سنة 1912 بدأت المحافل الماسونية تتكاثر حتى أصبح عددها 29 محفلا سنة 1939 في المغرب وحدها.


وتأسس أول محفل ماسوني في تونس سنة 1824 وكان محفلا انجليزيا اسمه قرطاج القديمة، ثم بدأت بعض المحافل الايطالية بالظهور منذ 1831. ثم تأسس أول محفل تابع للشرق الأعظم الفرنسي سنة 1861 وكان اسمه محفل المثابرة فكان أول محفل فرنكوفوني في الايالة التونسية. ... وفي عهد أحمد باشا باي كانت توجد العديد من الجماعات الماسونية من أصل فرنسي وإيطالي تجتمع فيما بينها في أحد المنازل بمدينة سوسة وأن هذه الجماعات أخذت تتكاثر بصورة لافتة. 
وفي مصر تأسس محفل ماسوني باسم «المحفل الكبير بالشرق الأوسط» وتعود أصوله إلى حملة نابليون بمصر واستمر إبان الحكم العثماني والإنجليزي»
غير أن التزام الماسونية بالسرية المطلقة، وما رافقها من طقوس غريبة وشاذة، فضلا عن ارتباطها الوثيق بالسياسات الاستعمارية الاروبية ومساندتها للفكرة الصهيونية، كل ذلك دفعها إلى إنشاء تنظيمات متفرعة عنها سميت بالنوادي.
وهي نوادٍ اجتماعية مثل نادي (the lions) أو الليونز الذي اتخذ من الأسد شعاراً له، ومركزه الرئيس في مدينة (اوك بروك) بولاية الينوي الأمريكية. تعني لفظة الليونز (حراس الهيكل) إشارة إلى الهدف الماسوني الأكبر وهو بناء هيكل سليمان. وقد أسسه ملفن جونز عام 1915.
وقد اخترق نادي الروتاري معظم الدول العربية. والروتاري كلمة إنجليزبة تعني الدوران أو المناوبة، لأن الاجتماعات تعقد في بيوت الأعضاء أو مكاتبهم بالتناوب. وهو احد الجمعيات الماسونية العالمية أسسه في عام 1905 المحامي الأمريكي بول هارس بولاية شيكاغو ثم امتدت إلى جميع أنحاء العالم.
وبعد ان اتضح خلال حركات التحرر الوطني أن الماسونية كانت ذراعا من أذرعة الاستعمار... تحول الانتماء إليها إلى موضوع "تابو" حرام في المخيال العربي والتصقت بها كل المؤامرات السياسية خاصة بعد أن ساندت الماسونية المشروع الصهيوني في فلسطين ورصدت له أموالا ضخمة، بل إن البعض ذهب إلى اعتبارها حقلا خصبا لنشاط شبكات الموساد والجوسسة العالمية.
دفع ذلك المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي إلى اعتبار أفكار الماسونية متعارضة بالكلية مع تعاليم الإسلام، واعتبر المجمع المعمداني المسيحي سنة 1993 كذلك أن العديد من أفكار وتعاليم الماسونية تخالف الديانة المسيحية.
وجاء موقف جامعة الدول العربية سنة 1979 صارما في القرار رقم 2309 والذي نص على:" اعتبار الحركة الماسونية حركة صهيونية لأنها تعمل بإيحاء منها لتدعيم أباطيل الصهيونية وأهدافها كما أنها تساعد على تدفق الأموال على إسرائيل من أعضائها الأمر الذي يدعم اقتصادها ومجهودها الحربي ضد الدول العربية ".
وفي 28 نوفمبر عام 1984 أصدر الأزهر فتوى كان نصها:
« المسلم لا يمكن أن يكون ماسونياً لأن ارتباطه بالماسونية انسلاخ تدريجي عن شعائر دينه ينتهي بصاحبه إلى الارتداد التام عن دين الله."
وقد تحركت أجهزة المخابرات العربية في مواجهة نفوذ الماسونية خاصة في دول المواجهة مع إسرائيل أو في الدول العربية الممانعة في العراق زمن "صدام حسين" أو في الجزائر زمن "بومدين" وفي سوريا ومصر ما قبل اتفاقية "كامب دافيد".
في المقابل لقيت الحركة الماسونية تسهيلات في القيام بأنشطتها وفي الدعوة إلى أفكارها في المغرب وتونس ومصر والأردن ولبنان وبلدان الخليج.


 الماسونية في تونس

كتبت كوثر عريوة مقالا في تاريخ 21 اكتوبر 2011 بعنوان:" الماسونية ورم خبيث امتدت عروقه إلى تونس".
وأشارت فيه إلى أن ثلاث شخصيات بارزة الآن على الساحة السياسية اثنان منهم رئيسا حزبين والثالث رجل أعمال نافذ، وهم من كبار المسؤولين في التنظيم الماسوني وقد سبق لهذا الثالوث أن طلب من الرئيس المخلوع سنة 2006 الإذن لهم بالمشاركة في المؤتمر الأمريكي الماسوني.
وقد سمح بن علي لأحدهم بالمشاركة في المحفل الماسوني العالمي نظرا لصداقته القديمة معه، وهو رجل أعمال معروف ومؤثر في المجال السياسي التونسي منذ عقود، ومازال مؤثرا إلى اليوم في دواليب الحكم.


وفي الداخل التونسي راقبت أجهزة الاستعلام والاستخبارات التونسية طيلة سنوات نشاط الحركة الماسونية وصنفتها باعتبارها أرضا خصبة تتحرك فيها جواسيس الموساد ودول أخرى وتتقاطع فيه المصالح المالية والسياسية الدولية... غير أن القرار السياسي في اعلى هرم السلطة اكتف بمراقبة زعاماتهم ووضعهم تحت السيطرة.
وقد تحول نشاط الماسونية والنوادي التابعة لها إلى نشاط علني بعد الثورة، حيث انعقد خلال شهر فيفري 2011 بقصر المؤتمرات بالعاصمة مؤتمر عالمي لأحد المنظمات الراديكالية الاوروبية وهو احد فروع الماسونية العالمية.... وقام سياسي تونسي معروف وهو رئيس حزب حاليا بإلقاء خطاب دافع فيه بشدة على علمانية الدولة التونسية، وعلى ضرورة مواجهة الأحزاب المحافظة الإسلامية والقومية على حد السواء... ورافع دفاعا عن قيم الماسونية.
وكان "نادي روتاري" في تونس وهو ناد مرتبط بالحركة الماسونية العالمية حسب عديد الدراسات العالمية المنشورة، قد نشط بقوة بعد الثورة تحت عنوان الاعمال الخيرية، وقد توسع نشاطه حتى وصل إلى التدخل المؤسسات التعليمية بمختلف المستويات خاصة في الأحياء الراقية.
وتحرص تلك النوادي على دعم منتسبيها من اجل الوصول إلى مراكز الحكم والنفوذ السياسي والاقتصادي... وتفيد بعض التسريبات أن بعض الأحزاب السياسية ذات التوجهات الليبرالية أساسا، قد تلقت دعما سياسيا وماليا مباشرا من التنظيم الماسوني العالمي... وكذلك شأن بعض الإطارات التونسية بالخارج والتي أسندت إليها فجأة مناصب وزارية في حكومات ما بعد الثورة.
وقد أورد موقع "تونسنا" Ma Tunisie على الفيس بوك مقالا في تاريخ 12 جوان 2011، أشار فيه إلى أن وفدا للمحفل الماسوني بباريس زار تونس يوم الاثنين 11 افريل 2011 ، قصد تركيز مقر دائم لمحفل ماسوني تونسي،


وأشار المقال إلى أنّ نشاط الماسونيين ازداد بعد الثورة، حيث كانوا يجتمعون كل يوم 13 من كل شهر بضاحية المرسى بالمقر الرئيسي لجمعيات الروتاري بتونس، وكان يحضر معهم وفد عن منظمة ايفاس الامريكية وممثلين عن سفارة فرنسا بتونس... تلك الاجتماعات كانت مستترة وبعيدة عن الأضواء... وليست "ايفاس" سوى منظمة امريكية تمولها الحكومة الامريكية وتهتم بالانتخابات في كل بلاد العالم تنظيما وإجراء وتشريعا . 
وأضاف صاحب المقال إلى انه وبداية من 27 جوان 2011 ستكون الاجتماعات معلنة وفي مقر منفصل يحتضن المحفل الماسوني التونسي بحي النصر 2 باريانة .
الثابت أن الحركة الماسونية هي حركة عالمية تنزع إلى السيطرة على مراكز النفوذ والقرار في العالم... وليست تونس إلا جزءا من الخارطة الجيو سياسية للعالم... بل هي الحلقة الاضعف لذلك تجتلب إليها رؤوس الأموال الطامعة في نهب ثروات الشعوب ومصادرة سيادتها.
في زاوية مقابلة فان الأطراف السياسية المتناحرة في تونس والعالم العربي كثيرا ما كانت تلصق تهمة الانتماء إلى الماسونية بالخصوم السياسيين من اجل الحط من شأنهم
وقد اخترقت الحركة الماسونية المجالين السياسي والاقتصادي في تونس منذ عهد البايات، واستطاعت أن تظهر نشاطها العلني في حقبة الاستعمار الفرنسي حيث كانت حركة جذب للنخبة التونسية المثقفة... غير أن الموقف الماسوني المعارض لحركات التحرر الوطني في العالم العربي، وموقفها المساند للحركة الصهيونية، وانخراطها في تنفيذ سياسات القوى الإقليمية الكبرى المسيطرة، حوّلها إلى تنظيم عالمي مشبوه ومتآمر بالنسبة إلى النخبة العربية والأنظمة السياسية الوطنية... وجاء قرار جامعة الدول العربية سنة 1979 بتصنيف الماسونية كتنظيم صهيوني معاد، قرارا منبّها إلى خطورة تلك الحركة على الأمن القومي العربي.
 كيف تتعاطى الأجهزة الأمنية والعسكرية في تونس مع هذا التنظيم العالمي؟
 وماهو موقف السلطة السياسية الراهنة من تنظيم الماسونية؟
أين تقف الماسونية من التحولات الجديدة في الشرق الأوسط ؟
هل هي مستقيلة عن تأثيرات المشهد العربي؟
 الثابت أن الماسونية تشارك وتتحرك بقوة داخل دوائر القرار السياسي العربي وتقوم بتوفير أموال ضخمة من اجل دعم المجهود الحربي لتدمير الشرق في العراق وسوريا واليمن وليبيا... وليست شخصية ه"نري برنار ليفي" إلا أنموذج من تلاقي الفكرة الصهيونية مع الفكرة الماسونية...
هذه الحرب الأهليّة، الطويلة والمضنية، التي يتقاتل فيها العربي ضد العربي والمسلم ضد المسلم باسم الدين والطائفة، إنما هي تطبيق لسياسة الفوضى الخلاقة التي رسمتها وزارة الخارجية الامريكية والتي تنفذها أدواتها ومن بينها الحركة الماسونية.

 المعز الحاج


-----------------
1 - ويكيبيديا الموسوعة الحرة
2 - موقع تورس الالكتروني
3 - موقع تونسنا مقال "وزارة الداخلية تمنح رخصة لفتح محفل ماسوني في تونس" الرابط الالكتروني

https://www.facebook.com/notes/ma-tunisie/%D9%88%D8%B2%D8%A7%D8%B1%D8%A9 -%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%A7%D8%AE%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D9%86%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D8 %AA%D9%85%D9%86%D8%AD-%D8%B1% D8% AE% D8% B5% D8% A9-% D9% 84%D 9%81%D8% AA% D8%AD-%D8%A3%D9%88%D9%84-%D9%85% D8%AD% D9%81% D9%84-%D9%85% D8%A7%D8% B3%D9%88% D9%86%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%AA%D9%88%D9%86%D8%B3-x/193043090745843/

4 - قناة الجزية برنامج سري للغاية اكتوبر سنة 2000






Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire