mercredi 28 décembre 2016

يوميات معتقل من سجن المرناقية



في سجن الباجي: وطنيّة السجناء تهزم عمالة السّاسة



حضرت جلسة المحاكمة في تاريخ 15 ديسمبر 2016... كنت متيقنا أن دولة الاستبداد قد قامت من تحت الرماد... تلك الهزة الاجتماعية التي يسمونها ثورة ... لم تكن أبدا ثورة... كانت حراكا شعبيا عنيفا وغاضبا... ضد السلطة... وضد الحيف الاجتماعي... سرعان ما امتصوا جذوتها.

في المحكمة نظر إليّ القاضي:" هل أنت متمسك بتصريحاتك في الجلسة السابقة؟"
أجبته في ثقة:" أنا أعتبر محاكمتي والقضاء بالسجن في حقي نيشانا يزين صدري... أنا فخور لأنني أحاكم لأجل محاربة الفساد."

رافع فريق الدفاع طيلة 4 ساعات... كانت خطبا في القانون وفي فقه القضاء وفي الأخلاق وفي السياسة... وكانت الحجج دامغة ومقنعة وصادمة... اكتشفت هيئة المحكمة أن كل ما ورد في مقالات الثورة نيوز بخصوص صفقات التسلح والتموين صحيحة... وأيدتها في أغلبها تقارير وزارة الدفاع.
وجاء تدخل المحامي جلال الهمامي صادما للحاضرين.... لقد استظهر بوثيقة سرية صادرة عن إدارة الأمن العسكري وفيها توصية من وزير الدفاع بضرورة الإسراع في إحالة مدير الثورة نيوز على القضاء العسكري... كانت الوثيقة تحمل تاريخ 4 اوت 2016... وكانت النيابة العسكرية قد فتحت بحثا في تاريخ لاحق... كانت تعليمات فرحات الحرشاني أستاذ القانون واضحة... يجب محاكمة الثورة نيوز من اجل إيقاف نشر الأخبار بخصوص صفقات التسلح.
لم يكن ذلك حرصا على الوطن ولا على المعلومات السرية... بل كان محاولة لإخفاء الحقيقة... حقيقة أن تلك الصفقات فيها شبهات فساد حقيقي وثابت.
بعد ساعة من الترافع دخل ضابط صف إلى قاعة المحكمة وطلب من عموم الحاضرين أن يغادروا القاعة ويتحولوا إلى قاعة أخرى ... وان يخلو القاعة.
وكانت المرافعات جارية والجلسة تسير سيرها المألوف... كانت تعليمات من اجل استكمال بقية المحاكمات الجناحية للعسكريين... لكنها في الباطن كانت محاولة لقلب جلسة المحاكمة العلنية إلى محاكمة سرية... بقي في القاعة أقاربي وأصدقائي... يستمعون الى ملحمة الحرية.
ابلغني المحامي قبل يوم أن أستاذا جامعيا تونسيا يدرس القانون بدولة أجنبية قد قدم خصيصا لحضور المحاكمة لكنهم منعوه من الدخول إلى المحكمة بتعلة امتلاء القاعة وان الرجل قد بقي في مقهى مجاور ينتظر مداولات الجلسة... انه الوطن يسكن فيّ وفيهم... الحرشاني والباجي لا ياتيهم هذا الشعور بالوطن... وأعلموني أيضا أن حراسة الثكنة سمحت لمن دخل مع فريق الدفاع من حضور المحاكمة.
كان عبد الناصر المحامي صديقا لي وكان في البداية يرافع في هدوء، ولاحظ للقاضي في بدايات المحاكمة انه لا يثق في القضاء التونسي، وانه كتب تقريره لأنه يعلم يقينا أن القضية تسير إلى محكمة التعقيب .. المحكمة لا تقدر على انفاذ القانون والحكم بالتخلي عن الملف للقضاء العدلي المدني المختص لان القضاء مازال مرتهنا إلى التعليمات.
كنت جالسا أمام القاضي... كان القاضي منير صولة يتظاهر بالهدوء خاصة إذا ما ارتفعت اتهامات المحامين ضد الباجي قايد السبسي وضد لوبيات الفساد. قال الناصر:" السرّاق في السلطة."
قاطعه القاضي:" رجاء لا نذكر الأسماء...سأمنحكم كل الوقت دون أن نتهم أحدا."...
اتهمت شقيقتي المحامية صهر الباجي بأنه هو من يقف خلف أعمال االسمسرة في صفقات التسلح... انهم ينهبون المالية العمومية نهبا بلا شفقة."... قاطعها القاضي:" يا أستاذة من فضلك ."
رفع القاضي الجلسة وأعلمهم انه سيصدر الحكم اثر الجلسة... كنت اعلم أن الحكم جاهز... إذ لا يمكن للقاضي أن يقرأ في تروّ وتركيز ذلك الكمّ من التقارير ... إنهم يريدون البتّ بسرعة في القضية... لأنهم يريدون دفن الملف بين حيطان السجن... كنت انظر إلى بعض الحاضرين ذات اليمين وذات الشمال...وأسترق النظر كي أرى الحاضرين.
وكلما ارتفع نسق المرافعات إلا ورأيت تفاعلا من الحاضرين في همساتهم... إنها فضيحة الفضائح... السبسي وأحلافه يريدون العودة إلى القمع والعنف والقهر... قمع الحريات ومصادرة الحقوق.
كنت مشفقا على الشعب المسروق... طرد لصوص الطرابلسية ... فجاءه لصوص آخرون... انه شعب بائس وفقير وضعيف... غير انه حين يثور ينقلب إلى عفريت لا حد لقوّته... أنا شاهدت بعيني مظاهرة يوم 12 من جانفي 2011 في حي التضامن والانطلاقة وكنت يومها في سيارتي... كانت موجة بشرية من الحفاة والعراة، موجة سوداء تراها من بعيد موجة مخيفة مرعبة... العام حين تنهض وثور فانها الطامة... في لحظات دمر التسونامي البشري كل طموحات بن علي في البقاء والاستمرار.
أنا اعلم أن هزة اجتماعية قادمة ... ستكون قريبة الفقر قد اتسع والعامة قد فتك بها الجوع والعري... أصابتهم فاقة ما أصابتهم من قبل... كان زمان بن علي رحمة... الباجي والغنوشي يحملان الناس إلى الغرق والفناء.
تذكرت ما قرأته عن الماركسية في أدبياتها... أنا لست ماركسيا إلا أنني أتبنى كثيرا من أطروحاتها في الاقتصاد والاجتماع... الفقر ينتج دائما ثورات عمياء مدمرة... وغياب العدالة في توزيع الثروات هو سبب رئيس في أزمات الدولة... أما تلك الطبقة الغنية فإنها سرطان يمتص قوت الناس... البورجوازية والرأسمالية كيان متوحش يبتلع ولا يشبع... في تونس تشكلت طبقة من الأقليات تأكل ولا تشبع... هم في حماية الباي الصغير الباجي... الماركسية كانت إيديولوجيا تبحث عن إنسانية الإنسان... طلقت الغيبيات والروحانيات... وعارضت الدين حين تحول إلى مؤسسة بابوية تتحالف مع الرأسمالية.

الليبرالية كانت ضدا موضوعيا للماركسية... الليبرالية هي التي تسوس الكون.... والديمقراطية نظام حكم يبحث عن عدالة مزيفة... الديمقراطية يستفيد منها الأغنياء وينتخب فيها الفقراء... وبعد الانتخابات ينسى الأغنياء الفائزون فقراءهم... هل سمعتم يوما أن مثقفا فقيرا حكم الولايات المتحدة الامريكية... قطعا لا.

عدت إلى السجن بعد المحاكمة ... وكنت متيقنا أن القاضي منير صولة محرج جدا... بين أن ينفذ القانون فيصيبه ما يصيبه من عنت وضيم وقهر... وتصادر منه منافع السيارة والبنزين... أو ربما يصدر أمر بنقلته فيشرد هو وأهله .... أنا أعلم انه لن يقدر على الحكم بعدالة لان الضغوط من حوله شديدة... وزير الدفاع والرئاسة ومافيا الفساد تضغط على القاضي... ماذا تراه فاعلا ... هل يقف ضد التيار... لن يقدر.
دخلت إلى السجن كانت الرطوبة داخله عالية... والبرد فيه شديد ... الرطوبة تستقبلك في مدخل الغرف... استقبلني أصحابي من المساجين... الكل يسال وأنا أجيب... إنهم يعلمون أن القضية تافهة هي قضية رأي وصحافة ... هي مجرد شيء تافه بالنسبة إلى جرائم الحق العام.

في المساء أعلمتني إدارة السجن بالحكم 9 أشهر سجنا من اجل المس من معنويات الجيش... كان حكما مستجيبا لضغوط مافيا السياسة.... إنهم يريدون إيقاف الصحيفة أو التنكيل بشخصي  أو أن اخضع مثل بقية وسائل الإعلام فأقتات مثلهم من عطايا السيد الحاكم وان أكون مداحا للرئيس... وان انخرط في مرتزقة الإعلام... فأعيش سعيدا هانئا.

هنأني القوم بالحكم... وكنت قد قضيت زهاء 3 أشهر في الإيقاف بسجن المرناقية... اقترب إلي صديق من أهل الخبرة في القانون... أسرّ إليّ :" الحكم متوازن إذا قرأنا أحوال المشهد السياسي القاضي أراد أن يمسك العصا من وسطها... يحكم إرضاء للسلطة السياسية ويترفق بك استجابة إلى لمقتضيات العدالة والقانون.
كنت اعلم أن القاضي يواجه تدخلات عنيفة من اللوبيات الحاكمة وكنت أقدّر أن موقفي القانوني سليم ومتماسك... لكن القاضي العادل والمنصف اصدر حكمه وعاد لينام في بيته بعد أن أرضى الله وأرضى ضميره.

الآن سوف نشرع في معركة جديدة في القضاء هي معركة الاستئناف... وأنا أعلم يقينا أن تعطيلات كثيرة سوف تواكب انتقال الحكم من الطور الابتدائي إلى الطور الاستئنافي، ليس أقلها تعطيل تلخيص الحكم لان القضاء العسكري يخضع بالكلية لفرحات الحرشاني ذاك الذي درس مبادئ القانون في كلية الحقوق... وفرحات الحرشاني كان ينفذ طلبات قدمها إليه أسياده ليس أكثر.

كان أنموذج يوسف يتحرك في مخيلتي... يوسف النبي... انه ملحمة تاريخية مقدسة للإنسان يكافح المكائد والدسائس في جهد وعزم... يوسف كان سجينا منسيا حتى جاءه الفرج من الله... أنا لست يوسف بيد أنني أستلهم روحانيات المقدس كي استمر في النضال... السجن يعلمك أن تنظر إلى الحياة من زاوية أخرى... وان ترى معاناة المظلومين والمقهورين... أولئك المهمشين من ضحايا الظلم الاجتماعي... أما أنا فإنني سجين رأي ... محكوم بالحبس لأنني كتبت مقالات كشفت فيها معطيات عن سوء التصرف في الصفقات العمومية.

يوسف النبي واجه القهر بقوة الشكيمة وثبات الشخصية والإيمان بتلك القوة الخارقة والغائبة في الكون هو الله القاهر فوق الكل... وما أنا إلا رجل مؤمن بهذه القوة الغائبة والحاضرة في الكون... أنا علميّ التكوين لكنني أراني في داخلتي مستمسكا بهويتي في ديني ولغتي وتاريخي وثقافتي.

حين سافرت إلى أوروبا وأنا شاب رفضت البقاء في فرنسا... رغم أن زوجتي تحمل الجنسية الفرنسية... رفضت  أنا أغير جنسيتي ... أنا عربي مسلم فخور بهويتي... عدت إلى تونس وعملت فيها بالليل والنهار...كابدت وجاهدت بشرف لان يوسف يسكن في أعماقي... ذلك الطهر وتلك العفة والمروءة.... أهل السياسة في تونس بلا مروءة لذلك أهدروا الثورة.

في الأثناء تقدم فريق الدفاع بمطلب الاستئناف... وأنا اعلم أن محكمة الاستئناف لن تضيف شيئا لأنها بدورها محكمة عسكرية تنتصب داخل ثكنة... وفرحات الحرشاني هو رئيس القضاء العسكري... ستكون مسرحية أخرى يتكلم فيها المحامون طويلا... ويسمعهم قاضينا ثم ينفذ تلك التعليمات التي يصدرها الوزير الشريف والتقي والنزيه.
في السجن أتانا خبر اغتيال الأستاذ المهندس محمد الزواري... شخصية لا نعرفها... الموساد اغتاله... كانت صدمة أن رجلا باحثا عالما كهذا الرجل يقتل في بلده رميا بالرصاص غدرا وغيلة... وكنت أنا قد نشرت سابقا عدة مقالات في الثورة نيوز حول نشاط الموساد وشبكات الجوسسة في تونس... كانت تونس بلا امن قومي... عارية ضعيفة... إنها فضيحة الفضائح.

وزير الخارجية خميس الجهيناوي كان شخصية مقربة من اللوبيات الصهيونية... بعض الأحزاب كانت تدافع عن التطبيع... وبعض المنظمات كانت كذلك تتعاطى مع إسرائيل... إنها طبقة سياسية قد باعت ضمائرها لقاء أموال معدودات... إنهم بلا شرف.
 كنا في السجن نتابع من خلال الأخبار تفاصيل اغتيال الشهيد محمد الزواري... كان السجناء في حنق وغضب... تحرك فيهم وعي سياسي يسكن في أعماق ضمائرهم... صحيح أن أولئك السجناء من اللصوص والقتلة والمحتالين كانوا بعيدين عن السياسة أو قل إنهم لا يفهمون تفاصيلها... غير أنهم كانوا يتحوزون وعيا بالقضية الفلسطينية ... ويكنون عداء تاريخيا لدولة اسرائيل.

  قال لي احدهم متفاعلا مع فضيحة الاغتيال:" أنا لا افهم السياسة الا أنني إذا شاهدت معارك غزة والقصف الجو أتضامن فورا مع إخوتي في فلسطين."
 في بدء الاغتيال كانت الأخبار تأتينا لماما... نزر قليل... وبحكم درايتي بخبايا الإعلاميين في تونس ، يترك تأكدت أن الدائرة الإعلامية لرئيس الحكومة يوسف الشاهد سوف تتحرك من اجل تعتيم الخبر واحتوائه... إنهم لا يتعلمون الدروس.
 كنت أتوقع وأنا في السجن أن تكبر كرة الثلج ... هذه قضية رأي عام سوف تتعاظم... وكنت أدرك أن يوسف الشاهد مدعوم من أطراف صهيونية... كانت ردود الأفعال التي بلغتنا في السجن تؤكد أن الخبر سيهز الرأي العام.

 أنا أعارض بقوة كل أشكال التطبيع... لا يمكنني أن اقبل بدولة غاصبة قتلت ما قتلت في دير ياسين وصبرا وشاتيلا وفي بيروت وفي سيناء وفي الجولان... هذه دولة عنصرية تقتل الأطفال في غزة... تربيت أنا على هذه الروح الوطنية، أن أدافع بكل جهد من اجل فلسطين... تحمست داخل السجن وأنساني الخبر محنة الحبس... وتحولت لدى السجناء إلى خبير في القضية الفلسطينية... المساكين لا يعرفون عنها سوى القليل خاصة تلك الأجيال الجديدة التي حرمها نظام بن علي من دراسة تفاصيل القضية الفلسطينية.

 شرعت لأيام أدرسهم واحكي لهم تفاصيل تأسيس إسرائيل وحروب العرب معها... خبرتهم عن كامب دافيد وعن حصار بيروت وعن محمود درويش ... وعن حزب الله وحماس وياسر عرفات والشيخ احمد ياسين.
 زرعت فيهم أن مقاومة الاحتلال ليست ملك لايدولوجيا عربية... المقاومة للقوميين وللإسلاميين ولليساريين... قضية فلسطين ملك مشترك بين الوطنيين فقط... أخبرتهم أن تونس مليئة بالجواسيس والعملاء من التونسيين خاصة... إسرائيل تمرح في أرضنا... وكل الطبقة السياسية تعلم ذلك.... لكن القرار السياسي يريد أن يسير بالناس إلى التطبيع... إنهم حمقى... مصر عقدت اتفاقية كامب دافيد والاردن عقد اتفاقية وادي عربة... هل طبع المصريون والاردنيون مع اسرائيل... الشعب يرفض أي شكل من أشكال التطبيع... إنها خيانة .

 كنا نشاهد تطورات الأخبار ... كان موقف الحكومة مخجلا... وزير الخارجية خميس الجيناوي وردني ملف عنه وعن علاقاته بالجهات الصهيونية... تدخل بعض أصدقائي كي امتنع عن نشره... آن أوانه الآن... الباجي كان يعلم خلفية الرجل غير انه أصر على تسميته... وكنت في ما مضى نشرت تفاصيل وزيرة السياحة السابقة وعلاقاتها بأجهزة اسرائيلية بل نشرت أخبار بعض جواسيس اسرائيل في تونس، هو موجودون في الإعلام والأحزاب والإدارة.

 موقف الحكومة كان بطيئا جدا... لقد أحرجهم خبر الاغتيال... اندفع الناس إلى التظاهر والتنديد  ويوسف الشاهد مختبئ في مكتبه... انه فشل ذريع لفكرة الحكومة الوطنية... هؤلاء لا يستحقون الحكم... تونس شعب وطني وهؤلاء قد باعوا كل القضايا الوطنية... أنا لست إسلاميا بل أعارضهم لكنني أنحني بشرف لهذا العالم والباحث ذاك الذي لا يلبس ربطة عنق مثل يوسف الشاهد ولا يلبس لباسا اروبيا... محمد الزواري البطل القومي لا يتشح بآخر العطور الباريسية انه مجاهد حقيقي ضد الموساد.

 كم عندنا من مهندس صنع آلية واحدة فضلا عن الطائرات؟... لا احد... ومن حاول يطرد... كان بإمكان الزواري أن يصنع الطائرات في شركات اروبية ويهنا بالأموال أو كان بإمكانه أن يكون عميلا لإسرائيل فيتمتع بالأموال والعطايا... الزواري كان رجلا. والرجال قليل.

 أنا كنت فلسطينيا قبل أن أولد... ناصرت صدام حسين ككل الشرفاء... وأحببت جمال عبد الناصر دون أن أراه... كنت وأنا تلميذ أسب السادات لأنه أمضى اتفاقية كامب دافيد... وأنا تلميذ شاهدت اغتيال خالد الاسلامبولي للسادات، كان حدثا معبرا عن رفض الشعب المصري للتطبيع... كنت مناصرا لحزب الله وهو يقاتل إسرائيل... أنا كنت معارضا للإسلاميين ولا زلت... الإسلام السياسي عندي فشل فشلا ذريعا في الحكم... لكنني انحني في شرف إلى رجالات القسام...

✔ سجين الرأي رقم 169531 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire