mercredi 28 décembre 2016

اغتيال الموساد للشهيد التونسي مهندس طائرات "الدرونز" محمد الزواري



اغتيال الموساد للشهيد التونسي مهندس طائرات "الدرونز" محمد الزواري: 
هل يدفع “جناح القسام” لكسر القاعدة واغتيال الاسرائيليين خارج الارض المحتلة؟ 
وهل المدن العربية باتت غير آمنة وتخترقها المخابرات الاسرائيلية بسهولة؟ 
ولماذا تونس بعد دبي؟

 نشر عبد الباري عطون في جريدة راي اليوم اللندنية المقال التالي في تاريخ 19 ديسمبر 2016 وتعميما للفائدة تعيد الثورة نيوز نشر المقال: 
اكدت “كتائب القسام” الجهاز العسكري لحركة المقاومة الاسلامية “حماس"، ان المهندس التونسي محمد الزواري الذي اغتيل يوم امس امام منزله في مدينة صفاقس هو احد قادتها محملة اسرائيل مسؤولية اغتياله، وقالت انه شهيد فلسطين، وشهيد تونس، وتوعدت بالانتقام، الامر الذي اماط اللثام عن معالم هذه الجريمة، واسقط عنها قطاع السرية، ووجه صرخة “تحذير” من ان جهاز “الموساد” الاسرائيلي اخترق امن العديد من الدول العربية، واستأنف عمليات الاغتيال للقادة والنشطاء الفلسطينيين والعرب.
استخدام اربع سيارات، ومسدسين، وجهازي كاتم صوت، واعتقال اربع رجال يعتقد انهم متورطون، يؤكد ان هذه العملية جرى التخطيط لها بشكل دقيق، وان الشهيد كان متابعا، وتحركاته مقصودة منذ وصوله الى لبنان، ومنها الى تركيا، وبعد ذلك الى مسقط رأسه في صفاقس حيث تقيم اسرته.


الشهيد كان يعمل في “الوحدة الجوية” لجناح القسام، ومتخصص في الاشراف على قطاع هندسة انتاج “طائرات بدون طيار”، او ما يطلق عليه “الدرونز"، وبالفعل نجح هذا القطاع في اطلاق العديد من هذا النوع من الطائرات من قطاع غزة، نجحت في اختراق الاجواء الفلسطينية المحتلة، وارباك الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية.
ما زالت المعلومات حول عملية الاغتيال الصادمة هذه شحيحة، فالامن التونسي باشر تحركاته قبل يوم واحد، ولكنها تذكر باغتيالات مماثلة لرموز مقاومة فلسطينية حدثت في الاراضي التونسية، وابرزها محاولة اغتيال الشهيد زعيم الجناح العسكري في حركة “فتح” خليل الوزير “ابو جهاد”، ورفاقه صلاح خلف (ابو اياد)، و(ابو الهول) عام 1991، علاوة على اغتيال الشهيد محمود المبحوح، القيادي في حركة “حماس" (في دبي) عام 2010، وقبله الشهيد فتحي الشقاقي، زعيم حركة الجهاد الاسلامي في مالطا، والمحاولة الفاشلة لاغتيال السيد خالد مشعل، زعيم المكتب السياسي لحركة “حماس" في الاردن عام 1995.
حركة “حماس" التزمت منذ انطلاقتها بتركيز جميع عملياتها العسكرية ضد دولة الاحتلال داخل الاراضي الفلسطينية التاريخية، ولم تنفذ اي عملية اغتيال، او هجوم على مصالح اسرائيلية في الخارج، حتى لا توجه لها تهمة “الارهاب”، ولكن هذا لم يمنع ان تلصق بها هذه التهمة من قبل الولايات المتحدة ودول اوروبية عديدة، وبعض الدول العربية ايضا.
لا نستبعد ان تكون سياسة “ضبط النفس" هذه موضع نقاش داخل قيادة الحركة، وجناجها العسكري، طالما ان العدو الاسرائيلي هو الذي لا يلتزم بها، ويواصل اصطياد قادتها الميدانيين الواحد تلو الآخر، ولا يتردد في تنفيذ اغتيالاته في قلب المدن العربية.
الجناح العسكري لحركة “حماس" توعد بالانتقام لاغتيال الشهيد الزواري، وهذا الجناح الذي اكتسب قدرات امنية قتالية عالية، وطور سلاح صواريخ متقدم للغاية هز دولة الاحتلال وامنها، وبث الرعب في قلوب مستوطنيها في جميع حروب غزة، هذا الجناح لم يتوعد بأي عمل انتقامي دون ان ينفذه، ونجح في خطف العديد من الاسرائيليين، ولكن ما زال من غير المعروف اين سيكون التنفيذ، في الداخل الفلسطيني ام في الخارج.
دولة الاحتلال تستغل حالة الضعف والهوان التي تعيشها الامة العربية منذ ست سنوات، هي عمر ما يطلق عليه “الربيع العربي”، وانشغال الجيوش واجهزة الامن في الحروب الداخلية في اكثر من بلد للحفاظ على ما تبقى من هياكل الدولة ومؤسساتها، لمواصلة اعمال الاغتيال هذه.


اسرائيل تظل العدو الرئيسي للامتين العربية والاسلامية، وكل المحاولات لتغيير هذه الحقيقة، والتطبيع معها، والتقرب اليها، لن تنته بالفشل فقط، وانما بالحاق الضرر بالحكومات والانظمة التي تسير على هذا الطريق.
مقاومة الاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية مستمرة، ولم ولن تتوقف، واذا كانت قد تراجعت، لاسباب تعود الى تحول السلطة الفلسطينية وقيادتها الى “حركة موظفين” تراهن على عملية سلمية مهينة وفاشلة، واتفاقات “سلام” تلتزم بها دول عربية وليس دولة الاحتلال، فان معظم الشعوب العربية، ان لم يكن كلها، ستنتفض انتفاضة جديدة، وتوجه كل طاقاتها نحو العدو الاسرائيلي والمتعاملين والمطبعين معه.
دماء الشهيد التونسي الفلسطيني العربي المسلم محمد الزواري لن تذهب سدى، مثلما قال جناح القسام، فمن استطاع قصف تل ابيب، وارسال ملايين الاسرائيليين الى الملاجيء، واوقف حركة الطيران في مطارها، اذا توعد صدق، واذا هدد نفذ، والايام بيننا.
عبد الباري عطوان

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire