jeudi 1 décembre 2016

بعد الصورة الفاجعة للوحة مكتب الدبلوماسية التونسية في رام الله ملقاة في الزبالة : لافتات عملاقة في عدد من الشوارع كتبت عليها تونس و موضوع عليها علامة قاطع و مقطوع الحمراء




لا  يختلف  اثنان  في  كون  أي  مشروع  اقتصادي  ينتصب  اليوم  في  أي  جهة للبلاد  أو بمثابة فسح  أمل  لتدوير العجلة الاقتصادية و تمكين  أرباب العائلات  العاطلة عن  العمل  من  لقمة عيش .. فالمشروع مهما  كان  نوعه هو إضافة للاقتصاد  الوطني  و مساهم في فتح  مواطن  عمل للعاطلين...و بقدرما  عملت  تونس  في  السنوات السابقة على استقطاب المستثمرين  بقدرما  فشلت  بعد الثورة في  جذب الأنظار و إسالة لعاب هؤلاء  على اعتبار  المناخ  الأمني  المتردي  والوضع السياسي الهش  و تدني  هبة  خاصة بعد  خمس  سنوات  عجاف  كانت بلا  رائحة و بلا لون و بلا طعم  ...
و في ضفة ثانية بين الأمس البعيد و الحاضر التعيس تغيرت المفاهيم و انقلبت البلاد رأسا على عقب و طاف الفشل على كل القطاعات و ضرب كل المجالات...فبعد الدبلوماسية التونسية القوية التي أرساها الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة و التي كان صوتها مسموعا لدى الكبير و الصغير  و كانت مواقفها بناءة تدرك ما تجاهر به من القول و ما تخفيه  طلّت علينا دبلوماسية  الثورجيين  التي أخرتنا سنون إلى الوراء على اعتبار أن ما اجتهدوا فيه  من خلال تطبيق سياسة " كعور و عدّي للأعور" التي نهلوا منها حينا و أحيانا التجؤوا إلى سياسة " داخل على جبل بقدومة " ...غير أن الخلاصة النهائية تتلخص في ثلاث كلمات معبرة و دقيقة في كون الدبلوماسية التونسية: بعد السيف علقت منجل "


نقول هذا الكلام بعد الأصداء القادمة من بعض السفارات... أخبار بطعم  حنظل   حيث  علمنا  من  مصادر جد  عليمة أن   عدد من السفارات الأوروبية في تونس و خاصة منها الدول الإسكندنافية  عملت  جاهدة على  قطع  كل  أواصر التعاون  بين بلدها   بين تونس و سد المنافذ  أمام   مستثمريها للاستثمار في  تونس متعللة بالجوانب الأمنية  الهشة  و لو أننا  لنا  في  ذلك  بعض أسماء  السفارات فإننا ترفعنا عن  ذكرها  على اعتبار انه  قد  نغفل أو نسهو عن  ذكر سفارة  كذا بلد دون  أخرى ...
 أما  الأعظم و الأكثر حسرة و  قهرا   ما تم  رصده  في مدينة كوبنهاغن   عاصمة الدنمارك  من  وجود لافتات  عملاقة كتب  عليها بالغة الدنماركية  تونس و موضوع  عليها  علامة قاطع  و مقطوع باللون الأحمر في  دلالة  أن تونس  بلد  خطر  و غير مرغوب  الذهاب اليها  أو الاستثمار بها  أو حتى زيارتها للسياحة و الترفيه   رغم  ما تتوفر فيها   من مقومات  الترفيه  و سحر الطبيعة ...
 عدد من الجالية التونسية  القاطنين بالدنمارك  و المنخرطين  في   هياكل المجتمع المدني   يجدون  صعوبة كبرى  التعريف  بفرص الاستثمار في  تونس   على اعتبار موجة الرفض  التي  بدت  متجلية   لدى كبار المستثمرين الدنماركيين  زادتها  ضعف  الدبلوماسية التونسية هناك  هما  على غم  ...
 كان  لزاما  أن تتحرك  السلطات التونسية  لازالت مثل  تلك اللافتات  panneaux على اعتبارها  لا  تؤثر في  الشعب  الدنماركي  فحسب  و لا  يقراها  الشعب الدنماركي  فقط   بل  كل  زوار الدنمارك  و شعوب الاتحاد الأوروبي ...و كان  لزاما  آن تعمل السفارة التونسية  على تذويب  الحقد الايديلوجي  العقائدي  تجاه الإسلام و المسلمين  الذي  يعد  من  السمات  المغروسة  لدى أغلبية الشعب الدنماركي و امتصاص  هاجس  التخوف من الاستثمار في تونس و العمل  على تلميع  صورة البلاد  لا  الصمت  أمام  ما  يعلق  في الشوارع  و ما  يكتب  على الجدران ...


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire