vendredi 16 décembre 2016

الماسونية تنشط في تونس




كتبت كوثر عريوة مقالا في تاريخ 21 اكتوبر 2011 بعنوان:" الماسونية ورم خبيث امتدت عروقه إلى تونس".
وأشارت فيه إلى أن ثلاث شخصيات بارزة الآن على الساحة السياسية اثنان منهم رئيسا حزبين والثالث رجل أعمال نافذ، وهم من كبار المسؤولين في التنظيم الماسوني وقد سبق لهذا الثالوث أن طلب من الرئيس المخلوع سنة 2006 الإذن لهم بالمشاركة في المؤتمر الأمريكي الماسوني.
وقد سمح بن علي لأحدهم بالمشاركة في المحفل الماسوني العالمي نظرا لصداقته القديمة معه، وهو رجل أعمال معروف ومؤثر في المجال السياسي التونسي منذ عقود، ومازال مؤثرا إلى اليوم في دواليب الحكم.
وفي الداخل التونسي راقبت أجهزة الاستعلام والاستخبارات التونسية طيلة سنوات نشاط الحركة الماسونية وصنفتها باعتبارها أرضا خصبة تتحرك فيها جواسيس الموساد ودول أخرى وتتقاطع فيه المصالح المالية والسياسية الدولية... غير أن القرار السياسي في اعلى هرم السلطة اكتف بمراقبة زعاماتهم ووضعهم تحت السيطرة.
وقد تحول نشاط الماسونية والنوادي التابعة لها إلى نشاط علني بعد الثورة، حيث انعقد خلال شهر فيفري 2011 بقصر المؤتمرات بالعاصمة مؤتمر عالمي لأحد المنظمات الراديكالية الاوروبية وهو احد فروع الماسونية العالمية.... وقام سياسي تونسي معروف وهو رئيس حزب حاليا بإلقاء خطاب دافع فيه بشدة على علمانية الدولة التونسية، وعلى ضرورة مواجهة الأحزاب المحافظة الإسلامية والقومية على حد السواء... ورافع دفاعا عن قيم الماسونية.
وكان "نادي روتاري" في تونس وهو ناد مرتبط بالحركة الماسونية العالمية حسب عديد الدراسات العالمية المنشورة، قد نشط بقوة بعد الثورة تحت عنوان الاعمال الخيرية، وقد توسع نشاطه حتى وصل إلى التدخل المؤسسات التعليمية بمختلف المستويات خاصة في الأحياء الراقية.
وتحرص تلك النوادي على دعم منتسبيها من اجل الوصول إلى مراكز الحكم والنفوذ السياسي والاقتصادي... وتفيد بعض التسريبات أن بعض الأحزاب السياسية ذات التوجهات الليبرالية أساسا، قد تلقت دعما سياسيا وماليا مباشرا من التنظيم الماسوني العالمي... وكذلك شأن بعض الإطارات التونسية بالخارج والتي أسندت إليها فجأة مناصب وزارية في حكومات ما بعد الثورة.
وقد أورد موقع "تونسنا" Ma Tunisie على الفيس بوك مقالا في تاريخ 12 جوان 2011، أشار فيه إلى أن وفدا للمحفل الماسوني بباريس زار تونس يوم الاثنين 11 افريل 2011 ، قصد تركيز مقر دائم لمحفل ماسوني تونسي،
وأشار المقال إلى أنّ نشاط الماسونيين ازداد بعد الثورة، حيث كانوا يجتمعون كل يوم 13 من كل شهر بضاحية المرسى بالمقر الرئيسي لجمعيات الروتاري بتونس، وكان يحضر معهم وفد عن منظمة ايفاس الامريكية وممثلين عن سفارة فرنسا بتونس... تلك الاجتماعات كانت مستترة وبعيدة عن الأضواء... وليست "ايفاس" سوى منظمة امريكية تمولها الحكومة الامريكية وتهتم بالانتخابات في كل بلاد العالم تنظيما وإجراء وتشريعا . 
وأضاف صاحب المقال إلى انه وبداية من 27 جوان 2011 ستكون الاجتماعات معلنة وفي مقر منفصل يحتضن المحفل الماسوني التونسي بحي النصر 2 باريانة .


الثابت أن الحركة الماسونية هي حركة عالمية تنزع إلى السيطرة على مراكز النفوذ والقرار في العالم... وليست تونس إلا جزءا من الخارطة الجيو سياسية للعالم... بل هي الحلقة الاضعف لذلك تجتلب إليها رؤوس الأموال الطامعة في نهب ثروات الشعوب ومصادرة سيادتها.
في زاوية مقابلة فان الأطراف السياسية المتناحرة في تونس والعالم العربي كثيرا ما كانت تلصق تهمة الانتماء إلى الماسونية بالخصوم السياسيين من اجل الحط من شأنهم
وقد اخترقت الحركة الماسونية المجالين السياسي والاقتصادي في تونس منذ عهد البايات، واستطاعت أن تظهر نشاطها العلني في حقبة الاستعمار الفرنسي حيث كانت حركة جذب للنخبة التونسية المثقفة... غير أن الموقف الماسوني المعارض لحركات التحرر الوطني في العالم العربي، وموقفها المساند للحركة الصهيونية، وانخراطها في تنفيذ سياسات القوى الإقليمية الكبرى المسيطرة، حوّلها إلى تنظيم عالمي مشبوه ومتآمر بالنسبة إلى النخبة العربية والأنظمة السياسية الوطنية... وجاء قرار جامعة الدول العربية سنة 1979 بتصنيف الماسونية كتنظيم صهيوني معاد، قرارا منبّها إلى خطورة تلك الحركة على الأمن القومي العربي.
 كيف تتعاطى الأجهزة الأمنية والعسكرية في تونس مع هذا التنظيم العالمي؟
 وماهو موقف السلطة السياسية الراهنة من تنظيم الماسونية؟
أين تقف الماسونية من التحولات الجديدة في الشرق الأوسط ؟
هل هي مستقيلة عن تأثيرات المشهد العربي؟
 الثابت أن الماسونية تشارك وتتحرك بقوة داخل دوائر القرار السياسي العربي وتقوم بتوفير أموال ضخمة من اجل دعم المجهود الحربي لتدمير الشرق في العراق وسوريا واليمن وليبيا... وليست شخصية ه"نري برنار ليفي" إلا أنموذج من تلاقي الفكرة الصهيونية مع الفكرة الماسونية...
هذه الحرب الأهليّة، الطويلة والمضنية، التي يتقاتل فيها العربي ضد العربي والمسلم ضد المسلم باسم الدين والطائفة، إنما هي تطبيق لسياسة الفوضى الخلاقة التي رسمتها وزارة الخارجية الامريكية والتي تنفذها أدواتها ومن بينها الحركة الماسونية.


جزء من المقال الصادر بجريدة الثورة نيوز :

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire