يحدث في الوكالة الوطنية للتبغ والوقيد (قمرق الدخان)

كيف ستنتهي الحرب الباردة بين بن مبروك والوسلاتي؟

الثابت أنّ ما نشرته الثورة نيوز ضمن حلقتين متواصلتين حرّك سواكن الادارة ممثلة في شخص مديرها العام سامي بن مبروك للسؤال عن مسرّب الوثائق التي وصلتنا الى مكاتبنا من خلال اولاد الحلال دون ان نبذل اي مجهود للحصول عليها نقول هذا حتى يهنأ بن مبروك لانه لن يتمكن مهما فعل من كشف مصادرنا لأنها عديدة ومن داخل الوكالة نفسهاـ لكنّ قبل ان نبدأ في كشف مستور ملف جديد ها اننا نتلقى بيانا توضيحيا من مجموعة من النقابيين القاعديين ممن تعودوا الجلوس بمقهى «univers» ونحن نمكنهم من هذا الحق كما مكنّا النوري الجبالي من التعقيب على ما نشرناه حول جمعية التعاون التي لنا فيها اكثر من قول ستوضحه بعض الاطراف في عدد لاحق. إن ما قدمته وتقدمه مجموعة النقابيين القاعديين المعروفة بمجموعة «univers» من نضالات لفائدة متقاعدي الوكالة الوطنية للتبغ والوقيد ايجابي في كل الأحوال رغم سعي بعض الأطراف إلى طمسه حتى تكون هي صدارة الأحداث.

تحاول هذه الاطراف التي لن نسميها النيل من انجازات هذه المجموعة التي ما فتئت تعمل ليلا نهارا لتحسين اوضاع المتقاعدين الذين اعطوا على مدار عقود للمؤسسة الوطنية الكثير من صحتهم ووقتهم ولم يأخذوا في مقابل ذلك إلا «الفتات» بسبب تغول البعض واستشراء منطق المحاباة والولاءات التي اضرّت كثيرا بهذا المرفق العام.

وتستغل هذه الاطراف عدم وجود المجموعة ضمن هيكل نقابي للدفاع عن المتقاعدين مع علمها الشديد ان المنشور عدد 31 يمنع وجود مثل هذه الهياكل قانونا.

وقد ارتأينا في هذا البيان التوضيحي التذكير ببعض الانجازات التي قامت بها مجموعة «univers» خلال السنوات الاخيرة، رغم وجود المنشور الآنف ذكره، وذلك لانارة القواعد والرأي العام عموما.

فقد لعبت هذه المجموعة وعلى رأسهم المولدي ساسي شهر «فرحاني» دورا حيويا في إجهاض مشروع الغاء الجمعية التعاونية التي تمثل مكسبا كبيرا للمباشرين والمتقاعدين في «قمرق الدخان» على حد السواء.

وكانت هناك نية لإلغاء الجمعية لصالح مؤسسة «الكنام» ولكن بضغط من هذه المجموعة التي لقيت دعما واسنادا كبيرين من قيس يحمد (مسؤول عن الصحة والسلامة المهنية سابقا) تم إسقاط هذا المسعى في سنة 2008 لتواصل انجازات هذه المجموعة التي استبسلت في الضغط على مدار سنوات لتنجح في الترفيع في منحة نهاية الخدمة، التي كانت إلى موفى سنة 2008 لا تتجاوز سقف الـ 150 دينارا (كما هو ثابت في وصولات المتقاعدين القدامى) لتصبح اليوم 1500 دينار (مقسمة بين 1000 دينار من الادارة و500 دينار من الجمعية التعاونية).

كما انّ هناك حديثا عن امكانية الترفيع قريبا في هذه المنحة التي هي حق لا يجادل فيه احد بالنظر للمجهودات الكبيرة التي بذلها المتقاعدون في خدمة هذه المؤسسة العريقة التي تعد احد اعمدة الاقتصاد التونسي.

ولم تقف تحركات ونضالات المجموعة عند هذين المكسبين حيث نجحت في سنة 2010 في وقف اقتطاع نسبة 2٫5 بالمائة من الانتاجية، بعد ان كان المباشرون فقط يتمتعون بذلك، وتستمر سلسلة الانجازات حيث ساهمت مجموعة «univers» من خلال تدخلاتها ومراسلاتها لوزارة المالية والادارة العامة لوكالة التبغ والوقيد في تمكين المتقاعدين في سنة 2012 من وصل حليب وقدره 26 دينارا.

وقد رأت المجموعة كما عموم المتقاعدين من «قمرق الدخان» ان هذا المبلغ غير كاف بالنظر الى السموم التي تسربت إلى اجسامهم على مر عقود من العمل بسبب استنشاقهم لغبرة النيكوتين، وعادوا مجددا الى التحرك للترفيع في مبلغ وصل الحليب

وتمكن المتقاعدون من خلال هذا الاجتماع من تحقيق الهدف المنشود برفع سقف المبلغ الى 52 دينارا، ولكن تبقى المطالبة بزيادة المبلغ حقا مشروعا تستمر مجموعة «univers» في السعي إليه.

هذه نبذة صغيرة عن نجاحات مجموعة النقابيين القاعديين الذين اولوا اهتمامهم في السنوات الاخيرة للدفاع عن حقوق المتقاعدين ومطالبهم المشروعة، كما كانت لهم بصمتهم خلال فترة مباشرتهم للعمل في الوكالة الوطنية للتبغ والوقيد التي يعتبرونها مفخرة الاقتصاد التونسي بالنظر لجودة منتوجها ومكانته محليا وخارجيا.

وتؤكد مجموعة «univers» انها مستمرة في نضالاتها الى حين الاستجابة لجميع المطالب العينية للمتقاعدين من وكالة التبغ والوقيد والتي ما تزال حبيسة التسويف والمماطلة الى يومنا هذا، وتعرب مجموعة «univers» عن أملها في ان يتم الغاء المنشور عدد 31 الذي يتنافی مع ما نص عليه الدستور التونسي والمواثيق الدولية من أحقية العمل النقابي، وتتوسم خيرا في المجموعة التي تم اختيارها هذا العام من «قمرق الدخان» في جامعة المتقاعدين لمزيد الضغط لإنهاء هذا المنشور «الشاذ».

بين الماضي الوضاء والحاضر الغامض...

كلنا يعرف انّ المكتب الجديد للنقابة التي تولى كتابتها العامة هشام الوسلاتي انّما جاء في اطار التحالفات وهذه التحالفات تأتي في سياق واضح بين المحافظة على مراكز القوى وجماعة من تعودوا نهب «قمرق الدخان» بلا حساب وهنا نتوقف عند رسالة كتبت بخط اليد كان وجهها رئيس وحدة الحماية والحراسة للمدير العام بتاريخ 22 مارس 2016، نحن نقدم هذه الورقة للمحافظة على التسلسل الزمني للاحداث الواقعة داخل القمرق، اذ جاء في هذه الورقة انّ رئيس الوحدة تعرض للشتم والتهجم من طرف مراد المناعي الذي لم يكفه ذلك بل شتم حتى روضة الشيباني دون ان نتوقف امام ما قاله من بذيء الكلام، إلاّ انّ الغريب انّ الادارة لم تتخذ معه اي اجراء تأديبي عكس ما فعلته مع العون محمد الصالح المصلي الذي احالته ضمن ملف فارغ على مجلس التأديب وها انّ هناك من يردد في الكواليس انّه سينال عقوبة بـ 3 اشهر دون ارتكاب خطأ مهني، وانما الحكاية تدخل في خانة تصفية الحسابات وبداية المواجهات بين الادارة التي يمثلها بن مبروك وبن جنات وبين هشام الوسلاتي وجماعته لذلك يمكن القول انّ ما حصل في الماضي يبقى ايجابيا حتى ان حصلت فيه سرقات لمواد الاختصاص ونحن نملك قائمات في كل الذين خولت لهم نفسهم الاستيلاء على المال العام.

اما عن المرحلة الجديدة التي يؤثث مشهدها «عنتر رافع سيفه» ومن نعني غير هشام الوسلاتي ومن معه فانها حتما ستنتهي بتصفية عديد الاطراف التي ترى انها قادرة على الاستفادة من بقاء بن مبروك في مكانه والحال انها دفعت فيما سبق من الزمن بن مبروك لينتزع السيارة الفاخرة من هشام الوسلاتي وهو الذي لن ينسى ذلك القرار الذي اعتبره جائرا في حقه كما يستمد قوته الحالية من وجوده على رأس النقابة مع دعم متواصل من النوري الجبالي ومن معه !

طاغوت في وحدة الحراسة!

غير بعيد عن واقعة 22 مارس 2016 حصل تهجم جديد على الاطراف التي تؤثث مشهد وحدة الحماية والحراسة اذ تعمدت العون لطيفة بوهلال نعت جماعة الحراسة بالطاغوت كان هذا على مرآى ومسمع من عدد من الاعوان والموظفين ورغم حصول كل هذا فإنّ الادارة تعمدت اخفاء المراسلة التي ننشر نسخة منها على اعمدة الثورة نيوز من باب التأكيد على انّ ادارة القمرق تعتمد سياسة المكيالين (جماعة سنة وجماعة فرض) لانهم سعوا لـ «تمرميد» السيدة سميرة الحرزي هكذا ـ واللّه يهدي عبادهُ.

اقتراح 16 مارس!

وحتى يعرف سامي بن مبروك اننا على اطلاع على ادق تفاصيل ادارته «المخترقة» نقول اننا في الثورة نيوز نملك مئات الوثائق الادارية المهمة جدا ـ منها هذه الوثيقة التي فيها مقترح بتغيير ونقلة إلياس العمروش من وحدة الحماية والحراسة وهو رقم 2608 ولان مصلحة جماعة البطاطا في الابقاء عليه هناك فانّ الادارة رغم علمها بهذا المقترح الذي أحالته على أنظار مدير الموارد البشرية صلاح الشيدمي، الا انه بتعليمات واضحة من الاطراف التي من مصلحتها بقاء عمروش في مكانه فانه حافظ على نفس خطته ليكون الناهي والفاعل والمؤثر في المؤتمر الانتخابي الأخير الذي توج بصعود هشام الوسلاتي على رأس النقابة الجديدة التي تناست عديد الملفات لأن سي هشام أرادها أن تكون نقابة الضغط حتى يتمكن من تمرير كل مخططاته وبالتالي محاسبة الادارة الحالية على ما مضى من قرارات لم يكن موافقا عليها بشكل من الأشكال.

مصلحة المستودع

ننهي حلقة هذا الاسبوع بنشر وثيقة سرية كتبت بتاريخ 3 فيفري 2016 والتي جاء فيها اساسا: يوم 3 فيفري وحوالي الساعة 11و10 دقائق عمد مراد المناعي رقم 2534 وهو المكلف بمصلحة المستودع والتصرف في وسائل النقل اخراج الاعوان في مهمة عمل وهم الآتي ذكرهم : رضا الصالحي رقم 3675 وحسين الراشدي رقم 3164 وحسين الطرهوني رقم 4067 التابعين لمصلحة التصرف في المخازن والمواد الاولية وما ادراك ما المخازن في سيارته الادارية دون استشارة لرؤسائهم المباشرين، الى هنا تبدو الافادة عادية لكن أن لا يجد بن مبروك الوقت ليقرأ هذا التقرير ولا سامي بن جنات سمع به فإنها حتما واحدة من نكت هذا الزمن الغريب وها انّ الثورة نيوز تنشره على صفحاتها في تأكيد واضح انّ كل شيء يسير هكذا وفق الاهواء وهو ما يستوجب فتح تحقيق من طرف وزيرة المالية الحالية بعد ان تعمد سليم شاكر وهو الوزير السابق للمالية اغماض أعينه عن الذي يحصل في قمرق الدخان من تجاوزات واخلالات وأخطاء لو كانت الدنيا دنيا لحاسبوا الجميع خاصة أولائك الذين يقومون بجمع مال كثير مما يبيعونه من مواد الاختصاص والاكيد انّ للمفاجآت بقية في اعداد لاحقة،

وحتى نلتقي

هذه مجموعة أخرى من الوثائق ننشرها للحقيقة والتاريخ لعل الأجيال القادمة تتوقف أمام حجم الجرائم التي ارتكبت في حق المؤسسة الوطنية على امتداد سنوات طويلة دون أن تجد من يقول لهذه المجموعات «كفى تجاوزات وكفى سرقات»، لكن من أين سيأتي هذا المسؤول الذي سيعمل بقناعة أنه مطالب بحفظ المال العام مع العمل على ضمان حد أقصى من العمل بشفافية دون تأثير من أطراف تعودت كسب المال الحرام الذي ذهب بناء فيلات على الشواطئ والأماكن الراقية والأكيد أن الوقت سيأتي لمحاسبة كل الذين أساؤوا لمؤسسة الوكالة الوطنية للتبغ والوقيد التي وفّرت سيولة مالية للمالية العمومية على امتداد سنوات رغم كل السرقات.