samedi 31 décembre 2016

اللوبي اليهودي في تونس «حاكم حكومة الظلّ» جوزاف روجي بيزموت


إنه جوزاف روجي بيشموط او بيزموت... عرّاب التطبيع... شخصية كتومة وغامضة ونشطة... لا يمثل سوى عدد 1500 يهودي في تونس... لكن حجمه السياسي صار أكبر من كل الأحزاب... وهو يُعد الحاكم الفعلي لحكومة الوحدة الوطنية في تونس... يتقرب إليه السبسي والغنوشي ورؤساء الأحزاب... ويطأطئ يوسف الشاهد الرأس له في إجلال... ويدين له بالولاء كمال اللطيف وبعض رجال الأعمال والإعلام... انه مفتاح العلاقات الدولية، المالية والسياسية... ومفتاح الثراء أحيانا.
من هي هذه الشخصية اليهودية؟ ... وما هي شبكة علاقاتها ؟ أين تقع مراكز نفوذها ؟

حاكم حكومة الظل

اليهودي التونسي «جوزاف روجي بيزموت»... هو رئيس الطائفة اليهودية بتونس ،ولد بحلق الوادي سنة 1926، وهو من كبار أثرياء الطائفة اليهودية... له 3 ابناء من زوجته الاولى «ايفات» وهم «جاكلين وميشال وفيليب»... وله من زوجته الثانية الدنماركية «اياز»  3 ابناء كذلك وهم «ستيفان وجون وبيتر».
وبيسموث هو رئيس مجموعة شركات بيسموث الضخمة التي تضم شركات:
l oreal / garnier / vichy / loscad  la roche/ posay/  enerdis /  indelee/ tet/ isa/ prochimie Lesieur, Kleenex,Volta,Attak lipp...
والرجل يمتلك شبكة من العلاقات الدولية المعقدة، وهو مطلع بدقة على كل جزئيات السياسة في تونس منذ عهد البايات، وبورقيبة وبن علي وما بعد الثورة... وله علاقات وثيقة بدولة إسرائيل ويحمل جنسيتها، وقد عمل طويلا من اجل تطوير علاقاتها بتونس.
كان بيزموت منخرطا في منظمات تونسية ودولية ذات تأثير مالي وسياسي مكنته من توسيع دائرة السيطرة والتأثير... إذ كان عضوا في مجلس المستشارين زمن بن علي... ونائبا لرئيس اتحاد الصناعة والتجارة... ورئيسا مؤسسا لغرفة التجارة التونسية الأمريكية... وعضوا بالبرلمان اليهودي العالمي... وعضوا بالجمعية العربية لأصحاب المؤسسات... وهو الذي يترأس جمعيات الصداقة التونسية الإسرائيلية.
وكان صديقا مقربا وشريكا لأغلب رجال الأعمال من ذوي النفوذ  كالهادي الجيلاني والماطري و المبروك والطرابلسية و زروق وغيرهم... وهو الآن حليف موضوعي للقوى المالية الصاعدة في المال والسياسة.
كان بيزموت يروج إلى السياسة الرشيدة للرئيس زين العابدين بن علي...أطلق عليه تسمية  «النموذج التونسي في التعايش... أو الاستثناء التونسي»... ويقصد به ضمان الحريات الدينية، لكنه كان في الحقيقة يسوق لفكرة التطبيع مع اسرائيل... حتى انه تحدث طويلا عن نضج وحكمة الرئيس بن علي في القضاء على الخطر الأصولي.
وكان لبيزموت نفوذ واسع ومؤثر في الإعلام الفرنسي والأوروبي، وعمل بقوة من اجل تحسين صورة نظام بن علي، ومنع الخوض في  قضايا  خرق حقوق الإنسان، والقمع المنظم في عهد زين العابدين، باعتباره كان حليفا للطائفة  اليهودية.
وكان الرجل مستشارا لدى القوى الدولية عن كل شاردة وواردة في خصوص الأوضاع السياسية والاقتصادية في تونس، موظفا شبكة علاقاته ونفوذه مع الإدارة الأمريكية ومدعوما بأقوى اللوبيات اليهودية المسيطرة في العالم  ومنهم :
- «رون لاودر» رئيس الكونجرس الأمريكي والملياردير.
- «روبرت موردخ» ملك الإعلام الأمريكي وصاحب شبكتي فوكس وسكاي نيوز . - - «شيلدون ادرسون» ملك القمار والكازينوهات.
 - «ارفين ميسكوفيش» مموّل الاستيطان في فلسطين المحتلة.

كان الرجل القوي لا ينقطع عن زيارة دولة اسرائيل،  وهو صديق شخصي لكبار الزعماء فيها، ومنهم سيلفان شالوم المولود بحامة قابس. ويعود له الفضل في إقناع بن علي بالسماح لكل الإسرائيليين دون استثناء، بداية من التسعينات بالحج إلى كنيسة الغريبة، عبر رحلات مباشرة إلى مطار جربة الدولي دون الخضوع لإجراءات المراقبة والتفتيش الأمني والديواني.

ثم توثقت علاقته الشخصية بخميس الجهيناوي حين إشرافه على مكتب الاتصال التونسي بتل أبيب، من 1996 إلى 2000 ، وكان هو يعتبر الجهيناوي شخصا مقبولا ومخلصا لدولة إسرائيل.
بيزموت شخصية حذرة تتجنب الظهور الإعلامي، لكنه مؤثر بقوة في السياسة التونسية خاصة بعد الثورة... إذ استغل ذلك الفراغ السياسي بعد الثورة من اجل توسيع دائرة نفوذه، وكان هو وراء تعيين وزراء تونسيين يعيشون في اروبا في الحكومات المتعاقبة... انه يمثل حزبا بمفرده في وزنه السياسي والإعلامي... يستشيره حزبا النداء والنهضة، ويتقربون إليه ويتوسطون به لدى البنوك الدولية للحصول على  تمويلات وقروض للدولة. 
بعد سقوط نظام بن علي تدخل بيزموت في تشكيل الحكومة التونسية من وراء ستار بوكالة كمال اللطيف... فقد استغرب وقتها أعضاء الهيئة العليا للثورة والمراقبون من علامات الغضب البادية على قسمات وجه  الوزير الأول المؤقت الباجي قايد السبسي، عند معارضة الهيئة العليا للثورة رغبته في تعيين خميس الجهيناوي في خطة كاتب دولة للخارجية... نظرا لان  الجهيناوي كان بلا رصيد سياسي ما عدا علاقاته باسرائيل... رُفض تعيين الصديق المقرب لبيزموت وقتها.. لكنه لاحقا وبعد 3 سنوات سيعين وزيرا للخارجية.
وكان الباجي زمنها، وبتشجيع من بيزموت، يريد أن يقدم إشارات ايجابية للمانحين الأوروبيين والأمريكان بخصوص الموقف الرسمي للدولة التونسية من التطبيع مع الكيان الاسرائيلي، فرغب في تعيين الجهيناوي... وقد سانده في موقفه الرباعي الوزاري القادم من اوروبا وقتها والمدعومين من اللوبي المالي اليهودي بقيادة بيزموت أيضا... ومسندا كذلك بدعم من بعض رجال الأعمال التونسيون من ذوي المصالح الاقتصادية في الغرب... كانت المساعدات والقروض مقترنة دائما بشروط أهمها قبول التطبيع  مع إسرائيل... وكان اليهودي بيزموت عرابا لهذا المشروع في تونس.
وكانت علاقته بالباجي قايد السبسي وبكمال اللطيف متينة، وقد كانوا يجتمعون سابقا  مع مختلف سفراء الولايات المتحدة الأمريكية في دار السفير الأمريكي بسيدي بوسعيد، المحاذية تماما لدار كمال اللطيف... وفي الانتخابات حشد بيزموت دعما خارجيا وداخليا هائلا لمساندة الباجي قايد السبسي، باعتباره رمزا للحداثة والانفتاح .
 وتذكر الأخبار ان بيزموت  تدخل شخصيا لمنع احد قضاة التحقيق من إلقاء القبض على كمال اللطيف، حيث اتصل رفقة السفير الأمريكي بالشيخ راشد الغنوشي وطالباه بمنع تنفيذ بطاقة الجلب في حق حليفه... وتم له ذلك.
 واستطاع بيزموت  بخبرته السياسية أن يتواصل مع رئيس حركة النهضة الذي التقى به عدة مرات... وتذكر مصادر مطلعة أن اجتماع باريس بين الغنوشي والسبسي والذي أفضى إلى تحالف النهضة والنداء إنما تم بتخطيط ومباركة من  السيد بيزموت.
 وكان راشد الغنوشي قد أكد لرجل الاعمال اليهودي الذي اجتمع به، تخليه نهائيا عن المقولات التقليدية للإسلام السياسي الذي يؤمن بالمقاومة المسلحة لتحرير فلسطين، بل وتخلى كذلك عن أولوية القضية الفلسطينية في أدبيات الإخوان المسلمين... ودعا كل اليهود التونسيين إلى العودة من إسرائيل إلى تونس.
لقد استغرب البعض دفاع الشيخ راشد الغنوشي عن امال كربول وزيرة السياحة السابقة المناصرة لاسرائيل، ودعا ضمنيا إلى السماح للسواح الإسرائيليين بدخول التراب التونسي... وكان فاعلا بارزا  في منع التنصيص على تجريم التطبيع في الدستور التونسي... ثم فتح قنوات اتصال مع اللوبيات الإسرائيلية في العالم الغربي... وتبرأ الشيخ اخيرا أخيرا من المهندس محمد الزواري معلنا معارضته لكل أشكال المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين...بل انه لن يسمح أبدا بتمرير قانون يجرم التطبيع في البرلمان الحالي...
وكان الجدل الذي دار في مجلس النواب التونسي تأكيدا لتلك السياسة الناعمة التي يتوخاها الشيخان السبسي والغنوشي تجاه تكريس فكرة التطبيع مع اسرائيل وتوثيق العلاقات معها... بدعم مباشر من اللوبي اليهودي التونسي.
لقد كان بيزموت مسكونا في أعماقه وهو ابن الحداثة بالتلمود وبنصوص التوراة، بل مسكونا بمحنة اليهود في الشرق القديم، منذ حادثة الأسر الأسطورية، وتدمير هيكل سليمان وتشريد شعب الله المختار... انه مثل كل اليهود يدافع عن فكرة ارض الميعاد.  
تاريخية اليهود في تونس

إن الحضور القوي لشخصية «بيزموت» أو ما يطلق عليه في لهجة يهود تونس «بيزموت» يدفعنا الى الحفر في تاريخية الطائفة اليهودية في تونس.
إذ يعود تاريخ اليهود في تونس الى 2000 سنة، قدم اغلبهم في هجرات جماعية نتيجة صراعات الشرق القديم بدءا من نبوخذ نصر إلى الفترة البيزنطية ... وهم مجموعة عرقية إثنية منغلقة على ذاتها، وتمثل أقلية ثقافية داخل مجتمع متعدد الثقافات والأعراق من أمازيغ وعرب ومسلمين.
بعد الفتح الإسلامي لتونس، اندمج اليهود في النسيج الاجتماعي والثقافي... لكنهم صُنفوا اجتماعيا في مرتبة ثانية مع أهل الذمة وفرضت عليهم الجزية.
وأثناء الأزمات السياسية أو الاقتصادية، عادة ما كان يفرض عليهم ارتداء زيّ مختلف لتمييزهم عن المسلمين ، حتى انه كان ممنوعاً عليهم لبس الشاشية الحمراء.
ورغم ذلك التمييز استطاع يهود تونس بناء أسلوب تعايش واندماج في العادات والتقاليد والمعاملات، وتمكنوا في جربة خاصة من تحوز مكانة مرموقة في أنماط الإنتاج الاقتصادية.
ومع احتلال فرنسا لتونس انضم إليهم يهود اوروبا من مالطا وايطاليا وفرنسا ... وتحالفوا مع القوة الاستعمارية الجديدة وحققوا مكاسب اقتصادية ورقيا اجتماعيا.
وكان ظهور القومية العربية كايدولوجية فكرية وسياسية بالتوازي مع نشأة القومية اليهودية وظهور فكرة الصهيونية كايديولوجيا تجمع اليهود... وكان تأسيس دولة إسرائيل في عام 1948 إعلانا لزلزال سياسي واجتماعي في الشرق، أثار موجة عدائية ضد الاقليات اليهودية  في كل أنحاء الشرق.
كانت مجازر عصابات الهاجانا في فلسطين والهزائم المتتابعة للجيوش العربية، وعمليات الاستيطان والتهجير القسري لعرب فلسطين، والسياسة العدوانية والدموية التي تنتهجها دولة إسرائيل...  كل ذلك كان سببا مباشرا في تنامي الشعور الجماعي بالحقد والكراهية المتبادلة بين اليهود وبين العرب، في مجتمعات شرقية عاشوا فيها منذ قرون.
إنها غربة الأقليات في صراعات السياسة الدولية...  ذلك ان اليهود العرب في العموم قد تحالفوا تاريخيا مع القوى الاستعمارية، وعمل بعضهم ضد حركات التحرر الوطني.
كانت محاولات تأسيس الدولة الوطنية مرتبطة بسياسات تأميم الثروات والشركات الكبرى، وتعريب التعليم و الإدارة في الدول العربية ما بعد حركات التحرر الوطني، كان ذلك احد تعبيرات الانفصال النهائي بين الأقليات اليهودية وبين مجتمعاتهم التاريخية.
وبقدر ما كان انتصار إسرائيل في  حرب الأيام الستة في عام 1967 حدثا مفرحا في التاريخ الإسرائيلي في مواجهة مصر وسوريا والأردن... الا انه كان نكبة وانتكاسة على اليهود العرب الذين تعمقت غربتهم الاجتماعية وتعرضوا لعمليات انتقام جماعي  وتهجير منظم.

العلاقات التونسية الاسرائيلية

كان عدد السكان اليهود في تونس يقدر بحوالي 000 100 في عام 1948، لم يبق منها أكثر من 1500 شخص في عام 2003، أي أقل من 0.1٪ من مجموع السكان... ويتمركز منهم قرابة 1000 شخص في جربة وجرجيس، بينما يوجد قرابة 400 شخص في تونس العاصمة... ويوجد كذلك 20 في مدينة سوسة، و5 في صفاقس، و4 في نابل،وقد هاجر اغلبهم الى إسرائيل وفرنسا.
في تونس بدأ اليهود في الهجرة نحو فرنسا وفلسطين المحتلة منذ سنة 1950، اذ افقدهم استقلال تونس وتأسيس الدولة الوطنية الحديثة كثيرا من الامتيازات التي تحوزوها في فترة الاستعمار الفرنسي... رغم ما أبداه الزعيم بورقيبة من تسامح وانفتاح.
كانت تداعيات الحروب العربية الإسرائيلية  كارثية في الشرق العربي من 1956 و1967 و1973و1982 ولم يعد بالإمكان إقناع الضمير الجماعي العربي بإمكانية تحقيق السلام مع دولة إسرائيل... وحتى اتفاقية كامب دافيد لم تكن سوى هدنة رفضها المجتمع المصري ذاته.
سنة 1982 استقبل بورقيبة في ميناء بنزرت مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات، والقادمين من حصار طويل على مدينة بيروت بعد احتلال الجيش الاسرائيلي للبنان... وفي  اكتوبر سنة 1985 نفذت اسرائيل عملية الساق الخشبية... كانت  غارة جوية اسرائيلية على مقر منظمة التحرير الفلسطينية بحمام الشط قرب العاصمة تونس واعتداء صارخا على السيادة التونسية...وقد  بلغ عدد القتلى 271 قتيلا، وحوالي 100 جريح بين فلسطينيين وتونسيين... ثم اغتالت اسرائيل ابو جهاد سنة 1988 في عملية استعراضية.
في عام 1993، وتحضيرا لاتفاقية اوسلو زار يوسي بيلين نائب وزير الشؤون الخارجية الإسرائيلية تونس لاجراء محادثات، وأنشأت الاتصالات الهاتفية المباشرة في يوليو 1993، ووصل أوائل السياح الإسرائيليين.
في عام 1994، تم فتح قنوات اتصال مع إسرائيل من خلال السفارات البلجيكية في تل أبيب و تونس.والتقى وزير الخارجية التونسي الحبيب بن يحيى وزير الخارجية الإسرائيلي آنذاك إيهود باراك في برشلونة في عام 1995 لتوسيع العلاقات الرسمية بين البلدين.
في 22 يناير 1996، أعلن وزير الخارجية الأمريكي وارن كريستوفر «أنه إسرائيل و تونس ستنشئان مرافق رسمية تسمى رعاية المصالح في كلا البلدين... وفتحت إسرائيل مكتبا لرعاية مصالحها في تونس في أفريل ، وفي شهر ماي  كلفت وزارة الخارجية التونسية  خميس جهيناوي بفتح مكتب اتصال تونسي في تل أبيب... وتروي الأخبار أن تعيينه تم باقتراح من رجل الأعمال اليهودي بيزموت.
بعد 4 سنوات وخلال سنة 2000 أمر الرئيس «بن علي» بغلق مكتب الاتصال التونسي بتل أبيب على خلفية إخلال إسرائيل بالتزاماتها في اتفاقية اوسلو، وأمر سريا بوضع خميس الجهيناوي تحت رقابة أجهزة أمن الدولة دون تكليفه بأي منصب.
في الختام فان هذا المقال ليس تحريضا ضد الطائفة اليهودية، انه غوص عميق في تلك الأنسجة السياسية والمالية والإعلامية... ونحن نبحث في المشهد السياسي التونسي عن تلك العوامل الدولية والإقليمية التي تتحرك في جسم دولة ضعيفة متآكلة... تتدخل بلدان الخليج تحت الجبة السعودية... وتتدخل فرنسا بتاريخها الاستعماري... وتتدخل الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها القوة العظمى... وتتدخل إسرائيل باعتبارها قوة إقليمية تبحث عن مصالحها في مجال عربي مفتت... أما تلك الأحزاب فهي أشبه بديكور في مسرح العرائس.
بين هذا وذاك يكشف اللوبي الإسرائيلي عن ثقل حجمه في تونس ممثلا في رمزية بيزموت... إذ يغتال الموساد محمد الزواري... فتنأى الدولة بنفسها وتمتنع عن التنديد بجريمة إسرائيل وكأنها طرف محايد.
ويرفض الإعلام مواكبة تداعيات الحدث ويشرع عن قصد في دفن الخبر الصادم... فقد اشتغلت وسائل الإعلام التونسية الموالية كليا للحلف الحاكم بكل جهد  من اجل إطفاء تداعيات زلزال اغتيال الزواري... فامتنعت بشكل منظم عن تغطية المظاهرة الحاشدة في مدينة صفاقس من اجل  دفن فكرة المقاومة والممانعة، التي عاودت الظهور في الجدل السياسي كمعارض موضوعي لفكرة التطبيع... لقد عمل الإعلام مجددا على ترميم ما انكسر في بنية حكومة الشاهد، وما تشوه من صورة الرئيس الباجي... تلك البنية التي انهارت لدى الرأي العام  بفعل تداعيات اغتيال محمد الزواري.
وفي الاثناء يُعطل دور السلطة التشريعية في سن قانون  يجرم التطبيع.... في بلد مرتهن للبنوك الدولية... يتوسل للاقتراض من أجل سداد الديون أو الأجور... هو بلد فقد استقلاليته وصار بلا سيادة ولا وطنية... وتمارس طبقته السياسية الحاكمة الكذب المنظم على شعبها البائس... وفي الحقيقة هي تدين بالولاء للحاكم بأمره السيد بيزموت.


4 commentaires: