mercredi 21 décembre 2016

ضغوط وعركة وشهود... على ذبيحة قنفود :مهازل الإنتاج الدرامي في التلفزة التونسية لرمضان 2017




توالت النكبات على التلفزات العمومية مذ نزعت عنها الصَبغة البنفسجية والتحفت برداء الوطنيَة.. وركَعت الإدارة أمام المطالب النقابية.. وتدخَل كل من هبَّ ودبَّ في السياسة الانتاجية ولم يبق للتلفزة بوطنيتيها الأولى والثانية غير الأرشيف تستمدَ منه برمجاتها اليوميَة.. ليجد المواطن نفسه مجبرا على تمويل مؤسسة خاوية تتباهى بخمسينيتها التي قد تنذر بعد سنوات بتقاعدها..
وعن حوار أجرته الزميلة "نزيهة الغصباني" في صحيفة "الصباح" في 10 ديسمبر 2016 ، فإن الممثل عاطف بن حسين أحد مؤسسي ورشة " أمام الكاميرا" والذي برز من خلال مسلسل مكتوب في دور "شوكو" والذي يعتبر أهم دور أحبه من خلاله الجمهور التونسي، والذي يبدو انه الأقرب لشخصيته الحقيقية، قد عزم التوجَه الى الإخراج الدرامي على غرار سامي الفهري ومهدي نصرة وغيرهم ممن تجرؤوا على إدعاء الإخراج رغم ضعف تكوينهم. 
ويحاول عاطف بن حسين جاهدا إنتاج مسلسله "المنارة" الذي يجري له التسويق اعلاميا تسويقا جيد من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والاذاعات الخاصة والصحافة المكتوبة في محاولة لاستغلال علاقاته الإعلامية والإدارية وتوظيف الركود الدرامي لحيازة الموافقة على إنتاج مسلسله.

واقع الانتاج الدرامي في التلفزة الوطنية
دوَن عاطف بن حسين على صفحته الخاصة على الفايسبوك منذ مدَة أن التلفزة الوطنية تعتزم إنتاج مسلسله، وهو ما أثار استياء عدد هام من أصحاب النصوص وسبَب موجة من الإحباط التي أحالت على التشكيك في مصداقية التلفزة الوطنية التي أثبتت بالكاشف انها تقوم بفتح باب تقديم النصوص الدرامية كإجراء روتيني يتم على اثره الإلقاء بجميع النصوص الواردة عرض الحائط واختيار أحد أعمال المقربين إلى أصحاب القرار في التلفزة الوطنية مقابل أغراض باتت جليَة.
ويبدو أن هذا التصريح لم يرق للمقربين من عاطف بن حسين الذين قدَموا له وعودا بتنفيذ عمله وعابوا عليه تهوَره واعلانه موافقة التلفزة الوطنية التي لم تحسم أمرها بعد في ما يتعلَق بانتاجاتها لرمضان 2017، فتلته بعد أيام تدوينة أراد من خلالها "التوضيح للرأي العام" اَنه لم يكن يقصد من خلال ما كتبه سوى نقل التفاعلات الايجابية التي خلَفها الملخَص المصوَر لمسلسله الذي تم تقديمه للتلفزة الوطنية وحظي باستحسان المشرفين في محاولة سخيفة لاستبلاه الرأي العام الذي لم تعد تخفى عليه مثل هذه الممارسات التي قد سبقها اليه المنتج المنفَذ "نجيب عياد" الذي أعلن عن قرار انتاج الجزء الثاني لناعورة الهواء على إثر نجاح الجزء الأول. وتمكَن من إخضاع الرئيس المدير العام الأسبق "مصطفى بن لطيَف" لفكرته حيث تمَت المصادقة على انتاج الجزء الثاني قبل أن تبدأ كتابته حتى.
كذلك ما حدث اثر انتاج سيتكوم "فاميليا لول" حيث تمَ اختيار محمَد الحناشي كمنتج منفَذ للعمل مقابل تكلفة تجاوزت 750 الف دينار ليقوم هذا الأخير بسرقة العمل قبل بثه والاستيلاء على أموال التلفزة دون خلاص أجور الممثلين والعاملين بالعمل. 
والمضحك المبكي في الأمر أن هذا المنتج مازال يصول ويجول في الميدان الإعلامي كغراب أينما حلَ عمَ الخراب ونصَب على رأس إدارة راديو "كلمة"  وتسبب نظرا لضعف خبرته في العديد من المشاكل التي قررت على إثرها الهايكا تعليق بث الإذاعة.

ضغوطات وإحراجات
عاطف بن حسين الذي أشار إلى ملفات الفساد بوزارة الثقافة بعد تنصيبه كمستشار فيها، وتنكَر لسامي الفهري الذي قدَمه للجمهور التونسي من خلال الدور الذي صنع نجوميته والذي لم يفلح أي دور قام به عاطف بن حسين في تجاوز نجاح "الشوكو" ،كشف في حوار إذاعي أنه لن يعمل معه مجددا، وعلا صوته ساخرا من مسلسل "وردة وكتاب" الذي كان أحد أهم الشخصيات فيه بعد أن سبق وأشاد بأهمية العمل وأهمية الطاقم الساهر عليه واعتبره "تفاهة درامية".. رغم أنَ هذا العمل لم يكن يبعد كثيرا من حيث الرداءة عن مسلسل "الريسك" الذي ما انفك بن حسين يدافع عنه ويوكل فشله لضعف مستوى القناة..
هو ذاته الذي جعل من ورشة "أمام الكاميرا" جسر عبور للتلفزة وأوهم المشاركين فيها أنها ستكون طريقهم للشهرة فتهافت عليه المولعون بالتمثيل بين موهوبين وموهومين وأصبح يقتات من أحلامهم..
وهو بعينه الذي استغل علاقاته لإقحام زوجته في التمثيل رغم ضعفها الواضح في الآداء...يريد الآن استغلال نفوذه لإحراج التلفزة الوطنية وإجبارها على قبول "المنارة" متجاهلا حق غيره الذي قد يكون أجدر منه للحصول على هذه الفرصة. 

إعلام خاص يتطوَر وإعلام عام في تدهور..
خمسون عاما من الخبرة في مجال الإعلام البصري العمومي.. آلت بنا إلى واقع أليم يبكينا حسرة على أمجاد التلفزة الوطنية التي كانت نافذتنا على أحوال البلاد والعباد.. عندما قيل أنَ الإعلام مسيَس تحرَكه أياد كانت معلومة، على عكس الأيادي المشؤومة التي طلعت غداة الثورة تفتي في الإعلام فلم لا نرى منها الا تلاعبا بالكلام وفسادا أتى على واجهة البلاد وإحدى أكبر المؤسسات.
فاصبحنا اليوم نأسف لضعف البرمجات اليومية وغياب الانتاجات التي حتى وان وجدت لا نملك سوى السخرية من هزالة مستواها.
أين انتاجات التلفزة الوطنية اليوم من الانتاجات الدرامية التونسية القديمة التي مازالت الى اليوم راسخة في الأذهان والتي رغم تكرارها مازال المشاهد التونسي وفيا لمتابعتها؟
وأين كفاءاتنا التونسية في هذا الميدان الذين خلَفوا بتقاعدهم الدراما التونسية شريدة تشكو الإهانة بين أيادي مبتدئين اتخذوا من أموال المؤسسة التي يتكبَدها المواطن وسيلة للتجربة دون ان تفضي تجربتهم لغير الفشل.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire