vendredi 16 décembre 2016

بعد 100 يوم من حكومة الوحدة الوطنية : كثرة المطابخ السياسية... و الحكومة " مسُّوسة"




 بعد أكثر من 100 يوم تراءت للشارع التونسي الملامح العامة لحكومة  الوحدة الوطنية و في رواية اخرى  حكومة الوحلة الوطنية و تأكد الجميع أن الحكومة حافظت على وجهها الأول و اعتمدت على نفس المقاييس و جمعت بنفس الأسلوب وهو المحاصصة الحزبية بعد التحويرات و التعديلات التي أدخلت على بعض الأسماء مع المحافظة على نفس الوجوه القديمة و إعادة تزكيتها من جديد ...
و لئن كان "للثورة نيوز" القول الفصل في نعت الحكومة السابقة  بالفاشلة  و التي  سبقتها بالشانعة نظر لكثرة فضائح وزراءها و عدم تقدمها في معالجة الملفات خاصة منها الحارقة فانه سابقا فنها انتظرت الايام لتعلق نقدها على حكومة الشاهد  و تضع تحت صورتها  عنوان  يليق بمقامها
قلنا لم يتغير مقياس الاختيار مقارنة بسابقتيها على  اعتبار أنها ولدت من رحم المحاصصة الحزبية  ووفق   قاعدة  الابتزاز و  الترضيات  بعد  أجهضت  الحكومة  الأولى قبل أن تولد ...و بطريقة حسابية يمكن الجزم ان حركة نداء تونس  غنمت أكثر من ثلث المقاعد فيما توزعت باقي المناصب على مختلف الأحزاب المنضمة و بعض  الوجوه  التي  قيل  عنها مستقّلة ... 
ظلت بعض الأسماء التي لحقها الغط و عرفت بتدخلاتها المحتشمة و كانت مصدر سخرية بل مست بهبة الدولة في مكانها دون أن تحركها رياح التغيير في هذا التعديل و التي لا يرى اغلب الجمهور في بقاءها جدوى أو منفعة ... فضلا  عن  كون   الحكومة  تحوّلت  إلى سفينة نوح   جمعت مختلف  المشارب و جمعت  مختلف  الأحزاب رغم الاختلاف  الايديولوجي  و الفكري ...


لوبيات ... و مطابخ سياسية و صالونات السياسة

و لئن علّق الشارع التونسي أماله على الشخوص و ظلت أعناق الجمهور مشرئبة لأسماء الوزراء فان الأهم ليس في التسميات هي  اللوبيات   التي  كانت وراء التسميات و التي  تشكلت في مطابخ سياسية تنوعت من  حيث الطرح و  من  حيث الفكر و من  حيث المكان و الزمان ... مطابخ سياسية في شكل لوبيات ضغط  التي  عدت نفسها مكونًا أساسيًا من مكونات الخرائط السياسية في تونس، حيث إنها تلعب دورًا هامًا في النظام  السياسي المختلف وتسعى للحفاظ على مصالحها بغض النظر عن طبيعة النظام السياسي المتبع في الدولة..
 و تميل اللوبيات التي تكاثرت كالفقاقيع  كغيرها  من  اللوبيات في العالم  إلى استخدام البيروقراطية، وهي تطبيق القوانين بالقوة في المجتمعات المنظمة وذلك بالاعتماد على الإجراءات الموحدة وتوزيع المسؤوليات بطريقة هرمية، بصفتها قناة التواصل الرئيسية للتأثير، حيث يقع اللوبي في الأنظمة السياسية الديمقراطية هرميًا بين الحكومة والبرلمان ومؤسسات المجتمع المدني، وتحديدًا بعد الحكومة والبرلمان وقبل مؤسسات المجتمع والأحزاب فهو فوق مؤسسات المجتمع المدني والأحزاب تنظيميًا وتأثيرًا ودون الحكومة والبرلمان من ناحية الصفة الرسمية... فالمعلوم أن في  عهد  المخلوع  سيطر اصهاره  على لوبيات  التعيينات  في  حكومته  حيث  كان  بلحسن  الطرابلسي و صخر الماطري يتدخلان مباشرة في  التعيينات و  التسميات و كان  الرئيس  المخلوع  يؤخذ  من كل شيء بطرف فمرة يتماهى مع اقتراحاتهم و مرة يعكس  التيار و يذهب  للاسوء في  تقدير اللوبي و المستشارين ... و أما  اليوم   فقد  تنوعت  المطابخ  السياسية و كلّ  يغني  على ليلاه  فهذا المطبخ  السياسي بنهج  بيروت سابقا و  الذي تحوّل إلى شارع  المغرب العربي بسكرة وهو من أكثر المطابخ  الفاعلة على اعتبار قربه سكن رئيس الجمهورية الباجي  السبسي منه  بل هو من روّاد  المطبخ من سالف  الأزمان  و ظل  قلبه  معلّقه  به  قياسا على مقولة ما  الحب  الا للحبيب  الاول ... و المطبخ  الجديد  كان  لضفاف  البحيرة شرف استقباله حيث  ازدان هذا  المكان  بمكتب ثان أنضاف  إلى  المكتب القديم. مكتب خليط بين السياسي و الرياضي وفيه اهتمام كبير حتى بالشأن الليبي  .ثم برز في عداد المطابخ  السياسية  مطبخ  في  قلب  العاصمة و تحديدا  في شارع  الحبيب  بورقيبة  وهو مطبخ يقوده كبار المال و الأعمال.. و أمّا كبرى المطابخ فقد  كانت  من  قلب القصر الرئاسي  حيث كان  لبن نتيشة الكلمة الفصل فيه  و أضف  إلى ذلك  مطبخ  قرطاج  الموازي المحسوب على   حركة النهضة  فضلا  عن  مطبخ سياسي  جد  نشيط في  مونبلزير   فضلا  عن مطبخ في صفاقس و آخر في القصرين و آخر في  مدينة سوسة ...
في  هذه  المطابخ  تحاك  المسرحيات  و الخزعبلات و تتهاطل  التسميات و تشتد  المكالمات و الاتصالات و  في  هذه  المطابخ تنسج  تركيبة الحكومة  و كل واحد  يقترح ...

حكومة  مسوسة أو أهون من  خيط  العنكبوت    

 رغم كثرة المطابخ  السياسية  و تعدد المشاورات  فان  الشاهد تمخض  طويلا ثم  أنجب فأرا  ووزع  المناصب على أساس  المحاصصة و  الترضيات حتى محاولته  لتجميل حكومة الوحدة الوطنية  و لا نظن ّ حكومته على  الأسماء التي أتت بها قادرة على الانجاز  هي  أهون  من  خيوط العنكبوت و أن التجانس بينها مفقود  و التناغم  بين  الوزراء معدوم ...
بعد 100 يوم من عملها لم  نرى من  حكومة الشاهد سوى الازمة وراء الأزمة ...و لم تملا  بطون  التونسيين سوى بالشعارات  و الترهات  التي  يقذفها  على رؤوس الملا المهدي بن غربية.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire