lundi 28 novembre 2016

في العيد الخامس للثورة نيوز : تجربة في أدب السجن




تحتفل صحيفة الثورة نيوز بعيدها الخامس. هي سنتها الخامسة في مكافحة الفساد والتشهير بالمفسدين... مئات القضايا رفعها أشخاص ومؤسسات ضد الصحيفة مطالبين بتتبعها عدليا من اجل التشهير ونشر أكاذيب... مثلما وصلتنا تهديدات من هذا وذاك... وصفوها كذبا أنها "صحيفة المجاري والابتزاز والصحيفة الصفراء" في محاولة لإخافتنا وترويعنا وتركيعنا... تكالبوا علينا تكالب الضباع الجائعة، غير أننا لم نستسلم وواصلنا في الدّرب.
  تطورت أحداث وأحداث وتغيرت أحلاف وأحلاف... إلا أن العداء للصحيفة الاستقصائية الأولى والأَجْرأ في الصحافة التونسية تونس، قد ازداد وارتفع منسوبه ووصل إلى عداء إجرامي يشبه صنائع الجريمة المنظمة للمافيات... حتى قاد كمال اللطيف وشوقي طبيب ونور الدين بن تيشة وومن لف لفهم، حملة منظمة ومسعورة ضد الصحيفة، انتهت باعتقال مديرها في خرق للمرسوم 115 في مؤامرة خسيسة... إلا ان الصحيفة استمرت في العمل بجهد أكبر وأثبتت أنها صحيفة قد ضربت عروقها في الارض، وهي قادرة على الصمود حتى وهي تواجه تسونامي من االدسائس... واغتاظ الأعداء من استمرار الصحيفة  حيّة معطاء، تفضح المكنون وتكشف المستور من صفقات الفساد.


  والثورة نيوز في عيدها الخامس تواصل مطاردة كل ملفات الفساد والسرقات الكبرى واللصوصية المنظمة في جسم الدولة ... قد  تكون الصحيفة أصابت في بعض الملفات وقد تكون أخطأت في بعضها الآخر، غير أن قراءة موضوعية وتقويما دقيقا لما نشرته الصحيفة خلال 5 سنوات يظهر كثيرا من الايجابيات وبعضا من السلبيات التي نسعى لتداركها واصلاحها.
  صحيفتنا اليوم تطرق تجربة جديدة، هي تجربة أدب السجن يخوضها مديرها محمد الحاج منصور، إنها تقدم نصوصا نثرية صحفية وأدبية تذكرنا بكتابات "ناظم حكمت" ذاك الذي قضّى ما قضّى في سجون الدكتاتورية التركية ... في أدب السجن  دلالات سياسية وتاريخية  وواقعية عميقة لملحمة السجن في زمن  الدكتاتورية الناشئة في تونس... هو أدب يتحدّى جدران القهر وحديد الأصفاد... أدب يكتب بالكلمة وحي الذاكرة، وَشْما في جبين الجلاد... هو وشم أبدي يشوّه وجه الجلاد ذاك الذي سرق منا الوطن، ونهب الأرض وراهن بها في كازينوهات القمار.
  سأخرج يوما من سجون دولة الاحتلال، وسأرسل عصاي فيهم، في مطاردة الفاسدين ومصّاصي الدماء، دماء شعب مقهور ومفقّر ومعدم وجائع... الثورة نيوز كانت دائما مختصة في البحث عن جذور الفساد، إلا أنها اكتشفت أن أجهزة الدولة قد سيطرت عليها مافيات الفساد في ما يشبه التجربة الايطالية، وهذه المافيا هي  التي تحارب اليوم جريدة الاستقصاء بكل عنف وقسوة تحت غطاء نصوص مجلة المرافعات والعقوبات العسكرية.
 نحن نعاهد الله ونعاهد شعبنا الحر أننا سنبقى على مبائدنا وحيادنا واستقلال خطنا التحريري، مستقلين عن السبسي وعن الغنوشي وعن كل الطبقة السياسية الانتهازية. 
يا وطني التائه... إنّا نألم لما تألم، ويأخذنا الوجع لما صنعوه فيك... بيد أنّا على العهد باقون.  


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire