mardi 1 novembre 2016

ظنوا باعتقال صاحبها أنها ستندثر : الثورة نيوز باقية ...و على صمودها ثابتة أيا أصحاب البضاعة المزجاة والآنية الفارغة...طابخ السمّ آكله




الثورة  نيوز صحيفة الجمهور التي يجد  فيها  متعته و لذته و تخاطب  وجدان التونسي  فتقف  عند أكبر معوقات التنمية في البلاد : الفساد و ما أدراك  ما الفساد. و  الثورة نيوز كانت و لا تزال مشروعا كبيرا في النقد الجريء متجاوزا التقليدي المكرر الذي يخشى أصحابه خفافيش التآمر،مشروعا ذي رسالة نبيلة ومقدسة، و قلمنا  في الثورة  نيوز يرتاد أفق المسكوت عنه،ويفتح نار جهنم على جوانب مظلمة كانت محط انتقاد الكثيرين في همس ورعب شديد،قد يتعرض للتشفير ولمذبحة لإفراغه من مدلوله الحقيقي وإلباسه تهما كلها جاهزة وجائرة،حتى ظللننا  بين فينة و أخرى نقدم حسابا دقيقا عن كل صغيرة وكبيرة فيما نعانيه ، و الكتابة  في الصحيفة  تعني ممارسة الحرية بكل  طقوسها  بل هي فعل تمرد واشتباك مع الملفات الساخنة في المجتمع وقوتها نفس قوة الصخرة التي ترمى في بركة ماء تعمل دوائر بقدر قوتها وضربتها،  حتى ترسخت  لدينا  قاعدة مفادها  أنه لا قيمة للكتابة و لا  معنى للصحافة أن لم تقتحم الممنوع و تحفر في العميق.
لم تكتف الثورة نيوز بالتشهير بالفاسدين و شبكة الإفساد  بل انتهجت عملا صحفيا جمع بين التوعوي، والنقدي، والتحليلي التنويري، والخبري المعلوماتي، والإنساني الذي يتعاطى مع الجوانب العاطفية والوجدانية ، لكنه في النهاية مختلف تماماً عن الأسلوب الذي تعمل به بعض وسائل الإعلام على طريقة «النائحات» اللواتي يشعلن بكائيات المآتم ،  كما لم  تكتف بلعن الفساد دون أن تشخصه بأسمائه وأفعاله وآثامه   بل كانت جادة في الطرح  و تسمي المسميات  بأسمائها  و تشهر بالفاسدين  كتابة و صورة  .. و تنقل التفاصيل دون  مقص ... وتوظف الأوصاف الحقيقية، و تقدم كل الأدلة والبراهين مع تذييلها بملاحظات حول الخور و الفساد حتى يتسنى للقارئ الكريم تبيان أوجهه.
  على هذا المنهج التمسنا طريقنا و مضينا قدما فيما رسمناه ساعدنا في ذلك ما يعيشه الفاسدون من خوف جعلنا بموضع الشجاع الذي لا يهاب ردود فعل متوقعة... فمنها الشكر و المدح و منها النقد و الانتقاد و منها الذم و الشتم و منها الإصلاح و التقويم و منها أفكار جديدة يراد بسطها و منها أركان جديدة يراد ضمها ألخ .... المهم أنها ردود تفاعل أوحت أننا اقتربنا من الهدف المنشود..


 مشروع إعلامي  كالثورة نيوز كان منطلقه  الجمهور و إليه يعود  مما جعل الصحيفة تكتسب قاعدة جماهيرية كبرى و ووسعت  من  طاقة قرائها  الذين  اقتسموا  معها  همّها و ظلوا  يؤنسونها  و ظلت هي تؤنسهم  حتى حين  رفّعنا  من السعر   من أجل سد باب الإشهار قطعا  لدابر  خطوات السماسرة الذين زعموا انتسابهم إلى الصحيفة و سارعوا يقومون بعمليات جمع الإشهار و الابتزاز  و قد جعلنا  أرقامنا  الجوالة معلومة أمام  الجميع للاتصال بنا حتى يتسنى للكل التواصل  معنا  على العلن  دون  أقنعة  رافعين شعار  نرفض الإشهار في ضفة و في ضفة ثانية قارئ كريم و لا  مستشهر لئيم  ..
 صحيح  أن  مسيرة الصحيفة  على حداثة نشأتها  كانت حافلة بالأشواك التي زرعها الحانقون من أشباه الفاسدين و الضالعين و الغارقين في بؤر التلاعبات المخفية خوفا على أنفسهم و على من والاهم من الظهور على حقيقتهم على اعتبار أن اللوبيات المفسدة و الفاسدة متواجدة أينما وليت وجهك و على اعتبار حقيقي آخر وهو أن أرض تونس أرض خصبة في الفساد في كل المجالات دون  مبالغة ... و صحيح  أن  الصحيفة تعيش  أحلك فتراتها  بعد اعتقال  صاحبها  و بعد أن داس العسكر على المرسوم 115 المنظم لحرية الصحافة و الطباعة و النشر  غير أنها  ثابتة في  نهجها مستمرة في صدورها  باقية على عهدها ... فكم  هي  عبارات الدعم  السخية التي  أتتنا  و المساندات التي  تلقيناها  و  عبارات التشجيع   التي إلينا  منحت ... و الشكر التي وزعت... و السواعد التي وضعت و الأيادي التي مدت ... لو رآها  المتآمرون  لخروا سجدا ركعا  من هول ما رأوا.
فما إن انهمكت " الثورة نيوز " في كشف المستور تحركت الماكينة الحانقة لتثني عزمها و تم في الغرض مقاضاة  فريقها  و تلفيق  تهم  لنا أقل ما يقال عنها أنها بليدة الطرح باطلة الشكل ...و رغم كون الأقدار تقاذفتنا  خلال أيام الأسبوع بين مكتب باحث بداية و مكتب قلم التحقيق و رغم قلة عدد الفريق العامل بها إلا أننا أصررنا إصرارا على أن تواصل الصحيفة في الصدور تباعا  و دون انقطاع نكاية في الأعداء و احتراما للقراء الأوفياء شعارنا سنبقى رغم الداء و الأعداء  نرنو إلى القمَة الشماء...ولئن سارع شق  أول  إلى التنكيل  بنا  و هرسلتنا فإن شقا آخر سارع إلى تهديدنا وصوّب إلينا وابلا من الشتائم و استعرض  على مسامعنا أبشع النعوت و أقذرها  و تهجم علينا  مرارا و تكرار ا... و الأخطر من هذا وصلتنا رسائل تهديد بالقتل  علنا  و خاصة في شخص المدير المسؤول و جعلوا علينا عيونا تجسس و تقتفي أثار خطواتنا  و تتابعنا أينما حللنا ليلا نهارا ... و غيرها  من المخاطر المحدقة التي أحاطت بنا حتى وصلت  إلى درجة إحراق  بيوتنا  و سياراتنا .


 لم  يقف  الأمر حد  القدح  في مضمون الصحيفة  رغم ما تدفع به من وثائق   و لم  تقف  عمليات الهرسلة القضائية و الأمنية  و لم  تكف  عبارات الهجاء المرفوعة من قبل  الموجوعين  منها   بل  بان  في الآونة  الأخيرة ميلا غريزيا  آخر  لتشويه  الصحيفة  والتهجم على هذا المشروع الإعلامي الفذ  والبحث المحموم عن نقاط الضعف في مقالاتنا , وإذا لم يجدوا نقاط ضعف, يستحدثون من مخيلتهم ما يجعل مداد أقلامهم متصلة في تسويد وجه المدير المسؤول  أو رئيس التحرير أو طاقم الصحيفة  وتبهيته وطمس كل ايجابية من خلال شحذ المهارة في هذا الاتجاه.
هذا التشويه الجديد تعدّى مسألة النقد للطرح الاستقصائي والمضمون الإعلامي و تجاوز الاتهام بالعمالة والتآمر والتخوين وعقد الصفقات الموهومة في كل حدث وفي كل ممارسة و تعدى نقد تصرفاتنا الحاضرة إلى تشويه مستقبلنا  بمعنى أنّه تمّ تطوير هذه المهارة في التشويه إلى مهارة التنبؤ بالمستقبل الفاشل, وتوقع الممارسات المستقبلية قبل أن تقع و لا نظنها تقع . فمرة يعلنون إفلاس الصحيفة و  مرة يزعمون  عجزها  و يشيعون  توقفها  عن الصدور و عدم  خلاص أجور عملتها  و طاقمها ووصل الأمر حتى اتهامها  بقلب الطاولة على المطبعة  و التحيل  على  الدولة  من خلال مؤسساتها  و هات  من ذاك اللاوي ...يا عرفاوي ...


لا يدرك هؤلاء حتما   أنه  في  وقت  تعيش فيه  الصحف المدعومة اضمحلالا و تدنيا  و في وقت ظلت فيه بعض  الأقلام الصحفية  في اعتصام  مفتوح من أجل خلاص أجورها  و لنا في ذلك  مثال  حي  وهو ما  يعيشه   بنو  جلدتنا في مؤسسة أخرى  فان كل  الصحفيين  و المتعاونين  و المراسلين  و التقنيين  و الموزعين  في  الثورة نيوز "خالصين  على آخر مليم  "بل  تصلهم أجورهم  قبل أن  يجف  عرقهم  و مع مؤسسات  الدولة وضعيتنا مسوية تماما  و لكم أن تسالوا  فلا خاب من  استشار  أما المطبعة فتلك  قصة أخرى و مسعى يومي  من أجل أن نعطي  لكل ذي حق  حقه و أحيانا نستعجل الخلاص  قبل  أن  يحل الأوان .
و حتى لا يفهم الباحثون عن  عثرة أننا  صحيفة  تعيش  في  بحبوحة و أن لها  أموالا طائلة  فانه لابد من القول إن الثورة نيوز صحيفة متواضعة الإمكانيات  و ليس  لها  أموال  قارون  فصحيح أن مداخيل البيع  محترمة  و لكن السر و القوة  تكمن  في  حسن التصرف في الصحيفة وهو فن   تفتقده اغلب الصحف التونسية ...حتى بتنا نجزم   من باب الاعتزاز بالنفس أننا إضافة إلى كوننا قادرين على إعطاء دروس في الصحافة الاستقصائية فإنَ لنا باعا و حكمة في حسن التصرف في المؤسسة بإمكانيات متواضعة يمكن الاستفادة منها . 
لب  القول  أننا بتنا اليوم نعتقد جازمين أن  أصحاب البضاعة المزجاة والآنية الفارغة الذين لا يملكون مشروعاً حقيقياً وليسوا قادرين على إقناع الجمهور بما عندهم يلجؤون إلى أسلوب هجاء الآخر والحط من شأن المشاريع الناجحة وتشويه صورة الفائزين والمؤثرين.. و لعمري أن طابخ السم آكله و أن القافلة تسير و الكلاب تنبح...


1 commentaire:

  1. صراع وجود بين الحق و الباطل اثبتوا و ثابروا و من ينصر الحق فلا غالب له

    RépondreSupprimer