mercredi 12 octobre 2016

بين التلفزة و كاكتوس : زواج متعة و أموال منهوبة بالشبعة


ستنظر  فيها  الدائرة الجنائية بابتدائية تونس  خلال  الأيام القليلة القادمة


صدق  أو لا تصدق  التلفزة ما تزال تدفع أموالا  للكاكتوس  إلى حد الآن 

حصلت الثورة نيوز على نسخة من تقرير نهائي  وجه  إلى القضاء تعلق  بالحيثيات  و الشبهات التي حامت حول ما وقع من فساد مالي صلب شركة " كاكتوس برود " والعقود التي أبرمت مع التلفزة التونسية والتي ستنظر فيها الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس خلال الأيام القادمة . وقد قامت اللجنة بالتدقيق في  الوثائق والملفات بالوكالة الوطنية للإنتاج السمعي البصري بمؤسسة الإذاعة التلفزة التونسية في العقود المتعلقة بتنفيذ الإنتاج التي أبرمتها " شركة كاكتوس برود " والتي يملك حصصها كل من سامي الفهري بنسبة 49 بالمائة وبلحسن الطرابلسي بنسبة 51 بالمائة وبعد استكمال البحث والتدقيق بينت وأكدت اللجنة أن الشركة أبرمت خمسة عقود مع الوكالة الوطنية للإنتاج السمعي البصري خلال الفترة الممتدة بين سنتي 2003 و2006 وذلك لإنتاج برنامجي " أخر قرار " وتم إبرام عقده بتاريخ 16 جويلية 2003 بقيمة 4.524 مليون دينار وعدد حلقاته 52 حلقة كما تم إبرام ملحق عقد ثان يوم 03 جويلية 2004 بقيمة 2.175 مليون دينار مقابل 25 حلقة كما تم إبرام عقد ثالث يوم 18 فيفري 2005 بقيمة 5.046 مليون دينار مقابل 58 حلقة في حين برنامج " دليلك ملك " فقد تم إبرام عقده يوم 16 مارس 2006 وهو بمثابة عقد مقايضة للإنتاج مقابل مساحة اشهارية ب16 دقيقة ونصف وعدد الحلقات 140 . كما بينت الاستقصاءات التي قامت بها اللجنة أن هناك عديد من الاخلالات والتجاوزات التي تم ارتكابها عند ابرام شركة اتصالات ل12 عقدا لاقتناء مساحات اشهارية مع شركة "كاكتوس برود " خلال الفترة الممتدة بين سنتي 2005 و 2010 يقدر بمبلغ جملي 12.960.723 دينارا دون احتساب الاداءات المرتبطة بالبث التلفزي . كما أكدت اللجنة وفق تقريرها على غياب الالتزام بالقواعد المعمول بها حيث قام المشرفون على كل من مؤسستي الوكالة الوطنية للنهوض بالإنتاج السمعي البصري ومؤسسة الإذاعة والتلفزة التونسية بالتعاقد مع شركة " كاكتوس برود " بصفة مباشرة  ودون إصدار مناقصة في طلب العروض ودون تفعيل منافسة مع شركات أخرى ودون الالتزام بقوانين المنصوص عليها من لجنة الصفقات العمومية الواردة بالأمر عدد 3158 الصادر في سنة 2002 .


 كما أشارت اللجنة أن لجنة الصفقات العمومية لم يقع إعلامها بكل الصفقات المبرمة بين مؤسسسة الإذاعة والتلفزة التونسية وشركة " كاكتوس برود " كما لم يقع تقديم العقود المبرمة على أنظار اللجنة الداخلية للصفقات  منذ البداية أي قبل التوقيع بل وقع إعلامها بصفة لاحقة أي بعد إمضاء العقود أي على سبيل التسوية لا غير مع عدم إمكانية إبداء الرأي حول مكونات بنود العقود طبقا لمقتضيات المنظمة للصفقات العمومية كما أوضحت اللجنة أن التلفزة التونسية ومصالح الوكالة الوطنية للنهوض بالإنتاج السمعي البصري وخلافا للعادة عند إبرام صفقات مع شركات وقبل التعاقد تقع مفاوضات حول الأثمان ومناقشتها لكن لم تقع مفاوضة الإثمان ولا مناقشة أي بند من بنود العقود رغم الأثمان المشطة والباهظة جدا مقارنة بالعقود والصفقات السابقة على غرار برنامج " احنا هكا " الذي أنتج سنة 2008 من إنتاج شركة " كاكتوس برود " وكلف على مؤسسة التلفزة التونسية ب6.3 مليون دينار وحسب اللجنة يعتبر ثمن مشط جدا مقارنة بكلفة البرنامج وبمحتواه الذي لم يمكن من الحصول على عقود اشهارسوى بقيمة 1 مليون دينار مع الإشارة إلى أن مؤسسة التلفزة الوطنية تعاني من رواسب هذا البرنامج إلى الآن حيث لا تزال تدفع ثمن هذا الإنتاج إلى اليوم وهي ديون متخلدة بالذمة وحسبما ورد بتقرير فان إدارة التلفزة التونسية كانت تمكن شركة " كاكتوس برود " من استغلال حافلة البث التلفزي بكل طاقمها المتكون حوالي من 56 فردا من مختلف الاختصاصات بصفة دائمة خلافا لمقتضيات بنود العقود المبرمة بين الطرفين والتي تنص على أن الحافلة والأعوان العاملين بها يوضعون على ذمة شركة " كاكتوس برود " أيام التصوير فقط وأدى ذلك إلى حرمان مؤسسة التلفزة التونسية من التجهيزات والطاقم العامل التابع لها في البرامج الأخرى التي تنتجها بإمكانياتها الذاتية . كما ورد في تقرير اللجنة أيضا أن مؤسسة التلفزة التونسية بثت برامج أنتجتها شركة " كاكتوس برود " دون إبرام عقود مثل برنامج " واحد ضد 100" وقع بث في سنة 2005 وعدد حلفاته 52 وبرنامج " دليلك ملك " بث في سنة 2007 واحتوى بثه على 80 حلقة ومسلسل " مكتوب " في جزئيه الأول والثاني  بث في شهري رمضان المعظم  لسنتي 2008 و2009 وتضمن 30 حلقة في كل سنة منها زد إلى ذلك مسلسل كاستينغ " casting" في شهر رمضان 2010 واحتوى على 15 حلقة كما واصلت إدارة  التلفزة الوطنية بث البرامج التي أنتجتها شركة " كاكتوس برود " دون إبرام عقود خاصة في سنة 2010 مثل برنامج " قداشنا لوجيك في رمضان في نفس السنة وتضمن 15 حلقة وبرنامج " عندي ما انقلك " انتج في 20 حلقة وبرنامج "سفيان شو" احتوى على 20 حلقة كذلك وبرنامج " الحق معاك " تضمن 20 حلقة هو الأخر وأخيرا برنامج "ستاد 7 " أنتج في 23 حلقة ووفق تقرير اللجنة فان شركة  " كاكتوس برود " تحصلت على جميع الامتيازات المذكورة في تعاملها مع التلفزة التونسية وهي امتيازات استثنائية لم تحصل عليها أية شركة أخرى نتيجة لاستغلالها صفة بلحسن الطرابلسي الذي يملك 51 بالمائة من حصص رأس مال  شركة " كاكتوس برود " كما كشفت تقارير اللجنة أن رئيس الجمهورية السابق زين العابدين بن علي كان يبدي برأيه في مشاريع شركة " كاكتوس برود " ويسدي تعليماته عبر الوزير المستشار السابق برئاسة الجمهورية إلى المسؤول الأول عن مؤسسة التلفزة التونسية لقبول مشاريع البرامج المعروضة عليها من هذه الشركة وعلى اثر هذه التعليمات وحسب تقرير اللجنة فان مؤسسة التلفزة الوطنية لا تجري اية رقابة مسبقة على محتوى البرامج التي تنتجها شركة " كاكتوس برود " مثلما تقوم به من رقابة بالنسبة لكافة الانتاجات الأخرى التي تنتجها المؤسسة حيث أمكن لشركة سامي الفهري وبلحسن الطرابلسي ان تمرر ومضات اشهارية خلال العديد من البرامج التي أنتجتها دون أن يقع الاتفاق على ذلك بالعقود إن وجدت خاصة وان الشركة كانت تسلم الأشرطة المسجلة لبرامجها إلى إدارة التلفزة قبل البث بفترة قصيرة جدا مما يتعذر على المصالح المختصة بأجراء أية مراقبة أو متابعة على محتوى البرامج وهذه العملية تكررت عدة مرات وعن سوء نية دون احترام متطلبات الذوق العام الذي تخضع إليه كافة الشركات المنتجة الأخرى عند معاملتها مع مؤسسة التلفزة الوطنية ووفق نفس التقرير أوضحت اللجنة إن إدارة التلفزة التونسية واصلت تمكين شركة " كاكتوس برود " من استغلال معداتها حتى في غياب العقود التي تحدد الالتزامات المحمولة على كاهل الطرفين كما هي الحال بالنسبة للبرامج المذكورة .


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire