ملفّات ممنوعة من النشر : نتيجة الإهمال والفساد...تأمينات "الكتاما" على أبواب الإفلاس!

فساد في التصرّف والتسيير  بلغ درجة لا يمكن السّكوت عليها... فساد في التّعويض عن الحوادث لمن لا يستحق ومنع التّعويض عمن يستحق ... فساد في الانتدابات وإسناد النيابات ارتقى الى مستويات غير معهودة ...فساد تواصل في شركة تأمينات الكتاما من سنة 2005 الى سنة 2016 ورغم ثبوت تورط المدير العام منصور النصري في الفساد المالي والإداري إلا أن أصحاب القرار رفضوا مقاضاته وإحالته على القطب القضائي المالي بل وتمسّكوا بخدماته بعد بلوغه سنّ التقاعد خلال سنة 2014 فمددوا له الى ما لا نهاية .

استغل مدير عام شركة التأمين التعاوني "كتاما" CTAMA MGA المدعو منصور النصري ضعف الدولة وأجهزة الرقابة و قام منذ سنة 2012 بفتح مكاتب لنواب تأمين دون ترخيص مسبق من وزارة المالية الى حدّ اليوم حيث بقي ما يقارب 15 نائب تأمين تابعين لمؤسسة "كتاما" للتأمين موزّعين في عديد الجهات منها صفاقس والرقاب و الحامة و الجديدة و غيرها ...يباشرون مهامهم دون ترخيص وهذه مخالفة خطيرة يعاقب عليها القانون ....

حافظ الغربي

لكن رئيس الهيئة العامة للتأمين حافظ الغربي (Président du comité général des assurances ) تستّر على مثل هذه المخالفات الخطيرة ولم يعلم وزارة المالية بل كان كل مرّة يلمّع صورة زميله وصديقه وحليفه وشريكه منصور نصري الذي انتدب العديد من أبناء إطارات هيئة التأمين المتنفذين منهم بالخصوص و نذكر على سبيل المثال لا الحصر أحمد هدروق (مدير عام بالهيئة العامة للتأمين directeur général au Comité général des assurances) قام بانتداب شقيقته في "الكتاما" مقابل تسّتره على فساد صديقه منصور نصري وعدم ذكر تجاوزاته في التقارير الرقابية الدورية وغيره ممن باعوا ضميرهم مقابل تستر الهيئة على فضائحه ومغالطة وزارة المالية حول المخالفات والخروقات والفساد داخل مجمع تأمينات "كتاما" التي لا زال يحكمها رئيس مدير عام متقاعد منذ سنة 2014 (؟؟؟) والمضحك أن هذا المدير العام الفاسد أحاط نفسه بجيش من الإطارات المتقاعدة قام بالتمّديد لهم على خلاف القانون واستعملهم في خطة مستشارين "الاستعانة بخبرة" كغطاء لهذه العصابة التي تصول و تجول في هذه المؤسّسة العمومية المنهوبة التي نخرها الفساد بالطول والعرض وخاصة بعد الثورة حيث تجد مثلا مديرة الموارد البشرية زوجة المدعو علي الرياحي معتمد حلق الواد سابقا ...ومدام مفيدة الرياحي متقاعدة منذ سنة ولا زالت تشتغل الى اليوم و قد انتدبت ابنتها وابنة شقيقتها ومدير الحوادث أحمد فريجة لا زال يشتغل رغم بلوغه سنّ التقاعد منذ مدّة وقد قام بانتداب ابنه في مصلحة النزاعات وحتى مدير الإدارة التقنية لا زال يشتغل رغم تجاوزه سنّ التقاعد بسنتين ولا زال يترأس ودادية موظفي تأمينات "الكتاما" منذ سنة 2009 دون إدلائه بأي حسابات ؟ أو إجراء أيّة انتخابات ؟ والمضحك أنه انتدب ابنه مؤخّرا ليعمل بجانبه في نفس الإدارة المستباحة ؟ أين اختفت هياكل الرقابة والتفقد ؟ وأين هي وزارة المالية ؟ وما هو موقف رئيس هيئة الفساد شوقي طبيب ؟ 

شوقي طبيب

لا تستغربوا إذا علمتم أن العميد عبد الستار بن موسى رئيس الربطة الوطنية لحقوق الإنسان محامي منصور النصري المدير العام لتأمينات "الكتاما" يصول ويجول و يتحصّل على شيكات يوميّة مقابل تدخّلاته للتستّر على فضائح موكّله منصور نصري فالعميد عبد الستار بن موسى توسط في انتداب ابنته وزوجها في "الكتاما" مقابل خدماته القديرة ونفس الشيء بالنسبة إلى وزير الداخلية السابق والمثير لكثير من الجدل  أنّ فرحات الراجحي قد نزع جلباب ثوريته المزعومة وأصبح هو أيضا محاميا شخصيا للمدير العام الفاسد لتأمينات "الكتاما" مقابل تدخلاته وهو أيضا انتدب ابنه محمد أمين بالكتاما و غيرهم كثّر  لا يفسح المجال بنشرهم جميعا... هل سيفتح رئيس الحكومة الجديد يوسف الشاهد هذا الملف الحارق الذي فاحت رائحته خارج حدود الوطن خاصة بعد تحويل مبالغ مالية من معلوم التأمين المختلس من دم الشعب المسكين كبيع مشروط للتأمين بالخارج دون علم الحريف عند تأمين سيارته حيث يتم إضافة مبلغ 15د كبيع مشروط ويتم جمع المبلغ و تحويله الى فرنسا عبر البنك المركزي التونسي ؟؟ وبالعملة الصعبة ؟؟ لأحد معيدات التأمين صديقة النصري التي اعتاد السّفر إليها في كل مرّة للحصول على حصته من الكعكة ؟ هل ستتولّى وزيرة المالية لمياء الزريبي فتح ملف المرحوم عادل الشواشي الذي انتحر بعد أن كشف ملف فساد خطير بشركة تأمينات "الكتاما" وبعد أن رفضت السّلطات سماعه والبحث في إفاداته الخطيرة؟ أين هيئة شوقي طبيب الصديق الصّدوق لهذا المدير العام الفاسد والذي بالرغم من وجود ملف كامل الشروط حول فساده المالي والإداري في أرشيف الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد منذ سنوات ...رغم ذلك لم يحرك لا رئيس الهيئة السابق سمير العنابي ولا الرئيس الحالي شوقي طبيب ساكنا واللوم يقع على هذا الأخير الذي  صدّع رؤوسنا بكشف الفساد ومحاربته ؟...هذا ملف لكن لا يستطيع شوقي طبيب الخوض فيه لأن منصور النصري صديق شوقي طبيب ومحاميه الخاص (حاليا يستعمل المحامي طبيب أسماء زملاء محامين واجهة) وكانا معا في المكتب التنفيذي المؤقت للجامعة التونسية للجيدو   Fédération Tunisienne de Judo خلال سنة 2011/2012 ....تضارب وتعارض مصالح مفضوح وتحالف مريب بين الحامي والحرامي والمكلف بمحاربة الفساد والمسؤول الفاسد .... حالة شاذّة تعدّ إحدى أبرز المظاهر التي تختزل في مضمونها جوهر الفساد بمعناه الشّامل ...        

                       

فرحات الراجحي

أين الدولة ؟ وأين هيبتها ؟ وأين رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي؟ وأين رئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر ؟ وأين رئيس الحكومة يوسف الشاهد ؟ وأين نواب الشعب ؟ وما سبب صمت وزارة المالية رغم تسلّمها العديد من الشكايات والملفات حول فساد هذا المدير العام الفاسد والمتغوّل والمحمّي من طرف لوبيّات الفساد ببلادنا (عميد الصّدفة ورئيس هيئة الفساد شوقي طبيب والعميد ورئيس الرابطة عبد الستار بن موسى ووزير الداخلية السّابق المحامي فرحات الراجحي )...

عبد الستار بن موسى

 سؤال بريء هل هناك علاقة بين الحملة الشرسة التي قادها الثنائي شوقي طبيب وعبد الستار بن موسى على جريدة الثورة نيوز (بيان الخزي والعار ليوم 18 جويلية 2016 ) وملفّات الفساد بالكتاما التي نشرتها الجريدة على حلقات (2012-2014 ) ؟ ونشير الى أن منصور النصري لم ينس شراء سكوت  بعض قيادات الاتحاد العام التونسي للشغل (مثل حفيّظ حفيّظ الأمين العام المساعد المسؤول عن قسم الوظيفة العموميّة) وعدد من أعضاء الجامعة العامة للبنوك ومختلف المؤسّسات الماليّة مقابل انتداب أبنائهم في مؤسسة التأمينات المنهوبة "الكتاما" بالمراكنة ودون تناظر طبعا(تحت حيط) ...هذه حقيقة ما يجري في المؤسسة العموميّة "الكتاما" فهل ستحرك الحكومة الملف الحارق ؟ وهل أن وزيرة المالية ستنظر في عملية فتح نيابات تأمين دون ترخيص خاصة بعد أن استجوبت هيئة التأمين هؤلاء النواب الذين أقرّوا بأن النصري أمرهم بفتح نيابات وأنه تحصّل على تراخيص إلا أنه تبين أنه تحيّل عليهم وعلى وزارة المالية (؟؟؟).

حفيّظ حفيّظ