jeudi 15 septembre 2016

في الإذاعة الوطنية ... التناقضات التونسية : الرم ع في قلب " التيه" ...ينهى عن الغياب ... وهو يأتيه




مظاهر الفساد لا يمكن أن تكون عادية في بلد سليم متعاف بل ولابد أنها نذير مرض عضال أصاب أجهزة الدولة في الصميم وأصبح هو المسيطر بشكل مافيوزي استطاع أن ينتشر في كل أماكن الحكم والسلطة وان يصبح بقدرة قادر هو الذي يسيطر ويسير الأمور ويحمي نفسه وشبكاته وكل من يتعامل معه بل أصبح في كثير من الأحيان هو صانع السياسات وداعم المسؤولين الفاسدين ولم يبق مجال لم تطله يد الفساد والفاسدين . لقد ازداد الطين بلة بثقافة غياب الجدية والانضباط في الشغل مما أدى إلى فقدان البلاد للثوابت والقيم والحل يكمن بالأساس في إعادة بناء الثقة إن كانت جدية عبر إبراز الآليات المعتمدة في مقاومة الفساد بوضع إستراتجية وطنية لمكافحته وتحديد التوجهات الرئيسية لإصلاح الإدارة والقيام بحملة واسعة لإعلاء قيمة العمل ومراقبة الحضور .
 ففي هذا المجال نضرب لكم مثل الرئيس المدير العام لمؤسسة الإذاعة التونسية عبد الرزاق طبيب والمذكرة التي أصدرها يوم 30 نوفمبر 2015 وإعادة التنصيص والتأكيد على تطبيقها خلال هذا الأسبوع و نصها يقول  في إطار متابعة تنفيذ اعتماد آليات منظومة مراقبة دخول الأعوان  وخروجهم , المطلوب من كافة السادة المكلفين بخطط وظيفية بدون استثناء ,  الحرص على تطبيق عملية التسجيل بالمنظومة في بداية كل حصة عمل واثر نهاية مهمتهم الإدارية وفقا للخطة الوظيفية المكلفين بها . الكلام جميل جدا ومنطقي وواقعي لو صدر عن مسؤول آخر غير عبد الرزاق طبيب الذي لديه مشكل كبير وعويص مع الحضور والمواظبة والمثابرة ولا ندري ما هو السبب في ذلك ؟فرغم انه المسؤول الأول عن المؤسسة ومع ذلك فهو  قليل وقليل التردد عليها وفي بعض الأحيان القليلة جدا تراه أتى في موعده وهذا نادر جدا فيتعمد تفقد الأعوان في مكاتبهم للتنصيص على احترام مواعيد العمل " ماخيبك يا صنعتي عند غيري " هل يعقل هذا الإجراء يا سي عبد الرزاق طبيب وأنت دائم الغياب والعزوف عن المؤسسة كان من الأجدر توجيه هاته المذكرة لنفسك أولا والغريب في الأمر أن الرم ع يوجه استجوابات لبعض الاعوان على خلفية التحاقهم للعمل بشيء من التأخير  "ملا انضباط وملا تطبيق قانون " وعبد الرزاق طبيب أصبح مشهورا جدا إن لم نقل نجما لامعا بغياباته وسياسة عمله الرديئة وحتى رئاسة الحكومة ووزارة الوظيفة العمومية والحوكمة والقاصي والداني يعلمون بغيابه المستمر عن المؤسسة  "وإذا كان رب الدار بالطبل ضاربا فلا تلومن الصغار إذا رقصوا " فلماذا ينضبط الأعوان ويأتون كل يوم والرم ع نائم في العسل ويتمتع بكل الامتيازات سيارتين واحدة له وأخرى للمدام والأبناء مع أصولات البنزين وبطاقات شحن الهاتف الجوال والقار ومرتب محترم ولتذهب الإذاعة للجحيم والغريب أيضا فإن أتى إلى مقر العمل فهو يأتي بعد الظهر ليستلقي على أريكة المكتب المخصصة للضيوف وينام " تعسيلة تحت المكيف " تصوروا رئيسا مديرا عاما ينام في مكتبه وبعلم جميع كل المديرين والأعوان وعند الاتصال به لأمر ما تقول لك السكرتيرة مشغول أو لديه ضيف آو مسؤول والغريب أن الرم ع يقطن على بعد خمسين مترا فقط من مؤسسة الإذاعة ومع ذلك ينام أو "يعسل" في مكتبه والمؤسسة بجميع إذاعاتها تعاني نومه وموته السريري الذي انعكس سلبا على الإنتاج والبث والأخبار والإدارة والتقنية والتنشيط تاركا مديري الإذاعات يصولون ويجولون ويخترقون القانون الإداري والمالي لتصبح سياسة المحاباة والمحسوبية طاغية على المشهد الإذاعي فهناك فراغ على مستوى إذاعة الشباب بعد استقالة مديرها مالك الرياحي الذي خير الانسحاب بما انه لا ينتمي إلى زبانية عبد الرزاق طبيب ونفس الشيء لإذاعة تطاوين وكنا تعرضنا لهذا الموضوع في أعدادنا السابقة ومنذ قرابة الشهرين تعيش الإذاعتان فراغا على مستوى التسيير والرم ع غير مبال تاركا قرار التعيين للكاتب العام للنقابة الأساسية لزرق الذي يفاوض بعض الأصدقاء عارضا عليهم منصب مدير بصفة سرية نعم محمد الهادي الطرشوني هو من سيعين المديرين  وهو من سيملي عليهم شروط البطانة والزبانية " ملا مستوى اصبحت تعيشه الإذاعة المسكينة " .
وقد علمت الجريدة الاستقصائية الأولى في تونس  في سياق الحديث عن المديرين أن مدير إذاعة قفصة نبيل السدراوي اشترى منزلا في تونس العاصمة "كل شيء بالبركة "وعلمنا انه يريد الاستقرار بتونس وبما انه من زبانية الرم ع عبد الرزاق طبيب سيحظى مطلبه بالقبول وسيأتي في الأيام القليلة القادمة في خطة مدير ولتذهب إذاعة قفصة للجحيم . مدير إذاعة المنستير نبيل العرفاوي رغم حالة الاحتقان التي تسود المؤسسة منذ شهور وإصرار ومطالبة النقابة الأساسية بإقالته فهو دائم التواجد بمدينة الكاف أين تقطن عائلته تاركا القرار للانتهازيين مما انعكس سلبا على الجو العام وعلى مستوى نسب الاستماع التي تدنت إلى الحضيض مثل جل الإذاعات العمومية التونسية . مدير إذاعة الكاف حمادي معمري أصبح يتدخل بشكل مستمر ودائم يتدخل في الخط التحريري لجل البرامج الإذاعية والنشرات الإخبارية وهو من يحدد قائمة الضيوف والمواضيع وانتهاج سياسة ترضية مسؤولين جهة الكاف للتقرب إليهم وكسب مكانة عندهم حتى يفوز بودهم مما انعكس سلبا على نفسية الصحفيين والمنشطين . عمر بريمة مدير إذاعة تونس الثقافية وهو من زبانية وبطانة  الرم ع عبد الرزاق طبيب عبث بالبرامج وبالمنشطين وجيّش فيلقا من المتعاونين الخارجيين الذين تربطه بهم علاقة صحبة أو قرابة أو مصاهرة وأصبحت إذاعة تونس الثقافية إذاعة القرب البريمي مع إصراره تهميش أولاد الدار الذين ناضلوا وسهروا وتعبوا منذ انبعاثها لإشعاعها ولا تسألوا عن حالها الآن فمن مشية  عمر بريمة تعرف وضعيتها الغائب عنها طول الوقت تاركا القرار لصديقه يفعل ما يريد  وما يشاء .
 والملاحظ أن الإذاعة التونسية في عهد الرم ع عبد الرزاق طبيب أصبحت نموذجا للاخلالات والتجاوزات واللامبالاة ورمز الفساد المالي والإداري والتعيينات المشبوهة وإهداء الخطط الوظيفية للمقربين دون نسيان حالة الشغور الدائم التي تعيشها المؤسسة على مستوى التسيير العام مما أدى إلى إصابة المرفق العام بالشلل النصفي وما على رئيس الحكومة يوسف الشاهد إلاّ فتح تدقيق وتحقيق  و سيكون العجب العجاب خاصة إذا  عرفت الأسباب  . وعبد الرزاق طبيب عين في عهد مهدي جمعة رئيس الحكومة المؤقتة على اثر مناظرة صورية ومسرحية من إخراج الهايكا وبطلها هشام السنوسي صديق عبد الرزاق طبيب وهندسها مفدي المسدي التي تربطه علاقة مصالح بالرم ع الحالي عندما كان مستشارا إعلاميا لرئيس الحكومة المؤقتة آنذاك فكما تلاحظون ما بني على باطل فهو باطل وعلى يوسف الشاهد أن ينهي  المأساة  وأن يتولى بنفسه تعيين رئيسا مديرا عاما جديد  دون الرجوع إلى الهايكا التي أثبتت تورطها ونواياها غير الصادقة  بتعيين مسؤولين عن طريق المحاباة والمحسوبية .  


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire