dimanche 18 septembre 2016

نداء ثاني الى احرار تونس وأخيارها : ان قضاتكم الشرفاء يتعرّضون اليوم للفناء



هذا هو النداء الثاني الذي اتوجه به اليكم . ان ما فعلناه , والتضحيات التي بذلناها لم تكن من اجل مناصب او منافع شخصية بل كانت من اجل انارة الحق وتكريس العدالة فلو كنت من طلاب الدنيا لاستجبت للعروض والاغراءات التي قدمت الي للسكوت مقابل تمتيعي بالترقيات والامتيازات والعمل في اي مكان من تراب الجمهورية ارغب به ... لكني رفضت كل ذلك واخترت ما عند الله  لقد فضحت الفساد الذي ينخر القضاء , كشفت المحسوبية والرشوة والمتاجرة بحقوق الناس .... 


كشفت ملفات الفساد والاستيلاءات والاثراء على حساب الخزينة العامة التي تورط فيها وكيل الجمهورية بقفصة والقضاة الفاسدون من شركائه فكان جزائي ان تم ارسالي لمستشفى الرازي للامراض العقلية بغية التخلص مني نهائيا لكن الاطباء النزهاء بالرازي رفضوا ايوائي وامتنعوا من الادلاء بتقرير في اختلال مداركي العقلية ... فهل حدث مرة في التاريخ يا شرفاء الوطن ان تم اتهام قاض بالجنون !!! وبعد فشل هذه السابقة تم ايقافي عن العمل دون موجب والزج بي في السجن دون جريمة , واقتحام بيتي من طرف البوليس , رغم تمتعي بالحصانة , والاستيلاء على راتبي واوراقي الشخصية ثم تعذيبي وابتزازي في مقرات الشرطة .... ووصل بهم الامر الى تهديدي مؤخرا بالقتل بعد يأسهم من الاساليب الاخرى لاخماد صوتي الى الابد . 

انا لست نادما عما فعلت لاني على الحق .... لقد انتصرت للضعفاء , للفقراء , للمقهورين الذين لا يجدون حقوقهم .... انتصرت لكل مواطن ضعيف في هذا البلد من اجل ان يكون له قضاء عادل ونظيف يكفل له حقوقه .... فهل ارتكبت جريمة اتعرض بموجبها للهرسلة والتنكيل والسجن ثم التهديد بالقتل ؟ ان الغني والقوي ومن له واسطة , اذا تقدم بشكاية تسمع شكايته في الابان ويستجاب لمطالبه في اقصر الاجال .... اما الضعيف والفقير فتبقى شكايته في الرفوف لسنوات حتى يياس ويتخلى عنها او يصبح مطلوبا بعد ان كان طالبا اذا كان خصمه اقوى منه .... نحن قضاة واجبنا تطبيق القانون على قدم المساواة لا تكريس قانون الغاب .... يجب ان يتساوى عندنا الغني والفقير , الوزير والغفير , لا ان نطبق القانون على الضعفاء ونستثني الاغنياء والاقوياء . 
الى الشرفاء الغيورين على هذا الوطن :
الى شرفاء القضاء .... الى المحامين ..... الى المثقفين .... الى الاساتذة الجامعيين .... الى العملة في الحضائر .... الى الطلبة في الجامعات ..... الى المزارعين في الحقول .... الى الرجال .... الى النساء .... الى الشباب .... الى مكونات المجتمع المدني .... الى كل من اكتوى بنار الظلم .... انا قاض مظلوم اخاطبكم .... انا قاض ابى ان ينخرط في منظومة الفساد ادعوكم لمساندتي .... ان قضاتكم الشرفاء يتعرضون اليوم للفناء .... منهم من عزل .... ومنهم من ضعف امام الضغوط والاغراءات .... والبقية الباقية تتعرض للهرسلة والتهديد بالتصفية .... انا لست خائفا مما سيحدث .... اذا عزلت فان البطالة في الدنيا خير من عذاب النار في الاخرة .... واذا قتلت فاسال الله ان يحتسبني عنده شهيدا .... اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله . تحيا تونس ! والمجد للشرفاء .


المكي بنعمار
قاضي لدى الدائرة الجنائية بمحكمة الاستئناف بقفصة .

القاضي المقهور والمظلوم والمهدد بالاغتيال المكي بنعمار



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire