mardi 27 septembre 2016

في كشف المسكوت ...عندما يوصل تلاعب و فساد توفيق المكشر إلى حالة الموت : موت المهدي حداد لا يحتاج إلى تخيّل... قضى نحبه قهرا جراء التحيّل




لا يعرف  الحديث  عن  ضروب  التحيل  الذي  يأتيه  توفيق  المكشر الرجل  المثير للكثير من  الجدل   الحد ... على اعتبار  أن الرجل  يشهد له   بالكفاءة   في  عالم التحيل   وهو الذي  تفنن  فيه  و أتقن   أساليبه   حتى بات  التحيل  عنده  أسهل  من شربة ماء ...
كانت  الثورة نيوز  قد  خاضت  في  مجالات  و زوايا  من  مجالات  التلاعب  التي  أتاها  توفيق  المكشر  و كشفت  نزرا   من  الذي  ارتكبه  من  عمليات  نهب طالت  البنوك و الأشخاص  و المؤسسات العامة و الخاصة  و اليوم  تعود  لتكشف   عن  باقة جديدة   من  الفساد  بطلها  المكشر وصلت  إلى حد تأثر أحد  المتلاعبين  به  فأردي  قتيلا ...
نزل نبأ  وفاة الرئيس المدير العام السابق لبنك تونس الخارجي  المهدي حداد يوم الأحد الماضي في المستشفى بباريس كالصاعقة  حيث  غيّب  الموت المفاجئ  الرجل  مما  خلق  حالة من  الذهول و الحيرة حول  سبب  الوفاة .. و قبل  الخوض  في  التفاصيل  غير المعلومة  لدى العامة حول  الوفاة المسترابة  للمرحوم المهدي  حداد   كان  لزاما  أن  نشير  إلى  أنه بعد الثورة وخلال أوائل شهر مارس 2011 تقرر تعيين مهدي الحداد على رأس مصرف تونس الخارجي (TUNISIAN FOREIGN BANK) خلفا للحبيب صفر وكان المعين الجديد يشغل قبلها خطة مدير الاستغلال بذات المصرف directeur d’exploitation  بغية إنقاذ  ما  يمكن  إنقاذه   من  بنك  نهشت  لحمه الذئاب  ... فخزينة المصرف العمومي المذكور كانت مفتوحة على مصراعيها لمن هب ودب من عصابة الطرابلسية ليلهفوا المال العام دون رقيب أو حسيب وتشير مصادرنا  إلى أن إدارة المصرف كانت تتعهد بمصاريف وتنقلات غالبية وزراء النظام البائد كما أنها كانت توفر لهم ولأهاليهم القروض دون ضمانات وربما يكون هذا السبب الرئيسي في إفلاس البنك بطريقة مفضوحة بعد أن سجل خسائر سنوية متجمعةperte nette cumuléeبما قدره 20 مليون  أي قرابة ثلثي رأس المال قبل الترفيع فيه.
قلنا  ظل المرحوم  المهدي  حداد  يدير البنك و يتكبد  مشقات التصرف  فيه  إلى أن حمله قدر أحمق  الخطى إلى التعرف  على المثير  للجدل  توفيق  المكشر حيث  روّضه  بأسلوبه  المعتاد  فكانت  بداية  النهاية .


قرض ب800 ألف  يورو  لتوفيق  المكشر

بعد جلسات  متكررة معه   استطاع  توفيق  المكشر أن  يروض  المهدي  حداد  الرئيس  المدير العام لمصرف  تونس  الخارجي  TUNISIAN FOREIGN BANK و يتفق  معه  على إسناده  قرضا دون  ضمانات   قيل  إنه  لتمويل مشروعه   الإحياء  المائية  بالشابة projet d’aquaculture à la chebba  و كان  الاتفاق  على  التسديد السريع  للقرض و الذي  قدر ب800الف اورو أي  ما  يعادل  تقريبا  مليارين  بالعملة التونسية ..
 غنم  المكشر القرض  و ذاب  كالعادة  فلا  سداد  للدفعة الأولى و لا الثانية و لا الثالثة  و لا هم  يحزنون بل  ظل  يماطل  كعادته  إلى أن  مضت الآجال   حتى بات الرئيس المدير العام  في  إحراج  كبير  بعد  أن  تم التفطن  إلى ضروب  التلاعب في  عملية إسناد  القرض و عدم  تسديده    رغم   محاولات  التستر التي  اتخذها   حداد لإخفاء تلاعب  المكشر عن  مجلس إدارة البنك  و لكن  إلى  متى ؟


محاولة بائسة للخروج من عنق الزجاجة

في جلسة  في  إحدى مقاهي  باريس  أصر المهدي   حداد  على توفيق  المكشر  بضرورة  دفع  و لو جزء صغير من  القرض  لا يتجاوز حتى  عشر المبلغ  من  اجل  إسكات  إدارة  المصرف  التي  بدأت  تثير  الشبهات  حول  عملية إسناد القرض للمكشر و عن الضمانات المفقودة إلا  إن  المكشر  لم  يراع  الإحراج  الذي بات  عليه  حداد  بل  كان  يجيبه باستهزاء و  سخرية  بأنه سوف يدفع  و أن  الحالة المالية له   هذه المدة ليس  كالعادة ... الأمر الذي  جعل  المهدي  حداد   يستنجد  بطرف  ثالث قام  باستدعائه  في  ذات الجلسة  حيث  طلب  منه  التقدم  للحصول  على قرض   من البنك  ب200 ألف  اورو  و سيقوم  هذا الأخير بالموافقة عليه  شريطة  أن  يقوم    الطرف الثالث  تسديد ما قيمته 50 ألف  اورو  كدفعة أولى  من  سداد  قرض  المكشر ... الطرف  الثالث  أبى أن  يرضى بذلك  و  أعلم الحداد  انه  لن  يدخل  تحت  طائلة القروض  من أجل  عيون  المكشر  و حفظ ماء وجه الرئيس  المدير العام ... حيث كانت  محاولته  فاشلة في  مزيد التستر  على  المتحيل ..


تبعات القرض

لم تنتب المهدي حداد حالة إعياء و تعب و لهث وراء المكشر من اجل خلاص الدين بل انتابه قلق وجودي و خوف سكن ضلوعه و  إرهاق كبير جراء ما يمكن أن يفرزه التلاعب المقيت الذي أتاه توفيق المكشر... و فعلا  كان  ما هو منتظر  حيث  فتح  مجلس الإدارة  بحثا  إداريا  في  موضوع القرض و بعد التفحص  و التدقيق  تم عزل  الحداد  من  مهمته و بات  عاطلا عن العمل و تم  توجيه   تهمة نهب  مال  البنك و التواطؤ مع  المتحيل ...  قضية أربكت حداد  و بات  على شفا  حفرة من الولوج  إلى السجن  الأمر الذي جعل ليله  نهارا و نهاره  ليلا و دخل  في حالة هيستريا أثرت على صحته  إلى  أن  لفظ أنفاسه  الأخيرة  جراء القهر و الحيف  و قمة التلاعب  التي تعرض  لها من قبل  المكشر .


صكوك  دون  رصيد

لعبة الصكوك بدون  رصيد  هي  من   أكثر عمليات  التحيل  التي  يأتيها  توفيق  المكشر  حيث  تبين  للثورة نيوز أن  الرجل  في  رصيده  أكثر من  200 قضية  في  استعمال  صكوك دون  رصيد   و التدليس  و الجدير  بالذكر أن  توفيق  المكشر  ورط  ابن  عمه  محمد  المكشر في   نفس  عمليات  التحيل  باستخدام الصكوك دون  رصيد  بعد أن  استعمله  كرجل  واجهة عبر إحدى شركاته  المزعومة  و قد  تم  الحكم  على محمد المكشر بالسجن 75 سنة  بالنفاذ العاجل  إلا  أن  عصابة المكشر نجحت  في  تهريبه  خارج أرض  الوطن  و تحديدا  إلى فرنسا  و هو يعيش  في  المنفى فارا من  العدالة .


كينغ  العقارات في قبضة المكشر

 المعلوم  و ما كشفته الثورة  نيوز  أن  لتوفيق  المكشر سجلاَ  حافلا  يموج بعمليات التحيل صادرة في  شأن بعضها  أحكام  نافذة  و أخرى متعلقة بها قضايا تورد  الصحيفة في  جدول  مفصل  عددا منها ... و المعلوم   أيضا  أن  المكشر لا  يتوانى في  جلساته  الخاصة التبجح بكون  القضاء  في  يده  اليمنى و الأمن  في يده اليسرى  يتلاعب بهما  كما  يشاء حتى أن  بعض  الأحكام  بالنفاذ  العاجل  تحولت  بقدرة قادر إلى بطلان  الإجراءات ... و ماهو غير معلوم  أن  كينغ العقارات  محمد إدريس  أصيل  صفاقس  صاحب   نزل الديبلومات  قد وقع  في  شراك   توفيق  المكشر و لهف  منه  بالتحيل  مبلغ  2 مليون دينار ...و تلك حكاية  من  ضمن الحكايات  الأخرى التي  سنأتي  عليها  قادما .


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire