samedi 6 août 2016

خرابيش في عالم " الخفافيش" ...بين العامري و الجبالي لعبة "شيش بيش" ..و رقصة الدرويش على الدرويش


عود على خبر قصير نشرناه بتاريخ 7 مارس 2014...في حكومة المهدي جمعة: كشف بالبيان نزر ما حصل في مكتب مدير الديوان


بالأمس  غير البعيد نشرت  الثورة نيوز  وبتاريخ  7 مارس 2014 إن  لم تخني  الذاكرة  خبرا قصيرا عنونته  ب "محمد العامري أقوى رجل في حكومة المهدي جمعة"  و جاء فيه : أن  مدير ديوان رئاسة الحكومة المحسوب على حركة النهضة محمد العامري و الذي خلف التجمعي عمر النصايري يوم 15ماي 2012 حصل على رقم قياسي غير مسبوق منذ الاستقلال إذ تواصل إشرافه على ديوان 3 رؤساء حكومة و هم على التوالي حمادي الجبالي و علي العريض و المهدي جمعة و رغم توجه غالبية وزراء حكومة جمعة إلى تغيير رؤساء دواوينهم إلا أن الأمر لن يشمل محمد العامري الذي تعوّد التنسيق مع مونبليزير في كل شاردة وواردة...
 و اليوم  تعود  الصحيفة في  إطار شهادة توثق  للتاريخ من جهة و  تثبيتا و متابعة لما ذكرناه سابقا من  جهة أخرى   نقول  فيها  و قد كشفت الساق عن الساق  أن ما يتم  ترويجه  للاستهلاك الإعلامي و البروباقندا من أن التعيينات  في  كل  الوزارات تتم  عن  طريق الكفاءات  هو ضرب من  الخزعبلات  فكل  التعيينات تقريبا تتم  عن طريق  المحسوبية و المحاباة ...
و بعد
بتاريخ 6فيفري2015 تسلم المهدي الجمعة مقاليد السلطة خلفا لعلي العريض. و كانت  أولى اهتمامات  رجل الدولة الجديد تثبيت نفسه و تقديمها  في  صورة طاهرة من  رجس  النهضة وهو الذي عده   الإعلام  و القريبون  من  دائرة المشهد السياسي كونه ولد  من  ضلع  النهضة الأعوج  وإليه يعود ..أراد جمعة التفصي  من جلده و دحض  اللون الأزرق  عنه و عن  فريقه الحكومي فعاج  يدفع  بكل  من له  شبهة من  شأنها  أن  تطبعه بالتيار الإخواني و تغيير كل الوجوه  المحسوبة عليه  إلا  شخصا  واحدا لم  يستطع  زحزحته  و لا حلحلته   إلا   بعد مدة و نيف  .. شخص  تركه  من أجل  عيون الغوالي  رغم  كون رئيس  الحكومة  زمنها كان  لديه  في  جعبته  اسمآخر و رفيق دربه و  صاحبه  في ديوانه  في  وزارة الصناعة ... ذاك الشخص   الذي  لم  يقتلع  من مكانه  هو مدير الديوان  محمد العامري الذي ظل في القصبة  مع 3 حكومات متعاقبة ...


لماذا  بقي العامري  ثابتا؟

من  الكواليس  التي تسربت بعض أنبائها للثورة نيوز و ارتأت نشرها للتاريخ أنّ  محمد العامري كان  في  مرمى الإقالة من  عرش  الديوان  بالقصبة  غير أن  هاتف  رئيس  الحكومة آنذاك  مهدي  الجمعة أبقاه  في  مكانه  ... الهاتف  كان  من  مدير عام  شركة بتروفاك  بتونس  عماد الدرويش  الذي  تدخل  لدي  صديقه  رئيس  الحكومة وهو الذي  تجمعه  به علاقة صداقة متطورة من  أيام الحبور و السرور و اللغو و اللذة و المتعة في  مدينة الضباب  و استمرت إلي  يوم الناس مع  نسائم  مدينة الحمامات ... هاتف  أخجل  جمعة و جعله  يرضى بالإبقاء  على العامري في منصبه  إكراما  لعين  خليله ...
و تدخل عماد الدرويش  للعامري  كان  لأربعة أسباب  على الأقل الأول لا يقل  أهمية عن الثاني  و الثالث أولا  أنه  تجمعه بالرجل  علاقة جغرافية فهو ابن  مدينته من  مدينة صفاقس و الثاني  يتنزل في  إطار رد الجميل  له  و الثالث أن العامري  له  علاقة مصاهرة مع  عماد الدرويش  فابنة العامري (ب.ع) متزوجة من  شقيق  عماد  مجدي الدرويش  المحامي  لدى التعقيب فضلا  عن  خدمة مصالح و تثبيت قامة في  السلطة يمكن  الارتكاز عليها متى  شاء و أراد   ...و إن  كان  السبب الأول  و الثالث و الرابع  مفهومين  فان  السبب  الأوسط  ظل  حاملا  لمبدأ اللبس   فأي  جميل  سيرده   درويش بتروفاك  إلى  محمد العامري ؟؟؟ . و التفاصيل  تقول  كون  شركة بتروفاك البريطانية لما  عزمت  على تعيين  مدير  عام   لها  في تونس  طرحت  اسم  عماد الدرويش كرجل  المرحلة  إلا إن  وزير الصناعة زمنها و نعني  به   سيء  الذكر محمد الأمين الشخاري  انتفض انتفاضا  و رفض  التعيين  ربما   لأنّ  للرجل  اسم  آخر من الحاشية و العائلة يريد  فرضه  على الشركة الأجنبية وهو الذي  عرفناه  كونه ميالا بالغريزة  للغنيمة . فسارع  إلى صد الأبواب أمام  المقترح  و لم يجد الدرويش من بد للقم الشخاري  إلا اللجوء  إلى صهره العامري مدير الديوان في القصبة الذي  استطاع  أن  يضغط  على الشخاري  مستخدما  ورقة رئيس  الحكومة حمادي الجبالي  لترويضه  و فسح  المجال  أمام عماد الدرويش  للوصول إلى مبتغاه  و نجح  في ذلك  حتى  قيل  إن  النار اشتعلت  بين العامري و الشخاري من أجل  ذلك ...

 جمعة يقيل  العامري :الصدمة 
   
ظل جمعة  في  امتحان أمام النخب السياسية ... امتحان  إثبات نفسه  كونه  رئيسا للحكومة مستقلا و  تكنوقراطا  و لم  يكن بالمرة  مطمئنا  لمدير ديوانه  بل  حامت  الشكوك حوله  بعد  أن  بلغه  أن  حمادي الجبالي  رئيس الحكومة الأسبق كثير التردد  على منزله  .. أمر أثبت  بوشاية  سيقت  له   وهو في إحدى سفراته  خارج  تونس  حينما  أعلموه  أن  مدير ديوانه  محمد العامري  في  جلسة صفاء مع  الجبالي  في البحيرة ... جمعة عجّل مباشرة بأجراء مكالمة هاتفيه  للعامري يسأل فيها عن  مكان  تواجده  و أعلمه  أنه خاطبه  في  مكتبه  ولم  يجده ... مكالمة أراد  من خلالها  جمعة تمرير رسالة مشفرة إلى  العامري كون " رواندو" انكشفت  و بان  على حقيقته و صدق حدسه و  حاسة الشم  عنده  وهو الذي اشتم  روائح بيع الطرح  و أسرار الحكومة إلى الجبالي ... أمر لم  يعجب   جمعة ظاهريا ووجد في ذلك  ذريعة لإقالة العامري من منصبه بعد أن  لام  صديقه عماد الدرويش  بالقول أن  من دافع  عن بقائه في القصبة لم يكن  في المستوى و انه من  عهده  بنّاء  لم  يكن  إلا هدّاما ، ومن عهده أمينا  لم  يكن إلا بائعا  ومن عهده كريما  لم  يكن إلا لئيما   و انه مجبر  لإبعاده  تحت شماعة المرض  الذي  ضرب  العامري في ظهره و لم  يقو على  الجلوس على كراسي المناصب و نرجو أن  يكون  قد  شفي  من  بلاء الظهر بعد  أن سحبت من تحته كل الكراسي و لم  يعد  يقبع  لا  على كرسي و لا  حتى على " طابوري" ...


ضحية مزدوجة

  بما  أن  القدر الأحمق  الخطى قد  حملنا   إلى علاقة المصاهرة التي  جمعت  الدرويش  بالعامري  كان  لزاما أن  ننهل  منها  بعض  التفاصيل علها  تكون  بلسما  و شفاء للبعض  و تكشف  الوجه الحقيقي  للبعض الآخر ... فعلاقة المصاهرة بطلها  في الحقيقة  ليس عماد الدرويش  المعروف  بشركة بتروفاك  و المعروف أيضا في الوسط الرياضي بكونه  حارس مرمى سابق  لفريق الرالوي العريق  بذاته  بل  بشقيقه و نعني  به  مجدي الدرويش المحامي لدى التعقيب .. و الحقيقة التي  اقتبسناها  من الشهادات   الواردة علينا من  بعض رجالات  احد  جناحي العدالة في صفاقس وهم  أصحاب الروب السوداء  صبت  كلها  في  كون المحامي  مجدي صديقا صدوقا، وكانت و لا تزال هناك مودات بينه وبين جميع الناس.  فهو من أهل الرحابة والانفتاح، متصالح مع نفسه ومع الآخرين يتطوع  للدفاع عن المضطهدين و الضعفاء و يمارس مهنته بجدية وشرف واستقامة. يستعين بالمراجع القانونية، ويقارع الحجة بالحجة. ساعده في ذلك سرعة بديهة وعمق معرفة، وثقافة واسعة ونزاهة فكرية. وهو الذي كان يجيد تسويق أفكاره بأسلوب حواري متمرس. فجاءت لوائحه مشغولة ومرافعاته مدروسة. ..  و تؤكد  الأخبار المستقاة  كون  هذا الأخير و رغم  استعاذته دوما  من  غلبة الدين و قهر الرجال   غير أن  الزمن  انقلب عليه  و انقلبت  عليه  الشخوص بعد  أن  شتتوا مجتمعه  الصغير   و اكتوى بنيران صديقة  و حولوه  أصهاره بعد أن  كان  معبودا  لديهم   إلي لئيم  مشؤوم  و تناوبته الرزايا  من كل  حدب و صوب و ألصقت  به  تهم و تهم  و نكلوا  به وهو  الذي  عرف  بطبعه الهادئ و لا  يصعر خده للناس  و لا يمشي  في الأرض مختالا فخورا  ...
ضربات  و كدمات  موجعة ألحقها العامري بالدرويش  لأسباب  نحتفظ بها  لأنفسنا تلتها ضربة قصمت  ظهره  لما  تفاجأ في  إطار لعبة خسيسة و مسرحية سيئة الإخراج  من  التشطيب  على اسمه  من قائمة   المحامي  الياس القرقوري  المترشحة  على رأس  فرع  صفاقس للمحامين ليلة الانتخابات   في إطار  عملية غدر عرف مصدرها  و لم  يكن  يتوقعها  من  قامة  قانونية في المحاماة كانت  على رأس القائمة  ...  التشطيب  كان  بطريقة فيها  الكثير من الحيف  تؤكد  تفاصيلها  أن وراءها  أقرب  الناس  إليه  دما  و لحما  و  جاءت  في  إطار خطوات الهرسلة التي  يتعرض إليها المحامي المذكور سلفا في  هذا الزمن الثقيل   ربما  نعود  إليها لاحقا بأكثر تفاصيل ..


 كان الخو يحن على خوه ...

 دفعنا دفعا في  هذا الركن لنشير إلى بعض التفريعات  الخاصة   نسوقها باحتراز شديد رغم كوننا لنا فيها ما يكفينا سنة كتابة...و ترفعنا عن الغوص في العمق حتى لا نحشر في خانة هتك الأعراض خاصة و أن الصحيفة محل ملاحقة دقيقة و مستهدفة في كل كلمة تكتبها... تخيرنا هذا المحور في المقال تأثرا بتلك القصة التي رواها شيخنا الجليل حينما قال: قيل لأحدهم ماتت زوجتك فرد غدا يتجدد فراشي... و قيل له مات ولدك فقال عليه العوض غدا يكون خلفه... و قيل له مات أخوك...فرد اليوم  قصم  ظهري ... تلك هي مكانة الأخ في الحياة سند لا ينتهي في السراء و الضراء دون منّة و لا عتاب... و لنا  في  هذا السياق  أن  نسال من كان الأولى بالمسك بالمسائل  القانونية و تحرير العقود  لبتروفاك  الأخ  المحامي  أم الغرباء؟  ... ثم  كيف لأموال كبرى تغدق على الإعلاميين  و المشاهير و أشباه  سياسيين  و لا تعود  إلى من جنا  عليه الزمن  و تكالبت عليه الذئاب ... و غيرها و غيرها من الملاحظات   التي لا تجعلنا نقول إن مثل هذه المعاملة أقرب منها إلى العار... مع إيماننا الشديد انه سيكون غدا للمحامي رد الاعتبار... و إلى موعد  قادم  نروي فيه كواليس و خفايا للقراء السمّار .


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire