jeudi 25 août 2016

المحاباة و المحسوبية في الإذاعة الوطنية : تجاوزات تراوحت بين جناية و جنحة ...و تلاعب في إسناد المنحة




إن من بين التدابير المطلوب اتخاذها فضلا عما تم التطرق إليه سابقا من غرس لمبادئ الحوكمة ومكافحة الفساد هي تدعيم لامركزية الإدارة ومحاربة البيروقراطية وترشيد توظيف الموارد البشرية ومناهج العمل داخل الإدارة ثم الحرص على مزيد الاهتمام بأخلاقيات العمل التي فقدت بعد الثورة وغابت القيم وخاصة قيمة المصلحة الوطنية التي نابت عنها المصلحة الخاصة مجسدة في الأحزاب التي فكرت في نفسها أكثر مما فكرت في الصالح العام وفي المافيات التي تتحكم في دواليب الدولة وتخنقها وفي بعض الوزراء الذين عملوا للحساب الخاص وحوّلوا وزاراتهم إلى حكومات مصغرة داخل حكومات كبيرة فضلا  عن قانون الغائب أو المغيب مما جعل الدولة ضعيفة كالريشة في مهب الريح مما ساهم في انتشارا الفوضى والفساد دون نسيان قيمة العمل الذي عاداه أغلب التونسيين وصار أمرا خرافيا لا وجود له إلا على الورق.
ففي سياق المعطيات التي تحصلت عليها صحيفة الثورة نيوز بلغنا أن أعوان الإذاعة التونسية نظموا وقفة احتجاجية يوم الجمعة الفارط 12أوت 2016 على الساعة العاشرة صباحا احتجاجا على عدم تمكينهم من مستحقات الساعات الإضافية المتخلدة في ذمة الإدارة منذ شهر جانفي 2016 أي بتأخير ثمانية أشهر وحتى المستحقات أشهر"اكتوبر ونوفمبر وديسمبر من سنة 2015" كانت كارثية ولا ترتقي لمجهودات الأعوان ووقع كالعادة التمييز والمحاباة والمراعاة بين أعوان حصة التناوب "les agents du brigade"الذين طبقت عليهم عملية تقشف فظيعة حرمتهم من حقوقهم بينما أعوان من الإدارة يعملون بمنظومة التوقيت الإداري تحصلوا على امتيازات كبيرة وضخمة على غرار أنيس ملاك وحاتم عجم وغيرهم .... ولا ندري متى عملوا خارج أوقات العمل الرسمية فالإداري يعمل بنظام الحصتين واحدة صباحية من الساعة الثامنة صباحا إلى الواحدة بعد الزوال والحصة المسائية من الساعة الثانية إلى الخامسة وحتى في العطل لم يرهم الأعوان ولم يترددوا على المؤسسة وليس لهم عمل لا بالليل أو في الصباح الباكر ولا في الأعياد ومع ذلك تحصلوا على مستحقات ثلاثة أشهر للساعات الإضافية بقيمة 500 دينار بالتمام والكمال لكل عون وأعوان حصص التناوب رغم أنهم يعملون فجرا وليلا وصباحا ومساء و ويوم الأحد وفي الأعياد وفي شهر رمضان وفي الحرارة وكذلك في البرد وعندما يكون جميع المسؤولين نائمين في فرشهم هم يؤمنون العمل المضني و مع ذلك تحصلوا على ملاليم قليلة جدا لا تساوي 5 بالمائة من المبلغ الذي تحصل عليه حاتم عجم وأنيس ملاك وهذه فضيحة أخرى تضاف إلى سجل الرئيس المدير العام عبد الرزاق طبيب الذي لا يأتي إلى الإذاعة للعمل إلا نادرا فهو دائم الغياب ولا يعمل ومع ذلك يتمتع بجميع الامتيازات لمسؤول أول على المؤسسة مما يفرض على الأقل اقتطاع الأيام التي غابها عن المؤسسة من أجره وهي كثيرة و إحالته على مجلس التأديب إن وجب الأمر لما أتاه إهدار للمال العام .
والغريب في الأمر وأثناء الوقفة الاحتجاجية أراد الأعوان الاتصال بالرئيس الدير العام بمكتبه ف علموا انه غير موجود وكالعادة غائب والمرجح انه "فصع" بعد إعلامه مسبقا عن الوقفة من طرف "الصباب"  الأزرق  وهذا جائز منذ الوهلة الأولى ولكن الغريب والأدهى أن الأعوان يومها لم يجدوا كذلك الكاتب العام للمؤسسة لأنه في إجازة  ولكن أن يمنح الرم ع الرعواني إجازة أخرى لمدير الموارد البشرية أثناء إجازة الكاتب العام للإذاعة فهذا أمر خطير جدا جدا على اعتبار أن المؤسسة ظلت  بلا ربان .
 فيوم الجمعة الفارط كان يوم مهزلة بأتم معنى الكلمة فالأعوان المحتجون لم يجدوا الرئيس المدير العام الذي هرب وترك "أهل البلاء في البلاء" والأعوان تعودوا على خوفه ولم يجدوا الكاتب العام الذي هو في إجازة وهو يعتبر المسؤول الثاني في المؤسسة  وأيضا لم يجدوا مدير موارد البشرية الذي مكّنه الرم ع من إجازة ويعتبر المسؤول الثالث في المؤسسة  و بالتالي غاب كل المسؤولين  صبرة واحدة مما أجبر أحد الأعوان على الاتصال بالهاتف بكمال العيادي وزير الوظيفة العمومية والحوكمة ومكافحة الفساد وإعلامه بحالة الشغور الفظيع  التي تعيشها الإذاعة في غياب كلي للجهاز الإداري  فضلا  عن الوضعية السيئة و الرديئة التي انتابت المؤسسة في عهد عبد الرزاق طبيب الذي يعيش في عالم آخر غير عالم الراديو بعد أن  كرس سياسة اللامبالاة وعدم الاكتراث بالعمل و الإنتاج و الانضباط والبث الإذاعي والمنافسة والعدل ....مما انعكس سلبا على نفسية الأعوان الذين يعيشون حالة من الاحتقان نتيجة فقدان الثقة في الرم ع الرعواني الذي أثبت للجميع أنه فاشل بامتياز وجاهل بالأمور الإدارية والترتيبية وبقوانين المؤسسة .
كما أصيب الأعوان بخيبة أمل كبرى في الكاتب العام للنقابة الأساسية لزرق  الذي  لم يفلح إلا في كتابة التعليقات  على الفايسبوك "متربجا" بذاته   و نسي أنه يعيش حالة انبطاح  حتى أصبح يدافع بكل ما أوتي من قوة على مصالح الرئيس المدير العام تاركا الأعوان يتخبطون في مشاكلهم دون اكتراث واهتمام بل بالعكس أصبح ضد الأعوان ويتصرف ويأخذ القرارات بمفرده بعد استقالة أغلب أعضاء النقابة  و كيف لا يدافع وهو الذي غنم  خطة  رئيس قسم إسداء أعمال "مدردرة" لفائدة المسؤولين ويعمل بقسم "الروبورتاج" النقل الإذاعي ولا يأتي للعمل إلا نادرا وحتى إن وجد بالإذاعة فتراه في أروقتها يتردد على مكاتب المسؤولين المشبوهين والمورطين في ملفات فساد على غرار فوزي شعبان المدير التقني للإذاعة والذي يقطن بمدينة سوسة  و لكم  أن تتصوروا المسؤول الأول على كل ما هو تقني وإعلامية يسكن على بعد 140 كلم على مركز العمل ومع ذلك يتمتع بسيارة إدارية دون موجب مع وصولات بنزين دون حساب بما أن كلفة استهلاك البنزين للذهاب والعودة إلى مدينة سوسة يوميا تقدر ب40 لترا   ا ي ما يعادل وصلين لليوم الواحد وإذا استثنينا أيام السبت والأحد نلاحظ ان فوزي شعبان يستهلك 44 وصلا من البنزين بقيمة 20 لترا  للوصل الواحد أي ما يعادل 880 لترا... قيمة مهولة تناهز مستحقات بنزين وزير دولة علما أن فوزي ليست له صفة مدير تقني وانه معين من طرف الرعواني بمذكرة داخلية غير معترف بها من طرف رئاسة الحكومة و اسمه مذكور ومدون في القائمة السوداء لهيئة الرقابة العامة ودائرة المحاسبات والمكلف العام لنزاعات الدولة مثله مثل رشدي نويرة وبوبكر بوفتح علما هذا الأخير هو من تحالف مع شلة الفساد الموسعة والرم ع الرعواني ولزرق فتم تكوين ملف كيدي للمهندس سامي مبارك بعد استفزازه من طرف بوبكر بوفتح فلم يوجه له استجوابا ولم تتم إحالته على مجلس التأديب ووقع استثنائه من العقاب رغم ماضيه المشوه وسيرته المشبوهة فهو معروف بسوء سلوكه وطبعه الغليظ وهو كذلك معين من طرف الرم ع بمذكرة داخلية وغالطة رئيس مصلحة الصيانة الغير موجودة في الهيكل التنظيمي للمؤسسة فهي مصلحة وهمية .
 أعوان المناولة التي صرفت لهم أخيرا مستحقات منحة الإنتاج بعد طول الانتظار أصابتهم صدمتهم عظيمة حين تمتع جلهم ودون استثناء قيمة منحة الإنتاج 70 دينارا في حين نسي أو تناسى  الرم ع ومدير الشؤون القانونية انه وقع تنقيح القانون الأساسي للمؤسسة بداية من تاريخ 1 جانفي 2016 للمفعول المالي لمنحة الإنتاج لتصبح منحة الإنتاج قيمتها راتبين اثنين في السنة توزع للعون الواحد نصف راتب كل ثلاثة أشهر وهذا ما تم تطبيقه منذ بداية السنة لكل أعوان المؤسسة مع استثناء لأعوان المناولة وسؤالنا موجه إلى الرم ع لماذا وقع استثناء والتغافل عن أعوان المناولة ولم يشملهم التنقيح ولا الزيادة في منحة الإنتاج هل لأنهم ينتمون إلى الطبقة الكادحة ؟ وإنهم ضعفاء لا يقدرون على المواجهة لطلب حقهم ولماذا  نتجنى دائما على الضعفاء والفقراء.
و في باب التنبيه  لا بد أن نهمس في أذن لزرق  محذرين إياه  من ثورة الضعفاء المظلومين فهي تأتي على الأخضر واليابس وليتذكر جيدا انه لولا أعوان المناولة ووقفتهم إلى جانبه زمن الانتخابات للنقابة الأساسية لما فاز هو و  ونقابته التي اغلب أعضائها استقالوا وارتكز  وقتها في حملته الانتخابية على الكذب والبهتان ليترك في ما بعد أعوان المناولة للتهميش والظلم وقلة المعروف وهذا ما جعل أغلبهم يعيش حالة من الاحتقان والغضب داخل مؤسسة الإذاعة التونسية بعد أن استغل الرئيس المدير العام عبد الرزاق الرعواني بطشه ومنهجه الخاطئ واخلالاته ومحاباته ومحسوبيته صحبة شلته في غياب مريب للسلطة الوطنية ... متى تتوقف المهازل ؟


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire