samedi 9 juillet 2016

يا لَيْلُ الصّيد متى غدهُ ؟




يبدو أنّ المشهد السياسي في تونس سيكون شبيها بالمناخ الذي ستعرفه تونس خلال هذه الصائفة حيث كلّ المؤشرات تنبّه إلى أن بلادنا ستعرف أيّاما وليالى حارّة كأشدّ ما تكون الحرارة خلال شهري جويلة وأوت . وحيث أنّ نعيم المكيفات في  المطابخ السياسية لم يخف جحيم الجدل المحتدم والمواقف المتضاربة من تشكيل الحكومة المرتقبة. ذلك أنّ أغلب الأنباء تشير إلى أن حكومة الحبيب الصيد قد وجدت نفسها في منزلة بين المنزلتين وهي منزلة من بقي معلّقا لا يدري من أمره رشدا  هل سيرحل دون رجعة  ويطلق السياسة وأهلها طلاقا بائنا لا رجعة فيه أو أنّه  سيقول أنه ليس بالإمكان أحسن مما كان وسيواصل مسيرة الفشل التي تسبّبت فيها خيارات سياسية دبرت بليل حتى يكون نظام الحكم عندنا  نظاما برلمانيا  أو بصورة أدق حتى يكون صورة مشوهة من نظام الحكم في لبنان.


 وليس الحديث عن " اللبننة " في الحقيقة من قبيل إلقاء الكلام على عواهنه. فقد مرّت أيام وأسابيع ، ونخشى أن تمرّ أشهر، في الأخذ والردّ والقبض حول سؤال "هل ستسقط حكومة الصيد" ؟ وتأتي الاجابات لتوّرث في النفس أسى وحسرة . فهذا غاضب ثائر وذاك هائج ساخط وهذا متشبث ببقاء  الصيد يردد  في  السّر والعلن إنه إذا تخلينا عن الصيد وأسقطنا حكومته سنكون " كالمستجير من الرّمضاء بالنار "  وذلك يقول " يا ليل الصيد متى غده أقيام الحكومة الجديدة موعده " ..ولو كانت المواقف المتضاربة نابعة عن حب للبلاد والعباد لهان الأمر ولصبرنا على جدلهم  صبرا جميلا ولكن لا يخفى على أحد أن الصراع إنما تحركه مصالح ذاتية ضيقة  تريد أن يكون لأصحابها موطأ قدم به تنفذ إلى البر والبحر والجوّ.
 ولسنا ندري في الحقيقة متى سينتهي أنصار الصيد عن المكابرة ليعترفوا بالحقيقة المرّة وهي أنّ حكومة الحبيب الصيد قد انتهت ولن تجد من يبعث عظامها وهي رميم. فالرجل فضلا عن فشله الذريع في إدارة كل الملفات أصيب بسرطان البروستات ، نرجو له شفاء عاجلا، وهو ما جعله عاجزا عن القيام بأبسط الأنشطة ولسنا في حاجة هنا إلى تفصيل القول في المغالطات الإعلامية التي توهم بأن الصيد يصول و يجول للإشراف على المجالس الوزارية والحال أنه ملازم لبيته بقدر ما نحن في حاجة إلى تنفيذ ما جاء في اجتماع رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي الذي أمهل صناع القرار السياسي أسبوعين لتشكيل حكومة جديدة لا يقودها الصيد ولا يبقى فيها من وزرائه إلا عددا قليلا ممن أبان عن جد ومثابرة وصبر على مكاره السياسة وتأنّ في مضايقها. ومهما يكن من أمر الحكومة المرتقبة رأسا وعددا لا بدّ وقد تبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود في اجتماع الرئيس الأخير أن نقطع نهائيا مع هذه المرحلة التي اختلط فيها الحابل بالنابل ولم نعد نعرف فيها  من الحاكم ومن المحكوم ولم نعد نميّز  خلالها بين الرئيس و المرؤوس. فهل سيأتي صنّاع القرار بالحكومة التي ستثلج صدورنا وستخفف من الحمى التي أنهكتنا منذ أن صار الحكم بيد الإخوان ؟           


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire