vendredi 15 juillet 2016

السبسي : سيذكرني قومي إذا جدّ جدّهم




يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ 

ما كاد الشعب التونسي  ينسى  آخر الفتن التي بثها حراك شعب المواطنين  مع الحملة المزعومة " وينو البترول " حتى خرج  علينا أنصار المنصف المرزوقي بإشاعة تقطر سمّا وحقدا وتكشف عن معدن فئة في قلوبها مرض  ومدارها على أنّ الرئيس الباجي قائد السبسي – أطال الله عمره -  قد قضى نحبه .  ولا يحتاج المرء إلى عناء كبير ليبين تهافت عقول من اختلق هذه الإشاعة وروجها ، فالتونسيون حتى وإن اختلفوا وتخاصموا وتناكفوا كثيرا ما كانوا يرددون " عدوي نكرهك والموت منريدهالك " وعندما يصبح موت السبسي أمنية لحراك من لا يتحرك إلا في المياه الآسنة والمستنقعات الراكدة  نفهم طبيعة النفوس التي حكمتنا زمن الترويكا ؟ 
ونحن لا نستغرب في الحقيقة أن تصدر هذه الإشاعة الخاطئة الكاذبة خاصة إذا تذكرنا أن عدنان منصر وحوارييه قالوا زمن هزيمتهم في الانتخابات الرئاسية إن السبسي قد شاخ وهرم ولن يعيش طويلا . وإذا كنا نتفهم مثل هذه التصريحات زمن الهزيمة الموجعة التي دحر فيها التونسيون المرزوقي وأنصاره  دحرا مذلاّ فإننا لا ننزل هذه الإشاعة في مثل هذه الظرفية التي تمر بها تونس سوى في خانة خيانة جريمة الوطن . وبعبارة أخرى عندما تغيب الوطنية عن أشباه السياسيين تصدر مثل هذه الأراجيف . وعندما يتناسى المهزوم المكلوم أن الموت من تقدير رب العالمين  وأن "المَنايا تخَبطَ عَشواءَ مَن تُصِب تُمِتهُ وَمَن تُخطِئ يُعَمَّر فَيَهرَمِ"
ندرك أن المرء إذا لم يستح قال ما شاء .

ولا يجب أن يفهم من كلامنا السابق أننا بصدد تدبيج مدحية أو عكاظية في الباجي قائد السبسي  إذا زمن المدحيات قد ولّى وانتهى  بل أقصى ما نهفو إليه أن لا نبدي من صغائر الأمور وتافه الأحاديث  ما يهزّ صورتنا أمام العالم وألا نظهر في مظهر أهل الشقاق والنفاق الذين يشعلون الفتن ويغذون المحن  والفتنة كما نعلم أشد من القتل  . ومن الإنصاف في هذا السياق أن نعترف  للزعيم  الباجي قائد السبسي بدوره التاريخي في توجيه مسار الثورة توجيها سليما جنّبنا المآلات التي عرفتها مصر وليبيا وسوريا واليمن . فالرجل قد تحمّل مسؤولية قيادة البلاد وهي على كف عفريت فحكم العقل على الأهواء التي كانت تقود الثورجيين وكادت تقود البلاد إلى حرب أهلية ثم سلّم الأمانة إلى " أهلها " فلما اكتشف أنه قد سلمها إلى غير أهلها عاد من جديد لينقذ الوطن من براثن من يكيد لتونس وشعبها ونجح في أشهر معدودات في إعادة تونس إلى أهلها وهي على وشك أن تصبح سبية بيد الغزاة .


 وشاءت أحكام التاريخ أن يتقاسم السلطة مع الإخوان رغم أنه في قرارة نفسه غير راض على ذلك ومرة أخرى حكّم العقل وراعى مصلحة الوطن وكانت أول مشاغله القضاء على ظاهرة الإرهاب التي نمت وترعرعت مع قدوم أنصار حركة النهضة بعد 14 جانفي  2011 . إن تونس اليوم وهي تستعد لتشكيل حكومة جديدة بها تصلح ما أفسدته الترويكا في حاجة إلى أن تلتف حولها زعيمها الذي سيذكر التاريخ أنه كان رجلا من رجال الثورة والرجال قليل . أطال الله عمر هذا الزعيم وأعمار الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا  الله  عليه . أو لم يقل الشاعر العربي :

 سيذكرني قومي إذا جدّ جدهم  ....وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر .


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire