samedi 30 juillet 2016

تونس للحبيب الصيد : إن كنت حبيبي ساعدني كي أشفى منك




لئن عبرّنا في هذه المساحة، وحتى قبل مبادرة رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسيي  الداعية إلى تغيير الحكومة ، ولأكثر من مرّة عن ضرورة تغيير رئيس الحكومة الحبيب الصيد ، فإنّه لا مناص من أن نشير في مقدمة هذه الافتتاحية إلى موقفنا بوضوح من الصّيد حتى "نعطي لقيصر ما لقصير والله ما لله" . فالصّيد رجل نظيف اليد يعمل بجدّ وإخلاص ويحب الوطن. غير أن هذه الصّفات على أهميتها غير كافية في المواصفات التي تتطلبها الظرفية الدقيقة التي تمرّ بها بلادنا. إنّ الحبيب الصيد الذي جاءت به توافقات خاطئة كاذبة أصبح يعيش "عزلة سياسية" بعد أن تخلّت عنه جميع الأحزاب وآخرها حزب النهضة . لذلك نرى أن تمسّكه بالاحتكام إلى مجلس النّواب حتى يترك سدّة الحكم عملية انتحارية لن تجني منها تونس سوى اليباب والخراب.
 إن الصيد فيما نعتقد رجل حكيم ولا نرى أنه يقبل هذه الوضعية التي وجد نفسه فيها ، أحزاب ترفضه بلباقة ولطف وأخرى تغلظ له في القول حتى تغيظه وتكمده ولسنا نرى من مصلحته أن يبقى مقصوص الجناح لا سند يحميه ، ولا أحزاب تشدّ أزره فالكل قد انفض من حوله. ولعلّ ذلك ما دفعه إلى التفكير في أن يتقاسم الفشل مع جميع وزراء رباعي التوافقات وذلك بمنطق "عليّ وعلى أعدائي" وكأن الصيد لا يريد أن يرحل بمفرده بل لا بدّ أن تكون رحلة جماعية شعارها " خنقة مع جماعة خلاعة " . والحقيقة أنّ الصيد ليس هو من يجد نفسه في مأزق بل إنّ تونس هي من وجدت نفسها في مأزق أمام إصرار الحبيب الصيد أن يضع الجميع في حرج.


إن تونس اليوم تعيش لحظات حرجة وكل يوم يمرّ مقداره سنة إذا نظرنا إلى المسألة من زاوية اقتصادية.  ولم يعد مآل بلادنا بعيدا عن المآل الذي عرفته اليونان إذ حيثما وليّنا وجوهنا وجدنا شبح الإفلاس يطاردنا ولئن وجدت اليونان من ينقذها وينتشلها فإن تونس لا قدر الله ستجد نفسها وحيدة لا حبيب يرأف بها ولا صديق يرثي لحالها . ولسنا ندري في الحقيقة إلى متى سيظل صناع القرار السياسي في تونس ينتظرون حلا قد يأتي وقد لا يأتي ..ولسنا ندري  هل سيحتكم الجماعة إلى قبّة البرلمان  فنمكث أياما وليالي ونحن نتجادل ونتناطح حتى نقنع الصيد بضرورة  الرحيل وحتى نجعله أحد أطراف الفشل وليس كبش فداء  في حكومة تنازع أهلها ففشلوا وذهبت ريحهم ..لا خلاص لتونس في نظرنا إلا بتعجيل تشكيل حكومة حزبية تقودها شخصية محنكة من خارج الأحزاب الحاكمة أو من حزب نداء تونس الذي فاز بالأغلبية النيابية في الانتخابات الماضية ..فهل من رجل رشيد يخرج البلاد من الحالة التي تردت فيها ؟  وهل يأتي الفرج بعد الشدة بعد أن أصبحت أيامنا عوابس وليالينا كوالح ؟  وهل حانت ساعة الخلاص فقد طال أمدها  .؟   

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire