vendredi 8 juillet 2016

الأمم المتحدة تلفظ أنفاسها: أخيرا... نهاية رهيبة لمنظمة رهيبة!




بالرغم من أن الأمم المتحدة كانت منظمة للدول القوية التي اخترعت هذا الشكل المسرحي الذي تتفاوض فيه خلف الكواليس.. وفيها تظهر القوى الدولية المتصارعة باسمها الديبلوماسي وشكيمتها السياسية فيما تحاول في العلن إيجاد غطاء أخلاقي لسرقاتها واعتداءاتها .. بالرغم من كل هذا فإن الأمم المتحدة كانت دوما تحاول أن تتصرف بأناقة ديبلوماسية وتراوغ بذكاء وهي تقدم نفسها على أنها الملاذ الأخير للأخلاق الأممية وخلاصة خلاصات التجربة الإنسانية في الحوار البناء فتصف الصهيونية بالحركة العنصرية وتدين إسرائيل بالألفاظ وتحاول أن توبخ بعض المعتدين في محاولة لإقناع الناس أنها منظمة للأخلاق قبل كل شيء.. ولكن الحرب السورية على ما يبدو كانت العقدة التي توقف فيها منشار هذه المنظمة البائسة التي تفتقر إلى الأخلاق.. وفيها بدت علائم الوهن والانحطاط تبدو جلية على هذه المنظمة التي ظهر المرض والبثور والقروح على جسدها وتصرفاتها.. وككل المشاريع الإنسانية الاستثمارية الضّخمة والإمبراطوريات لها عمر افتراضي ينتهي بظهور أزمات معنوية كبيرة وأزمات أخلاقية تهزها.. ومن هنا فان منظمة الأمم المتحدة كأسطورة انتهت وسمعتها كملاذ أخير للأخلاق الإنسانية نالها الأذى الكثير وتردت مكانتها إلى حد فقدت فيه هيبتها القديمة التي زوّرتها ..
فقد تركت الأمم المتحدة كل أمم الأرض وانتخبت من بينها السعودية لعضوية حقوق الإنسان ورئاسة مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب.. وهذا قرار يشبه أن يتم تعيين داعش في عضوية لجنة مكافحة التجارة بالنساء ورئاسة منظمة منع التعذيب.. فالسعودية دولة لعائلة يعامل فيها الإنسان كالحيوان ويرغم على أن يفكر كالحيوان.. وإلا نحر بالسيف كالحيوان في السّاحات العامة.. ومع هذا لا ترى الأمم المتحدة مشكلة في هذا.. وتنصبها حكما على الناس !! ..


وتركت منظمة الأمم المتحدة كل أمم الأرض وقرّرت أن تعطي منتدى تحالف الحضارات لقطر.. فماذا تتوقعون من منظمة ترى في قطر ملتقى الحضارات وكأن قطر مليئة بالأهرامات والمدرجات والمسارح الحجرية والمسلات والنحت وفيها دفن المتنبي وويليام شكسبير وفكتور هوغو.. أو كأن الثورة الصناعية بدأت منها أو أن منها انطلق سور الصين العظيم.. هذا يعني أن يكون تميم بن حمد أستاذا في مدرسة الحضارات وتلامذته هم بوذا وكونفوشيوس والفارابي وابن سينا وابن رشد وكانط وهيغل.. وتكون موزة بنت مسند أستاذة الفلسفة وتلامذتها سقراط وأرسطو وأفلاطون وتوما الأكويني وجان بول سارتر! ..
وتركت الأمم المتحدة كل أمم الأرض ومنحت تركيا مهمة استضافة القمة الإنسانية الأولى لتقرر حكومتها منع الأنسان الأول الذي بدأ الحضارة وهو الوفد السوري من المشاركة فيها.. وتشبه هذه الاستضافة التركية لهذه القمة في زمن إحياء زمن السلاطين العثمانيين أن ينظم محمد الفاتح ندوة عن آلام القسطنطينية قبل وصوله... أو أن يتصدى قرد لشرح نظرية داروين عن النشوء والتطور فيما يكون دارون في القفص ..!


وتركت منظمة الأمم المتحدة كل العالم ولم تجد مناسبا لتولي رئاسة اللجنة القانونية سوى أقل دولة في العالم شرعية وقانونية وهي إسرائيل وهي التي لم تترك قرارا دوليا وقانونا دوليا إلا وأهانته وأذاقته الذلّ وسفكت دمه بدم بارد.. ولم تترك اتفاقا دوليا إلا وجعلت مصيره سلة المهملات ..!
الغريب أن هذه الدول هي التي تسببت في معظم الكوارث الإنسانية في سجلاّت الأمم المتحدة وهتكت القوانين الدولية والأعراف وسخرت من كل أشكال الحضارات والحوارات ومع هذا فإنها حوّلت المنظمة إلى منظمة خاصّة بسورية فقط ولجانها المنبثقة ليس لها شغل إلا الشغل السوري والبؤس السوري والجوع السوري والمعاناة السورية والفقر السوري.. وظلت الوفود الدولية للأمم المتحدة توصينا بسورية حتى ظننا أن منظمة الأمم المتحدة Organisation des Nations Unies  قد خلقها الله من أجل سورية والسوريين وصار اسمها (منظمة الشؤون السورية Organisation des Affaires Syriennes ).. لأنه لا يكاد يمر يوم واحد إلا وتدعو إحدى هذه الدول إلى جلسة بكاء ونواح وعويل ولوم الحكومة السورية في مسرحية مقزّزة مملة مثيرة للتقيؤ ..
هذه المظاهر من الترهّل في الأداء لهذه المنظمة دليل على نخر في جسدها وروحها ودنوّ أجلها ونهاية مهمتها الاستعراضية المسرحيّة لأن انهيار الثّقة الكبير بأي نشاط بشري أو لقاء وتجمع بشري يعني أنه يخسر أخلاقيا ويتداعى معنويّا.. وهذا هو حال منظمة صارت تعتمد على أكثر الأنظمة إرهابا وتخلفا وجريمة ولا شرعية ؟!.. والتكتلات الكبيرة في العالم عندما تظهر مظاهر انحطاط في تعيين القتلة والمجرمين لإدارة أعرق الشؤون الإنسانية وصفوة القيم الأخلاقية وذورة النشاط الحضاري.. فإنها تعلن أنها تموت ببطء وأن مستوى الثقة فيها متدنّ جدّا وأن العالم صار بحاجة إلى منظمة أكثر أخلاقا وانسجاما مع نفسها وميثاقها.. ولن يطول الزمن حتى تتململ كثير من الدول من هذه المنظمة التي تعرضت لفضيحة مهينة جدا في الصراع على سورية في الحرب الكونية على سورية ..


تابعوا ما قال مندوب سورية الدائم في المنظمة الدولية وهو يكشف الترهلات في جسد منظمة الأمم المتحدة والآفات التي تعرضت لها أجهزتها الحيوية التي تتنفس بها وتحيا وتعيش من خلالها وصارت مثل أي منظمة تبيع وتشتري وتتعرض للابتزاز والتحرشات والاغتصاب والسّبي وبدل أن تحمي أطفال العالم فإنها تخضع لابتزاز السعودية التي تضع لجاما من المال في فم المنظمة الدولية كي تصمت عن جرائم السعودية في اليمن.. فهل هناك من عار بعد هذا العار؟؟ وهل يمكن الثقة بمنظمة في فمها لجام من قبل نظام إرهابي دموي متخلف؟؟ بل ما هو مستقبل هذه المنظمة بعد أن خانت الميثاق الأممي؟؟ ربما هي علامات عصر الانحطاط الأممي بدأت بالظهور ..
إن كان من خلاصة أراد المندوب السوري أن يقولها في بيانه فهي أننا أمام منظمة تموت أخلاقيّا.. ومن يموت أخلاقيا سيموت وجوديّا.. وأن علائم الموت البادية على هذه المنظمة سترغم العالم على استيراد جسم بديل.. خاصّة أن هذه المنظمة تحرس الإرهاب وتغطيه وتتعاون مع دول الجريمة المنظمة والمجرمين والإرهاب.. الإرهاب هو الدّاء الذي تحاربه سورية نيابة عن العالم كله.. وإن تلكأ العالم في هذه المهمّة فلا شك أنه سيطال كل الحراس الذين يحرسونه كما ظهر جليا.. وكما سيظهر مع الأيام والفترات القادمة ..

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire