vendredi 29 juillet 2016

زياد دبّار غلام أشبه ما يكون بدمية يحركه لوبي الإعلام


النقابة المحروسة ..  و الدبارة المسوسة : منحاه  حجما لا يستحقه


بين الفينة و الأخرى يطلع  علينا  وجه لم  نألفه  من قبل  نسب لنفسه  أنه  عضو نقابة  الصحفيين التونسيين  يتحدث  عن الهم الصحفي  و  يخوض  في مسائل  إعلامية  و عاج  يروي  حتى عن مأساة نذير و سفيان المغدورين   و لم  يترك  موجة إلا  و ركبها  و لا ندري  من يدفع  به  ... في  الحقيقة ..قلنا متسائلين من هذا  و من أين جيء به ؟و ما حكاية ظهوره الإعلامي المكثّف بعد الثورة ؟ أهو احد فطاحلة الإعلام  أم رافد من روافده؟ أ هو فذ من سواعد الشباب و احد قامته الذين كتموا أصواتهم و" ألبسوا روحَهُ قميصَ اضطهادٍ و اخمدوا  صوته  الإلاهي بالعسف"؟ أ هو مناضل  إعلامي غُيّب و هُجّر و ذاق الأمرين ؟ أهو فعلا إعلامي ولد من رحم الثورة ؟
هي في الحقيقة أسئلة عديدة خامرتنا و دغدغت في داخلنا سمة الفضول فكانت الإجابة أشبه ما يكون بخيبة أمل ...فبقدر ما كانت الأسئلة طويلة بلا حدود حول هوية الوجه الجديد فإن الحصيلة كانت قصيرة بل مخجلة بل فضيحة ...
ففي وقت انتظر فيه الشارع التونسي و المستهلك الإعلامي عودة معارضي الكلمة الذين قالوا لا في زمن الطغيان و كانوا شجعانا في نقد السياسة القديمة التي أشبعتنا خذلا, برزت الفقاقيع بوجوه شاحبة يمثلها  بالأساس   هذا  الذي  دبر بليل  زياد الدبار ...
فرغم  كون  الفتي  مازال  غلاما  في  ميدان الصحافة   فلا تاريخ  حافلا  بالمسرات  يحمله   و  لا مستقبل  متوهجا  ينتظره إلا  انه برز في  الآونة  الأخيرة  كأنه  شخصية الغرائب والعجائب، فهو غريب عن مألوفات الكون في كل حالة مألوفة، غريب عن السياقات والمعايير بكل الأحوال، يجعلك تضحك وأنت في وسط الحزن ويجعلك تبكي وأنت غارق في بحر الفرح... نقول  هذا  الكلام  بعد أن  انتشرت  مؤخرا حالات الإسهال الحاد لديه ، وتحوّل أو حولوه إلى  بيدق  أو دمية تحركها  الأيادي الخفية من  وراء الستار  يقذف ما في جوفه لينثره على رؤوس المتلقين، و مع كل   قذفة   تجد دلالات واضحة لا لبس فيها ولا غموض على أنّ الغلام  لا يمتلك الحد الأدنى من الإبداع، إلا أنّه  ظلّ يمارس عمله الإعلامي   مستعيناً بكل الأساليب والوسائل التي تدفعه إلى" البوز "الزائفة، معتقداً أنّ هدفه يتحقق عن طريق كثرة التصريحات الشعبوية الجوفاء   دون أن  يكون العطاء سخياً، بل  كان الصراخ قويّاً.
صحيح  أن الحديث عن  الغلام  زياد  الدبار  ضرب من ضروب العبث و نزول بمستوانا إلى درجة الحضيض و صحيح  أنه فتى نكرة في  المجال  لا  يعرفه  حتى   المارون  من نهج  الشام  لما  كان يداعب  أرجل عبد اللطيف  بن  هدية   الأشهر من نار على علم  في  مجال   الارتزاق الإعلامي  عبر جريدته الخبير  و لا من  "الحية  الميتة" المسماة  eco  journal   و لا المارون  من هناك  من شارع  محمد البوعزيزي  هناك  حذو دار الصباح  العريقة ...  غير  انه دفعنا  دفعا  إلى "فشه " وهو الذي  انتفخ  مثل البالونة انتفاخا كالهرّ يحاكي صولة الأسد ...  و تحدث ما يفيد انه مجروح كسير... مما  تكتبه  الثورة نيوز من قصص و أساطير ... زاعما أنها صحيفة خرقاء صفراء...  و كأننا به قد دفع دفعا إلى هذه الإثارة المجانية ... و تطاول على أسياده باعتباطية ... فبدا كمن عبث احدهم بإصبعه في تفاصيل جسده فاستفاق على شجاعة وهمية...و لم  يكتف بالتشهير ...و  بل  روج عباراته  على  نطاق  كبير...
ولجنا إلى عالم  دبار  فلم نجد  له و لا عنه  أي  صفة تذكر كونه  فقط  صحفي  "كركار "وهي  ميزة  أساسية  لا  نعرفها عن  صحفيي دار  الصباح   التي  ولجناها  من  كبرى الأبواب  و غادرناها من أكبر المخارج   و بها  تعلمنا  مواضع  رسم الهمزة  و حققنا عبر  الصباح الأسبوعي  أكبر نسبة مبيعات  و اسألوا  عن ذلك  المبدعين فيها و أعلى هرم التحرير بها  ...
فكم  من   نبرة استغراب انتابتنا   و نحن   نشاهد  الثورة نيوز   تستهدف  من قبل الألسنة الخبيثة و  الساذجة  و يتسلى  به  الباحث  عن  شهرة وهمية   و نكاد نندب  و نحن  نراها  في ملعب صغار الإعلاميين  يعبث بمسيرتها الصامدة  الجهلة وتتغامز من حولها البهائم  ليحولوها  إلى صحيفة مجاري وصارت كالكرة تتقاذفها الرعايا تحولت فجأة من محاورة المتسولين  إلى محاورة  السفهاء متناسين أن  الثورة نيوز  على صغر مسيرتها  إلا أنها لم يكن أحد ليتجاسر عليها أو ليجعل منها مسخرة وهي  التي كانت و لا تزال تهتك  استار الفساد  ...
 غريب أمر الإعلام  في عهد النقابة  المحروسة  التي  ينتسب  إليها   هذا الغلام  حيث المخنّث يصبح موضوعا لحصة "شو" وحيث "السبوعي" يصبح أعظم من شيكسبير، و"شوفلي حل" تعاد على مدار العام وتحقق "نجاحا باهرا" ونسبة مشاهدة عجيبة.... ولكن أيها الجاهل  للثورة نيوز  التاريخُ ولكم المزبلة  ...لها  ملفات  كبرى فتحتها  بجرأة  و تحدثت عن  الفساد الذي  ضرب  في كل أصقاع الدنيا و لها  قراؤها نحتت في أذهانهم ، أن الإعلام  أشبه ما يكون  بإمام الكون ... و أن لا الغاية تبرر الوسيلة و أن  النجاح  هو نجاح الفكر الحر الجريء  و التخلص من الكليشيات  و الرواسب  القديمة رافعة عصاها  في محاربة التلاعب  و دحض   البديهيات و كسر الأحكام  الإعلامية المسبقة في وقت  أنت و أسيادك  كرستموها  ... تلك هي  الثورة نيوز   التي وجب علينا الاهتمام به وحمايتها لا جعلها بين  أيادي العابثين  التافهين ليجعلوا منها مادة إعلامية بخسة ..
و حتى  نعدل  في قولنا  و لا نغرق  في  عالم  هذا الغلام  الذي  لا يسوى في   الميدان  جناح  بعوضة  و منحناه  حجما لا يستحقه  اخترنا أن  نمرر له  هذه الرسالة  حتى يدرك  معدنه  جيدا  و يلبث  في  مكانه دقيقة صمت  "يششي   دون  أن يفركح  كما يقولون للرضع "    فلا  مجال اليوم  أن  تتراقص  على بيان الخزي  حتى فروخ الإعلام  التي لم  ترب بعد حتى " الريش الحرام "  و لا مجال  أن  يتطاول على صحفي تونسي دما  و لحما  شبه  نقابي  وهو  أمهر منه  كتابة و تفكيرا و خطا و أطهر منه عفة و كرامة و ارفع  منه  شأنا في المجال  و أسبق  منه  عملا  في  دار الصباح و أكثر منه تأثيرا  في الرأي العام  و غيرها من الخصال التي  لا  نرددها  درءا  أن  يقال  مادح نفسه  يقرؤك السلام ...  رسالة أردناها أن  تكون  سطحية مشفرة  عل الغلام يحبس  نفسه   و يقف وقفة تأمل  قبل  فوات الأوان  و  يبادر بالندامة , ويرجع على نفسه بالملامة  و يكون بذلك  قد اشترى العافية له بالعافية منه ... فقد عاش من عرف قدره و جلس دونه...و إياك يا فتى و لوبي الإعلام فهم يحركونك من وراء الظلام و اليوم يأكلك لحما و غدا يرمي العظام...


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire