samedi 11 juin 2016

أيها المتآمرون على الثورة نيوز ...طابخ السمّ آكله


لا يتورعون عن خدش الصحيفة و يحاولون تشويهها بنشر الإشاعات 


الثورة  نيوز صحيفة الجمهور التي يجد  فيها  التونسي  متعته و لذته و تخاطب  وجدانه فتقف  عند أكبر معوقات التنمية في البلاد : الفساد و ما أدراك  ما الفساد. و الثورة نيوز كانت و لا تزال مشروعا كبيرا في النقد الجريء متجاوزا التقليد المكرر الذي لا  يخشى أصحابه خفافيش التآمر،مشروعا ذا رسالة نبيلة ومقدسة، و قلمنا  في الثورة  نيوز يرتاد أفق المسكوت عنه، ويفتح نار جهنم على جوانب مظلمة كانت محط انتقاد الكثيرين في همس ورعب شديد، قد يتعرض للتشفير ولمذبحة لإفراغه من مدلوله الحقيقي وإلباسه تهما كلها جاهزة وجائرة،حتى ظللننا  بين فينة و أخرى نقدم حسابا دقيقا عن كل صغيرة وكبيرة فيما نعانيه . فالكتابة  في الصحيفة  تعني ممارسة الحرية بكل  طقوسها  بل هي فعل تمرد واشتباك مع الملفات الساخنة في المجتمع وقوتها نفس قوة الصخرة التي ترمى في بركة ماء تعمل دوائر بقدر قوتها وضربتها،  حتى ترسخت  لدينا  قاعدة مفادها  أنه لا قيمة للكتابة و لا  معنى للصحافة إن لم تقتحم الممنوع و تحفر في المسكوت عنه .


لم تكتف الثورة نيوز بالتشهير بالفاسدين و شبكة الإفساد  بل انتهجت عملا صحفيا جمع بين التوعوي، والنقدي، والتحليلي التنويري، والخبري المعلوماتي، والإنساني الذي يتعاطى مع الجوانب العاطفية والوجدانية ، لكنه في النهاية مختلف تماماً عن الأسلوب الذي تعمل به بعض وسائل الإعلام على طريقة «النائحات» اللواتي يشعلن بكائيات المآتم ،  كما لم  تكتف بلعن الفساد دون أن تشخصه بأسمائه وأفعاله وآثامه   بل كانت جادة في الطرح  و تسمي المسميات  بأسمائها  و تشهّر بالفاسدين  كتابة و صورة  .. و تنقل التفاصيل دون  مقص ... وتوظّف الأوصاف الحقيقية، و تقدّم كل الأدلة والبراهين مع تذييلها بملاحظات حول الخور و الفساد حتى يتسنّى للقارئ الكريم تبين أوجهه.


  على هذا المنهج التمسنا طريقنا و مضينا قدما فيما رسمناه ساعدنا في ذلك ما يعيشه الفاسدون من خوف جعلنا بموضع الشجاع الذي لا يهاب ردود فعل متوقعة... فمنها الشكر و المدح و منها النقد و الانتقاد و منها الذم و الشتم و منها الإصلاح و التقويم و منها أفكار جديدة يراد بسطها و منها أركان جديدة يراد ضمها .... المهم أنها ردود تفاعل أوحت أننا اقتربنا من الهدف المنشود..
 مشروع إعلامي  كالثورة نيوز كان منطلقه  الجمهور وإليه يعود  مما جعل الصحيفة تكتسب قاعدة جماهيرية كبرى .وهي من عدد إلى آخر توسع   من  عدد  قرائها  الذين  اقتسموا  معها  همّها و ظلوا  يؤنسونها  و ظلت هي تؤنسهم  حتى حين  رفّعنا  من السّعر   من أجل سد باب الإشهار قطعا  لدابر  خطوات السماسرة الذين زعموا انتسابهم إلى الصحيفة و سارعوا يقومون بعمليات جمع الإشهار و الابتزاز  و قد جعلنا  أرقامنا  الجوالة معلومة أمام  الجميع للاتصال بنا حتى يتسنى للكل التواصل  معنا  على العلن  دون  أقنعة  رافعين شعار  نرفض الإشهار في ضفة و في ضفة ثانية "قارئ كريم و لا  مستشهر لئيم " ..


 صحيح  أن  مسيرة الصحيفة  على حداثة نشأتها  كانت حافلة بالأشواك التي زرعها الحانقون من أشباه الفاسدين و الضالعين و الغارقين في بؤر التلاعبات المخفية خوفا على أنفسهم و على من والهم من الظهور على حقيقتهم على اعتبار أن اللوبيات المفسدة و الفاسدة منتشرة  أينما وليت وجهك و على اعتبار حقيقي آخر وهو أن أرض تونس أرض خصبة في الفساد في كل المجالات ..
فما إن انهمكت " الثورة نيوز " في كشف المستور تحركت الماكينة الحانقة لتثني عزمها و تم في الغرض مقاضاة  فريقها  و تلفيق  تهم  لنا أقل ما يقال عنها إنها بليدة الطرح باطلة الشكل ...و رغم كون الأقدار تقاذفتنا  خلال أيام الأسبوع بين مكتب باحث بداية و مكتب قلم التحقيق و رغم قلة عدد الفريق العامل بها إلا أننا أصررنا إصرارا على أن تواصل الصحيفة الصدور تباعا  و دون انقطاع نكالة في الأعداء و احتراما للقراء الأوفياء. شعارنا سنبقى رغم الداء و الأعداء  نرنو إلى النصر  فوق القمة الشماء...ولئن سارع شق  أول  إلى التنكيل  بنا  و هرسلتنا فان شقا آخر سارع إلى تهديدنا وصوّب إلينا وابلا من الشتائم و استعرض  على مسامعنا أبشع النعوت و أقذرها  و تهجم علينا  مرارا و تكرار ا... و الأخطر من هذا وصلتنا رسائل تهديد بالقتل  علنا  و خاصة في شخص المدير المسؤول و جعلوا علينا عيونا تتجسس و تقتفي أثار خطواتنا  و تتابعنا أينما حللنا ليلا نهارا ... و غيرها  من المخاطر المحدقة التي أحاطت بنا حتى وصلت  إلى درجة إحراق  بيوتنا  و سياراتنا .
 ولم  يقف  الأمر حد  القدح  في مضمون الصحيفة  رغم ما تدفع به من وثائق   و لم  تكف  عمليات الهرسلة القضائية و الأمنية  و لم  تكف  عبارات الهجاء المرفوعة من قبل  الموجوعين  منها   بل  بان  في الآونة  الأخيرة ميل غريزي  آخر  لتشويه  الصحيفة  والهجوم على هذا المشروع الإعلامي الفذ  والبحث المحموم عن نقاط الضعف في مقالاتنا , وإذا لم يجدوا نقاط ضعف, يستحدثون من مخيلتهم ما يجعل مداد أقلامهم متصلة في تسويد وجه المدير المسؤول  أو رئيس التحرير أو طاقم الصحيفة  وتبهيته وطمس كل ايجابية من خلال شحذ المهارة في هذا الاتجاه.


هذا التشويه الجديد تعدّى مسألة النقد للطرح الاستقصائي والمضمون الإعلامي و تجاوز الاتهام بالعمالة والتآمر والتخوين وعقد الصفقات الموهومة في كل حدث وفي كل ممارسة و تعدى نقد تصرفاتنا الحاضرة إلى تشويه مستقبلنا  بمعنى أنّه تمّ تطوير هذه المهارة في التشويه إلى مهارة التنبؤ بالمستقبل الفاشل, وتوقع الممارسات المستقبلية قبل أن تقع و لا نظنها تقع . فمرة يعلنون إفلاس الصحيفة و مرة يزعمون  عجزها  و يشيعون خبر توقفها  عن الصدور و عدم  خلاص أجور عملتها  و طاقمها ووصل الأمر حتى اتهامها  بقلب الطاولة على المطبعة  و التحيل  على  الدولة  من خلال مؤسساتها  و "هات  من ذاك اللاوي ...يا عرفاوي ... "
لا يدرك هؤلاء حتما   أنّه  في  وقت  تعيش فيه  الصحف المدعومة اضمحلالا و تدنيا  و في وقت ظلت فيه بعض  الأقلام الصحفية  في اعتصام  مفتوح من أجل خلاص أجورها  و لنا في ذلك  مثال  حي  وهو ما  يعيشه   بنو  جلدتنا في مؤسسة أخرى  فإن كل  الصحفيين  والمتعاونين  و المراسلين  و التقنيين  و الموزعين  في  الثورة نيوز خالصين  على آخر مليم  بل  تصلهم أجورهم  قبل أن  يجف  عرقهم  و مع مؤسسات  الدولة وضعيتنا مسوية تماما  و لكم أن تسألوا  فلا خاب من  استشار  أما المطبعة فتلك  قصة أخرى و مسعى يومي  من أجل أن نعطي  لكل ذي حق  حقه و أحيانا نستعجل الخلاص  قبل  أن  يحل الأوان .
و حتى لا يفهم الباحثون عن  عثرة أنّ  الصحيفة  تعيش  في  بحبوحة و أن لها  أموالا طائلة  فانه لابد من القول إن الثورة نيوز صحيفة متواضعة الإمكانيات  و ليس  لها  مال  قارون  ..صحيح أن مداخيل البيع  محترمة  و لكن السّر و القوة  تكمن  في  حسن التصرف في الصحيفة وهو فن   تفتقده أغلب الصحف التونسية ...حتى بتنا نجزم   من باب الاعتزاز بالنفس أننا إضافة إلى كوننا قادرين على إعطاء دروس في الصحافة الاستقصائية فإنه لنا باع و حكمة في حسن التصرف في المؤسسة بإمكانيات متواضعة يمكن الاستفادة منها . 
لب  القول  إننا بتنا اليوم نعتقد جازمين أن  أصحاب البضاعة المزجاة والآنية الفارغة الذين لا يملكون مشروعاً حقيقياً وليسوا قادرين على إقناع الجمهور بما عندهم يلجؤون إلى أسلوب هجاء الآخر والحط من شأن المشاريع الناجحة وتشويه صورة الفائزين والمؤثرين.. و لعمري أن طابخ الّسم آكله و أن القافلة تسير و الكلاب تنبح...



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire