vendredi 3 juin 2016

عندما يصبح الإرهابي شهيدا: مالكم كيف تحكمون ؟




تحاول حركة النّهضة بمناسبة أو دونها أن توهم بأنها قد تغيرّت وتحوّلت وتخلّصت من إرثها القديم الذي يثبـتها حركة سياسيّة غير مدنية . ولكن ما بالطبع لا يتغيّر وإذا كانت الطّباع طباع سوء فلا ينفع معها أدب ولا أديب. ولعل خير مثال على ذلك ما حدث في مؤتمر حركة النهضة الأخير. فقد قال الجماعة وأطالوا عن الفصل بين السياسي والدعوي ورفعوا شعارات خاطئة كاذبة مدارها على أن حركة النهضة خرجت من جلبابها القديم فقتلت صقورها وأحيت حمائمها ..


غير أنها تورطت من حيث تدري ففضحت نفسها بنفسها وذاك حين عدّت محرز بودقة شهيدا في الفضاء الذي سمته " بشهداء الحركة "  والحال أنّه تورط في التفجيرات التي هزت مدينتي سوسة والمنستير في صائفة 1987 وراح ضحيتها 14 سائحا إلى جانب عدد كبير من الجرحى ما زال أكثرهم يعاني من إعاقات مختلفة إلى يومنا هذا   فحكم عليه بالإعدام..عملية خطيرة  أكدت في غير شكّ أن الازدواج الذي غلب على هذه الحركة حتى اشتهرت به ما زال يسري فيغير المفاهيم ويبدلها تبديلا . وبمنطق النهضة والدواعش يصبح حماة الوطن طواغيت يباح إهدار دمهم ويصبح الإرهابيون شهداء وأحياء عند ربهم يرزقون ..ويصبح قتل المسلمين العزل في ديارهم جهادا ...


وحين سكت جميع السياسيين عن هذا الموضوع أو أسكتوا لغاية في نفس يعقوب تكلمت النائبة هالة عمران فكشفت المستور وعرّت المغمور وأشارت بالبنان إلى الرسائل المشفرة التي قصدتها  حركة النهضة  من خلال إطلاق صفة الشهيد على محرز بودقة  وذلك في تدوينة ستبقى خالدة في تاريخ تونس الحديث ومدارها على أن حركة النهضة استبلهت الشعب وأكدت بما لا يدع مجالا للشك أنها للإرهابيين نصير . وقد تساءلت في نهاية هذه التدوينة في سخرية مرة قائلة " عن أي مدنية يتحدثون؟ أليست هذه رسائل مشفرة لأتباعها لمواصلة نشر فكرهم المتطرف؟ أليست هذه رسائل لشباب تونس" المرابط "بالجبال والمغرر به وللخلايا النائمة إن إرهابي اليوم شهيد الغد؟ أليس هذا تشجيعا ضمنىا لمواصلة مخططات تفجيرات 1987؟ ما هي الصورة التي يروجونها عن مستقبل تونس؟عن أي حرب على الإرهاب تتحدثون؟ فالإرهاب بيننا نباركه و نشرع له بمجلس نواب الشعب " ..


كلام واضح فاضح نزل على أتباع الشيخ راشد الغنوشي نزول الصاعقة  فهاجوا وماجوا وردوا ردّ لطيفا حينا عنيفا في أغلب الأحيان ....هكذا أسقطت النائبة البورقيبية ورقة التوت عن حركة النهضة وأفاقت أبناء الشعب من سكرتهم بعد أن ظنوا أن تاريخ الحركة المظلم قد أصبح نسيا منسيا ...شكرا لهالة عمران التي قالت ما قالت دون أن تخاف في الله لومة لائم، وهي امرأة جسور لأتنها كانت على وعي بأن تدوينتها ستجرّ عليها بلاء عظيما وصل حد استباحة دمها . لقد تكلمت ابنة الشعب حين صمت نواب الشعب ..ولم نجد في الحقيقة ونحن مبهورون بموقف النائبة هالة عمران  بدّا من تذكر بيتين للشاعر أبي الطيب المتنبي سنحورهما قليلا ونحن نقول   أدام الله حياة عمران وجعلها هالة مشرقة على الدوام :

ولو كان النساء » كهالة «                 لفُضّلَتِ النّساءُ على الرّجالِ
وما التأنيثُ لاسمِ الشّمسِ عَيبٌ           ولا التّذكيرُ فَخْرٌ للهِلالِ


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire