vendredi 27 mai 2016

طاولة الفرسان الثّلاثة والكراسي المتحرّكة وشركة "ستيا" المنهوبة!


اللّي عندو الكعبْ يلعبْ كيف ما يحبْ


محمد مروان المبروك 

تمكّن الفريق الاستقصائي لجريدة الثورة نيوز من جمع أدلّة دامغة ووثائق ومعلومات غاية في الدقة تكشف ملابسات واحدة من أكبر عمليات الفساد المالي والإداري التي تورّط فيها النظام السّابق صلب لجنة تطهير وإعادة هيكلة المنشآت ذات المساهمات العمومية Commission d'assainissement et de restructuration des entreprises publiques أو ما يعرف بلجنة "الكاراب" (CAREP) والتي ترأسها الوزير الأول السّابق محمد الغنوشي .  وعوض العمل على ضمان الحصول على أكبر عوائد مالية ممكنة من خصخصة الشركة التونسية لصناعة السيارات STIA فقد تورّط في حزمة من الجرائم القذرة والممارسات الممنوعة لترجيح كفّة مافيا أولاد المبروك Camorra des frères Mabrouk للفوز بالشركة المنهوبة والموعودة STIA, c'est Mabrouk  في إطار مخطط شيطاني يقضي باقتسام غنائم الخصخصة بين أفراد العصابة الحاكمة قبل الثورة.


ضخامة حجم ملف خصخصة الشّركة التونسية لصناعة السيّارات احتاج إلى عدد من الحلقات لكشف الحقائق المغيبة عن الشعب التونسي الثائر  والمتعطش  للإصلاح  ولتغيير اتجاه الحرية والكرامة والعدالة بعد طول معاناة وقهر وظلم وكانت الحلقة الأولى تحت عنوان " الكلام المباح عن عصابة الأشباح : مافيا أولاد المبروك لهفت شركة STIA بلّوشي بمشاركة راضي المدّب !" وتلتها الحلقة الثانية تحت عنوان "جرائم تستّرت عنها الحكومات الثّورجيّة المتعاقبة :  مافيا أولاد المبروك استباحت الشّركة التّونسية لصناعة السيّارات وتحوّزت بها دون أن تدفع ثمن الخصخصة ؟" تطرّقنا من خلالها إلى فساد عمليّة الخصخصة المذكورة وكان في نيتنا دفع حكومة الحبيب الصيد ومجلس نوّاب الشعب ووزارة الوظيفة العمومية والحوكمة ومكافحة الفساد ومؤسسة المكلّف العام بنزاعات الدولة والنيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس والهيئة الوطنية لمكافحة الفساد و هيئة الحقيقة والكرامة   للإذن بإعادة فتح الملف المنسي والمقبور  ومراجعة عقد بيع شركة STIA خلال عهد النظام السّابق على أن يتم الاتفاق على أسلوب متحضر لاستردادها لفائدة الدولة لما شهدته عملية الخصخصة من فساد وإهدار  للمال العام ... لكن مع الأسف لا حياة لمن تنادي فالبلاد التي يعيش فيها هؤلاء أشباه المسؤولين غير البلاد التي نعيش فيها نحن وعالمهم غير عالمنا ووطنهم غير وطننا تونس وأهدافهم غير أهدافنا النبيلة والصادقة والنظيفة ولهذا مباحثنا الاستقصائية لا ترتقي لاهتمامهم وتبليغنا عن الفساد كالنّافخات زمرا... فكيف نريد من أناس بعيدين عنا تماما أن يكونوا منصتين لنا ؟؟ ورغم الدّاء والأعداء ورغم الهرسلة والضغوطات ورغم الإهمال الرّسمي المقصود لما تنشره الثورة نيوز من ملفات فساد حارقة سنواصل النّضال بنفس الحماس وعلى نفس الوتيرة.


طلب العروض appel d'offres للإدارة العامة للخصخصة Direction Générale de la Privatisation (DGPV) للتفريط في الشركة المنهوبة STIA  ) عدد معرفها الجبائي 002584 X وعدد سجلها التجاري B119442002 ) لمستثمرين خواص (عرض 3.999.299  سهم للبيع بما يمثل 99.99% من رأس مال الشركة) طال أكثر من اللزوم (جويلية 2006 – سبتمبر 2009 ) والسّبب ليس غياب العارضين بل تدخل جهات سياسية متنفذة داخل قصر قرطاج وبالقصبة لعرقلة العمليّة واستبعاد المنافسين المزعجين وتوجيه الغنيمة نحو  الصهر السّابق للرّئيس السّابق وذلك بأقل التكاليف طبعا ... ومثلما خطّط له في دهاليز الغرف المظلمة عرف اسم الفائز السعيد والعارض الوحيد في الدور الثاني والذي فاز  بالزبادي وثمن الزبادي وابتسامة صانع الزبادي Le Beurre, l'argent du beurre et le sourire de la crémière  ...أي نعم مؤسسة عمومية رأس مالها 20 مليون دينار ورقم معاملاتها يتجاوز 100 مليون دينار  وتحقق أرباحا وتمتلك عديد المنقولات والتجهيزات والعقارات لعل أبرزها عقار سيدي عبد الحميد بسوسة (مقر ورشات الشركة) والذي يمسح 25 هكتارا ...جميعها بيعت زيزي أو بلوشي في سوق النخاسة ولم يخسر المالك الجديد غير تغيير اللوحة الإشهارية القديمة  STIA  باللوحة الإشهارية الجديدة ICAR ؟؟.


مبلغ الإحالة قيل في الأول إنه في حدود 20 مليون دينار وبدأ المبلغ في التضاؤل لينخفض إلى حدود 4.5 مليون دينار . وإذا اعتبرنا أن المقتني الجديد لم يوف بتعهداته بخلاص قيمة الأصل التجاري 2.5 مليون دينار (لم يتم دفع المبلغ المطلوب لفائدة الدولة إلا بعد الثورة وبالتحديد يوم 05 أفريل 2011 ) ؟؟ وإذا طرحنا مبلغ 1.5 مليون دينار حصل عليه المقتني المحظوظ جدا شركة ICAR خلال شهر سبتمبر 2009 مناصفة من مصرف البنك الوطني الفلاحي BNA (شيك عدد 0865314 مؤرخ في 07/09/2009 مسحوب من الحساب رقم 03220130014100000042 فرع سوسة بوجعفر لمصرف BNA  ومضمّنا به مبلغ 750 ألف دينار) والشركة التونسية للبنك STB (شيك عدد 7410068 مؤرخ في 08/09/2009 مسحوب من حساب مصرف STB  بالبنك المركزي التونسي ومضمنا به مبلغ 750 ألف دينار ) وذلك بعنوان خدمات مصلحة ما بعد البيع لعمليات سابقة  Indemnité forfaitaire pour frais Service Après-vente للحلول محل الشركة المحالة وتأمين خدمات الصيانة لحافلات وشاحنات  IVECO, RVI, IKARUS, MERCEDES, SCANIA,  ... عندها لن يبقى من ثمن الإحالة إلا 500 ألف دينار  بعد طرح مبلغ 2.5 مليون دينار ومبلغ 1.5 مليون دينار من مبلغ الإحالة 4.5 مليون دينار؟؟ "جنّة وفيها بريكاجي" هكذا علّق أحد المتابعين لعملية الإحالة المشبوهة !
وفي إطار ما يسمّى بعملية تطهير المؤسسة العمومية المعروضة للبيع وتحميل الدولة لديونها المثقلة تكفّلت الشركة التونسية للبنك  STB والبنك الوطني الفلاحي  BNA بخلاص ما قيمته 3122400 دينار (أكثر من ثلاث مليارات) بعنوان تسبقة للحرفاء Avances clients  لفائدة شركات مروان المبروك ونعني بهما شركة "المحرك" Le Moteur (2088000 دينار) وشركة "إيطال كار " Italcar (1034400 دينار) هذا إضافة إلى خلاص منح لعملة الشركة ... المنحة الأولى بعنوان رخص سنوية خالصة الأجر  congés payés والتي بلغت قيمتها الجمليّة 205823.796 دينار  وقع خلاصها مناصفة يوم 07/09/2009 بين مصرف  STB ومصرف  BNA أي 102911.898 لكل منهما والمنحة الثانية تمّ دفعها أيضا للمقتني الجديد بعنوان منحة الشّهر الثالث عشر 13  éme Mois والتي بلغت قيمتها الجمليّة 258450.096 دينار والمنحة الثالثة تخصّ ما يسمّى بأموال الإغاثة fonds de secours والتي بلغت قيمتها 289564.103 دفعت أيضا مناصفة بين المصرفين... كما تكفّل المصرفان أيضا وفي نفس الإطار بخلاص الفارق في الصّرف Différentiel de change لعدد 6 هياكل فولسفاغن Volkswagen  بما قيمته 66646.620 دينار  وعلى قاعدة وما خفي كان أعظم ؟؟





مافيا أولاد المبروك توسّعت أحلامهم وتفتّحت شاهيتهم للفوز بالجمل بما حمل إذ لم يكفيهم التحيّل على الدّولة للهف المال العام باستعمال الخزعبلات والمغالطات وهو ما مكّنهم من استعادة مبلغ 4 مليون دينار في ظروف وملابسات مشبوهة ومن الاستيلاء على مخزون ضخم من قطع غيار  Stock de pièces de rechange حافلات وشاحنات الإيفيكو والإيزيبيس (Iveco  - Irisbus ) بعد احتساب قيمته المحاسبتيّة Valeur comptable صفر من الملّيمات Zéro Millime وذلك إثر الترويج زورا وبهتانا لدى الدوائر المعنية بأنه اتضح بعد عملية الجرد المنجزة من طرف خبراء آخر زمان بأنه مخزون لا قيمة له Sans valeur وغير صالح للاستغلال أو الاستعمال والحال أن المخزون ينقسم إلى جزئين الأول قديم وغير قابل للاستغلال والثاني جديد تمّ توريده حديثا وهو صالح للاستغلال ... تصوروا الجزء الثاني من المخزون والذي تبلغ قيمته 4448970 يورو (€) (ما يعادل زمنها 7 مليارات) تمّ احتسابه بلا قيمة تذكر ؟؟
  

بعد عملية الإحالة المشبوهة والممنوعة تكفلت الشركة التونسية للبنك  STB والبنك الوطني الفلاحي  BNA بخلاص فواتير المزودين الأجانب  Factures Fournisseurs  المعلقة بدون خلاص والتي كان من المفروض أن يتعهد بخلاصها المقتني الجديد شركة ICAR  بحكم أنه لم يقع بعد استغلالها أو بيعها للحرفاء وأنها تخصّ عمليّات تزوّد حديثة العهد ...المهم تكفّل المصرفان العموميّان المنهوبان  BNA  و STB والمالكان لأسهم الشركة المنهوبة المحالة بوبلاش STIA  لاولاد المبروك بخلاص مستحقات المزودين الأجانب من ذلك تمّ إنطلاقا من يوم 09 سبتمبر 2009 تحويل المبالغ المطلوبة نحو المزوّد ايفيكو  IVECO (1854930 يورو  €) حيث تكفل مصرف STB  بخلاص مبلغ 1206080 يورو ومصرف BNA  بخلاص مبلغ 648850 يورو وأيضا نحو المزوّد إيريبيس Irisbus  (1066040 يورو €) حيث تكفل مصرف STB  بخلاص مبلغ 254405 يورو ومصرف BNA  بخلاص مبلغ 811635 يورو  وكذلك نحو المزوّد CFE  (1528000 يورو €) ؟؟ وهكذا أجبر  المصرفان العموميان STB و BNA  على خلاص المزوّدين الأجانب الثلاثة (IVECO Irisbus CFE ) لبضاعة استغلها المقتني الجديد وجنى منها مرابيح خياليّة ومن غير المستبعد أن تكون لهذه العمليّات المشبوهة والغامضة تداعيات سلبيّة لاحقة على المصرفين المعنيين وبعد الثورة يتشدّق الثورجيون بضرورة التدخّل لإنقاذ ورأسملة الشركة التونسية للبنك والبنك الوطني الفلاحي وتخصص لهما ميزانية إضافية من المال العام ب1000 مليون دينار تمّ اقتراضها بالعملة الصّعبة من المؤسّسات المالية الدوليّة... ؟؟ ألم يكن أولى وأجدر العمل على استعادة المبالغ المنهوبة من طرف عصابات الطرابلسية وعلى رأسهم شركات مروان المبروك وشركات سليم زروق اللذان أفلتا من المصادرة بقدرة قادر.
  




نسخ من تحويلات SWIFT بما قيمتها الجملية 4448970 يورو سحبت من حسابات مصرفين STB و BNA لخلاص شراءات قطع غيار و مستلزمات للحافلات انتفعت منها شركة اولاد المبروك ICAR

ما وقع خلال سنة 2009 في عمليّة خصخصة شركة STIA من فساد مالي وإداري تجاوز كل الحدود والخطوط الحمراء بعد أن انتقل رزق البيليك إلى رزق أولاد المبروك بدون أيّة دفوعات بل شمله قبض المليارات تحت عناوين لا يقبلها عقل ولا منطق وعلى قواعد " هات شاشيتك هات صبّاطك " و" سلفو وألعب معاه" و" من لحيتو افتلو شكال وشاشية " و" الرّزق السايب يُعلِّم النّاس الحرام" و" منّو فيه زيتو يقليه"... مافيا أولاد المبروك وصفها المتابعون بالجراد الذي يأكل الأخضر واليابس ولا يترك وراءه إلا الخراب والدّمار  وما إفلاتها من الحساب والمحاسبة إلا دليلا على تواصل سيطرتها المطلقة لما بعد الثورة على كل الأجهزة على حدّ سواء على إيقاع "الّلي عندو فلوس يعنقر الكبّوس" ،" واللّي عندو الكعبْ يلعبْ كيف ما يحبْ... "عن  أي ثورة تتحدثون  أيها الحمقى؟ كفاكم مهاترات وسخافات ونقاشات نحن في غنى عنها ؟ .انتبهوا جيّدا لمستقبل تونس ولثروة تونس قبل فوات الأوان .



نسخ من الصكوك التي انتفع بها زورا اولاد المبروك



نسخ من الصكوك التي انتفع بها زورا اولاد المبروك

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire