samedi 7 mai 2016

سيذكرني قومي إذا جدّ جدّهم ....وفي اللّيلة الظلماء يفتقد البدر




بعد أن عاش التونسيون لحظات حلم جميل بعد 14 جانفي  2011 لمّا غادر الرئيس السابق زين العابدين بن علي أرض الوطن بعد انقلاب دبر بليل في مطابخ المخابرات الأجنبية. فقد ظنوا أنّ الزّمن قد ابتسم لهم واعتقدوا أنه سيكون بالإمكان أحسن مما كان وأن الدنيا ستملأ عدلا بعد أن ملئت جورا وأنّ حكام تونس الجدد سيبرؤون الأكمه والأبرص وسيحيون المناطق المهمشة والحواري الفقيرة بعد موتها هذا يقول " مبركك يا راجل أمي لول " وهذا يردّد "  اللي يبدّل لحية بلحية  يشتاقهم لثنين" وهذا يصرخ " حالتنا متعبه أصل "  وهذا يقول متحسرا  على الزمن الجميل "من كان في نعمة ولم يشكر خرج منها و لم يشعر "  ويقول "كنا زمن بن علي بألف خير ونعمة "وهذا يدندن مقطع " إلي تعدا وفات زعما يرجع " وأولئك يتناقلون لقطة العجوز أصيلة منزل بورقيبة التي اعترضت مؤخرا موكب والي بنزرت وخاطبته بلهجة متفرنسة قائلة" : جيتك بجناب الله   Travailles bien .... الشباب ça va pas . ...ملّي كنّا في Ptit paris ولينا في Petit خمج ..."..أقوال حكيمة وصور صادقة تختزل الحالة التي أصبحنا عليها بعد مرور خمس سنوات على ما سمي زورا بالربيع العربي وسماه البعض صدقا بالربيع العبري بعد أن شاهدوا الأوطان العربية غارقة في دمائها مطعونة في كبريائها تبكي أبناءها وبناتها الذين أرسل بهم إلى مهالك الموت حيث رحى الحروب لا تبقي ولا تذر.


خمس سنوات مرت فكان الحصاد هشيما كنا قد فصلنا القول فيه في افتتاحيات سابقة. وفي كل سنة يأتي إلينا رئيس حكومة ليدعي بأنه المهدي والمنقذ والواحد والحكيم والعليم وما هي أشهر معدودات حتى يكتشف الشعب أن حاكمه رجل مقامر مغامر رهن البلاد والعباد.. فالربيع العبري قد عبث بشعب تونس وجعل فصولها الأربعة فصلا يتيما هو فصل الخريف الذي تساقط  فيه الوزراء والرؤساء تساقطا رهيبا غريبا رغم تبدل اللون والطعم والرائحة ( المبزع و الباجي والمرزوقي والجبالي والعريض وجمعة والصيد.) ولما كانت الرعية على دين الملك فقد وجدنا مع كل رئيس أو رئيس حكومة وزراء فاشلين على الأرائك متكئين بمداعبة الفايس بوك منشغلين بالبحث عن كرسي دائم حريصون شتان بين وزراء بن علي ووزراء ما بعد بن علي..


وفي هذا المشهد القاتم وفي كل يوم يزداد التونسيون اقتناعا بأنهم قد ارتكبوا خطيئة كبرى لمّا أودعوا الوطن بيد خونة فاشلين مراهقين لا همّ لهم إلا جمع القناطير المقنطرة من الذهب والفضة ولو بيع الوطن. جميعهم  مرّوا  من هنا .." وكل واحد يمشي يوصي على خوه " وفي كل مرة نقول " أسوأ خلف لأسوأ سلف ...حكومات تائهة ضالة لا تدري من أمرها رشدا ...وشعب أحس بالنّدم وعلم أنّه قد  فرّط فيمن بنى تونس وأعطى المعاول لمن سيهدمها في أيام وأشهر معدودات ...


هكذا دارت الأيام وأدرك أبناء هذا الوطن أنهم قد استبدلوا الذي هو خير بالذي هو أدنى فأصبح أكثرهم على ما فعلوا نادمين...ولعل الرئيس زين العابدين وهو يتابع كيف عاث تجار السياسة بوطنه ويرصد تفاعلات أبناء وطنه يردد ما قاله الشاعر لما ظلمه أهله  و أدركوا بعد فوات الأوان  أنهم قد أساؤو من حيث أرادوا الإحسان : 

سيذكرني قومي إذا جدّ جدّهم ....وفي اللّيلة الظلماء يفتقد البدر


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire