من حكايا العدالة العاجزة بنابل: قضاء بودورو في قبضة صاحب مطعم بومودورو

أطمئنكم يا سادة ويا مادة .. إن الشعب التونسي قد ضجر من مصطلحات الثورة والثوار والثورجيين وقضايا شهداء الثورة وجرحاها والحرية والكرامة والعدالة والرئيس المخلوع والأزلام والنظام البائد والفاسد والتجمع المنحل والفصل 96 م.ج. الشهير وأعمال المصادرة والعفو التشريعي العام والتعويض للمساجين وغيرها ...الشّعب التونسي ضجّ منكم ومن تصرفاتكم يا أعداء الوطن ويا تجار الدين ويا أصحاب دكاكين حقوق الإنسان ومستقبلا لن يسقط في شراككم ثانية لأنه أدرك الحقائق التي كانت خافية عليه بعد أن عانى من الفوضى والظلم والبلطجة بسببكم وبسبب حقوقكم المزعومة وادعاءاتكم الزائفة .... ولو ثار الشعب فسيثور عليكم أنتم يا من تنادون بالعدالة النّاجزة ثم تعودون مرة أخرى لترسّخوا للعدالة العاجزة .. فاحذروا !!

يشكل ملف قضية مطعم بومودورو Pomodoro بمارينا الحمّامات حالة فساد كبرى شملت تقريبا جميع الأجهزة والمصالح الإدارية دون استثناء بعد أن نجح صاحب الأصل التجاري محمد المولدي شعير في التحيل على صاحب المحل حبيب منصور ليلهفه أكثر من 500000 دينار (نصف مليار) متخلّدات معينات الكراء عن المدة من 01 أفريل 2012 إلى 31 ديسمبر 2015 ورغم أن القانون واضح في الخروج إن لم يدفع شاغل المحل معينات الكراء على الأقل لفترة لا تقلّ عن 3 أشهر  إلا أن القضاء المستقل جدّااا والنزيه جدّااا كان له رأي آخر  في الموضوع إذ لا مجال لتطبيق القانون على معالي المولدي شعير  (صاحب ب.ت.و. عدد 00320880  ) صاحب الأفضال على قضاة السّمك الطازج Poisson frais  وبوليس "البقشيش" Bakchich ..تصوّروا قضية استعجالية عادية في الخروج من المكرى لعدم خلاص معينات الكراء الشهريّة تمتدّ وتتمطّط لأكثر من ثلاث سنوات من التقاضي في 17 جلسة ؟! المثير للكثير من الجدل أن الأحكام التي تصدر لفائدة المولدي شعير تلخص وترقن وتسلم لصاحبها في توقيت قياسي لا يتعدى ال24 ساعة وفي المقابل الأحكام التي تصدر لفائدة خصمه الحبيب منصور تتعطل وتقبر لأشهر بل ولسنوات تحت حجج واهية لا فائدة في ذكرها والأمر لا يتعلق بمحاكم نابل في الطورين الابتدائي والاستئنافي بل شمل أيضا محكمة التعقيب (محكمة القانون) ؟؟  فريق الثورة نيوز الاستقصائي تابع ملف مطعم بومودورو منذ سنة 2013 ولا زال إلى تاريخ السّاعة وهو ما مكّنه من تسجيل عديد الخروقات والمخالفات والجرائم التي ترتكب يوميا من طرف سلطة الإشراف والسّلطة القضائية لنصرة الظالم على المظلوم ولاستباحة أملاك الغير لفائدة المفسدين والمتحيّلين ... صاحب الحق أي صاحب العقار المنهوب وجد نفسه وحيدا في مواجهة غول الفساد المتمثل في منظومة مافيوزية متكاملة ومتشابكة المصالح تعمل في الظل لتحقيق العدالة الهشة والحائرة والضعيفة والعاجزة وطبيعي أن يصاب بالإحباط واليأس ويستسلم للهزيمة وللواقع المرير فكيف له أن يأمل بالفوز بحكم عادل داخل قضاء فاسد لا معنى عنده للحقّ والعدل والقصاص ؟ وضعية مطعم بومودورو الحمامات شبيهة تقريبا بوضعية مطعم قبة الهواء بالمرسى رغم الاختلاف في المكان والأشخاص والمحاكم المتعهدة وهو ما يعني أن الفساد القضائي شامل ومتشابه ويتعلّق بجل المحاكم من نابل إلى تونس ... ولو أن مطعم قبّة الهواء عاد لأصحابه نهائيّا فيما ظل مطعم بومودورو  مغلقا ومعلّقا تحت رحمة أصحاب الحلّ والعقد من جماعة البطون المنتفخة !

وحتى لا نتّهم بالمزايدة والتضليل في ملف قضية الحال نكشف بعض الشوائب النتنة والفضائح المدوية التي علقت بالنزاع القضائي المستديم بين صاحب المحل الحبيب منصور ومتسوغ المحل المولدي شعير  حيث تلدّد الأخير في خلاص معينات الكراء (أكثر من 8000 دينار شهريا) وهو ما أجبر المتضرّر على رفع الأمر إلى القضاء وللإفلات من العدالة النّاجزة والاحتماء بالعدالة العاجزة استنجد المتسوّغ المتحيّل بآخر تقنيات الخزعبلات والحيل فقام في مرحلة أولى بحشر شخصيّة واجهة ونعني به صهره وزوج ابنته  كريم بن عبد الحميد الدرويش (صاحب ب.ت.و. عدد 02345556 (حيث تعاقد معه على كراء الأصل التجاري للمحلّ المغتصب بمعلوم كراء شهري ب12 ألف دينار (دون علم صاحب المحل) في إطار مسرحيّة مقيتة مكشوفة واضحة المعالم والأهداف وفي مرحلة ثانية وبحكم أنه تعلّقت بالأصل التجاري للمولدي شعير عديد الدّيون غير المستخلصة بالمليارات لفائدة مجموعة من البنوك العمومية والخاصّة (STB - AMEN BANK - ..) وبمئات الملايين لفائدة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي  CNSS ولفائدة عدد كبير من المزودين من بينهم شركة "الستاغ " ...فقد نجح في الوصول إلى المستحيل وفي استصدار  قرار في قبول إجراءات التسوية القضائية وتعيين قاضي مراقب وخبير متصرّف قضائي (طبق القانون عدد 79 لسنة 2003 المؤرخ في 29/12/2003 والمتعلق بإنقاذ المؤسسات التي تمرّ بصعوبات) صادر عن المحكمة الابتدائية بقرمبالية بتاريخ 11 مارس 2013  تحت عدد 236 ... ؟! وبقية الحكاية أو الحتوتة معروفة وأصبحت حديث العام والخاص بالحمامات ونابل وسوسة وتونس وحتى بالخارج بعد أن أجاز المولدي شعير لنفسه ما لا يجوز واستباح كل الحقوق وأغفل جميع الواجبات...على مراد الله !

لو تعلّق الأمر بالإضرار بمصالح رجل الأعمال حبيب منصور فقط لهان الأمر  ولأمكن تجاوزه بحجة أخطاء قضائية عابرة تخص تقدير القضاة ووجدانهم وتقع في بلدان بوركينا فاسو وغمبيا وغينيا بيساو الموزمبيق وفي بلد "التيكي تيكي" لكن أن يشمل الأمر  مصالح الدّولة الحيوية ومداخيلها الجبائية فهذا أمر في غاية الخطورة حيث تعلق بمحمد المولدي شعير  صاحب سيّارة البورش البيضاء Porsche Cayenne وصاحب المعرّف الجبائي قرار توظيف إجباري ﻟﻸداء  Redressement fiscal إثر أعمال المراجعة الجبائية المعمّقة  ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻟﻐشّ ﻭﺍﻟﺘﻬرّﺏ ﺍﻟﻀﺮﻳﺒﻲ  لمؤسسة المولدي شعير ذلك بموجب مقرّر يحمل عدد 382/2014 مؤرخ في 17 نوفمبر 2014 يطالب صاحب مطعم بومودورو بمبلغ 1327737.748 دينار (قرابة مليار ونصف) ورغم أن القرار اتصّل به القضاء وأصبح نهائيا إلا أن قابض الحمّامات كان له رأي آخر يقضي بالسّهو عن وضعيّة المولدي شعير وعدم إزعاجه وهو الذي تربطه به علاقة صداقة قويّة مرتبطة بالسّمك الطازج والموائد الفاخرة وأشياء أخرى ... وهكذا تحوّل المولدي شعير  إلى رقم صعب داخل منظومة لوبيّات الفساد والى رجل فوق القانون وفوق كل المؤسّسات والأجهزة يستحيل تتبّعه أو محاسبته ... انتهى الدرس يا مغفلين.