vendredi 20 mai 2016

في المؤتمر العاشر للإخوان : ليس بالإمكان أحسن مما كان




يبدأ اليوم المؤتمر العاشر لحركة النّهضة في ظل تردّي أحوال البلاد التونسية ترديا لم تشهد له مثيلا على مرّ التاريخ بعد أن حكمها الإخوان وحلفائهم . والمتابع لمراحل هذا المؤتمر ولا سيما على صعيد الاستعداد اللوجستي والتنظيمي  يدرك بيسر أن هذا المؤتمر كسابقه لم يختلف عن مؤتمرات التجمع ومن شابه التجمع فما ظلم:  مؤتمر كرنفالي حافلات فارهة تجوب البلاد طولا وعرضا ومقرات في أماكن راقية وهدايا وعطايا توزع  أطراف النهار وأناء الليل وموائد يشبع منها الضيف حتى لا يعلم السماء من الأرض ولا النافلة من الفرض..ولا ننتظر  في الحقيقة حصادا من هذا المؤتمر  ونحن نلاحظ  الشعارات الكاذبة الخاطئة  واللوائح الزائفة الباطلة والتصريحات الإعلامية الموهومة المزعومة  التي توهم بأن النهضويين قد خرجوا  من جلبابهم القديم  وأنهم  أصبحوا يحتكمون إلى   الديمقراطية  التي  سيكون بمقتضاها المؤتمر سيد نفسه ، ولتضليل الرأي العام  وللإيهام بأن أمرهم شورى بينهم  وأن الانتخابات ستكون هي الفيصل فيمن ستثقل موازينه وفيمن ستخف أسكتوا " الصقور " وتركوا ' الحمائم " تغرد في السرب  وفكروا في تعديل اسم الحركة "النهضة الوطنية" او "النهضة والتنمية". .. والحقيقة أن الشعار الحقيقي للمؤتمر المسرحية « هو " الرأي رأيي والقرار قراري..وأنا أقرر من سيدخل جنتي وأنا أقرر من سيدخل ناري " .. إذ حركة النهضة ليست سوى مزرعة للزعيم راشد الغنوشي وحاشيته ..وتلك حقيقة شهد بها القريب قبل البعيد والعدو قبل الصديق ..والحقيقة أيضا هو أن هذا المؤتمر يجري إلى غاية وحيدة هي مزيد التمكن من مفاصل الحكم لإنهاء ما تبقى من معالم وطن بنته أجيال من أبناء تونس البررة خاصة بعد أن نحج الإخوان في تفكيك حركة نداء تونس وشق صفوفها.




ولا يمكن في الحقيقة ونحن ندلي برأينا في هذا المؤتمر المسرحية ألا نعرض إلى بعض الخلافات التي تعصف بالحركة وكوادرها ومدارها أساسا على الفصل بين الدعوي والسياسي وهي كلمة حق يراد بها باطل . فنحن نجد شقا متشددا  يرفض الحديث أصلا في هذه المسألة وشقا " يلعب على الحبلين "  ينادي بها في العلن ويرفضها في السّر.يضاف إلى  ذلك أن رصيد النهضة الذي بدأ يتأكل ما عاد يسمح لها بالسيطرة على المساجد والتحكم في الدعوي بعد أن أوكلت المهمة إلى أبناء الغنوشي الذين  يذكرونه بشبابه ، فالسلفية الجهادية هي اليوم من بيدها الحل والعقد  والثابت داخل كل هذه الاختلافات المزعومة هو أن حركة النهضة لن تغير جلدها ولن تشق عصا الطاعة في وجه التنظيم العالمي للإخوان ولن تغير في مرجعياتها السياسية شيئا . وقد لا نجانب الصواب إذا قلنا إن المؤتمر العاشر لحركة النهضة  يكون بداية النهاية لحركة النهضة لأنها قد أسرفت في التقلب والانتهازية  وأطنبت في تطبيق سياسة " أرْضِهم ما دمت في أرضهم ودارهم ما دمت في دارهم " ، فهذا المؤتمر سيؤكد مرة أخرى ثقافة الولاء إلى زعيم القبيلة الذي علم أبناءه ما قاله الشاعر دريد بن الصمة :  
 وهل أنا إلا من غزية إن غوت  .. غويت وإن ترشد غزية أرشد .




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire