mercredi 23 mars 2016

الأخبار في إذاعة تونس الثقافية : قصارة حامضة مملّة ضحكا على ذقون المستمعين




لم نجد ما يشفي الغليل و لم ندرك بعد الجدوى من المادة الإخبارية المقدمة على إذاعة تونس الثقافية و التي تبث رأس كل ساعة مع نشرة إخبارية تقدم في حدود الساعة الثانية تأتي في باب الامتياز للمستمعين... إذ لم تتوصل  الأخبار المقدمة  بعد إلى  ملامسة الهدف المرجو  منها و الفائدة المنتظرة  منها و لم تزدنا  إلا جرعة إضافية من "الاستحمار" للمستمعين  تنضاف إلى سلسلة الجرعات، التي تقدمها الإذاعة  عبر بعض  برامجها ..  و ليس من باب المبالغة إن قلنا أن  ما يعده  بشير الزغانمي  رئيس  تحرير قسم الأخبار  و منظوروه  لا يستحق أن يطلق عليه أخبار لخلو  المواجيز من كل  جديد  و سبق   صحفي  ينفرد به القسم  و من كل ما يمكن أن يستفيد منه المستمع المتعطش لمتابعة أخبار جديدة طازجة لا مجمرة  على غرار تلك التي يجد ضالته فيها في الإذاعات الخاصة .... مع إننا نحتفظ بعلامة الامتياز لبعض الأصوات التي  تقرأ  من صحفيين  من بني  جلدتنا ...
فالحقيقة المرة  التي  يمكن  الاصداع  بها عن  الأخبار المقدمة على إذاعة تونس الثقافية  انه لا يمكن  تصنيفها   و لا توصيفها  و لا يمكن التعليق  عليها  سوى بكونها  عبارة  عن “قصارة حامضة مملة” دأب قسم الأخبار على إقامتها ولم يجد لها من موعد يقيمها غير رأس  كل ساعة ، وقد وجد القسم الدعم والمساندة من بعض القائمين على الإذاعة  لما رأوا فيه سمات استثنائية تؤهله للضحك على ذقون  المستمعين .
في  ذات السياق  لا يمكن  القول  عن المادة الاخبارية المقدمة و التي ظللنا نتابعها  على مدى أكثر من شهرين  و نيف  سوى كونها  باهتة من دون «هوية سمعية» جذّابة وواضحة، ما يجعلها لا تمت إلى العصر بصلة، باستثناء أنها تبثّ على  موجاتFM... و باتت الحاجة اليوم ملحة أكثر من أي وقت  مضى إلى أن يدير الساهرون على الإذاعة  أنظارهم إلى محتوى  الأخبار و مضمونها و يصبوا جام نقدهم على الاهتزازات التي تشكو منها و لمَ لا  إعادة تشكيلها من جديد  مما قد يطبعها بطابع الفائدة  و يجعل منها مادة إخبارية جيدة مضمونا و تقديما.
لم  نشأ ان  نورد بعض الأمثلة خوفا  ان  نصيب زملاءنا الصحفيين  دون  غيرهم و نكون  على فعلنا نادمين  و لكننا  حقا  طرحنا  في عدة مرات سؤالا عن  حاجة إذاعة ثقافية لأخبار سياسية مثلا  و أين  المادة الثقافية في  إذاعة قيل انه  مخصصة  للثقافة   ثم أين التجديد في الطرح و لماذا تلك العادة في تلاوة أخبار بلا روح  كما ألفناها  و عرفناها دون روح متملقة مترددة تحكي الشيء ونقيضه في نفس السطر..تردد المفردات ومرادفاتها في استعراض طفولي للأناشيد البائسة والمحفوظات...
 و حديثنا عن الأخبار  في الإذاعة الثقافية يجرنا للحديث  عن الإذاعة  و بعض برامجها   تلك التي  تدنت  في نسب الاستماع  إلى مستوى  مفضوح  لا تتجاوز حتى الصفر بالمائة  بل  الأدهى  و الأمر أن المتتبع لبعض البرامج ( دون الذكر لنتركها لمواعيد صحفية قادمة ) يلمس كونها  بمثابة  ردود أفعال تنم عن عصبية وتخلف فكري وتفكير مدجن تشتم منها رائحة ثقافة أقرب إلى النمط العشائري منها إلى الحداثة والنقد البناء والتغيير وأغلب الظن بأنها تأتي مقابل عطية أو الانتظار لها والتبعية العمياء لأجندات خاصة والمحسوبية الحزبية المضللة ولا ترتقي إلى مستوى الثقافة المسؤولة والفكر الثقافي  المنتج كما ينبغي حيناً ولا تخرج من الإطار الشخصي الأناني والتشهير أحياناً أخرى... وهذه البرامج فعلا لا تبشر بمستقبل مشرق لتونس الحديثة لا تنم عن   إبداع فكري وثقافي راقي ولا نعتقد بأن التونسيين بحاجة إليها أصلاً وقد دفعوا ضريبته سابقا... هذه  لفتة في  العموم ... في  انتظار ان نفتح  كل الخنار  المشؤوم ...

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire