vendredi 11 décembre 2015

فَصْلُ الخِطاب ...عن الخيانات في مجلس النّواب




ظنّ التونسيون  أنّ مجلس نواب الشّعب سيقطع مع ممارسات أعضاء  المجلس الوطني التأسيسي الذي سيبقى وصمة عار تحكيها الأجيال المتعاقبة متهكّمة ساخرة  من الطرائف التي أتقن أداءها إبراهيم القصاص وسنية بن تومية وخميس قسيلة ومن لفّ لفهم  ..وذهب في اعتقادهم أنّ  المجلس بنوابه سيصلح ما أفسدته الترويكا ولكن يبدو أنه ليس بالإمكان أحسن مما كان ..فالنّواب الرّحل قد عادوا ينتقلون من دار إلى دار. تغريهم قارورة خمر معتقة ويغويهمالدينار.. والغرف المظلمة التي تدبر فيها الأمور بليل ساعة  بيع المناصب والخطط والرّتب العليا وساعة توزيع المسؤوليات والمهام صلب اللجان ومكتب المجلس أصبحت غرفا أكثر سوادا وأشد قتامة ..



أما عن الانضباط فلا تسل فنوابنا الكرام  لا يعرفون الحضور إلا للغياب أو قل هم يمرون على المجلس مرور الكرام ..وهم لا يخجلون إن تأجل اجتماع ولا يستحون إن  رفعت جلسة لعدم اكتمال النصاب ....ولايعنيهم من قريب أو من بعيد أن تناقش ميزانية الدولة بأقل من نصف النّواب. .ولا يهمهم قليلا أو كثيرا أن تمررّ المشاريع الهامة والخطيرة كمشروع قانون المجلس الأعلى للقضاء وعدد النواب والنائبات لا يتجاوز ثلة من الرّجال والنّساء ..وممّا زاد المشهد السياسي ترهّلا الأزمة التي عصفت بحركة نداء تونس وأصابت أعمال المجلس بشلل نصفي جعله أوهى من خيوط العنكبوت...فبعد أن عقد التونسيون أمالهم على نواب هذه الحركة وجدوا أن من توسّموا فيهم خيرا قد خانوا الأمانة واستبدلوا الذي هو خير بالذي أدنى وتيقنوا أن الإخوان قد زرعوا في جسد حركة نداء تونس عيونا لا عمل لها إلا إثارة الفتنة وتغذية الانقسامات.



إنّ الخيانة في مجلس نواب الشعب خيانات : فبدل الفعل الكريم  أتقنوا الكلام العقيم فتراهم يزبدون ويرعدون ويتلاسنون مرة  وتراهم يبكون بدموع التماسيح وتفطر قلوبهم على من  أضناه الفقر وعلة من  طوّح به الإرهاب والله يعلم ما في قلوبهم ويعلم أنهم لكاذبون.. أمّا شعار مصلحة الوطن فذاك نراه مطبوعا على جباهم تردده ألسنتهم صباحا مساء ويوم الأحد. فمسكين هذا الوطن الذي أصبح دجاجة من بيضها يأكلون قميص عثمان الذي به يتاجرون.. مجلس تؤتى فيه كلّ الأشياء ما عدا المهمة الرئيسية أي مهمة التشريع لا عجب والأمر على هذا النحو ألا يحرّك ساكنا لمن أجرم في حق الوطن أو خان ..ولا عجب ألا يعمل على إعادة طقوس الاحتفال بعيدي الاستقلال والجمهورية،  ولا غرابة أن يصبح ملف المحاسبة نسيا منسيا ..


حتى مع الذين ذبحوا حماة الوطن والذين تورطوا في جرائم الإرهاب والرش ورفعوا السلاح في وجه الدولة وأكثرهم من خريجي السجون بما يسمى العفو التشريعي العام  ..ولسنا ندرى متى سنعرف من اغتال الشهدين  شكري بلعيد والحاج البراهمي  ولسنا ندري متى سيحاسب من تستر على هروب أبي عياض ومن سهل عمليات باردو وسوسة ..أسئلة ستبقى معلقة إلى أبد الآبدين إذا ظل مجلس النواب على هذه الغفلة أو قل على هذا الخبث الناعم .. وليس لي في نهاية هذا الافتتاحية إلا أن أستعير بعض ما قاله الشاعر العراقي مظفر النواب وأعدل فيه لأقول : "هل نواب  انتم !!!!والله انا في شك من بنزرت  إلى بنقردان..هل نواب  أنتم. وأراكمتمتهنونالليل...على أرصفة الطرقات الموبوءة... أيام الشدة؟؟..قتلتنا الردة ...قتلتنا الردة. إن الواحد منّا يحمل في الداخل ضده.."  حفظ الله تونس من النواب ..ووقاها  شرّ الذئاب .




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire