التّرقيات في سلك الديوانة فاقت الحدود وتخطّت الخطوط ليرتفع عدد
العمداء (جمع عميد) أو الجنرلات إلى أكثر من 200 وهو لعمري رقم قياسي عالمي غير
مسبوق في أكبر جيوش العالم وإذا أخذنا بعين الاعتبار عدد موظفي الديوانة والذي
يبلغ قرابة 9000 عون نخلص إلى أنه على كلّ 45 عون نجد ضابطا قائدا برتبة جنرال وإذا
توسّعنا في التّحليل نجد على نفس الفصيل المتكوّن من 45 عونا عدد 4 ضابط عقيد وعدد
7 ضابط مقدم و9 ضابط رائد و15 ضابطا بين نقيب و ملازم أول وملازم أي أن مجموع هيئة
الضّباط في حدود 36 (70% منهم غير حاصلين على شهادة جامعية ولم يتابعوا التّكوين
الأدنى المطلوب ) من جملة 45 وبعملية حسابية في الطّرح نخلص إلى أن عدد الأعوان في
حدود 9 أي بنسبة تأطير 80% وبذلك يكون
الهرم القيادي Pyramide de commandementقد انقلب بعد الثورة رأسا على عقب بعد أن
أغرق سلك الديوانة بالرّتب الصينية تحت مسمى تسوية المسار المهني ...
قبل الثورة
كان عدد ضبّاط الديوانة لا يتجاوز ال800 أي بنسبة تأطير لا تتعدّى 10% واليوم انفلتت
الأمور وضاع الانضباط وتضاعفت النّفقات عشرات المرّات فمن سيحكم من ؟ أيعقل أن تقرّر الإدارة صبرة واحدة ترقية 57 عقيداإلى رتبة جنرال أم هي ترضيات وترقيعات
وتوافقات بالأساس ؟ ألا يعتبر هذا التّمشي الخاطئ إهدارا للمال العام ؟ فلكلّ جنرال جديد وجب على الدّولة توفير المكتب الوثير
والكاتبة الخاصّة والحاجب الخاصّ والسّائق الخاصّ والصّالون الخاصّ وبدّالة الهاتف
الخاصّة Standard téléphonique والسّيارات الخاصّة
والمرابض الخاصّة وحزمة من الامتيازات الخاصّة وعلى رأسها مقتطعاتالبنزين ... تصوّروا
ضابط الدّيوانةهندة دومة بن حميدة(أصيلة القلعة الكبرى ومتزوجة من عبد
الناصر بن حميدة رئيس هيئة مراقبي الدّولة )حصلت
في ظرف لا يتعدّى 7 سنوات على سلسلة من الترقيات من رتبة مقدّم إلى عقيد إلى عميد
فأمير لواء أي 3 رتب في هيئة الضّباط القادة وبمعدّل قياسي ...رتبة كلّ سنتين !
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire