vendredi 6 novembre 2015

حبّ البلاد أشدّ من حب الأولاد




ما أشبه اليوم بالبارحة، فتونس التي تعيش اليوم مشهدا سياسيا مفتوحا على كل الاحتمالات بعد الأزمة التي بدأت تعصف  بحركة نداء تونس ، شبيهة بما حصل في أواخر الثمانينات مع الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة ، فكأنّ التاريخ يعيد نفسه ..بالأمس تربصت ببورقيبة الذئاب لما رأت أنّ رأسه قد اشتعل شيبا ووهن منه العظم ،وزينت له طريق التوريث ولكنّه نجا من أكثر الفخاخ التي نصبت إليه وأشدها فخ التّوريث فأبعد ابنه الوحيد الذي كان بمثابة الابن والأخ والصديق  رغم  تخرجه من أشهر الجامعات الأمريكية وطلّق زوجته طلاقا بائنا لا رجعة فيه وكان في ذا وذاك حكيما وقى تونس شرّ فتنة كانت ستعصف بها لو قدر الله وورّث الحكم لابنه ..



اليوم المشهد السياسي في تونس يكاد لا يختلف كثيرا عن المشهد السابق فالسبسي قد عوّض بورقيبة حنكة وسنا وحافظ قد عوض الحبيب بورقيبة جونيور – وإن كان الاختلاف بينهما عميقا ذلك أن حافظ رجل فاشل في دراسته وفي مشاريعه – ووسيلة بورقيبة عوضتها شذلية السبسي وزادت معها " حماة حافظ " ولسنا ندري هل أن السبسي سيثبت من جديد للتونسيين أنه الوحيد صانع القرار السياسي وأنه " سيفر من أخيه وصاحبته التي تأويه " أم أنه سيرتكب خطيئة كبرى وسيعطي الوطن لمن لا يستحق ...الأيام القليلة القادمة كفيلة بالإجابة عن هذا التساؤل وسيأتينا بالأخبار من لم نزود !




بالأمس دافعنا عن النداء في الانتخابات التشريعية ورفعنا شعار إما نداء وإما فناء ، فلما جاءت الانتخابات الرئاسية دعونا للخيار الثالث ممثلا في منذر الزنايدي لا تشكيكا في قدرة السبسي ومزاياه على الوطن قبل الثورة وخاصة بعدها لا تحصى ولا تعدّ ولكن كنا مضطرين أن نصوّت تصويت عقاب حتى نقصي النهضة ومن تسبب لوطننا في الخراب  من جهة وكنا مجبرين على التصويت الإيجابي حتى لا تذهب الأصوات سدى فينتفع به شخص كالمرزوقي لسنا في حاجة هنا إلى التذكير بما سببه للوطن من بلايا ورزايا . وكنا قد نادينا بالزنايدي رئيسا لأننا كنا مشفقين من هذه اللحظة التي قد يترك فيها الرجل كرسي الرئاسة وأن تصيبه نيران الأصدقاء والأعداء في آن ويكون الوطن هو الخاسر الوحيد ..وها أن الأيام تثبت لنا ما كنا قد استشرفناه ..اليوم نقولها عالية ونحن لا نساوم ولا نصالح ولا نجامل إذا ما تعلّق الامر بمصلحة الوطن أن المشهد السياسي لا يوحي بحياة ونداء بقدر ما يؤكد أننا سائرون نحو الموت والفناء ؟؟



إن رئيس الجمهورية الذي أعاد الإخوان إلى الواجهة السياسية بعد أن أقصتهم الصناديق ، وإنّ رئيس الجمهورية الذي لم يبادل مليون امرأة الحب بحب في التعيينات الأخيرة عليه أن ينقذ ما يجب إنقاذه ويصلح ما يجب إصلاحه فالوطن أمانة بين يديه والوطن خير من المال والبنون .




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire