vendredi 13 novembre 2015

آخر ما صدر: نبيل القروي مديرا استراتيجيا للاتّصال في قصر الرئاسة : كالثّعلب الذي يحرس قنّ الدّجاج




لما  كتب  السياسي   سمير بالطيب  و" أنا أغادر قصر قرطاج  علمت أن رئاسة الجمهورية كلفت قناة خاصة، مالكها قريب سياسيا من الرئيس وهو طرف في النزاع القائم داخل حزب نداء، بتغطية وقائع هذا الحفل في حين أن المعمول به عادة هو تكليف القناة الوطنية بالتغطية و بتنظيم مشاركة القنوات الخاصة. هذه سابقة خطيرة لا ينبغي السكوت عنها، فالتلفزة العمومية هي على ملك الشعب و هو الذي يمولها وكل تهميش لدورها هو إهدار للمال العام. ما على الهايكا إلا التحرك قصد وضع حد لممارسة شبيهة بممارسات جمهورية الموز. كل التضامن مع القناة الوطنية و مع كل العاملين فيها"... و لما  كتبت الرئيسة السابقة للنّقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، نجيبة الحمروني  "يتم تثبيت نبيل القروي في دوره كمسؤول عن "الاتصال الاستراتيجي" في قصر قرطاج وتثبيت نسمة قناة للعائلة الحاكمة!! والأدهى والأمر أن يُطلب من التلفزة الوطنية، المرفق العمومي، وغيرها من القنوات التنسيق مع القروي للحصول على إشارة البث" ..
 و لما  احتجت  نقابة الصحفيين و دعت  إلى مقاطعة الاحتفالية  و تدخلت  الهايكا  لتندد بما  جرى  لم  يكن ذلك  كافيا  و شافيا  على اعتبار أن  كل التصريحات  و التلميحات  وقفت  عند  سطح الحدث  و لم تغص  في عمقه  و لم  تفضح سر الطبخة الإعلامية التي أعدت  على عجل  بين مسؤولي القصر وخاصة معز السيناوي المكلف بالإعلام السابق  في قناة  نسمة  و المكلف بالإعلام الحالي  في قصر الباجي نبيل القروي ...


 نبيل القروي الخطر الدائم

لمن لا يعرف ما يدور في  محيط  نبيل  القروي نؤكد أن  الرجل  كالهر الذي يحاكي صولات الأسد  حيث  راح  يهمس  للمقربين  وأحيانا  كثيرا  يجاهر بالقول أنه هو من  أسس حزب النداء و أنه  هو الوحيد  القادر على تفتيته و بعثرة كيانه  وهو الوحيد القادر على ترميمه  متى أراد و متى شاء ...
 و ما لا  تعرفه رئاسة الجمهورية  أن نبيل  القروي  باحتكاره  لبث   احتفالية الرئاسة بالرباعي الراعي للحوار  تكريما لهم  على حيازة جائزة نوبل للسلام  أن الرجل قد  يستغل  كل اللقطات  المصورة في  الكواليس  و التي  لم  يقع  بثها للجمهور العريض للابتزاز   و المقايضة كيف  لا وهو من  سجل  ما دار سرا في  لقاء الباجي السبسي  و حمادي الجبالي  في لقائهما  أثناء  تسلم  السّلطة بعد  انتخابات اكتوبر 2011 و تسريب الحوار في  صفحات التواصل الاجتماعي .. فالابتزاز من  مبادئه و الخيانة من  قواعد  عمله و الغدر من  سماته  و استباحة  القصر له  و لكاميرواته التصويرية  يعد ضربا من  الخطر  الدائم على الرئاسة و القصر  الذي  أطرد منه  سابقا ...حتى أن  البعض  شبّه  دور نبيل القروي  الجديد  كالثعلب الذي  يحرس  قنّ الدجاج ..
تقلبات  القروي  من  "بوه الحنين"  إلى القائد الذي  يذكره بالزعيم الخالد  إلى  صهره الحنين  إلى شيخه المبين  إلى الزعيم الإرهابي  المبجل  عنده  في القناة والمجتهد في  تلميعه  لليبيين  و التونسيين  و إلى غيرهم من  الشخصيات  المافيوزية التي  أثّرت  فيه  تجد  القروي  يترنح  بخفة   و لطف  و رقة  و أي  رقة فهو  كالنحلة من  يد  إلى يد   المهم  من  يدفع  أكثر   وهو الذي  قدم نفسه  في صورة شبيهة  بصورة  العبد القابل للبيع  متى وجد الشاري ...


قناة القروي  و خط اللاحياد

يدرك الجميع أن قناة نسمة كانت منبرا  لبعض الأذناب والذيول و تحولت في عديد المواضع  إلى "سبوبة"غايتها إسقاط النظام الإخواني  قبل أن تغير خطها  ذات مساء  و تصطف في طابور المصفقين  لتعود إلى صف المعارضة بعد أن خسرت كل مشاهديها  الذين  أدركوا جيدا أن سياسة القناة تعتمد على قاعدة "  ميحي مع لرياح وين تميحي" فحتى برامجها السياسية تحوّلت في وقت ما  إلى "كباريه "لاستضافة من يطلقون على أنفسهم ثوار ، وهم في الحقيقة مجموعة من الخونة واللصوص أكبرهم زعيمهم الليبي الذي  علّمهم السحر ...و كثيرة هي الأصوات التي  رددت  أن  قناة القروي أداة ترويج رخيصة للأكاذيب، ومصدر لتشويه الحقائق وتزييف التاريخ، ومنبرً للتملق والتمسح بذيول الحكومات العابرة ... هي قناة تافهة في أخبارها، جنّدت نفسها للابتزاز ونشر الشائعات، تديرها أياد خفية مثقلة بالمال الذي يصرف دون حساب في الوقت الذي يستغيث فيه الشعب التونسي من فقر مدقع،.
قناة ميزتها الأساسية التحوّل السريع  و الفظيع و الرقص على حبلين فلا مبادئ و لا قيم و لا إستراتيجية إعلامية و لا هم يحزنون. و المريب أنه  يتم  صرف الأموال وببذخ على فكر إرهابي بدا شاحبا، وبدأ يسقط في كل مكان، ولا تنفعه حناجر الأغبياء الذين يدعون أنهم علماء ولكنهم في الواقع سفهاء ينشرون فكرا لا يقلبه عقل ولا منطق،.. يمارسون طقوسا غريبة ويلبسون ثيابا مريبة ويبرزون وكأن على رؤوسهم الطير وهم يمارسون العور في قمة علوّه، هذا الفكر بدا للناس وكـأنه فكر ساقط لا جذور له ولولا المال الوفير الذي يصرف ببذخ لانهار منذ زمن وما تبعه أحد، و لا أدري كيف تسيّر هذه القناة عملها وممن تصدر أوامرها، فالغث والسمين يطوفان في جوانبها حيث تتعلق أخبارها بشائعات وتزييف للحقائق بشكل بشع ومفضوح...


 الثعلب الذي خسر كل دجاجاته التي تبيض ذهبا

  أدرك العديد أن نسمة هوت كما يهوي السنان الخارق، أو الشهاب الحارق... و لم يعد لها تأثير لا من قريب و لا من بعيد على المتفرّج... رغم ما تقدّمه  من المشاهد بتقنيات حديثة ومتطورة تواكب العصر  و صورة جميلة فائقة النقاء  و لكن دون محتوى يشد الناس  على اعتبار ما توخته  القناة من  نقل  الفرقعات الإعلامية مع الإثارة والتضخيم، على حساب الموضوعية والحقيقة، وفي كثير من الأحيان يكون لوقائع غير مثبتة بالأدلة، أو حتى لقضايا ليست لها أهمية  الحظوة والأهمية ، حتى عدّت مثل  هذه الممارسات الإعلامية من قبل  العديد  من المتابعين بالساذجة  بل و ترسخت فكرة عن المشاهدين كون القناة تقوم بدور تخريبي وتدميري للوعي وللعقل و طغى عليها نوع من الإيديولوجيا وخدمة مواقف أو اتجاهات سياسية على حساب غيرها  إضافة إلى التضارب والسطحية واللامبالاة في تناول الأخبار، وغياب المضامين الدقيقة والجادة  و رغم المساندة التي وجدها  من  عديد اللوبيات  إلا أن القروي ظل يتخبط  دون حلول مما جعله يسقط سقطات متتالية على غرار ما ارتكبه من حماقات لمّا وضع يده في يد سليم الرياحي الذي بدل أن يفرّج أزمته ...عمّقها ...و بدل أن يبسط أمامه الحلول لتجاوز محنته ...أغلق عليه النوافذ والأبواب و قطع عليه حتى أنبوب الأكسجين و المتمثل خاصة في الصكوك ...


  ظهرت  نسمة بهذا  الوجه  القاتم بعد أن باع القروي  كل الدجاجات التي تبيض لهه ذهبا و غادر بلاتواتها كل النجوم اللامعة التي كانت تسوق لصورة القناة  و فتحت الباب لمصراعيه  لعودة  رجل  بن علي الأول  برهان  بسيس الذي  راح  يتزحلق  رويدا  رويدا  إلى أن وصل  إلى  رأس القناة  فمقدمها الأول و الأخير   وحافظت على نشرة أخبار لا تقدم   أخبار متفرقة  مستهلكة  ... ومادة تُعتبر مُستفزة لشريحة واسعة من جمهورها و برنامج يعيد نفسه دون تغيير يلامسه لا شكلا و لا مضمونا... كل هذا اكتشفه المشاهدون... و لاحظه المتابعون حتى أن البعض اقترح على القروي إغلاق نسمة في همس و منح مقرها هبة لجمعية شمس...



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire